2518 - " لا يسمع النداء أحد في مسجدي هذا ، ثم يخرج منه - إلا لحاجة - ثم لا يرجع إلا
منافق " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 56 :
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 27 / 1 ) و من طريقه أبو نعيم في " صفة
النفاق " ( 29 / 1 ) : حدثنا علي بن سعيد الرازي حدثنا أبو مصعب حدثنا عبد
العزيز بن أبي حازم : حدثني أبي و صفوان بن سليم عن سعيد بن المسيب عن أبي
هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ، و قال : " تفرد به
أبو مصعب ، و لم يروه موصولا عن أبي هريرة غير صفوان و أبي حازم " . قلت : و
جميعهم ثقات من رجال الشيخين غير الرازي ، و هو حافظ حسن الحديث ، قال
الدارقطني : ليس بذاك . و قال مسلمة : كان ثقة عالما بالحديث . و أبو مصعب اسمه
أحمد بن أبي بكر . و قال المنذري ( 1 / 115 ) و تبعه الهيثمي ( 2 / 5 ) : "
رواه الطبراني في " الأوسط " ، و رواته محتج بهم في ( الصحيح ) " . قلت : و في
هذا الإطلاق نظر ظاهر ، لأن الرازي ليس من رجال " الصحيح " ، و كثيرا ما يطلقان
مثله ، فكن على انتباه . و للحديث طريق أخرى عن أبي هريرة نحوه ، عند الطيالسي
و أحمد في " مسنديهما " ، و في إسناده كلام ذكرته في " التعليق الرغيب " . و
الحديث رواه أبو داود في " مراسيله " ( 84 / 25 ) و الدارمي ( 1 / 118 ) عن
الأوزاعي ، و البيهقي في " سننه " ( 3 / 56 ) عن سفيان ، كلاهما عن عبد الرحمن
بن حرملة الأسلمي عن سعيد بن المسيب مرسلا . و إسناده صحيح ، و لا ينافي
الموصول ، لأن الذين وصلوه ثقات ، إلا أن يكون الوهم من الرازى . و على كل حال
فالحديث صحيح بالطريق الأخرى . و اعلم أن الحديث ظاهر لفظه اختصاص الحكم
المذكور فيه بمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ، و لكنه من حيث المعنى عام لكل
المساجد ، للأحاديث الكثيرة الدالة على وجوب صلاة الجماعة . و الخروج من المسجد
يفوت عليه الواجب . فتنبه . و يؤيد ذلك ما روى أبو الشعثاء قال : كنا مع أبي
هريرة في المسجد فخرج رجل حين أذن المؤذن للعصر ، فقال أبو هريرة : " أما هذا
فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم " . أخرجه مسلم و غيره ، و هو مخرج في "
الإرواء " ( 1 / 263 / 245 ) و " صحيح أبي داود " ( 547 ) . تنبيهان : الأول :
لقد فات المعلق على " مراسيل أبي داود " تقوية مرسله بحديث الترجمة المتصل عن
سعيد عن أبي هريرة . و الآخر : أنه أعل المرسل بتدليس الوليد - و هو ابن مسلم -
، و فاته أنه قد تابعه أبو المغيرة عند الدارمي ، كما فاتته متابعة سفيان
المذكورة - و هو ابن عيينة - عند البيهقي . و لفظ رواية أبي المغيرة .. عن عبد
الرحمن بن حرملة قال : جاء رجل إلى سعيد بن المسيب يودعه بحج أو عمرة ، فقال له
: لا تبرح حتى تصلي فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( فذكر الحديث )
فقال : إن أصحابي بالحرة ! قال : فخرج . قال : فلم يزل سعيد يولع بذكره حتى
أخبر أنه وقع من راحلته فانكسرت فخذه . قلت : و إسناده مرسل صحيح .