تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: إذ رأى شجرة ثابتة بين يديه ، فقال ؟ ما اسمك ؟ قالت : الخرنوب ، قال : لأي شيء أنت ؟ قالت : لخراب هذا البيت

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    16,513

    افتراضي إذ رأى شجرة ثابتة بين يديه ، فقال ؟ ما اسمك ؟ قالت : الخرنوب ، قال : لأي شيء أنت ؟ قالت : لخراب هذا البيت

    1033- كان سليمان نبي الله عليه السلام إذا قام في مصلاه رأى شجرة ثابتة بين يديه ، فيقول : ما اسمك ؟ فتقول : كذا ، فيقول : لأي شيء أنت ؟ فتقول : لكذا وكذا ، فإن كانت لدواء كتب ، وإن كان لغرس غرست ، فبينما هو يصلي يوما إذ رأى شجرة
    ثابتة بين يديه ، فقال ؟ ما اسمك ؟ قالت : الخرنوب ، قال : لأي شيء أنت ؟ قالت : لخراب هذا البيت ، قال سليمان عليه السلام : اللهم عم على الجن موتي حتى يعلم
    الإنس أن الجن لا تعلم الغيب ، قال : فتحتها عصا فتوكأ [ حولا ميتا والجن تعمل
    ] ، قال : فأكلها الأرضة فسقط ، فخر ، فوجوده ميتا حولا ، فتبينت الإنس أن الجن
    لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا حولا في العذاب المهين ، وكان ابن عباس يقرؤها
    هكذا ، فشكرت الجن الأرضة ، فكانت تأتيها بالماء حيث كانت.
    قال الألباني : (3/120) : ضعيف مرفوعا.
    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (12281) والحاكم (4/197 ، 198 و402) والضياء المقدسي في "المختارة" (61/249/1) وابن جرير وابن أبي حاتم كما في "ابن كثير" (3/529) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (7/300/1) من طريق إبراهيم بن طهمان عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله
    عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال الحاكم : صحيح الإسناد ، ووافقه الذهبي.
    قلت : وفيه نظر من وجهين : الأول : أن عطاء بن السائب كان اختلط ، وليس ابن طهمان ممن روى عنه قبل
    الاختلاط ، وقد خالفه جرير فقال : عن عطاء بن السائب به موقوفا على ابن عباس.
    أخرجه الحاكم (2/423) وصححه أيضا ووافقه الذهبي.
    الثاني : أن عطاء قد خولف في رفعه ، فقد رواه سلمة بن كهيل عن سعيد بن جبير به
    موقوفا على ابن عباس أيضا.
    أخرجه الحاكم (4/198) وابن عساكر من طريق الأحوص بن جواب الضبي : حدثنا عبد الجبار بن عباس الهمداني عن سلمة بن كهيل به.
    قلت : وهذا سند صحيح لا علة فيه ، وهو يشهد أن أصل الحديث موقوف كما رواه
    جرير عن عطاء ، وهو الصواب ، وهو الذي رجحه الحافظ ابن كثير مع أنه لم يقف على رواية جرير هذه الموقوفة ، ولا على رواية سلمة بن كهيل المؤيدة لها ، فكيف
    به لو وقف عليهما ؟ فقال رحمه الله : و في رفعه غرابة ونكارة ، والأقرب أن يكون موقوفا ، وعطاء بن أبي مسلم
    الخراساني (1) له غرابات ، وفي بعض حديثه نكارة ، ثم ذكره موقوفا من وجه آخر عن ابن عباس ، وعن ابن مسعود أيضا ثم قال : هذا الأثر والله أعلم إنما هو مما تلقي من علماء أهل الكتاب ، وهي وقف ، لا يصدق منه إلا ما وافق الحق ، ولا يكذب منها إلا ما خالف الحق ، والباقي لا يصدق ولا يكذب.
    قلت : ومن النوع الذي خالف الحق الحديث الآتي : وقع في نفس موسى : هل ينام الله تعالى ذكره ؟ فأرسل الله إليه ملكا ، فأرقه
    ثلاثا ، ثم أعطاه قارورتين ، في كل يد قارورة ، وأمره أن يحتفظ بهما ، قال : فجعل ينام ، وتكاد يداه تلتقيان ، ثم يستيقظ فيحبس إحداهما عن الأخرى ، ثم نام
    نومة فاصطفقت يداه ، وانكسرت القارورتان ، قال : ضرب الله مثلا أن الله لو كان
    ينام لم تستمسك السموات والأرض.
    _____حاشية_____
    (1) كذا الأصل ، ولعله سبق قلم من ابن كثير ، وإلا فالحديث من رواية عطاء بن السائب كما ترى ، وليس لعطاء بن أبي مسلم الخراساني فيه ذكر . اهـ .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    16,513

    افتراضي رد: إذ رأى شجرة ثابتة بين يديه ، فقال ؟ ما اسمك ؟ قالت : الخرنوب ، قال : لأي شيء أنت ؟ قالت : لخراب هذا البيت

    6573 - ( كَانَ سُلَيمانُ نبيُّ اللهِ إذَا صَلَّى، رأى شجرة نابتة بين
    يديه، فيقول لها ما اسمك؟ فتقول كذا، فيقول لأي شيء أنت؟ فإن
    كانت تُغْرَسُ، غُرسَت، وإن كان لدواءٍ كُتبتْ.
    فبينما هو يصلي ذاتَ يَومٍ، إذ رأى شجرةً بين يديه، فقال لها: ما
    اسمك؟ قالت: (الخرنوب)، قال: لأي شيء أنت؟ قالت: لخراب هذا
    البيت، فقال سليمان: اللهم عمِّ على الجن موتي؛ حتى يعلم الإنسأن الجن لا يعلمون الغيب، فنَحَتَها عصا، فتوكَّأ عليها حولا ميتًا، والجن
    تعمل، فأكلتها الأرضة، فسقط، (فتبينت الإنس أن الجن لو كانوا
    يعلمون الغيب ما لبثوا حولا في العذاب المهين). قال: وكان ابن عباس
    يقرأها كذلك. قال: فشكرت الجن للأرضة ، فكانت تأتيها بالماء).
    قال الألباني في السلسلة الضعيفة:

    ضعيف.
    أخرجه ابن جرير الطبري في "التفسير" (22/51) والحاكم (4/
    197 و 402)، والبزار (3/106/2355)، والطبراني في "المعجم الكبير" (11/
    451 -452) من طريق إبراهيم بن طهمان عن عطاء بن السائب عن سعيد بن
    جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ...فذكره. وقال الحاكم في الموضعين:
    "صحيح الإسناد". ووافقه الذهبي.
    وأما ابن كثير فقال في "التفسير" (3/529):
    "حديث مرفوع غريب، وفي صحته نظر".
    قلت: وعلته: (عطاء بن السائب)، فإنه كان اختلط، وإبراهيم بن طهمان
    لم يذكر في جملة الذين سمعوا منه قبل الاختلاط. ثم قال ابن كثير:
    "وهكذا رواه ابن أبي حاتم من حديث إبراهيم بن طهمان به. ورفعُه في غرابة
    ونكارة، والأقرب أن يكون موقوفاً، وعطاء بن أبي مسلم الخراساني (كذا، ولعله
    سبق قلم، أو خطأ من الناسخ)، له غرابات، وفي بعض حديثه نكارة".
    قلت: والوقف الذي استغربه ابن كثير هو الصحيح عن ابن عباس، فقد جاء
    عن ثقتين آخرين عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عنه.
    أحدهما: جرير - وهو: ابن عبد الحميد - عنه مختصراً، وليس فيه قراءة ابن 168
    عباس للآية.
    أخرجه الحاكم (2/423)، وقال:
    "صحيح الإسناد". ووافقه الذهبي. وهو كما قالا، إن جرير سمعه منه
    قبل الاختلاط.
    والآخر: سفيان بن عيينة عن عطاء به.
    أخرجه البزار (2356): حدثنا أحمد بن أبان: ثنا سفيان بن عيينة ...
    قلت: وهذا إسناد صحيح، فقد ذكروا في ترجمة (عطاء) أن ابن عيينة سمع
    منه قبل الاختلاط وبعده، ولكنه اتقاه في الاختلاط واعتزله، ولذلك قال أحمد:
    "سماعه من مقارب".
    وإنما مما يرجح الوقف أن عطاء بن السائب قد تابعه على وقفه سلمة بن كهيل
    عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به، دون الآية أيضاً.
    أخرجه الحسين المروزي في زياداته على "زهد ابن المبارك" (ص 378/
    1072).
    قلت: وإسناده جيد، رجاله ثقات رجال مسلم، غير عبد الجبار بن عباس
    الهمداني، وهو صدوق.
    وكذلك رواه أسباط عن السدي - في خبر ذكره - عن أبي مالك وعن أبي
    صالح عن ابن عباس، وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود، وعن أناس من
    أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ....فذكره. 169
    قلت: وأسباط - هو ابن نصر الهمداني، وهو -، صدوق كثير الخطأ، يغرب
    - كما في "التقريب" -. وحديثه ليس صريحاً في الرفع، بل إن ظاهره الوقف.
    والله سبحانه وتعالى أعلم.
    ومع عدم ثبوت القراءة المذكورة في الحديث عن ابن عباس، لا مرفوعاً ولا
    موقوفاً، فهي مع ذلك مخالفة لنصها المتواتر في المصحف {فلما خر تبينت الجن
    أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين}. [سبأ: 14].
    ولذلك جزم بعض المحققين من علماء التفسير بشذوذها، مثل: أبي حيان
    التوحيدي (7/268)، والآلوسي (22/123)، وابن كثير - وقد سبق كلامه -،
    وخالف الإمام القرطبي، فقال في "تفسيره" (14/279) بصحتها!
    وفي الختام: لا بد لي من التنبيه على خطأين اثنين:
    أحدهما: أن ناسخ أو طابع "كشف الأستار" ساق الآية في حديث ابن
    عباس بنصها الوارد في المصحف، إلا في الكلمة الأولى منها: (فتبينت)،
    وصوابها: {فلما خرَّ تبينت} وهذا خطأ، وفي اعتقادي أن الذي حمله على
    ذلك إنما هو ظنه أن الرواي أخطأ في تلاوتها، فصححها دون أن ينتبه أنه أفسد
    الحديث، لأن هذا التصحيح لا يتناسب مع قوله في الحديث: "وكان ابن عباس
    يقرأها كذلك"، فقراءته حسب الرواية على وجه آخر غير ما في المصحف، على
    أن الذي في المصحف: {تبينت} ...ليس: {فتبينت} - كما ذكرت -، وغفل
    عن ذلك محققه الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي فقال:
    "نظم القرآن في المصحف كما هنا"!! ثم ساق الآية كما جاءت في الحديث
    نقلاً عن "الزوائد" (8/208). ويعني: "مجمع الزوائد".170
    والخطأ الآخر: أن الشيخ الأعظمي علق على رواية إبراهيم بن طهمان المرفوعة
    بقوله: "أخرجه ابن المبارك ... عن ابن عباس مرفوعاً (ص 378)"!
    وهذا خطأ، فإنما أخرجه موقوفاً - كما سبق -.
    ثم أكد الخطأ بتعليقه على رواية سفيان بن عيينة الموقوفة بقوله:
    "قال الهيثمي: رواه الطبراني والبزار بنحوه مرفوعاً وموقوفاً، وفيه عطاء، قد
    اختلط، وبقية رجالهما رجال الصحيح (8/207)، قلت: تابع عطاءً سلمةُ بن
    كهيل عند ابن المبارك".
    قلت: سلمة بن كهيل روايته موقوفة فقط -، كما تقدم، وسبقت الإشارة إليه
    آنفاً -، وتعقيب الشيخ على كلام الهيثمي يوهم أنه رواها مرفوعاً وموقوفاً! فتأمل.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •