لا يصح الاستناد إلى كلام ابن قتيبة في تقدم إنكار المجاز ؛ لأن ابن قتيبة لم يحك عن بعض العلماء أنهم أنكروا وقوع المجاز ، وإنما حكى عن قوم من الملاحدة أنهم يطعنون في القرآن من وجوه كذا وكذا .... ومنها المجاز بدعوى أنه كذب ، كما طعنوا فيه بالمتشابه بدعوى أنه تضليل لا بيان ، وطعنوا فيه باختلاف القراءات ، إلى غير ذلك . وهذا واضح من سياق كلامه .
وقد بحثت عن النص الذي تفضلتم بنقله في تأويل مشكل القرآن فلم أجده ، فيا ليتكم تذكرون الصفحة ، أعني النص الذي أوله ( وشبهتهم أن ذلك .... ) إلخ .
وفي كلام ابن قتيبة فائدة مهمة ، وهي أن أكثر اللغة مجاز كما قال ابن جني ، واشتهرت النسبة إليه بذلك حتى ظن كثيرون أنه تفرد بهذا القول أو أنه لم يسبق إليه .