تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: نقد نشرة المستشرق اليهودي شموئيل لكتاب "عجائب الآثار" للجبرتي. كتبه/ يوسف السناري

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    المشاركات
    28

    افتراضي نقد نشرة المستشرق اليهودي شموئيل لكتاب "عجائب الآثار" للجبرتي. كتبه/ يوسف السناري

    نقد نشرة المستشرق اليهودي شموئيل لكتاب "عجائب الآثار" للجبرتي
    كتبه/ يوسف السناري
    بسم الله الرحمن الرحيم
    هذا مجمل نقدي على نشرة "شموئيل" لكتاب عجائب الآثار للجبرتي:
    فأقول بعد حمد الله تعالى والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم:
    لقد وقع "شموئيل موريه" في سَقَطَاتٍ علميةٍ جسيمةٍ وكَبَواتٍ منهجيةٍ عديدةٍ، وهي على درجاتٍ ومنازلَ منها ما يتسامحُ فيه إذا كان منفردًا، فإذا اجتمع مع غيرِه تضاعفَ وتزاحمَ إلى أن يوصل بصاحبه إلى مرحلة سقوط نشرته وتهافت تحقيقه، وإن ظل في تحقيقه عَوْضَ العائضين، ودَهْر الداهرين، وأَمَد الآمدين، وليس عشرين سنةً، كما زعم "شموئيل".
    وإني لقاصٌّ عليك هذه السقطاتِ ومحدِّثُك بهذه الكَبَواتِ مُقدِّمًا الأعلى فالأدنى.
    أولا: تشكيكه في نسخة خطية تحتوي على نصف الكتاب، أتى في خاتمتها ما يفيد أن ناسخها هو الجبرتي نفسه، زاعمًا أنها منحولة على المؤلف، ليست له، فمن ثَمَّ لم يعتمدها أصلا في إبراز نشرته.
    ثانيا: جَزْمه بنسبة مخطوطة أنها نسخة المؤلف مع أنها لم يُصرَّح في أولها أو آخرها أو ثِنْيها بأن كاتبها هو مؤلفها، وكأنه استنطق الخط فسأله عن مجري مداده في كواغد سفره فأجابه، فاطمأنّ به فؤاده، فطمْأَنَ هو بذلك قارئ كتابه!، ومن ثَمَّ اعتمدها في التحقيق مُقدِّمًا قراءتها على كل القراءات الأُخَر.
    ثالثا: جهله بمنهج التحقيق والإخراج على نسخة المؤلف وطريقة التعامل معها وإضافة فقرات وزيادات في النص المحقق ليست من أصل الكتاب وجدها أثناء مقابلة نصه المحقق بنشرة مكتبة مدبولي بالقاهرة فجعلها في النص المحقق وأشار بأنه وجدها في نشرة مدبولي، بتحقيق عبد العزيز جمال الدين، ورمز لذلك برمز ذكره في المقدمة، وهذا تجرّأٌ منه على حرمة نسخة المؤلف التي لها قداسة عرفها أجدادنا وفاخر بعضهم بعضا بالاطلاع على خطوط أسلافهم من العلماء والمؤلفين، وقد أضاف أيضا في النص المحقق التاريخ الرومي مع التاريخ الهجري، وأحيانا التاريخ الهجري والرومي معا، بخلاف محقق دار الكتب والوثائق المصرية فقد جعل ذلك في حواشي الكتاب ولم يقحمه في النص المحقق.
    رابعا: وهذه وحدها كبيرة من كبائر التحقيق العلمي، وجهل فاضح بطريقة النسخ والتعامل مع الخطوط العربية القديمة وأن المنطوق لفظا والمقصود قلبا يخالف المرسوم خطا أحيانا عندهم، فوجدنا المحقق أسقط همزات الكتاب المقصودة والمنطوقة قَلْبًا قبل النطق لفظًا بها فجعل الكتاب (النص المحقق) مكتوبا على طريقة العامة وعلى لغة قصر الممدود، هذا فيما يخص الهمزات المتطرفة، وسهَّل الهمزات المتوسطة ولم يحقق رسمها كما هو متحقق نطقها عند المؤلف، فخالف ذلك زاعما أنه هكذا وجدها في نسخة المؤلف !! وهذا دليل على أن المؤلف لم يطلع على أي مخطوطات عربية قديمة غير كتابه هذا، ولو أنه مارس القراءة في الكتب القديمة وأعمل عينه وفكره فيها لعلم أن ذلك طريقة من طرق رسم الحرف عندهم، وإني لأحمد الله أن هذا الأعجمي لم يحقق كتابا من الكتب الخالية من النقط والإعجام والضبط، فماذا أنت متخيل لو أنه يحقق كتابا من كتب التراث التي لم يُنْقَط فيها الحرف أو يضبط مثل: [حرح] هذه تأتي في بعض المخطوطات غير المنقوطة وقد يقصد بها [خرج] أو [جرح] فهل تتصور لو أن "شموئيل" يحقق كتابا على هذا الرسم غير المنقوط أنه سيعجمه؟! الجواب كلا، بل سيكتب لك الكلمة كما رسمتها لك [حرح] ثم يقول لك هكذا وجدتها في نسخة المؤلف !!
    أخطاء شموئيل في النص:
