هل تاب زيد بْن لصيت القينقاعي
قال ابن إِسْحَاق: فقال بعض الناس إن زيدًا تاب، وقال بعضهم: ما زال مصرًا حتى مات.
الكتاب: أسد الغابة في معرفة الصحابة
هل تاب زيد بْن لصيت القينقاعي
قال ابن إِسْحَاق: فقال بعض الناس إن زيدًا تاب، وقال بعضهم: ما زال مصرًا حتى مات.
الكتاب: أسد الغابة في معرفة الصحابة
فَقَالَ زَيْدٌ : لَكَأَنِّي لَمْ أُسْلِمْ إِلا الْيَوْمَ فَقَدْ كُنْتُ شَاكاً فِي مُحَمَّدٍ وَقَدْ أَصْبَحْتُ وَأَنَا فِيهِ ذُو بَصِيرَةٍ أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ فَفِي هَذِهِ الْقِصَّة مُعْجِزَة وَاضِحَة .
الكتاب : موارد الظمآن لدروس الزمان ، خطب وحكم وأحكام وقواعد ومواعظ وآداب وأخلاق حسان
المؤلف : عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن السلمان
قال: حدثني يونس بن محمد، عن يعقوب بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، أنه قال له: هل كان الناس يعرفون أهل النفاق فيهم؟ فقال: نعم والله، إن كان الرجل ليعرفه من أبيه وأخيه وبني عمه. سمعت جدك قتادة بن النعمان يقول: تبعنا في دارنا قوم منا منافقون. ثم من بعد سمعت زيد بن ثابت يقول في بني النجار: من لا بارك الله فيه! فيقال: من يا أبا سعيد؟ فيقول: سعد بن زرارة، وفيس بن فهر. ثم يقول زيد: لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فلما كان من أمر الماء ما كان دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل الله سحابةً فأمطرت حتى ارتوى الناس، فقلنا: يا ويحك، أبعد هذا شئ؟ فقال: سحابة مارة! وهو والله رجل لك به قرابة يا محمود بن لبيد! قال محمود: قد عرفته! قال: ثم ارتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم موجهاً إلى تبوك، فأصبح في منزل، فضلت ناقة النبي صلى الله عليه وسلم القصواء، فخرج أصحابه في طلبها. وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم عمارة بن حزم عقبى بدرى قتل يوم اليمامة شهيداً وكان في رحله زيد بن اللصيت أحد بني قينقاع كان يهودياً فأسلم فنافق، وكان فيه خبث اليهود وعشهم، وكان مظاهراً لأهل النفاق، فقال زيد وهو في رحل عمارة، وعمارة عند النبي صلى الله عليه وسلم: أليس محمد يزعم أنه نبي ويخبركم عن خبر السماء، وهو لا يدري أين ناقته؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن منافقاً يقول إن محمداً يزعم أنه نبي، وأنه يخبركم بأمر السماء ولا يدري أين ناقته! وإني والله ما أعلم إلا ما علمني الله، وقد دلني عليها، وهي في الوادي في شعب كذا وكذا الشعب أشار لهم إليه حبستها شجرة بزمامها، فانطلقوا حتى تأتوا بها. فذهبوا فجاءوا بها، فرجع عمارة بن حزم إلى رحله فقال: العجب من شئ حدثناه رسول الله صلى الله عليه وسلم! إنها عن مقالة قائلٍ أخبره الله عنه! قال كذ وكذا الذي قال زيد. قال: فقال رجل ممن كان في رحل عمارة، ولم يحضر رسول الله صلى الله عليه وسلم: زيد والله قائل هذه المقالة قبل أن تطلع علينا! قال: فأقبل عمارة على زيد ابن اللصيت يجأه في عنقه ويقول: والله، إن في رحلى لداهية وما أدري! اخرج يا عدو الله من رحلى! وكان الذي أخبر عمارة بمقالة زيد أخوه عمرو بن حزم، وكان في الرحل مع رهط. من أصحابه. والذي ذهب فجاء بالناقة من الشعب الحارث بن خزمة الأشهلي، وجدها وزمامها قد تعلق في شجرةٍ،فقال زيد بن اللصيت: لكأني لم أسلم إلا اليوم! قد كنت شاكاً في محمد، وقد أصبحت وأنا فيه ذو بصيرةٍ، وأشهد أنه رسول الله! فزعم الناس أنه تاب، وكان خارجة بن زيد بن ثابت ينكر توبته ويقول: لم يزل فشلا حتى مات.
كتاب : المغازي
المؤلف : الواقدي
1870- زيد بن لصيت
زيد بْن لصيت القينقاعي
(490) أخبرنا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يُونُسُ بْنِ بُكَيْرٍ، عن ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، قَالَ: ثُمَّ إِنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَارَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ، يَعْنِي طَرِيقَ تَبُوكَ، ضَلَّتْ نَاقَتُهُ، فَخَرَجَ أَصْحَابُهُ فِي طَلَبِهَا، وَعِنْدَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمَارَةُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْصَارِيُّ، وَكَانَ فِي رَحْلِهِ زَيْدُ بْنُ لُصَيْتٍ، وَكَانَ مُنَافِقًا، فَقَالَ زَيْدٌ: أَلَيْسَ يَزْعُمُ مُحَمَّدٌ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَيُخْبِرُكُمْ خَبَرَ السَّمَاءِ، وَهُوَ لا يَدْرِي أَيْنَ نَاقَتُهُ؟ فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ عُمَارَةُ بْنُ حَزْمٍ: " إِنَّ رَجُلًا قَالَ: هَذَا مُحَمَّدٌ يُخْبِرُكُمْ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأَمْرِ السَّمَاءِ، وَهُوَ لا يَدْرِي أَيْنَ نَاقَتُهُ، وَإِنِّي وَاللَّهِ لا أَعْلَمُ إِلا مَا عَلَّمَنِي اللَّهُ، وَقَدْ دَلَّنِي عَلَيْهَا، وَهِيَ فِي الْوَادِي، قَدْ حَبَسَتْهَا شَجَرَةٌ بِزِمَامِهَا "، فَانْطَلَقُوا، فَجَاءُوهُ بِهَا، وَرَجَعَ عُمَارَةُ إِلَى رَحْلِهِ، وَأَخْبَرَهُمْ عَمَّا جَاءَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خَبَرِ الرَّجُلِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ فِي رَحْلِ عُمَارَةَ: قَالَ زَيْدٌ ذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ، فَأَقْبَلَ عُمَارَةُ عَلَى زَيْدٍ يَجَأُ فِي عُنُقِهِ، وَيَقُولُ: إِنَّ فِي رَحْلِي لَدَاهِيَةً وَمَا أَدْرِي، اخْرُجْ عَنِّي يَا عَدُوَّ اللَّهِ، وَاللَّهِ لا تَصْحَبُنِي قال ابن إِسْحَاق: فقال بعض الناس إن زيدًا تاب، وقال بعضهم: ما زال مصرًا حتى مات.
قال ابن هشام: يقال فيه: نصيب.
يعني بالنون في أوله والباء في آخره.
2939- زيد بن لصيت «3»
: بلام مهملة ومثناة مصغرا، وقيل بنون أوله وآخره موحدة- القينقاعي. «4»
قال ابن إسحاق في «المغازيّ» : حدّثني عاصم بن عمر، قال: في غزوة تبوك: وسار حتى إذا كان ببعض الطريق ضلّت ناقته، فقال زيد بن لصيت، وهو في رحل عمارة بن حزم: يزعم محمد أنه نبيّ وهو لا يدري أين ناقته؟ فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: إنّ رجلا قال كذا وكذا، وإنّي واللَّه لا أعلم إلّا ما علّمني اللَّه، هي في الوادي، قد حبستها شجرة بزمامها، فذهبوا فوجدوها. فرجع عمارة إلى رحله فأخبره بما اتفق، فأعلموه بأن الّذي قال ذلك هو زيد فوجأ في عنقه، وقال: اخرج عني، واللَّه لا تصحبني.
قال ابن إسحاق: وقال بعض الناس: إن زيدا تاب. وقيل: لا.
(3) في أ، ب لصيب.
(4) أسد الغابة ت [1870] .
الكتاب: الإصابة في تمييز الصحابة
المؤلف: أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني