5142 - ( من صلى على محمد وقال : اللهم ! أنزله المقعد المقرب عندك يوم القيامة ؛ وجبت له شفاعتي ) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
ضعيف
أخرجه أحمد (4/ 108) ، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -" (رقم : 53) ، وكذا ابن أبي عاصم (59/ 78) ، والبزار (4/ 45/ 3157) ، وابن عبدالحكم في "فتوح مصر" (ص 280) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (5/ 13-14/ 4480،4481) و "الأوسط" (1/ 187/ 1/ 3428 - بترقيمي) من طرق عن ابن لهيعة قال :
حدثنا بكر بن سوادة عن زياد بن نعيم عن وفاء [بن شريح] الحضرمي عن رويفع ابن ثابت الأنصاري مرفوعاً . وقال الطبراني :
"لا يروى عن رويفع إلا بهذا الإسناد ، تفرد به ابن لهيعة" .
قلت : هو سيىء الحفظ ؛ إلا فيما رواه عنه أحد العبادلة ، ومنهم أبو عبد الرحمن المقري عبد الله بن يزيد : عند الطبراني في "الكبير" بالرقم الثاني بسند صحيح عنه ؛ لكن ذكر فيه (ابن هبيرة) مكان (بكر بن سوادة) ، ولا يضر ؛ فإنه ثقة من رجال مسلم مثل (بكر) ، واسمه (عبد الله بن هبيرة) .
وكذلك شيخهما (زياد بن نعيم) ثقة أيضاً ، وهو (زياد بن ربيعة بن نعيم الحضرمي) .
فالعلة : (وفاء بن شريح الحضرمي) ؛ بيض له الذهبي في "الكاشف" . وقال الحافظ في "التقريب" :
"مقبول" .
قلت : وذلك ؛ لأنه لم يوثقه غير ابن حبان (5/ 497) ، ولم يذكر البخاري راوياً عنه غير زياد بن نعيم هذا ، وقرن معه ابن أبي حاتم وابن حبان : (بكر بن سوادة) ، وساق له حديثاً من رواية عمرو بن الحارث عن بكر عن وفاء عن سهل ابن سعد .
وهو مخرج في "الصحيحة" شاهداً تحت الحديث (259) ، وقد سقط (بكر) هذا من إسناد "الثقات" ، وهو ثابت في "صحيح ابن حبان" (1786) .
وأنت ترى أن بكراً إنما روى في حديث الترجمة عن (وفاء) بواسطة (زياد بن نعيم) ؛ فأخشى أن يكون سقط أيضاً (زياد) هذا من إسناد حديث (سهل بن سعد) ، فإن كان كذلك ؛ فيكون (وفاء) مجهول العين ، وإلا ؛ فهو مجهول الحال . وهو - على كل الأحوال - علة هذا الحديث . والله أعلم .
تنبيهات :
1- قال المنذري في "الترغيب" (2/ 282) :
"رواه البزار ، والطبراني في "الكبير" و "الأوسط" ، وبعض أسانيدهم حسن" ! يشير إلى رواية عبد الله بن يزيد المقرىء .
ونحوه في "مجمع الزوائد" للهيثمي (10/ 163) !
قلت : وهذا منهما اعتداد بتوثيق ابن حبان لـ (وفاء) ! وقد عرفت ما فيه .
2- وغفل الحافظ الناجي عن اعتداد المنذري المذكور ، فتعقبه بقوله في "عجالته" (ق 127/ 2) :
"كيف يكون السند حسناً ومداره على (ابن لهيعة) ؛ وحاله مشهور ؟!" !!
فكان عليه أن يتنبه للاستثناء المذكور ، وأن ينبه على جهالة (وفاء) المزبور !
3- وتبع الهيثمي على التحسين والاعتداد المذكور : المعلق على "مجمع البحرين" (8/ 26) ؛ فإنه أقره عليه ، بل وأيده ؛ فإنه - بعد أن ذكر أن ابن لهيعة مختلط - استدرك بأن رواية (المقرىء) عنه قبل الاختلاط ، وعليه قال :
"فالحديث حسن" !
فغفل أيضاً عن جهالة (وفاء) !
4- (وفاء) : هذا هو الصواب بالفاء ، وكذلك هو في أكثر كتب التراجم والروايات . ووقع في "الجرح" و "الثقات" : (وقاء) بالقاف ! وهو خطأ ؛ كما حققته في "تيسير الانتفاع" .
ووقع في مصورة "الأوسط" : (رقا) ! وفي مطبوعته (4/ 174/ 3309) : (ورقاء) !
5- سقط رفع الحديث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من كتاب "فضل الصلاة" لابن أبي عاصم ؛ خلافاً لكل الطرق عن ابن لهيعة ، واستظهر محققه الفاضل الأخ حمدي السلفي أنه من الناسخ . ويؤيده أنه فيه من رواية (عبدالغفار بن داود) عنه ، وهي عند البزار مرفوعة مع غيره من المتابعين له ، ولذلك كنت أود لو أنه جعل قوله الصريح في الرفع : "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" بين معكوفتين [ ] ؛ مع التنبيه على ذلك في الحاشية .