    ومن الأخطاء التي وقع فيها "شموئيل موريه" في نشرته لكتاب الجبرتي: تغييرُه عنوانَ الكتابِ المحقق الذي أثبته في مقدمة نص الجبرتي، فجاء في مقدمة النص المحقق قول الجبرتي: "وسميته عجايب الاثار في التراجم والاخبار". بلا همز، ثم وجدناه مغيِّرًا إياه في صفحة العنوان الخاصة بنشرة كتابه، فهمزه فقال"عجائب الآثار في التراجم والأخبار" وهذا تناقض ظاهر، لأنه التزم إخراج النص غير المهموز الذي أمامه فجعله في النص المحقق، فكان المفترض عليه أن يثبته أيضا في صفحة عنوان نشرته كما أثبته هو في نص مقدمة الجبرتي، ومن الأخطاء التي تخص عنوان الكتاب التي وقع فيها "شموئيل" أنه لم يوثقه ولم يفرد له جزءا في مقدمة حديثه عن النص، وتوثيق عنوان النص المحقق كتوثيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه من ضروريات المحقق التي لا ينبغي أن يهملها المحقق.
    ومن الأخطاء التي وقع فيها "شموئيل موريه" في نشرته لكتاب الجبرتي:
    عدمُ إدْراج صور المخطوطات التي اعتمدها في تحقيقه لكتاب الجبرتي مما يقلق قارئ النص ويفقده ثقته بالنص المحقق الذي زعم "شموئيل" في مقدمة تحقيق إبرازته أن كتابه منشورٌ على نسخة المؤلف، التي لم يصرح فيها بأن ناسخها هو المؤلف نفسه كما جاء في مقدمة النشرة قول "شموئيل" ص (29): "كُتِبَتْ هذه النسخةُ بخط المؤلف عبد الرحمن الجبرتي، [ولم يذكر المؤلف ذلك صراحة في خاتمة الكتاب وقد توصلنا إلى هذه النتيجة لتشابه خطها مع رسائل وإضافات موقعة باسم الجبرتي]".
    فكان يجب عليه أن يدرج صور هذه المخطوطات في مقدمة نشرته، ثم يبرهن لقارئ النص كيف استدل على أن هذه النسخة هي نسخة المؤلف، كان لزاما عليه أن يبين ذلك لقارئ الكتاب، ويدرج صور هذه الرسائل مع صور المخطوطة التي زعم أن الجبرتي قد نقشها بِمِزْبَره، فعدم فعل ذلك يقلق قارئ النص ويشككه في محتواه، فلمَ لم يدرج "شموئيل" صور مخطوطاته التي اعتمدها في التحقيق ويدلل على أن من مخطوطاته نسخة المؤلف ؟! ومعلوم أن القطع والجزم بنسبة خط إلى مؤلفه لا يكون بهذه الطريقة التي قطع "شموئيل" بها!.
    وكل ما ذكرتُه من عدمِ إدْراجِ "شموئيل" صورًا من المخطوطات التي اعتمدها = أَسْتَثْنِي منه وجهًا [أ] أو [ب] من أحد أوراق مخطوط أدرجها "شموئيل" قبل النص الذي زعم تحقيقه، ولكن الغريب والمقلق أن هذا الوجه المصور ليس خاتمة المخطوط كما هو المتعارف عليه عند المحققين المعاصرين، بل هو وَجْهُ صورة ورقة من منتصف الكتاب!! ألا يقلق المحققين مثل هذا الفعل؟!.
    و مما يدل على جهل "شموئيل" باللسان العربي وقواعد النحو والصرف والشعر، أنه يأتيه الخطأ النحوي في النص ولا يُشِير بعده إلى علامته [!] التي قال في المقدمة: سأجعل هذه العلامة [!] بعد الخطأ النحوي والإملائي وسأترك الخطأ كما هو، (النقل بالمعنى) وقد جاء في نشرته (1/20) ما نصه:
    [ومن أحسن ما قيل في مراثيه هذين البيتين]: ترك "شموئيل" هاهنا النصَّ خاليا من علامته [!] التي ذكرها في المقدمة، وهذا لحن ظاهر، يعلم ذلك صغار الصبية في الكتاتيب، فهذان مبتدأ مؤخر يجوز تقديمه والبيتان بدله، والجار والمجرور المقدم خبره، وهو يقع في هذا كثيرا، وتَرِيبة السؤال الآن ومِعْصَمه أنَّه يقول: إن نسختي عليها تصحيحات وتصويبات الشيخ "حسن العطار" للجبرتي فهل مر هذا الخطأ على الجبرتي وغفل عنه ومر كذلك على الشيخ حسن العطار الذي هو من هو في العربية يا "شموئيل"، وقبل هذا النص وبعده ذكرتَ أنتَ تصحيحات للشيخ "حسن العطار" بما يفيد أنه قد قرأه _على ما ذكرت أنت_، فهل هذه التعليقات التي أثبتها أنت في النص ونسبتها للشيخ حسن العطار صحيحة له أم هي من تصحيحاتك أنت ؟! وقد جاء هذا النص مستقيما في الطبعات العربية كطبعة دار الكتب (1/34)، وطبعة الهيئة (1/61): [ومن أحسن ما قيل في مراثيه = هذان البيتان].
    والتقدير: [هذان البيتان من أحسن ما قيل في مراثيه] فيجوز التقديم والتأخير. فافهمه يا "شموئيل".
    [السُّبَذْمُوْنِ يُّ]: وقد حرَّف "شموئيل موريه" اسمَ أحدِ أَيِمِّةِ ساداتِنا الحنفية في تحقيقه لكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار لعبد الرحمن بن حسن الجبرتي فقال في ص (457): "السندمُوني"!!. هكذا رسمها وضبطها، وهو تحريف وتشويه للاسم. والصواب هو [السُّبَذْمُوْنِ يُّ]: بضم السين أو فتحها وفتح الباء الموحدة وسكون الذال المعجمة وضم الميم وفي آخرها النون وياء النسبة، هذه النسبة إلى "سُبَذْمُون" ويقال لها أيضا: "سَبَذْيُوْن" والنسبة إليها "السَّبَذْيُوْن

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2015
    المشاركات
    49

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا ونفع بكم.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السناري مشاهدة المشاركة
    [CENTER]
    أخطاء شموئيل في النص:
    ومن الأخطاء التي وقع فيها "شموئيل موريه" في نشرته لكتاب الجبرتي: تغييرُه عنوانَ الكتابِ المحقق الذي أثبته في مقدمة نص الجبرتي، فجاء في مقدمة النص المحقق قول الجبرتي: "وسميته عجايب الاثار في التراجم والاخبار". بلا همز، ثم وجدناه مغيِّرًا إياه في صفحة العنوان الخاصة بنشرة كتابه، فهمزه فقال"عجائب الآثار في التراجم والأخبار" وهذا تناقض ظاهر، لأنه التزم إخراج النص غير المهموز الذي أمامه فجعله في النص المحقق، فكان المفترض عليه أن يثبته أيضا في صفحة عنوان نشرته كما أثبته هو في نص مقدمة الجبرتي،[/LEFT]
    ليس في هذا ما يُنتقد والله أعلم.
    ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا))[الأحزاب:56]

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    المملكة العربية السعودية
    المشاركات
    2,361

    افتراضي رد: نقد نشرة المستشرق اليهودي شموئيل لكتاب "عجائب الآثار" للجبرتي. كتبه/ يوسف السناري

    بارك الله فيك ...

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •