تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: يا عبادَ اللهِ تَداوَوَا، فإِنَّ اللهَ لم يضَعْ داءً إلَّا وضعَ لَهُ دواءً، غيرَ داءٍ واحدٍ : الهرمُ

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    15,855

    افتراضي يا عبادَ اللهِ تَداوَوَا، فإِنَّ اللهَ لم يضَعْ داءً إلَّا وضعَ لَهُ دواءً، غيرَ داءٍ واحدٍ : الهرمُ

    1 - يا عبادَ اللهِ تَداوَوَا، فإِنَّ اللهَ لم يضَعْ داءً إلَّا وضعَ لَهُ دواءً، غيرَ داءٍ واحدٍ : الهرمُ

    خلاصة حكم المحدث : صحيح
    الراوي : أسامة بن شريك | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
    الصفحة أو الرقم : 7934 التخريج : أخرجه أبو داود (3855)، الترمذي (2038)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (7553)، وابن ماجه (3436)، وأحمد (18454)



    2 - شَهِدتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والأعرابُ يَسْألونه، قالوا: يا رَسولَ اللهِ، عليْنا حرَجٌ في كذا؟ عليْنا حرَجٌ في كذا؟ لِأشياءَ ليْس بها بأسٌ، فقال: عِبادَ اللهِ، وُضِعَ الحرَجُ إلَّا مَن اقتَرَفَ مِن عِرضِ امرئٍ مُسْلمٍ ظُلمًا، فذلكَ الَّذي حَرِجَ وهَلَك، فقالوا: نَتَداوى يا رَسولَ اللهِ؟ قال: نعمْ، تَداوَوا عِبادَ اللهِ؛ فإنَّ اللهَ تعالَى لم يَضَعْ داءً إلَّا وَضَع له دَواءً، غيْرَ داءٍ واحدٍ، قالوا: يا رَسولَ اللهِ، وما هو؟ قال: الهَرَمُ، قالوا: يا رَسولَ اللهِ، ما خيْرُ ما أُعطِيَ الإنسانُ؟ قال: خُلقٌ حَسنٌ.

    خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد، فقد رواه عشرة من أئمة المسلمين وثقاتهم، عن زياد بن علاقة
    الراوي : أسامة بن شريك | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
    الصفحة أو الرقم : 8419



    3 - أتيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ وأصحابُهُ عندَهُ كأنما على رؤوسهمُ الطيرُ قال فسلَّمتُ عليهِ وقعدتُ قال فجاءتِ الأعرابُ فسألوهُ فقال يا رسولَ اللهِ نتداوى قال نعم تَداووا فإنَّ اللهَ لم يضعْ داءً إلا لهُ دواءٌ غيرَ داءٍ واحدٍ؛ الهَرَمِ. قال: وكان أسامةُ حين كَبَّرَ يقولُ هل ترونَ وُضِعَ لي من دواءٍ الآنَ قال وسألوهُ من أشياءٍ هل علينا حرجٌ في كذا وكذا قال عبادُ اللهِ وَضَعُ اللهُ الحرجَ إلا رجلًا اقتضى امرءًا مسلمًا ظُلْمًا فذلك حرجٌ وهلكٌ وقالوا ما خيرُ ما أُعْطِيَ الناسُ يا رسولَ اللهِ قال خُلُقٌ حسنٌ

    خلاصة حكم المحدث : [ يلزمهما إخراجه ] البخاري ومسلم
    الراوي : أسامة بن شريك | المحدث : الدارقطني | المصدر : الإلزامات والتتبع
    الصفحة أو الرقم : 90 التخريج : أخرجه أبو داود (3855)، والترمذي (2038)، وابن ماجه (3436) باختلاف يسير



    4 - أتيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ وأصحابُهُ عندَهُ كأنما على رؤوسهمُ الطيرُ قال فسلَّمتُ عليهِ وقعدتُ قال فجاءتِ الأعرابُ فسألوهُ فقال يا رسولَ اللهِ نتداوى قال نعم تَداووا فإنَّ اللهَ لم يضعْ داءً إلا لهُ دواءٌ غيرَ داءٍ واحدٍ الهِرَمُ قال وكان أسامةُ حين كَبَّرَ يقولُ هل ترونَ وُضِعَ لي من دواءٍ الآنَ قال وسألوهُ من أشياءٍ هل علينا حرجٌ في كذا وكذا قال عبادُ اللهِ وَضَعُ اللهُ الحرجَ إلا رجلًا اقتضى امرءًا مسلمًا ظُلْمًا فذلك حرجٌ وهلكٌ وقالوا ما خيرُ ما أُعْطِيَ الناسُ يا رسولَ اللهِ قال خُلُقٌ حسنٌ

    خلاصة حكم المحدث : على شرط الشيخين
    الراوي : أسامة بن شريك | المحدث : الوادعي | المصدر : الإلزامات والتتبع
    الصفحة أو الرقم : 90 التخريج : أخرجه أبو داود (3855)، والترمذي (2038)، وابن ماجه (3436) باختلاف يسير


    الدرر السنية

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    15,855

    افتراضي رد: يا عبادَ اللهِ تَداوَوَا، فإِنَّ اللهَ لم يضَعْ داءً إلَّا وضعَ لَهُ دواءً، غيرَ داءٍ واحدٍ : الهرمُ

    لشيخ محمد ناصر الالباني / متفرقات
    شرح كتاب الأدب المفرد-175
    تتمة شرح حديث : ( ... قال: نعم يا عباد الله تداووا، فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له شفاء ... ) حفظ

    الشيخ : قال عليه السلام : ( نعم يا عباد الله تداووا، فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له شفاء ) .
    هل هذا الخبر من الرسول عليه الصلاة والسلام لأن الله ما أنزل داءً إلا وأنزل له شفاءً يشمل كل الأدواء فلا يبق هناك داء إلا يمكن شفاؤه ؟ يقول الرسول عليه السلام: إلا شيء واحد وهو الهرم الذي يقترن معه عادةً الموت، فهذا لا دواء له، أي إن الله عز وجل كما قال ابن الوردي أو غيره :
    " كتب الموت على الخلق فكم *** فلّ من جمع وأفنى من دول "
    فالموت مكتوب على كل حي، فلا يبقى على هذا الكون حي إلا الحي القيوم سبحانه وتعالى، ولذلك فقوله: ( إلا جعل له شفاء ) استثنى منه عليه الصلاة والسلام الهرم لأنه نذير وقرين الموت، فما من إنسان يهرم إلا ويعقبه الموت لا مناص من ذلك ، فقال عليه الصلاة والسلام : ( فإن الله عز وجل لم يضع داءًا إلا وضع له شفاءً غير داء واحد، فقالوا: ما هو يا رسول الله ؟ قال: الهرم ) فذكر الهرم ، وهو يعني عليه اللام : الموت لأن الموت كما قلنا يأتي بعد الهرم ولا بدّ لكن قد يأتي الموت على الشاب، قد يأتي الموت على الطفل الصغير لكن إذا هرم الإنسان فلا مناص لأن يتهيّأ إلى الموت القريب .
    لذلك جاء التصريح بالموت في بعض الأحاديث الصحيحة كقوله عليه الصلاة والسلام: ( الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا الموت ) فهاهنا صّرح ما قال الهرم قال: ( الموت ) لأن الهرم المقصود به هنا الواقع الهرم الذي هو نذير الموت .



  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    15,855

    افتراضي رد: يا عبادَ اللهِ تَداوَوَا، فإِنَّ اللهَ لم يضَعْ داءً إلَّا وضعَ لَهُ دواءً، غيرَ داءٍ واحدٍ : الهرمُ

    شَهدتُ الأعرابَ يسألونَ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ أعلينا حرجٌ في كذا أعلَينا حرجٌ في كذا فقالَ لَهم عبادَ اللَّهِ وضعَ اللَّهُ الحرجَ إلَّا منِ اقترضَ من عرضِ أخيهِ شيئًا فذاكَ الَّذي حُرِجَ فقالوا يا رسولَ اللَّهِ هل علينا جناحٌ أن لا نتداوى قالَ تداوَوا عبادَ اللَّهِ فإنَّ اللَّهَ سبحانَهُ لم يضع داءً إلَّا وضعَ معَهُ شفاءً إلَّا الْهرمَ قالوا يا رسولَ اللَّهِ ما خيرُ ما أعطِيَ العبدُ قالَ خُلُقٌ حسنٌ
    الراوي : أسامة بن شريك | المحدث : الألباني
    | المصدر : صحيح ابن ماجه
    الصفحة أو الرقم: 2789 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

    التخريج : أخرجه أبو داود ( 2015، 3855 ) مفرقاً، الترمذي ( 2038 )، والنسائي في ( (السنن الكبرى )) ( 7553 )، وابن ماجه ( 3436 ) واللفظ له، وأحمد ( 18454 ) باختلاف يسير


    التَّيسيرُ ورفْعُ الحرَجِ مَبدأٌ مِن مَبادئِ الإسلامِ، وقد ظهَرَ هذا جَليًّا في حياةِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
    وفي هذا الحديثِ يقولُ أُسامةُ بنُ شَريكٍ رضِيَ اللهُ عنه: "شَهِدْتُ الأعرابَ" وهم سُكَّانُ الصَّحراءِ، "يَسأَلونَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أعلَيْنا حرَجٌ في كذا؟" أي: أعلينا إثمٌ في كذا؟ "فقال لهم النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "عِبادَ اللهِ، وضَعَ اللهُ الحرَجَ"، أي: الإثمَ عمَّا سألْتُموه مِن الأشياءِ، "إلَّا مَنِ اقترَضَ مِن عِرْضِ أخيه شيئًا"، والمعنى: وضَعَ اللهُ الحرَجَ عمَّن فعَلَ شيئًا ممَّا ذكَرْتُم إلَّا مَن اغتابَ أخاه، أو سَبَّه، أو آذاهُ في نفْسِه، وعبَّرَ عنه بالاقتراضِ؛ لأنَّه يُسْتَرَدُّ منه في الآخرةِ، "فذاك الَّذي حرَجٌ"، أي: فذلك الَّذي حَرامٌ، وهو ما يُوقِعُ في الإثمِ، قالت الأعرابُ: "يا رسولَ اللهِ، هل علينا جُناحٌ"، أي: إثمٌ، "ألَّا نَتَداوى؟"، أي: نترُكَ التَّداوي والتَّطبُّبَ، فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "تَدَاوْوا عِبادَ اللهِ"، أي: اطْلُبوا العِلاجَ والتَّطبُّبَ وأخْذَ الدَّواءِ، وفي هذا إشارةٌ إلى أنَّ التَّداويَ لا يُنافي العُبوديَّةَ، ولا يدَعُ التَّوكُلَ على اللهِ عزَّ وجلَّ، والمعنى: تَدَاوَوا ولا تَعتَمِدوا في الشِّفاءِ على التَّداوي، بل كونوا عِبادَ اللهِ مُتوكِّلينَ عليه، ومُفوِّضينَ الأُمورَ إليه؛ "فإنَّ اللهَ سُبحانَه لم يضَعْ دَاءً"، أي: لم يَخلُقْ داءً ولا مَرضًا، "إلَّا وضَعَ معه شِفاءً، إلَّا الهرَمَ"، أي: الكِبَرَ في السِّنِّ والشَّيخوخةِ، وجعَلَه دَاءً تَشبيهًا له؛ فإنَّ الموتَ يعقُبُه كالأدواءِ، أو لأنَّ الكِبَرَ هو مَنْبعُ الأدواءِ والأمراضِ، والهرَمُ والشَّيخوخةُ اضمحلالٌ طَبيعيٌّ وطَريقٌ إلى الفَناءِ، فلم يُوضَعْ له شِفاءٌ، والموتُ أجَلٌ مَكتوبٌ لا يَزيدُ ولا ينقُصُ، والتَّداوي يكونُ بما أحَلَّه اللهُ وليس بما حرَّمَه.
    قالتِ الأعرابُ: "يا رسولَ اللهِ، ما خيرُ ما أُعْطِيَ العبدُ؟" أي: ما أفضَلُ ما يُعطيه اللهُ للعبدِ في الدُّنيا، فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "خُلُقٌ حسَنٌ"؛ فحُسْنُ الخُلقِ دَليلٌ على حُسنِ الدِّينِ، ولأنَّه تَطبيقٌ عمَليٌّ لشَريعةِ اللهِ ورسولِه صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
    وفي الحديثِ: الزَّجرُ والتَّغليظُ في الخوضِ في أعراضِ النَّاسِ والنَّيلِ مِنها بالباطِلِ.
    وفيه: الحثُّ على التَّداوي بما أحَلَّه اللهُ، وأنَّ ذلك لا يُخرِجُ عن التَّوكُّلِ على اللهِ.
    وفيه
    : فَضلُ حُسنِ الخُلُقِ.
    الدرر السنية

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    15,855

    افتراضي رد: يا عبادَ اللهِ تَداوَوَا، فإِنَّ اللهَ لم يضَعْ داءً إلَّا وضعَ لَهُ دواءً، غيرَ داءٍ واحدٍ : الهرمُ

    3855 - حدَّثنا حفصُ بنُ عَمَرَ النَّمريُّ، حدَّثنا شُعبةُ، عن زياد بنِ عِلاقة عن أسامةَ بنِ شَريكٍ، قال: أتيتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلم - وأصحابُه كأنما على رؤوسِهُم الطيرُ، فَسَلَّمتُ ثُمَّ قَعَدْتُ، فجاء الأعرابُ مِن هاهنا وهاهنا، فقالوا: يا رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلم -، أنتداوى؟ فقال: "تَدَاوَوْا، فإنَّ الله عزَّ وجلَّ لم يَضَعْ دَاءً إلا وضع له دَوَاءً غيرَ داءٍ واحدٍ الهرَمُ" (1).
    __________
    قال محقق سنن ابي داوود :

    (1) إسناده صحيح.
    وأخرجه ابن ماجه (3436)، والترمذي (2159)، والنسائي في "الكبرى" (7511) و (7512) من طريق زياد بن علاقة، به.
    وهو في "مسند أحمد" (18454)، و"صحيح ابن حبان" (6061).
    قال ابن القيم في "زاد المعاد" 4/ 15 بعد أن ذكر حديث أسامة بن شريك هذا، وحديث جابر بن عبد الله وحديث أبي هريرة وحديث ابن مسعود: وفي الأحاديث الصحيحة الأمر بالتداوي وأنه لا ينافي التوكل كما لا ينافيه دفع داء الجوع والعطش والحر والبرد بأضدادها بل لا تتم حقيقة التوحيد إلا بمباشرة الأسباب التي نصبها الله مقتضيات لمسبباتها قدراً وشرعاً، وأن تعطيلها يقدح في نفس التوكل، كما يقدح في الأمر والحكمة، ويضعفه من حيث يظن معطلها أن تركها أقوى في التوكل، فإن تركها عجزاً ينافي التوكل الذي حقيقته اعتماد القلب على الله في حصول ما ينفع العبد في دينه ودنياه، ودفع ما يضره في دينه ودنياه، ولا بدَّ مع هذا الاعتماد من مباشرة الأسباب وإلا كان معطلاً للحكمة والشرع، فلا يجعل العبد عجزه توكلاً، ولا توكله عجزاً.
    وفيها رد على من أنكر التداوي، وقال: إن كان الشفاء قد قُدِّر، فالتداوي لا يفيد، وإن لم يكن قد قدر فكذلك. وأيضاً فإن المرض حصل بقدر الله، وقدر الله لا يدفع = ولا يُرد، وهذا السؤال هو الذي أورده الأعراب على رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم -، وأما أفاضل الصحابة، فأعلم باللهِ وحكمته وصفاته من أن يوردوا مثل هذا، وقد أجابهم النبي - صلَّى الله عليه وسلم - بما شفى وكفى، فقال: هذه الأدوية والرقى والتقى، هي من قدر الله، فما خرج شيء عن قدره، بل يرد قدره بقدره، وهذا الرد من قدره، فلا سبيل إلى الخروج عن قدره بوجه ما، وهذا كرد قدر الجوع والعطش والحر والبرد بأضدادها، وكرد قدر العدو بالجهاد، وكلٌّ من قدر الله الدافع والمدفوع والدفع.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    15,855

    افتراضي رد: يا عبادَ اللهِ تَداوَوَا، فإِنَّ اللهَ لم يضَعْ داءً إلَّا وضعَ لَهُ دواءً، غيرَ داءٍ واحدٍ : الهرمُ

    18454 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَصْحَابُهُ عِنْدَهُ كَأَنَّمَا عَلَى رُءُوسِهِمْ الطَّيْرُ، قَالَ: فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، وَقَعَدْتُ، قَالَ: فَجَاءَتِ الْأَعْرَابُ، فَسَأَلُوهُ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، نَتَدَاوَى؟ قَالَ: " نَعَمْ، تَدَاوَوْا، فَإِنَّ اللهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ لَهُ دَوَاءً غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ الْهَرَمُ " قَالَ: وَكَانَ أُسَامَةُ حِينَ كَبِرَ يَقُولُ: " هَلْ تَرَوْنَ لِي مِنْ دَوَاءٍ الْآنَ؟ " قَالَ: وَسَأَلُوهُ عَنْ أَشْيَاءَ، هَلْ عَلَيْنَا حَرَجٌ فِي كَذَا وَكَذَا، قَالَ: " عِبَادَ اللهِ، وَضَعَ اللهُ الْحَرَجَ إِلَّا امْرَأً اقْتَرَضَ (1) امْرَأً مُسْلِمًا ظُلْمًا، فَذَلِكَ حَرِجَ، وَهَلَكَ " قَالُوا: مَا خَيْرُ مَا أُعْطِيَ النَّاسُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " خُلُقٌ حَسَنٌ " (2)
    __________
    (1) في (م) : اقتضى، وهو خطأ.
    قال محققوا المسند:

    (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن صحابيه لم يخرج له سوى أصحاب السنن.
    وأخرجه بتمامه ومختصراَ: أبو داود الطيالسي (1232-1233) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/20، وأبو داود (3855) ، والنسائي في "الكبرى" (5875) و (5881) و (7557) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/238، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/13، والطبراني في "الكبير" (463) ، وفي "مكارم الأخلاق" (12) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (772) ، والحاكم في
    "المستدرك" 1/121 و4/400، والبيهقي في "السنن" 9/343، وفي "الشعب" (1528) و (1529) ، وفي "الآداب " (858) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/81، والضياء المقدسي في "المختارة" (1382) و (1383) من طرق، عن شعبة، بهذا الإسناد.
    وأخرجه مطولاً ومختصراً أيضاً: وكيع في "الزهد" (423) ، والحميدي (824) ، وابن أبي شيبة 8/2 و8/513 و514 و576، و14/177-178، وهناد في "الزهد" (1259) و (1260) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (291) ، وأبو داود (2015) ، وابن ماجه (3436) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/304-305، والترمذي (2038) ، وابن أبي عاصم (1467) و (1468) و (1469) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1377) ، والنسائي في "الكبرى" (7554) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (374) (مسند ابن عباس) ، وابن خزيمة (2774) و (2955) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2597) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/236 و4/323، وفي "مشكل
    الآثار" (6015) ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (27) و (28) ، وابن حبان (478) و (486) و (6061) و (6064) ، والطبراني في "الكبير" (464) ... إلى (484) ، وفي "الأوسط" (6376) ، وفي "الصغير" (559) ، والدارقطني 2/251، والحاكم 4/198-199 و4/399-400، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/166 و2/13، والبيهقي في "السنن" 5/146، وفي "شعب الإيمان" (6661) ، وفي "الآداب" (141) ، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 9/197-198، وفي "الفقيه والمتفقه" 2/111، وفي "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/101، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/281، وفي "الاستذكار" 27/ (40089) ، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3226) ، والضياء المقدسي في "المختارة" (1381) و (1382) و (1383) و (1384) و (1385) و (1387) و (1388) و (1389) و (1390) ، من طرق، عن زياد بن علاقة، به.
    قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
    وأخرجه الطبراني في "الكبير" (485) - ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (773) - من طريق وهب بن إسماعيل الأسدي، عن محمد بن قيس، عن زياد بن علاقة، عن قطبة بن مالك، فذكر نحوه. قال الطبراني: هكذا رواه وهب بن إسماعيل، عن محمد بن قيس، وهم فيه، والصواب: عن أسامة بن شريك. ونحو ذلك قال أبو نعيم، وابن الأثير.
    وقد سلف مختصراً بالحديث قبله، وسيرد بالحديثين بعده.
    وقوله: "إن الله لم يضع داءً إلا وضع له دواء ... " سلف نحوه من حديث عبد الله بن مسعود برقم (3578) .
    وفي باب قوله: "إلا امْرَأً اقترض امْرَأً مسلماً ظلماً ... " عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ: "كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه" سلف برقم (7727) .
    وعن أبي برزة الأسلمي مرفوعاً: "يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم ... " سيرد 4/420-421.
    وفي باب الخلق الحسن عن عبد الله بن عمرو سلف برقم (6504) ، وعن أبي هريرة سلف برقم (7402) ، وعن عمرو بن عبسة سيرد 4/385، وعن أبي الدرداء سيرد 6/451-452.
    قال السندي: قوله: كأنما على رؤوسهم الطير، كناية عن سكونهم ووقارهم في حضرته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأن الطير لا تكاد تقع إلا على شيء ساكن.
    قلنا: وفي هذا الحديث وغيره من الأحاديث الصحيحة- كما قال ابن القيم- الأمر بالتداوي، وأنه لا يُنافي التوكلَ كما لا يُنافيه دفعُ داءِ الجوعِ والعطشِ والحرِّ والبردِ بأضدَادها، بل لا يتمُّ حقيقةُ التوحيد إلا بمباشرة الأسباب التي نصبها اللهُ مقتضياتِ لمسَبباتها قدراً وشرعاً، وأن تعطيلَها يقدحُ في نفس التوكل كما يقدَحُ في الأمرِ والحِكمة ...
    لم يضع، أي: لم يخلقه.
    الهرم، بفتحتين: كبر السن، وعدُّه من الأسقام. وإن لم يكن منها، لأنه من أسباب الهلاك، ومقدماته، كالداء، أو لأنه يغير البدن عن القوة والاعتدال، كالداء.
    وضح الله الحرج، أي: الإثم، أي: عما سألتموه من الأشياء، وكأنهم ما سألوه إلا عن المباحات.
    إلا امرأً اقترض، بمعنى لكن، ويحتمل أن يكون استثناءً عما تقدم، على أن المعنى: وضع الله الحرج عمن فعل شيئاً مما ذكرتم، إلا عمن اقترض ... إلخ. وعلى: هذا لا بد من اعتبار أنهم سألوه عمن اقترض أيضا، ويحتاج هذا المعنى إلى تقدير حرف الجر، كما لا يخفي، قيل: أي إلا من اغتاب أخاه أو سبَّه، أو آذاه في نفسه، عبَّر عنها بالاقتراض، لأنه يستردُّ منه في العُقبى، ويحتمل أن يكون اقترض بمعنى قطع، وقال السيوطي: أي نال منه، وقطعه بالغيبة.
    خلق حسن؛ يعامل به مع الله تعالى ومع عباده أحسن معاملة، والله تعالى أعلم.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •