تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 26 من 26

الموضوع: تأملات قرآنية إيمان كردي

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Jun 2024
    المشاركات
    1,277

    افتراضي رد: تأملات قرآنية إيمان كردي

    (وإنَّها لكَبيرةٌ إلا على الخاشعِين) من الناس من يستثقل ركعة يقومها بين يدي ربه أوركيعات ولكنه يستعذب التعب والنصب والجري خلف أهوائه لساعات فاعلم.. أنه بقدر ما في القلب من محبة وخشية ويقين يكون استسهال الطاعة بل تكون له المدد وبها على الصعاب يستعين (واستعينوا بالصَّبر والصلاة)


    (كلا بل ران على قلوبِهِم ما كانوا يكسبون) كماتحرص على صحة قلبك البدني فاحرص على صحته الروحية فكما يتأثر ذاك بطعامك فيتراكم عليه الدهن والشحوم فكذلك القلب الروحي يتراكم عليه الران كسحابة من الغيوم فالعمل الصالح يصقله والعمل الطالح يرين عليه وبقدر تغذيته بهذا أو ذاك يكون نوره وظلمته


    (فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْـحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِنــدِه) كن دائما على ثقة وحسن ظن بربك سيأتيك تدبيره وتدور على الظالم الدوائر ستأتيك البشائر فيكون فيما تعسّر يسرا وفيما كرهت خيرا وفيما استغلق فتحا وفِكرا وبعد الضيق سعة وبعد الحزن سرورا


    (من كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ۖوَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنيَا نُؤْتِهِ مِنْها) أهداف الدنيا ليس بالضرورة أن تتحقق كما يزعم البعض ولو كدح صاحبها كدح الدابة بدليل (نؤته منها) لكن أهداف الآخرة تتحقق وزيادة بمجرد النية الصادقة إن أعاقتها العوائق


    (إنه كان ظلوما جهولا) بقدر ما تكتسب من العلم الشرعي تتدارك الجهل وبقدر العمل به وتطبيقه تتدارك الظلم



    (ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق) كما تهتم بصحةبصرك فاحرص على صفاءبصيرتك فالعلم بالله والإيمان يصقل البصيرة وكلما صفَت البصيرةكانت رؤيةالحق أكثروضوحا فيحصل التعظيم والامتثال بقدر ذلك والجهل حجاب وبقدره تكون درجات الضعف إلى العمى فتحصل الغفلةوالاستهزا ءوالتكذيب



    خذ مساحتك تحت الظلال من حرّ يوم القيامة من الآن
    ـ (سبعة يظلهم الله.. )البخاري
    ـ (تعلَّموا البقرةَ و آلَ عِمرانَ ، فإنَّهما الزهْرَاوانِ ، يُظلانِ صاحبَهُما يومَ القيامةِ كأنَّهُما غمَامَتانِ..)
    ـ (كلُّ امرئٍ في ظِلِّ صَدَقَتِه حتى يُقْضَى بين الناسِ)


    قيل:كفى بالموت واعظا
    كيف تتعظ من تتصنع بمكياج العزاء وتتأنق بالأسود والأبيض مما شفّ وضاق والطرحة الدانتيل
    إنه احتفال في صورة حزينة واجتماع على أخبار الدنيا
    دعوكم من هذا التصنع فما زادكم إلا غفلة
    استحضر وقوفك في طابور الموت
    أنك في قاعة انتظار إلى حفرة البرزخ وليس إلا عملك فماذا قدمت؟

    التائب أحد أربعة
    تائب مللا من الذنب
    وتائب عجزا عن الذنب
    وتائب خوفا من الناس
    وتائب خوفا من الرب
    فالتائب خوفا من الرب هو التائب
    #فوائد المدارج

    المعصية مع الخوف والتوجس
    أخف ذنباً من المعصية في جُرأة وفرح
    فتلك معصية واحدة
    والأخرى معاص بعضها فوق بعض
    #فوائد المدارج#


    الكل سائر إلى ربه شاء أم أبى
    فسائر أعمى لايبصر الطريق
    وتائه ضل الطريق
    وغافل ساه لايهمه الطريق
    ومتكاسل قاعد وسط الطريق
    ومشمر مبصرنهاية الطريق

    الله (الحسيب)جل جلاله
    عملك يحصيه
    وسعيك يجازيه
    وحسابك يستوفيه
    من لزم بابه
    فهوحسبه وكافيه
    وبحبل رحمته ينجيه
    فأحسن لقاءه
    فإنك في الأخرى ملاقيه

    شماعة(ياشيخ بس)
    إن قلت لهم:حرام.لايجوز. فيه إثم
    قالوا:(ياشيخ بس)
    جملة
    يحللون بها كثيرا من المحظورات
    ويلقون عن أنفسهم بها كثيرا من التبعات

    (مامن وال يلي رعية...,فيموت وهو غاش لهم إلا حرم الله عليه الجنة)
    ومنه غش التربية
    ترك الأبناء مع الفتن
    تفتك بالعقل
    تدغدغ الشهوة
    لا إرشاد
    لانصح

    الله(التواب)جل جلاله
    كم نغفل عن يوم الحساب
    كم نذنب حتى بلغت ذنوبناالسحاب
    فيوفقنا للتوبة.ويجنبنا بها العقاب
    بل ويفرح بعودتناللصواب
    ما أكرمه

    أصوات المساجد في صلاة التراويح والقيام لها دويّ بكتاب الله يشق سكون الليل

    وكأنها تذكّر بعُمّارها تذكّرت به دويّ التسبيح حول العرش
    قال النبي ﷺ:(إن مما تذكرون من جلال الله:التسبيح والتهليل والتحميد, ينعطفن حول العرش,لهنّ دويّ كدويّ النحل , تذكّر بصاحبها) الصحيحة

    يخطئ البعض فيقولون:(أنت في المدينة..سلّملي على الرسول) ﷺفسلِم عليه
    أينما كنت فسلامك يبلغه (إنَّ للهِ تعالى ملائكةً سياحين في الأرضِ،يُبلِّغو ني من أُمَّتي السلام) صحيح الجامع
    وصلاتك تبلغه(حيثُما كنتُم فصلُّوا عليَّ؛فإنَّ صلاتَكم تبلُغُني)صحيح الجامع






  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Jun 2024
    المشاركات
    1,277

    افتراضي رد: تأملات قرآنية إيمان كردي



    (ولا تتبعوا خطوات الشيطان)
    فلخطواته آثار منها:
    الشك في ثوابت الدين
    التقول على الله
    الوقوع في شراك البدع والفتن
    استمراء الذنب والمنكر
    تصديق الوهم
    محبة القبيح والمذموم
    فاستعذ وابتعد
    وثبّت خطاك على خطى نبيك
    فبقدر ذلك تبتعد عن خطواته
    (واتَّبَعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون)

    (ستجدني إن شاء الله من الصابرين)
    تمثّل هذه الإرادة وقوة العزيمة
    تخطى بها العقبات
    تجاوز بها الأزمات
    الزم بها الطاعات
    اقهر بها الأهواء والشهوات
    قاوم بها الفتن والمغريات
    اجعلها شعارك عندما تستدعي الظروف والمواقف
    واجعلها وقودك للوصول لأسمى الغايات والأهداف

    ما أكثر ما تكررت جملة (وعملوا الصالحات)
    ليجعل المؤمن العمل الصالح سجيّته
    وليصلح به قلبه وتصطبغ به شخصيته
    وليترفّع عن كل ما يزيد عن الآخرة غفلته
    وليكون له بشرى عندما تأتي منيّته
    وتعظم يوم القيامة فرحته
    وفي ذلك صلاح أمره
    وصلاح دينه ودنياه
    وصلاح آخرته

    ما أكثر ما تكررت ﴿والله علىٰ كُلّ شیۡءࣲ قدیر﴾
    - ليعظم الإيمان واليقين
    - فتُحسن التوكل على القادر القوي المتين
    - وتكثر السؤال والإلحاح كل حين
    - وتُحقق إياك نعبد وإياك نستعين
    - وتتوقى عقابه وترجو ثوابه باتباع شرائع الدين
    - واعلم كذلك أنك بأذكار الصباح و المساء في حصنٍ حصين

    (وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون)
    إذا رأيتهم يغفلون عن إرث عظيم
    فاحرص على النصيب الأوفر
    فبقدر عملك
    عمل القلب
    عمل اللسان
    عمل الجوارح
    بعد رحمة الله وفضله
    يكون نصيبك من إرث الجنة
    وبقدر التفريط يكون التنازل عنه


    (نسوا الله فأنساهم أنفسهم)
    كيف تنسى من بيده مفتاح ذاتك
    تشغيلها , ومآلها , وسعادتها وتعاستها
    تذكر أن المفتاح ليس بيدك
    فمن نسي الله أضاع ذاته


    (نسوا الله فأنساهم أنفسهم)

    أكثر الناس اهتماما بأنفسهم
    من كان الله تعالى محور اهتمامهم
    فوفقّهم للارتقاء بها والعمل لسعادتها
    ومن نسي الله أهمل نفسه
    فتركها دابة تسرح بلا تحكّم
    فأوردها المهالك
    فاعلم أن اهتمامك بنفسك ليس بيدك بل بتوفيق الذي نسيته


    (وتلكَ الأيامُ نداولها بينَ الناس)
    الأيام لا تثبت على حال
    والحياة في إدبار و إقبال
    والزمان لا يستقر ..كأنه زلزال
    والسعيد من كان مع الله في كل الأحوال
    فلا يتأرجح من اهتزاز الزمان
    ولا يغيّره اختلاف الأحوال
    فتراه صاعدا جبلا راسخا
    درجاته الصبر والرضا والشكر
    وعلى هذا ثباته
    حتى مماته

    (وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ)

    كل آثارك مكتوبة
    آثار خطواتك للخير
    صدى كلماتك في القلوب
    أثر بسماتك على الجراح
    بذور أفكارك التي أزهرت هنا وهناك
    بصماتك المشرقة في كل مكان
    كل آثارك من خير وشر
    كل ما أنت سببٌ فيه
    في حياتك ومن بعدك
    فلتكن مبارك الأثر


    (ولكن الله حبّب إليكم الإيمان وزيّنهُ في قلوبكم وكرّه إليكم

    الكفرَ والفسوقَ والعصيان أولئك هم الراشدون)

    (((ميزان الرّشْد)))
    امتلاء القلب بحب الإيمان الدافع للعمل
    وكراهية الدرجات الثلاث:المعصية والفسق والكفر
    فمن أحبّ أو أصاب منها شيئا قلّ رشده بقدرها
    ومن أصاب الثالث فقَد رشده



    (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ)

    السكينة تنزل (في) القلب
    فتثبّته على الإيمان
    (فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ)
    وتنزل (على) النفس فتكتسي بثوب الاطمئنان


    (فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)

    الذي أطعمهم .. وآمنهم
    يامن يتقلبون في أمن ورغد عيش فدوامهما بطاعته ولزوم عبادته
    ويامن حُرموا ذلك فاستجلابهما بطاعته ولزوم عبادته

    "يكفيك في هذه الدنيا أن يتذكرك أحدهم في مكان ما من العالم ثم يبتسم،ويكفي أن تكون ذكرى جميلة في ذاكرة أحدهم"
    أقول:لله ما أزهد قائلها
    وماذا عساها أن تنفعني ذكرى أحدهم وابتسامته؟
    بل يكفيك أن تُحقق
    (فاذكروني أذكركم)
    فهو كفيل أن يُبقي جميل أثرك دنيا وأخرى


    (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض)

    سنّة المدافعة
    يدفع الله بأهل الحق على الباطل
    وبأهل الصلاح على الفساد
    وبأهل العلم على الجهل
    وبأهل العدل على الظلم
    ولولاذلك لفسدت الأرض إما بهم أوبشؤم أفعالهم
    فلاتعطّل هذه السنّة في بيتك وحدود صلاحياتك
    مدافعة بالتي هي أحسن



    (ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما)

    بئس القوم لبث فيهم نبيهم ألف سنة فما أثمر فيهم الخير إلا قليلا
    ولبث نبينا عليه الصلاة والسلام ثلاثا وعشرين سنة
    فكنتم خير أمة
    فاسعَ في مجتمعك أن تكون خير فرد في خير أمة




  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Jun 2024
    المشاركات
    1,277

    افتراضي رد: تأملات قرآنية إيمان كردي


    (وَلَٰكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ)
    لطف الله يحيط بالعبد من حيث لا يشعر
    فكم من مرات أحاطت بك المخاطر ولكن الله سلم
    وكم من مرات هددتك الأمراض ولكن الله سلم
    وكم من مرات احتوشتك الشرور ولكن الله سلم
    كم من مرات هزمتك المخاوف ولكن الله سلم
    كم من مرات أغرتك الأهواءولكن الله سلم
    فاستشعر ألطافه وأكثر الحمد


    (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُر)
    إذا التهى الناس
    باللهث وراء الأموال والأسهم والسندات
    وما لاينفع من العلوم والمعارف والشهادات
    وانشغلوا بالهُراء والأهواء والتفاهات
    بل و بجمع الخطايا والآثام والسيئات
    فاحرص أن تشغل نفسك بما يعود عليك بوافر الحسنات
    فهن الباقيات الصالحات


    (لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون)
    اليوم ليس يومكم بل هو يوم كل مفرط وغافل
    يومكم هو يوم اجتياز نهايةالسباق وفرز المراتب والمنازل
    يومكم هو يوم الفرح ونشوة الفوز بين كل فزع وخائف وذاهل
    فتتلقاكم الملائكةبالبشائ ر والتهاني فاعملوا لتكونوا من الأوائل


    (ياليتني قدمت لحياتي)
    نخطط ونرسم الأهداف والتطلعات لدنيا قصيرة
    وننسى الحياةالأساس
    قدم لحياتك رأسمال وفير من الحسنات لحياة رغيدة
    قدم لحياتك رصيد من الطاعات لموقع رفيع الدرجات
    قدم لحياتك بالوقايةمن السيئات للأمن من الخوف والفزع
    اجعل إقامتك هنا استعدادا لها فالغافل من تمنى ذلك يومئذ


    (فأزلّهما الشيطان)
    (إِنَّما استزلّهم الشَّيطان ببعْض ما كسبوا)

    استزلال واستدراج من حيلة إلى حيلة
    كل بحسب ضعفه واستعداداته قوية أو ضئيلة
    يزين لك اللهو ويجعل لك الطاعات مُملّة وثقيلة
    حتى يخرجك من رمضان ثم من الدنيا بلا حصيلة
    فاعتصم بالله وخالف وساوسه
    ففي مخالفته كل خير وبرّ وفضيلة


    (يا أَيُّها النَّاسُ أَنتمُ الْفُقرَاءُ إِلَى اللَّه)
    ما أشد فاقتنا وفقرنا إليه
    فقراء إلى عفوه رحمته
    فقراء إلى رزقه ونعمته
    فقراء إلى نصره وحمايته
    فقراء إلى علمه وهدايته
    فقراء إلى توفيقه ورعايته
    فقراء إلى فضله وجنته
    كل ذرة من ذرات كياننا تفتقر إليه
    فاستشعر الفقر إليه يُغنك عن غيره


    (وابتغوا إليه الوسيلة)
    (يبتغون إلىٰ ربهم الوسيلة)

    كن منهم وجاهد نفسك للوصول إلى مرضاته
    إلى كل ما يقرّبك إليه
    فهو السبيل الوحيد لسعادتك
    فاجعل خطتك تصبّ في ميزابه
    وأهدافك تجري في مجراه
    وإياك أن تنحرف بك الدنيا عن طريقه
    فالحياة بدونه خداع
    والنفس بدونه ضياع
    فلا وسيلة إليه إلا طاعته


    (إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون)
    عبادة الخشية عبادة نادرة في هذا الزمن
    ومن كان بالله أعرف كان له أخشى وأخوف
    كونوا على معرفة بربكم لتخشوه :
    ـ خشية إجلال لله وتعظيم لجنابه
    ـ وخشية خوف وإشفاق من عقابه
    خشية لا تفارق القلب حتى يلقى الله


    (إن الحسنات يذهبن السيئات)
    الحسنات يذهبن السيئات من وجهين:
    ـ 1ـ أن الحسنات مكفّرة للخطايا وماحية لها
    ـ 2 ـ أن من اعتاد الحسنات قلت سيئاته
    فلتكن بالمعنى الأول انطلاقتك لاستدراك ما فات
    ولتكن بالمعنى الثاني عزيمتك للتغيير للأفضل


    (وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَام)
    الله السلام بعظمته وجلاله ووقاره
    يدعوك إلى دار كرامته وجواره
    لتسلم من الهموم والأحزان وسائر المكاره
    لتسلم من عذابه وعقابه وشر ناره
    لتسلم وتنعم ويُسبغ عليك من رحماته وبركاته وأنواره
    فالموفق من أجاب دعوته بطاعته وذكره واستغفاره


    (فاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْت)
    لوازم الاستقامة:
    استقامة لله بصدق التوجه والانصياع
    استقامة على أمر الله بالطاعة وحسن الاتباع
    استقامة بالله بالاستعانة به في كل أمرك بلا انقطاع


    {أفطال عليكم العهد}
    {حتى طال عليهم العمر}
    {فطال عليهم الأمد}

    تمسك بالإيمان مهما طال الزمان
    إروِ قلبك به حتى لايقسو
    واشغل بالك به حتى لايغفو
    قوّ شعلته في قلبك حتى لاتخبو
    كن مع الله,فالشيطان على البعيد يسطو
    فينسيه العهد, ويبطّئ الوعد, وللضلال يدعو
    ويغريه بالشهوات فيلعب ويلعب ويلهو


    (صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَات)
    الإيمان بالله بصيرة في ليالي الظلمات
    ونور في حيرة الشبهات
    والإيمان يصقل الحواس
    فتسمع الحق فتعقله وتنطق به
    قوة سمعية وعقلية
    لا يلتبس عليها الباطل
    وعدم الإيمان آفة تُعطّل هذه الآلات
    فبقدر الإيمان تكون قوتها وحدّتها


    (أولَٰئِكَ كَالْأَنْعَام)
    عبادة الله ترقى بالإنسان
    وتمحو ظلمة القلب بنور الإيمان
    وتنتشل الروح من الطين لتحلق في العنان
    وتمدّ الحياة بالقيمة وتجعل للفرد ميزان
    وتفتح له طريقا مستقيما يسلكه فيفوز بالجنان
    وإلا كان ينام ويأكل ويتمتع كسائر الحيوان


    (وأنا أول المؤمنين)
    (وأنا أول المسلمين)

    أعظم الخير أوليّة السبق إليه
    وأعظم الشر أوليّة السبق إليه

    (ولا تكونوا أول كافر به)
    فكن رائدا في كل خير
    واحذر أن تكون رائدا لمعصية
    (الذين يؤمنون بالغيب)
    الإيمان بالغيب مفتاح التوفيق والسعادة
    فبقدر تفعيله وتنشيطه في القلب
    يكون الخوف والخشية
    ويكون الإخلاص
    وتكون الاستقامة
    وتكون قوة نور البصيرة
    وتكون الطمأنينة والسكينة
    ويكون الإحسان في العبادة
    ويكون اليقين بما عند الله والعمل له
    رسوخ الإيمان بالغيب تظهر آثاره في المحكات
    فيظهرعندالظلم والمصيبة
    فبقدره يكون اليقين أن ماشاء الله كان
    واليقين بالعوض
    فتتقبله بالرضا والصبر
    وتجدالسلوى وراحةالنفس
    وتعلم حقارةالدنيا
    فتتطلع للباقي وتزهد في الفاني
    فتهون عليك المصائب
    وتُلهم الحمد والشكر والتسليم


    (والذين يمسّكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين)
    ((المصلحين))
    فالصلاح والإصلاح تتلخص دعائمه في أمرين:
    1ـ التمسك بالكتاب علما وعملا, فيه استقامة على الصالحات.
    2ـ إقامة الصلاة وعدم التفريط فيها, حِفظٌ للقلوب والجوارح من الفحشاء وسائر المنكرات.


    (للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة)
    حسنة (نكرة)
    لتعم كل لحظةسعادةمرت بك فهي حسنة
    وكل طمأنينةفاض بها قلبك
    وكل فهم وفتح عليك حسنة
    وكل توفيق لخير حسنة
    وكل نصر وكل رزق هو لك حسنة
    حسنات لك لالغيرك لأنك محسن شاكر
    فهي موصولةبحسنة الآخرةوثوابها
    فغيرك قد يؤاخذ عليها
    فاحمد الله وأكثر الحسنات


    (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا)
    حافظ على هذا الإرث
    وتمسك به وبالعمل بما فيه فهو طريق الصفوة
    وكلما تمسكت ارتقيت في مراتب الاصطفاء


    (اهدنا الصراط المستقيم)
    استشعر أنك تطلب الهداية مع كل قراءة للفاتحة
    فمن طلب الهداية بصدق يجدها
    ويلهمه الله القيام بأسبابها
    وكلما سأل يزيده هداية
    والهداية أن تعرف الدين الحق وتتبعه
    فإياك أن تستهين بها فهي أفضل نعمة على الإطلاق
    فما أكثر من عرف ولم يوفق للاتباع
    وما أكثر من ضل وغوى


    ( قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي)
    اعترافٌ بمعروف مخلوق أكرمه فحفظ له إحسانه
    فكيف بمن أحسن خلقك وكرّمك ورزقك ونعمه سابغة عليك
    فإن سولت لك نفسك بمعصية
    فليقل قلبك وكل جوارحك
    معاذ الله ..إنه إلهي وخالقي وما بي من نعمة فمنه


    (إن رحمت الله قريب من المحسنين)
    قريبةمن أهل الإحسان بأصنافه
    إحسان العبادات
    إحسان الأخلاق
    إحسان المعاملة
    إحسان الحال بما يوافق شرعه
    فالرحمات إليهم أسبق ومنهم أقرب
    وكلما جمعوا من أصناف الإحسان جمع الله لهم من أصناف الرحمة
    فهداهم لما يحب وفقهم وسددهم وبارك لهم ورعاهم وزادهم من فضله


    كم تكرر في كتاب الله التنبيه عن الغفلة
    (أولئك هم الغافلون)
    (والذين هم عن آياتنا غافلون)
    (وهم عن الآخرة هم غافلون)

    والأيام تمضي وكثير منا في غفلة
    وعن الاستعداد للآخرة في غفلة
    وعن الموت المتربص في غفلة
    وعن لقاء الذي لايغفل عنا في غفلة

    (وماربك بغافل عما تعملون)
    اللهم أيقظ قلوبنا


    (إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُود)
    بقدر ما أنعم الله عليك بالعافية تسري في أوصالك
    وحماك من كثيرٍ من المخاطر والمهالك
    وزودك بالعلم والدين نورا وميزانا في كل أحوالك
    وبحسن العيش مقارنة بأمثالك
    وستَر عيوبك وقبيح أفعالك
    فأكثر الحمد والشكر وتقرب إليه قبل موتك وارتحالك


    (الذين يؤمنون بالغيب)
    اربط كل أمورك بالغيب تفلح
    ربْط سيئاتك بالعقاب الأخروي يجعلك تُحجم وتستغفر
    ربط حسناتك بالثواب يجعلك تُقدم وتشمّر
    ربط حياتك بما يرضي الله تجعلك لاتغلو ولاتقصر
    ربط أهدافك بالوصول للجنةتجعلك تحث الخطى وتبني وتُعمّر
    كن دائما على صلة بالغيب فالغفلة تحلّ هذا الرباط
    فعّل عامل الغيب في حياتك
    ماخصك الله بالغيب ليغيب في داخلك
    قدّمه أمام عينيك
    انظر من خلاله
    بالغيب تبصرحقيقةالحياة
    بالغيب ترى طريقك وتتجنب عقباته
    بالغيب تصحح أهدافك وخططك وخطواتك
    بالغيب تمنح سعةالأفق والحكمةوالنظرةا لبعيدة
    وبدونه تحل الغفلةوالجهل وعمى البصيرة

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Jun 2024
    المشاركات
    1,277

    افتراضي رد: تأملات قرآنية إيمان كردي

    (الذين هم عن صلاتهم ساهون) كم نخسر بسبب الغفلة نظر إلى الساعةباهتمام وقال: يا الله..تأخرت حان وقت ذهاب ابني إلى المدرّس ونظر الآخر وقال:حان وقت الاجتماع لابد أن أحضر قبل الوقت وهاتفَ آخر صديقه: خمس دقائق وأكون عندك وقد حان وقت الصلاةمنذ فترة(وهو موعد مع الله)ولم يحرك أحدهم ساكنا


    (يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ) كل شيء سيبرز ويظهر للعيان أنت وعملك فتب إليه الآن مما تستحي من إبرازه يمحوه من صحيفتك واجعل أعمالك الصالحة تبرز كضوء الشمس فتخبر عنك

    (أيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ) وكيف حالك إذا أدركك؟ كن صاحب القلب الحيّ يدركه الموت على استعداد فصاحب القلب اللاهي يلفظ أنفاسه بلا عدة ولا عتاد

    (وقولوا للناس حسنا) رب كلمة تسببت في انشراح الصدور وبنت بين الناس أواصر وجسور وساهمت في نشر الهداية والنور فتخيّر من القول أحسنه.. فإن له عظيم الأثر ورب كلمة.. أصلحت قلوب كثير من البشر

    (عزيز عليه ما عنتّم حريص عليكم) انقشها على باب مكتبك فهذا نهج رسولنا ﷺ وقدوتنا فيا كل مسئول في أي دائرة ويا كل موظف في أي قطاع اجعل الحرص على مصالح إخوانك ورفع المشقة عنهم منهجك وتمثّل في موقعك أياً كان أنك رسول رسول الله

    (وإذا ذُكّروا لا يذكرون) احذر فقْدان الذاكرة الذي لايُرفع عنه القلم: بقدر الإعراض والجهل والانغماس في الشهوات تكون الغفلة حتى تصل لنسيان ما أودع الله في الفطرة فمنهم من يعيش بين الناس فاقدا للذاكرة رغم ما يتمتع به من قوة الذاكرة الدنيوية كقول إليا أبو ماضي: جئت ولا أعلم من أين...

    (قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن) لماذا قصرت الحجاب وأظهرت البنطال يا ابنة الإسلام وربك أمر بالإدناء؟ في أي وظيفة كنت الرجل يدني ثوبة ولم يؤمر ويعمل في كل الوظائف لا يعوقه

    (إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي) علمك خبرتك أفكارك مواهبك تجارتك إن لم يصحبها اعتراف ومنّة فإنما هي زيف افتخار ومحض اغترار ودرب انحدار فعلّقه بفضل الوهاب يعظم الخير وتمتد الآثار

    (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين) بقدر البعد عن الله تكون قوة القرين وغلبته وكما أن من أحبه الله كان سمعه وبصره ويده ورجله فإن من غلبه قرينه كان سمعه وبصره ويده ورجله فالزم ذكر الرحمن يحبك ويسددك

    (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَات) أطلق للحسنات العنان وأعد بها تأهيل ذاتك قوّم بها أداءك ارقأ بها ما اهترأ من إيمانك وما تعثّر من مراحل حياتك وامح بها النقاط السوداء في تاريخك لتتأهل للصلاح وترتقي سلم الفلاح فالحسنة مفتاح النجاح

    (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ) القلوب توصف بالتقلب لأمرين: سرعة التقلب بين عشية وضحاها وشدة التقلب من الأعالي للأسافل قال ﷺ: (لَقلْبُ ابنِ آدمَ أشدُّ انْقلابًا من القِدْرِ إذا اسْتجْمعتْ غَلَيانًا) صحيح الجامع فاسألوا الله لكم ولأبنائكم الثبات

    (إنه هو البر الرحيم) (إن الأبرار لفي نعيم) هو البَرفكونوا من الأبرار برٌ بوعده فبروا بعهده بر بوعيده فبروا باتباع أمره بر في تحقيق محابكم فبروا بتحقيق عبادته بر بكثرةالإحسان إليكم فبروابكثرةالطاع ات بر بالعفو واللطف فبروا بالشكروالعرفان برٌ بكم وبِركم لأنفسكم فاغتنموا الخيرالمضاعف

    طرقت قلبي قبل مسامعي (ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا) خَلقنا فنكون رُماما وخلق لنا ثم يجعله حطاما لكن ..هناك استبدال بما تقرّ به عينك لنفسك ومتاعك إن حرصت على ذلك ..وإلا ضاع إلى شر منه فكن فطنا.. واظفر بأفضل بديل فإن الناس فيه يتفاوتون وإياك أن يصرفك حب الحطام عنه

    اذكروا الله ذكرا ( كثيراً) جاهدوا لتحققوا هذه ( الكثرة) ادعوا الله أن يعينكم على ذكره وشكره داوموا على أذكار الصباح والمساء وأدبار الصلوات وعند طلوع الشمس وعند غروبها وفي أحوالكم في اليوم والليلة حتى ينساب الذكر على ألسنتكم كل وقت من غير كلفة ..

    (كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين) ما أشد فرحتنا ونحن نتتبع أسماء الفائزين في أي عمل دنيوي ونطير فرحا إن وجدنا أسماءنا معهم بعدالمشاركةولو في مسابقةتافهة فكيف بك إذا وجدت اسمك متوهج في لائحةعليين وأعمالك لها ديوان فاخرفي عليين ولشخصك مقعد متلألئ في عليين إنها بحق أسعد لحظة من جد وجد

    (وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِين) الشهرة التي ينبغي السعي الحثيث للحصول عليها أن يوفقك الله لكل عمل صالح في العلانية والخفاء فيثني عليك في الملأ الأعلى بأجمل ثناء وتعرفك الملائكة في كل سماء ويبقى لك الذكر الحسن بين الناس له شعاع وضياء

    (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن) ادفع الخطأ بالعذر والصفح ادفع الغضب بالرفق والنصح ادفع العداوة بالحكمة والصلح وادفع أي سوء بالتعامل السمح ديننا يدعو للعدل والإحسان ونبذ التعدّي والسب والقدح

    (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) رعاية العهد والأمانة لا يرقى إليها إلا من اصطفاه الله ونقاه من حظوظ النفس والهوى فرعى حق ربه ورعى حق غيره فكانت نفسه شريفة تترفّع عن كل ما ليس لها ووفية تؤدي ما هي مؤتمنة عليه اللهم اجعلنا منهم

    (وكبره تكبيرا) إذا تواطأ القلب مع اللسان ومعرفةمعنى الله أكبر فإن لها أثراعظيما الله أكبر..فتزداد له خشيةوفي عبادتك خشوعا الله أكبر..تزداد تعظيما لأمره ونهيه ورهبا من معصيته الله أكبر..يزداد توقيرك لنبيه وتعظيمك شعائر ومعالم دينه فترفع كل ما له بربك صلةعاليا وتنظر له بعين الإجلال


    (صراط الذين أنعمت عليهم) ليس كل صاحب نعمةمن هؤلاء فهؤلاء اختصهم الله بنعمةتطيش أمام قيمتها جميع النعم وإن لم يملكوا شيئا غيرها فهم أهل النعمةعلى الحقيقة فكل نعمةمقطوعة أما هؤلاء فقد أنعم الله عليهم بنعمةتقودهم للجنان وكل نعمةناقصةوهؤلاء أنعم الله عليهم بنعمةتامة تحل عليهم الرضوان


    (فلا اقتحمَ العقبة) تجده بحماس يتحدث عن اجتياز العقبات ومواجهة التحديات وكسر الحواجز قف... هناك ((عقبة عظمى)) عقبة يوم القيامة أين أنت منها؟ ضعها في خطتك ركّز جيدا على علاقتك مع ربك فاقتحامها يكون بخالص الطاعات وإصلاح الذات والبعد عن السيئات

    (كان ذلك في الكتاب مسطورا) (وكان أمرُ الله قدَرًا مقدورا) القدر نوعان: - قدر مسطور: وهو كل ما سطرته الأقلام منذ الأزل في اللوح المحفوظ فهو أمر الله وكلماته ومشيئته - قدر مقدور: وهو أثر القدر المسطور أي كل ما يتم تنفيذه منه على الواقع فهو كل مخلوق حسي ومعنوي إلى قيام الساعة

    (والله يدعو إلى دار السلام) كل يوم أنت مدعو من قِبَله فابدأ يومك بنية تلبية الدعوة واتبع خطة الطريق إليها فما أشرف الداعي وأشرف ما يدعو إليه كن مسارعا فالناس في إجابته درجات وبحسب ذلك لهم مقاعد تقدم خطوة يرفعك دع ما يؤخرك وما يلهيك فالسعادةوالفلاح في اتباع دعوته والوصول إلى داره

    (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) مع الصادقين في المبدأوالخلق والدين دع الكاذبين والدجالين والمرائين والمتلونين دع المتخاذلين والمثبطين دع المدعين والمتعالمين دع أهل الضعف والهزل وكن مع الصادقين فالصادقون بينهم وبين الله ميثاق يشدونك معهم إلى الله في تنافس وسباق

    (وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ) كل يوم تطلق ساقيك هنا وهناك كيفما تحب لكن غدا.. هناك سائق يسوقك بغير إرادتك فاعلم أن انطلاقك اليوم في شتى مناحي الحياة هو ما سيحدد للسائق وجهتك غدا فأطلق ساقيك اليوم نحو مواطن الطاعات لتُساق غدا إلى حيث الكرامة والرفعة السعادة








  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Jun 2024
    المشاركات
    1,277

    افتراضي رد: تأملات قرآنية إيمان كردي

    (ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا)
    بأفواههم.. السطحيّة داء من لاعقل له السطحية ثرثرة تخرج من الفم بلاعمق السطحية تقليد أقوال وأفكار الغير بلا فرز. السطحيون لايستطيعون التفريق بين الجيد والرديء والخطأ والصواب وعلاجها:توسيع دائرة التفكير وربط الأقوال بما لها من آثار وتداعيات

    (حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ )

    بما حفظ الله..مِنّة منه تعالى واختصاص من كان لها عند الله شأن حفظها فكانت محافظة على أمره ونهيه ومن لم يبال الله بها تركها فانجرفت مع سيل الفتن فأيهما أنت؟ كوني ممن حفظ الله..


    (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
    (ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا)
    الذين آمنوا أولياء الله ولكن بحسب إيمانهم يكون تمام الولاية ومن تمت ولايته تم أمنه وانتفى حزنه يوم القيامة فليكن شغلك إيمانك وسد ثغراته فوالله لن يكون فلاحك إلا به فحافظ على ولايةالله وتولاها بالعناية


    (يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَاب)

    الطالب يخشى الامتحان ويخاف الرسوب فيجدّ في الاستذكار لا تراه يتكل على أنه سوف ينجح والمواطن يخشى القانون ويخاف العقاب فيجدّ في الالتزام لا تراه يستهتر ويقول سوف أنجو كذلك من خشي ربه وخاف الحساب يجدّ في طاعته ولايتّكل على المغفرة


    (ومحياي ومماتي لله رب العالمين)
    تستطيع أن ترقى في محياك درجات التقوى والقرب من الله في بيتك وفي وظيفتك مادامت لا تخالف الشرع باحتساب الأجر بابتغاء وجه الله بالإحسان والجودة بإرادة الخير للناس بغض البصر وحسن السلوك فبذلك تنهض ((بوطنك)) وتنفع نفسك وغيرك وتعيش حميدا وتلقى ربك طيّبا

    (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)
    كررها مستشعرا سعة رزقه ومطلق قوته وكمال قدرته فأنت إنما تسأل خالق الرزق ومانحه وهو الذي عنده خزائنه وبيده مفاتحه وهو ذو القوة المتين لا يعجزه إيصاله لك فالزم بابه

    ﴿ إِن اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَان﴾

    ما أجمل هذا الدين و ما أجمل ما يأمر به كن عادلا في جميع معاملاتك في أقوالك وأفعالك واجعل الإحسان دأبك ونفع الناس هواية تستمتع بها وترجو من الله ثوابها


    (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ)

    كلما ازداد العلم بالله وشرعه ازداد اليقين وانجلت البصيرة فيتضح الحق ويبين


    (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا)
    أينما ذهبت اجعل قلبك يسير معك حيث سرت واجعل كل خطوة تخطوها تشحن وعاء الفطرة بالإيمان واجعل مع كل مشهد عبرة,ومع كل نظرة ميزان ولا تجعله سير خطيئة ينكت في قلبك السواد ولا مجرد سير متعة كأي فرد من الأفراد

    (هو الذي يصلي عليكم وملائكته)

    تأمل.. (هو) الله تعالى بجلاله يثني عليك باسمك ويختصّك بنزول رحمته وملائكته يستغفرون لك فكلٌ له نصيبه من تلك الصلوات بقدر إيمانه وعمله فيكون التوفيق رفيقه والنور طريقه فضل عظيم ..فاجتهد


    (فأولئك تحرّوا رشدا)
    الموفقون هم أهل التحري الذين لايقدمون على أعمالهم جزافا ولايقودهم التقليد والتبعية العمياء هم الذين يبحثون عن الحق من مظانّه عن الحقيقة والصواب والرشد وآلة التحري هي العقل السليم والمعلومة الصحيحة فأكثر مايخدع الناس ويقودهم للخطأ التسرع والتقليد وتغليب الهوى

    (ولكل درجات مما عملوا) (هم درجات عند الله)

    ما أشد حرصنا على درجات الدنيا حريصون على الترقيات والسعي للترشيح إليها فاعلم يارعاك الله أن لك سُلم أعمال وأنك في صعود أو نزول بحسبه وفي تكريم أو مهانة بناء عليه فلا يكن حرصك على ترقيات الدنيا أشد منه ففيه الرقي الدائم والرفعة الأبدية


    (إن الساعة آتية ... فلا يصدّنّك عنها من لا يؤمن بها )

    اجعلها أمام ناظريك ..أزل عن عينيك ركام الضباب فهناك من يصرفك عنها ويلقي بينك وبينها ألف حجاب مزّق تلك الحجب باليقين والاستعداد واعلم أنك ولقاء ربك على ميعاد فإلى أين تبتعد وأنت كل يوم في اتجاهها تعود وكل الطرق إليها تقود


    (وكلّ شيء فعلوه في الزبر, وكل صغير وكبير مُستطر)

    في هذه الدنيا قد نخاف من زلة لسان فنحاسب عليها أشد الحساب فما بالك هناك وكل كلمة وكل صغيرة وكبيرة مسجلة مستطرة لكن سماحة هذا الدين تمنحك الفرصة لمحو الخطأ ورفع المؤاخذة بالتوبة الصادقة والاستغفار فأكثر منهما ..فأخطاؤنا كثيرة


    (وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ)
    السبل نوعان: سبيل قاصد إلى الله موصل إلى رضوانه وجنته وسبل جائرة لا توصل إلا إلى دركات الشقاء فاحذر السبل الجائرة فإن الشيطان يزيّنها والباطل يروّج لها كن مع القاصدين وجه الله السائرين إليه تُفلح

    (ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ)
    وتثبيتا من أنفسهم.. يا لها من أنفس واعية علمت الحق وحرصت على متابعة الصواب تشرّبت الإيمان فقويت منها العزائم تدرّبت على التقوى واستشعرت الجزاء فأصبحت مثبّتة مذكرة حاثّة على الفضائل

    {إن المتقين في مقام أمين}

    {إن المتقين في ظلال وعيون}

    {إن المتقين في جنات ونعيم}
    طوبى لهم يوم القيامة في مقام أمين عندما يعمّ الخوف في ماء وظل عندما يلفح الهجير في جنة نعيم عندما تبرُز الجحيم اللهم اجعلنا ممن خافك واتقاك ولا تجعلنا ممن تجرّأ وعصاك

    (اعملوا على مكانتكم ... فسوف تعلمون)

    نعم أنت حر ..اعمل على مكانتك وطريقتك لكن أين الفكاك من تحذير (فسوف تعلمون) فالعاقل من يتخذ الحذر ويوّجه طريقته التوجيه الصحيح فالعمل على مكانتك اليوم سيصل بك إلى المكانة اللائقة بك غدا شئت أم أبيت فلتكن مكانة تكريم وتشريف لا مكانة ذل وهوان


    (ومن في الأرض جميعاً ثم يُنجيه)
    الأرض بما فيها لا قيمة لها يومئذ وكل ما جمعت فيها على استعداد للافتداء به إذا اختل ميزانك ونقصت منه حسنة واحدة فاجعل لك اليوم رصيدا من الحسنات تُثقل بها ميزانك فحسنة واحدة خير من الدنيا وما فيها

    (فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ ۚ)

    أسرّها عليه السلام رغم مرارتها وتغاضى ليأخذ ثواب افترائهم عليه ليبقي على صلة الرحم ليدفن المآسي ولا ينكأ الجروح تغاضى وهو القادر على العقاب لأن أخلاقه تمنعه عما لا يليق به ليلقن البشرية دروسا في السمو الأخلاقي


    (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ)

    الشهوات بشروطها واعتدالها نار تنضج عليها مطالب الحياة
    وإن ارتفعت ألسنتها وازداد اشتعالها أحرقت الدنيا والآخرة
    (أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات)

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Jun 2024
    المشاركات
    1,277

    افتراضي رد: تأملات قرآنية إيمان كردي

    (فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ۚ)
    لا تنقطع عنه أبدا مهما كانت الظروف اجعل لك منه وردا في غير الصلوات
    ابق على صلة به كل يوم وكل ليلة فهو دليلك وسائقك إلى المستقبل الجميل

    (ولم نجد له عزما)
    درس لقننا الله قبل توبة أبينا آدم
    بحسب قوة العزم يكون تذكّر الإنسان لما عُهد إليه ويكون صبره على احتماله ويكون صموده أمام إغواء الشيطان
    فاسأل الله الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد فلا يغلبك الشيطان

    (وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون)
    داء الغفلة سريع التفشي والانتشار والمصابون به كُثر
    وأعراضه الجهل بالخالق نسيان سبب الخلق إلف النعم ونسيان الشكر قسوة القلب الافتتان بالدنيا والانبهار بالشهوات وبقدر ذلك تضعف البصيرة وتزدادالغفلة والسير وراء ناعق الشيطان
    فاحذر..كن يقظا لمستقبلك

    (وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي)
    معنيان كل منهما أهم من الآخر:
    1ـ لا تضعفا عن تبليغ ذكري والدعوة إلي
    2ـ الزما ذكري ولا تفترا ليكون عونا لكما في أداء مهمتكما
    فذكر الله أيها المؤمن هو رسالتك وهو سر ما أنت فيه من حفظ وثبات وتوفيق وهو زادك وسلاحك



    (رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ)
    متّعهم الشيطان بتزيينه المعاصي واستمتع بهم وهو يراهم ينزلقون في حبائله
    فاحمد الله أن جعل متعتك طاعة الرحمن واسأله الثبات

    (قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ)
    اعلم أنك على سبيل مشرق بين سبل اللا بصيرة فسِر على ضوئه وعش في نطاقه واعلم أنك صاحب رسالة فقل هذه سبيلي بالتزامك وقل هذه سبيلي بحسن خلقك يُقتدى بك وتنشر النور من حولك

    (كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَة)( كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَة)
    الكلمات مستودع كبير من البذور منها ما ينمو أشجارا طيبة في جنان السعادة ومنها ما ينمو زقّوما خبيثا في دار الشقاء فاجعل كلماتك بالخير تنمو وتعلو وبزهور الحسْن تتلألأ وتزهو وبأطيب الثمر تربو وتحلو

    (فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا)
    كان له وزن بين الناس وله ثقل في المجتمع وسيرته منشورة في كل مكان فكيف إذا قام يوم القيامة فوجد نفسه من أهل الذلة والهوان منسيٌ في عالم النسيان بعد أن كان يشار إليه بالبنان إن أعظم ما تخطط لنفسك أن تثقل ميزانك يومئذ فلاعبرة بالوزن اليوم إن انتفى غدا



    (ويقولون هُوَ أُذُنٌ ۚ قُلْ أُذُنُ خيرٍ لَّكُم)
    هكذا ينبغي أن يكون المؤمن:
    أذُنٌ سامعة لكل خير أذن تتغافل عمّا لا يضرّ أذن تقبل العُذر وتكتم السرّ أذن تستمع في صبر ولا تُظهر الضّجَر أذن تميّز الخير من الشرّ أذن لا تنخدع بزائف الخبَر
    وتعرف رديء القول من بين الدُّرر فكن أذُن خير..

    (أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ)
    هذا أنت أيها المؤمن وهذا طريقك المتميز فسِر بعزة سر بهمة امشِ بين الناس بهذا النور
    ولا تدع الظلمات تطفئ وهج نورك بل سر
    وانشر من نورك على الظلمات من حولك

    (قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ)
    سننظر..
    لا تتسرع بإطلاق الأحكام لا تنجرف مع القيل والقال لا تلتفت إلى الشائعات والأكاذيب لا تنخدع بالعواطف والمشاعر
    انظر .. وتثبّت من الأدلة

    (وإذا مروا باللغو مرّوا كراما)
    كراما.. إنها سِمة عباد الرحمن سمة أعلى مراتب أهل الجنة أكرموا أنفسهم عن كل باطل تنزهوا عن لغو السماع والنظر ترفّعوا عن كل تفاهة ابتعدوا عن ما يضيّع الأعمار والأوقات عن كلّ ما ينزل بهم عن رتبة عباد الرحمن




الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •