أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم واضحة فليس فيما ذكرته نفي لكون الله تعالى يفعل ما يريد منذ الأزل , و لا يعني هذا وجود مخلوق قديم مع الله تعالى فأنت إذا كنتَ تعتبر فعل الله تعالى صفة له كما قرره أئمة السنة : زالت عنك هذه الشبهات و من أحكم هذا الموضع زالت عنه هذه الوساوس فتفطن بارك الله فيك
فقول رسولنا صلى الله عليه و سلم (كان الله ولم يكن شيء قبله) (وكان الله ولم يكن شيء معه) و(كان الله ولم يكن شيء غيره ) كلها لا تعني تعطيل الله تعالى عن الفعل و غاية ما فيها عدم وجود مخلوق معين قديم معه و لذلك قال ابن حبان في صحيحه (14/10] : ولا شيء معه لأنه خالقها ا0هـ
فالكلام هنا عن الأفراد المخلوقة المعينة فليست متقدمة او مع الله تعالى فهذا لا يقوله سني بل يقول السني : ان الله تعالى متصف بالفعل منذ الأزل و الفعل صفة لله تعالى و صفاته أزلية جل و علا فلهذا جاز أن يخلق سبحانه و تعالى و إلا كان هذا تعطيلا لفعله و من قال ان فعل الله تعالى مخلوق حادث فحدث له الفعل بعد ان لم يكن له : فهذا قائل بحدوث أفعال الله تعالى - أي خلقها - و هذا التزمه الأشاعرة فعطّلوه تعالى من صفة الفعل و اعتبروا فعله مخلوق منفصل و لهذا نبّه الامام البخاري على هذه الدقيقة و أشار ان هذا هو كلام الجهمية فقالوا : الفعل و المفعول واحد و لهذا فكن : مخلوقة , فالاشاعرة يتبعون الجهمية في ذلك