باطن الاثم : الخطر الاكبر في حياة المسلمين
وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ (120)
(وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ)
ليبين لنا ان الحلال ليس فقط هو فالاشياء الظاهرة لاء, الاثم اثم جامع لكل ماحرمه الله عزوجل ظاهرا وباطنا, وذكرنا في امثلة سابقة حين تدبرنا في سورة النساء قلنا: بعض الاشخاص لا يمكن ان تحدثه ابدا لا يمكن ان تحدثه نفسه بان تمتد يده الى تناول لحم الخنزير مستحيل , او الميتة او ما شابه مستحيل , من المسلمين شيء عظيم جدا ولكنه لا يتورع في نفس الوقت عن ان تمتد يده الى اكل اموال الناس بالباطل , رشوة اختلاس ربى اكل اموال اليتامى و سيأتي الكلام في سورة الانعام عن اكل اموال اليتامى اكل حرام
فكما انك لا يتبغي ان تاكل مما لم يذكر اسم الله عليه لا ينبغي لك ان تاكل من كافة المحرمات المعنوية التي لم يظهر لك حساً او ظاهرا انها محرمة , بمعنى ليست من مالم يذكر اسم الله عليه , ليست منخنقة ليست لم تذبح على النصب , ليست لم لم لم , مافيها من هذه الاشيا ء ولكن فيها عطب من نوع اخر , ماهو نوع ذلك العطب ؟ العطب الباطني المعنوي , ربى اختلاس باطل اكل اموال الناس بالباطل غش تدليس , وهذه الايه دستور في حياة المؤمن لا ينبغي ان يتخلف عنها وتتدبروا في بقية الاية قال عزوجل
(وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ)
عجيب ! يكسبون الاثم ! سيجزون بما كانو بقترفون!
وللاسف للاسف الاثم ظاهره وباطنه, القران يتحدث عن الاثم وقال :
ذروا ظاهر الاثم وباطنه .
وللاسف في حياتنا اليوم نحن كمسلمين عشرات المظاهر التي ماعاد الناس يفرقون بها بين ظاهر الاثم وباطنه كمثال الغش , الغش بكل اشكاله وصوره , الغش ليس فقط في الاشياء البسيطة التي تعلمنا عليها ونحن في الصغر , الفاسد يأخذ ويترك على جنب وثم يوضع من فوقه شيء صالح في بضاعة او منتج او ماشابه الى اخره , تعدى هذا بكثير .
اليوم لدينا ظاهرة خطيرة كثرا من المؤوسسات االتعليمية من مدارس من معاهد من جامعات بمستويات مختلفة اظهرت الغش , الغش في الامتحانات الغش في البحوث الغش الدراسات الغش في المشاريع الغش في الرسائل الجامعية الغش في كثير من الاشياء, الانتحال الاكاديمي ان ينتحل الانسان افكارا و اشياء ليست له ولكن ينسب هذه الاشياء لنفسه لتظهر باسمه هذا غش هذا من باطن الاثم , والله سبحانه وتعالى نهى عن كل تلك الاشياء نهى عن كل اشكال التزوير والانتحال
المؤمن ليس بخداع ليس بغشاش ولا يدرك هؤلاء انه حين يتكسبون بتلك الوسائل من الغش او من تلك الوسائل الربحية القائمة على الغش والتزييف والتزوير انما هم في واقع الامر ياكلون اموالا حرام مشبوهة اقل ما يقال عنهم . فالانسان الذي يدخل على نفسه وعلى بيته وعلى اولاده واسرته اموال فيها شبهة و حرام هذا كيف له ان تستقيم الحياه معه علاقة اوادبا او تعلما او تشريعا كيف ؟ الحرام واحد لا يتجزء سواء كان مما لم يذكر اسم الله عليه او كان من اشياء اخر, ظاهر الاثم و باطنه ولذلك جاء القران في الاية التي تليها و قال
{وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اللَّهِ عَلَيْهِ...} الآية. [121]
قضية خطيرة قضية تشكل هوية الايمان هوية الانسان المؤمن تميزه عن غيره تطرح قضية الرسالة الايمانية رسالة القران , انت اريد منك ان تقوم بعملية ايصال الرسالة الى امم الارض كيف ستقوم بارسال تلك الرسالة وانت تعيش حالة من التميع , لا هوية ! جوانب من تلك الهوية ان يكون الاكل الذي يدخل في جوفك حلال طيب ليس فيه اثم , فلا تاكل من ما لم يذكر اسم الله عليه