تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: كان اللهُ ولامكان وهو الآن على ما عليهِ كان

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    15,272

    افتراضي كان اللهُ ولامكان وهو الآن على ما عليهِ كان

    1 - كان اللهُ ولا شيءَ معه ، وهو الآن على ما عليهِ كانَ

    الراوي : - | المحدث : ابن تيمية | المصدر : مجموع الفتاوى
    الصفحة أو الرقم : 2/272 | خلاصة حكم المحدث :
    هذه الزيادة وهو قوله: وهو الآن ما عليه كان، كذب مفترى على رسول الله صلى الله عليه وسلم، اتفق أهل العلم بالحديث على أنه موضوع مختلق


    2 - وَهوَ الآنَ على ما عليهِ كانَ

    الراوي : - | المحدث : ابن تيمية | المصدر : مجموع الفتاوى
    الصفحة أو الرقم : 18/221 | خلاصة حكم المحدث :
    هذه الزيادة إنما زادها بعض الناس من عنده وليست في شيء من الروايات


    3 - وهو الآنَ على ما عليه كانَ.

    الراوي : - | المحدث : ابن تيمية | المصدر : مجموع الفتاوى
    الصفحة أو الرقم : 2/274 | خلاصة حكم المحدث
    : كذب مختلق بل العارفون بالحديث على أنها موضوعة ولا تنقل هذه الزيادة عن إمام مشهور في الأمة بالإمامة


    4 - كان اللهُ ولم يكن شيءٌ قبلَه، وهو الآنَ على ما عليه كان

    الراوي : - | المحدث : ابن باز | المصدر : التحفة الكريمة
    الصفحة أو الرقم : 141 | خلاصة حكم المحدث : [قوله:
    وهو الآن على ما كان عليه] زيادة باطلة موضوعة لا أصل لها


    5 - [زيادةُ] وهو الآنَ على ما عليه كان [في حديثِ كان اللهُ ولم يكنْ شيءٌ قبلَه]

    الراوي : - | المحدث : ابن باز | المصدر : مجموع فتاوى ابن باز
    الصفحة أو الرقم : 26/282 | خلاصة حكم المحدث :
    باطلة موضوعة لا أصل لها
    الدرر السنية

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    15,272

    افتراضي رد: كان اللهُ ولامكان وهو الآن على ما عليهِ كان

    ما حكم من يقول ( الله كان ولا مكان ).؟





    الشيخ : فمن كان عنده سؤال يرفع إصبعه؛ حتى ينتقل إلى الشخص الثاني الذي يليه، وهكذا دواليك؛ والأيمنون فالأيمنون؛ هكذا القاعدة الشرعيِّة.

    والآن نفتتح الجلسة بخطبة الحاجة، ولو على الوجه المختصر منها؛ فنقول:

    إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُه ُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. أّمَّا بَعدُ:

    فَإِنَّ خَيْرَ الكَلامِ كَلاَمُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وسَلَّم، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ. وقبل إصغائي للأسئلة، أرجو أمرين اثنين في هذه الأسئلة: الأمر الأول: أن تكون أسئلة واقعيَّة من صميم الحياة، ولا تكون نظريَّة قد تقع وقد لا تقع والشيء الثاني -ولعله الأخير-: أن يسأل كلُّ فردٍ منكم عمَّا يهمُّه هو، وليس عمَّا يهمُّ غيره؛ لأن المبدأ الإسلامي يقول: اِبدأ بنفسك؛ ثمَّ بمن تعول. والآن من عنده سؤال من هنا؟ تفضل.

    السائل : ما الحكمُ الشرعيُّ بمن يقول: " الله كان ولاَ مَكان " ؟

    الشيخ : الجواب: مثل هذا النفي يرد كثيرًا على ألسنة المتكلمين من علماء الكلامِ نفيًا أو إثباتًا؛ فنفي المكان كإثباتِه، كذلك نفي الجهة بالنسبة لله -عزَّ وجلَّ- كإثباتها، والأمثلة في مثلها كثيرة. والجواب الصحيح: أنَّه لا يجوز إنكار شيء من هذه الألفاظ أو إثباتها إلا بعد أن نتبيَّن المعنى الذي يقصده المُثبت لهذه الألفاظ أو نافيها. فنعود بعد هذه التوطئة، وبعد هذه المقدمة الوجيزة إلى الإجابة عن السؤال مباشرة؛ فنقول، بناءً على هذه المقدمة نقول: إن كان الذي يقول: " كان الله ولا مكان " إنما يعني تحقيق أنَّ الله عزَّ وجلَّ- هو الأوَّل، وهو أزليٌّ أبديٌّ لا أول له، وأنَّه كما جاء في الحديث الصَّحيح: ( كَانَ اللهُ وَلاَ شَيْءَ مَعَهُ؛ ثُمَّ خَلَقَ اللهُ الْعَرْشَ ) .فقوله عليه السلام في هذا الحديث: ( كَانَ اللهُ وَلاَ شَيْءَ مَعَهُ ) ؛ أي: مِن المخلوقات . ومما لا شك فيه أن المكان إنما وُجِدَ بالكونِ؛ أي: بقوله تبارك وتعالى: (( كُنْ فَيَكُونُ )) ‏؛ كما قال في القرآن الكريم: (( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )) . فإذا كان الله ولا شيء معه؛ ثم قال للعرش: كن؛ فكان؛ فإذن كان الله ولا مكان؛ لأن المكان مشتقٌ من الكون. أمَّا إن كان الذي ينفي هذا المعنى للمكان يعني به ما يُعارض الشَّرع في توهمه من بعض النُّصوص الشرعية المقطوع ثبوتها ودلالتها أنَّها تعني إثبات المكان لله -عزَّ وجلَّ- وقد عرفنا أن المكان كان بعد أن لم يكن، وأنَّ الله غنيٌّ عن العالمين؛ لكن لما جاءت بعض النُّصوص المقطوع ثبوتها، والمقطوع دلالتها، وكل هذه الأدلة تدور حول إثبات العلو للعليِّ الغفَّار؛ فحينئذٍ قد يتوهم بعض النَّاس أننا إذا قلنا بما دلت عليه هذه النصوص القاطعة ثبوتًا ودلالةً أننا أثبتنا لله المكان. وبناءً على هذا التَّوهم؛ أي: بعض النَّاس يتوهمون من إثبات صفة العلو لله -عزَّ وجلَّ- على المخلوقات كلها، يتوهمون من هذا الإثبات أن ذلك يستلزم جعل الله -عزَّ وجلَّ- في مكان. إذن هم يقولون: " كان الله ولا مكان " . هنا نقول: النفي باطلٌ، أمَّا الإثبات السابق؛ فصحيحٌ، وشتَّان بين المعنى الأوَّل: معنى الإثبات، ومعنى النَّفي؛ لأنَّ معنى النَّفي ينفي دلالات قاطعة، ومعنى الإثبات للمكان يثبتُ دلالات قاطعة؛ هي: أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- كان ولا شيء معه، فلما خلق الخلق وُجِدَ مكان؛ ولكن الله -عزَّ وجلَّ- غنيٌّ عن المكان، وغنيٌّ عن الزَّمان، ولا يلزم مُطلقًا أن يكون الله -عزَّ وجلَّ- في مكان؛ حينما يُثبِتُ أهل السنة جميعهم لله -عزَّ وجلَّ- صفة العلو التي نشهد بها في كل سجود نسجده؛ فنقول فيه: " سبحان ربي الأعلى " .إذن ثبت بهذا البيان، وبهذا الجواب عن ذاك السُّؤال: أنَّه لا يجوز نفي أو إثبات معنىً للفظٍ لم يرد عن الله ورسوله؛ وإنما هو اصطلاحٌ بين النَّاس، ففي الحالة هذه ننظر إلى مقصد المتكلِّم؛ فإن كان مقصده يوافق الشَّريعة؛ قلنا: لله مكان بهذا المعنى. وإن كان يعني ما يخالف الشَّريعة؛ قلنا: لا، ليس لله مكان بهذا المعنى. كذلك يُقال: بالنسبة للجهة، بالنسبة للجهة التي قد تُنسَب أو قد تُنفَى، تُنسَب لله، أو قد تُنفَى عنه، كذلك نقول نفس الكلام؛ نقول للذي يقول: إن الله ليس فيه جهة، ماذا تعني بهذا النفي؟ أتعني معارضة قول الله -تبارك وتعالى-: (( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )) ‏؟ (( تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ )) ؟ (( أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ )) ‏؟ (( اِرْحَمُوْا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمُكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ )) ؟ والنصوص قاطعة في هذا أيضًا. إن كان الجواب: نعم، أنا أعني نفي هذه الدِّلالات التي دلت عليها هذه النصوص؛ نقول له: أنت مبطلٌ حينما تنفي الجهة بالمعنى الذي أثبته الشَّرع في الآيات وفي الأحاديث.

    وإن كان يعني بذلك حينما يقول قائلٌ ما: "إن لله جهة" أنَّه يعني: أنَّ الله ليس في كل مكان مخلوق، كما يقول القائلون بوحدة الوجود من غلاة الصوفيَّة والمعتزلة وأمثالهم؛ يقولون: "الله موجود في كل مكان" ؛ هذا الكلام -حينئذٍ- باطل؛ لأنَّ الله -عزَّ وجلَّ- أفهمنا بنصوص قاطعة من أدلَّة الكتاب والسُّنة أنَّ له صفة العلو. فإذا أثبتنا صفة العلو، وسمَّوا هذه الصَّفة بأنها جهة لله؛ قلنا: لا بأس؛ لكن من نفى أنَّ لله هذه الصفة ففيه كل البأس. ولكننا مع ذلك سواء فيما يتعلَّق بالمكان إثباتًا ونفيًا، أو ما يتعلَّق بالجهة إثباتًا ونفيًا، أو ما يتعلَّق -وهذا ترونه في بعض كتب علم الكلام إثباتًا ونفيًا -أيضًا- وهي: إثبات الحد لله تعالى أو نفيه؛ كلُّ هذه الألفاظ الثلاثة من المكان والجهة والحد لا نستعمله إطلاقًا لا بمعنى الإثبات، ولا بمعنى النَّفي. نحن لا نستعمله؛ لأنَّ ذلك لم يرد في الكتاب ولا في السُّنة؛ إلا أنَّنا نتحفَّظُ مع النَّاس الذين قد يستعملون لفظًا من هذه الألفاظ الثلاثة، لا نسارع في الإنكار عليه ابتداءً؛ وإنما نسأله: ماذا تعني؟ فإنْ عنَى معنىً أثبتته الشَّريعة؛ قلنا: أصبت في المعنى، وأخطأت في اللفظ. وإن قصد بمعنى ذلك اللفظ معنىً يخالف الشَّرع؛ نقول له: أخطأت مرتين: المرة الأولى -وهي الأخطر-: أنَّك عنيت بهذا اللفظ معنىً أثبته الشَّرع فنفيته. والشيء الثاني: أنَّك ابتدعت لفظًا استعملته في نفيه عن الله -عزَّ وجلَّ- وذلك يستلزِم نفي ما أثبته في الكتاب وفي السنة.

    هذا جواب ذاك السؤال، ولعله واضح إن شاء الله.

    السائل : في شيء في صلب الموضوع يعني.

    الشيخ : تفضل.

    السائل : يقولون: " إن الله كان ولا مكان، وهو الآن على ما عليه كان " ويوردون كلمة في معنى ذلك ينسبونها إلى أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-.

    الشيخ : جواب هذا السؤال تمامًا كما سبق إذا قالوا -وهذا الكلام صوفي نعرفه قديمًا-: " كان الله ولا شيء معه، وهو الآن على ما عليه كان " إن كانوا يعنون أنَّه الآن على ما عليه كان غنيٌّ عن المكان الكونيّ المخلوق؛ نقول لهم: أصبتم. أما إن كانوا يعنون بهذه العبارة، وهو الذي يقصده هؤلاء: أن الله -عزَّ وجلَّ- ليس له صفة العلو على العرش؛ حيث جاءت في القرآن الكريم بلفظ: (( ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ )) . فإذا أرادوا نفي هذا الاستواء الذي جاء التَّصريح به في القرآن؛ نقول: أبطلتم مرتين: المرة الأولى: أنكم قصدتم معنىً يخالف الشريعة. والمعنى الثاني: أنكم ألحقتم بالحديث جملة، لا أصل لها؛ لأن الحديث الذي ذكرناه آنفًا في صحيح البخاري: ( كَانَ اللهُ وَلاَ شَيْءَ مَعَهُ ) . انتهى، نقطة فاصلة قوية جدًّا، الحديث إلى هنا؛ ثمَّ هم زادوا عليه زيادة باطلة سندًا ومعنىً. أما سندًا؛ فلأنها لا وجود لها في شيء من كتب الحديث إطلاقًا، ( وهو الآن على ما عليه كان ) زيادة باطلةٌ سندًا وباطلةٌ -أيضًا- معنىً بالمعنى السلبي. غيره.

    https://www.al-albany.com/audios/con...83%D8%A7%D9%86

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    15,272

    افتراضي رد: كان اللهُ ولامكان وهو الآن على ما عليهِ كان


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    15,272

    افتراضي رد: كان اللهُ ولامكان وهو الآن على ما عليهِ كان

    إن من شبه أهل الباطل التي يستخدمونها كوسيلة لنفي علو الله على خلقه قولهم أنه : كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان . و هذا نقضها من كلام أهل العلم :
    قال الحافظ ابن حجر: (تنبيه) : « وقع في بعض الكتب في هذا الحديث [كان الله ولا مكان] [وهو الآن على ما عليه كان] وهي زيادة ليست في شيء من كتب الحديث، نبَّه على ذلك العلامة تقي الدين ابن تيمية، وهو مسلَّمٌ في قوله [وهو الآن] إلى آخره» (فتح الباري 6/289)
    قال أحد المشايخ:
    فمن شبهات الزائغين المعطلين فيما يتعلق بعلو الله تبارك و تعالى على خلقه و استوائه تبارك و تعالى على عرشه الشبهة الثانية عشرة : قال عبد القاهر البغدادي : قال علي : كان الله و لا مكان و هو الآن على ما عليه كان .
    الكلام المذكور كذب مفترى على علي رضي الله عنه و قد اتفق أهل العلم بالحديث أنه موضوع مختلق مفترى و ليس هو في شيئ من دواوين الحديث لا كبارها و لا صغارها و لا رواه أحد من أهل العلم بإسناد صحيح و لا ضعيف و لا بإسناد مجهول و إنما تكلم بهذه الكلمة متأخرو الجهمية فتلقاه من هؤلاء الذين وصلوا إلى آخر التجهم و هو التعطيل و الإلحاد و هذه المقولة قصد بها المتكلمة الجهمية نفي الصفاة التي وصف الله بها نفسه من استوائه على العرش و غير ذلك و هم دائما يهذون بهذه الكلمة في مجالسهم و هي أجل عندهم من قوله تعالى : < الرحمن على العرش استوى > و من حديث الجارية فهذا الكلام كلام لم يصدر من علي رضي الله تبارك و تعالى عنه و إنما هو كذب موضوع مختلق مفترى.اهــ

    وقد ذكر الذهبي رحمه الله في كتابه العلو للعلي الغفار قصة الإمام الجويني مع الهمداني فقال : قال أبو منصور بن الوليد الحافظ في رسالة له إلى الزنجاني أنبأنا عبد القادر الحافظ بحران أنبأنا الحافظ أبو العلاء أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي الحافظ قال : سمعت أبا المعالي الجويني وقد سئل عن قوله <الرحمن على العرش استوى > فقال : كان الله ولا عرش , وجعل يتخبط في الكلام .
    فقلت : قد علمنا ما أشرت إليه فهل عندك للضرورات من حيله ؟
    فقال : ما تريد بهذا القول وما تعني بهذه الإشارة ؟
    فقلت : ما قال عارف قط يا رباه إلا قبل أن يتحرك لسانه قام من باطنه قصدٌ لا يلتفت يمنة ولا يسرة يقصد الفوق , فهل لهذا القصد الضروري عندك من حيلة ؟ فنبئنا نتخلص من الفوق والتحت وبكيت وبكى الخلق فضرب الأستاذ بكمه على السرير وصاح ياللحيرة وخرق ما كان عليه وانخلع وصارت قيامة في المسجد ونزل ولم يجبني إلا يا حبيبي الحيرة الحيرة والدهشة الدهشة فسمعت بعد ذلك أصحابه يقولون سمعناه يقول حيرني الهمداني .
    و القصة صحيحة مشهورة ذكرها الذهبي في العلو و في سير أعلام النبلاء (18/474-475 ، 477) ، وقال عنها الألباني:إسناد هذه القصة صحيح مسلسل بالحفاظ، كما في مختصر العلو ص277 .
    منقول

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    15,272

    افتراضي رد: كان اللهُ ولامكان وهو الآن على ما عليهِ كان

    و كلام شيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله - الذي أشار إليه ابن حجر -رحمه الله- ، موجود في مجموع الفتاوى ( 2 / 273 - 278 ) .
    قال : ( فصل:
    ومن أعظم الأصول التي يعتمدها هؤلاء الاتحادية الملاحدة المدعون للتحقيق والعرفان: ما يأثرونه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {كان الله ولا شيء معه وهو الآن على ما عليه كان} عند الاتحادية الملاحدة، وهذه الزيادة وهو قوله: {وهو الآن على ما عليه كان} كذب مفترى على رسول الله صلى الله عليه وسلم اتفق أهل العلم بالحديث على أنه موضوع مختلق وليس هو في شيء من دواوين الحديث لا كبارها ولا صغارها ولا رواه أحد من أهل العلم بإسناد لا صحيح ولا ضعيف ولا بإسناد مجهول وإنما تكلم بهذه الكلمة: بعض متأخري متكلمة الجهمية فتلقاها منهم هؤلاء الذين وصلوا إلى آخر التجهم - وهو التعطيل والإلحاد -.
    ولكن أولئك قد يقولون: كان الله ولا مكان ولا زمان وهو الآن على ما عليه كان فقال هؤلاء: كان الله ولا شيء معه وهو الآن على ما عليه كان وقد اعترف بأن هذا ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم أعلم هؤلاء بالإسلام ابن عربي فقال في كتاب: (ما لا بد للمريد منه) وكذلك جاء في السنة {كان الله ولا شيء معه} قال: " وزاد العلماء وهو الآن على ما عليه كان فلم يرجع إليه من خلقه العالم وصف لم يكن عليه ولا عالم موجود فاعتقد فيه من التنزيه مع وجود العالم ما تعتقده فيه ولا عالم ولا شيء سواه ".
    وهذا الذي قاله هو قول كثير من متكلمي أهل القبلة.
    ولو ثبت على هذا لكان قوله من جنس قول غيره؛ لكنه متناقض ولهذا كان مقدم الاتحادية الفاجر التلمساني: يرد عليه في مواضع يقرب فيها إلى المسلمين كما يرد عليه المسلمون المواضع التي خرج فيها إلى الاتحاد.
    وإنما الحديث المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم ما أخرجه البخاري عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء ثم خلق السموات والأرض} . وهذه الزيادة الإلحادية وهو قولهم: وهو الآن على ما عليه كان قصد بها المتكلمة المتجهمة نفي الصفات التي وصف بها نفسه؛ من استوائه على العرش ونزوله إلى السماء الدنيا وغير ذلك فقالوا: كان في الأزل ليس مستويا على العرش وهو الآن على ما عليه كان فلا يكون على العرش لما يقتضي ذلك من التحول والتغير.
    ويجيبهم أهل السنة والإثبات بجوابين معروفين:
    أحدهما: أن المتجدد نسبة وإضافة بينه وبين العرش: بمنزلة المعية ويسميها ابن عقيل الأحوال. وتجدد النسب والإضافات متفق عليه بين جميع أهل الأرض من المسلمين وغيرهم؛ إذ لا يقتضي ذلك تغيرا ولا استحالة.
    والثاني: أن ذلك وإن اقتضى تحولا من حال إلى حال ومن شأن إلى شأن فهو مثل مجيئه وإتيانه ونزوله وتكليمه لموسى وإتيانه يوم القيامة في صورة ونحو ذلك مما دلت عليه النصوص وقال به أكثر أهل السنة والحديث وكثير من أهل الكلام وهو لازم لسائر الفرق. وقد ذكرنا نزاع الناس في ذلك في قاعدة الفرق بين الصفات والمخلوقات والصفات الفعلية. وأما هؤلاء الجهمية الاتحادية فقالوا: وهو الآن على ما عليه كان ليس معه غيره كما كان في الأزل ولا شيء معه قالوا: إذ الكائنات ليست غيره ولا سواه فليس إلا هو: فليس معه شيء آخر لا أزلا ولا أبدا؛ بل هو عين الموجودات ونفس الكائنات وجعلوا المخلوقات المصنوعات: هي نفس الخالق البارئ المصور. وهم دائما يهذون بهذه الكلمة: {وهو الآن على ما عليه كان} وهي أجل عندهم من: {قل هو الله أحد} ، ومن آية الكرسي ، لما فيها من الدلالة على الاتحاد الذي هو إلحادهم وهم يعتقدون أنها ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنها من كلامه ، ومن أسرار معرفته ، وقد بينا أنها كذب مختلق على النبي صلى الله عليه وسلم لم يقلها؛ ولم يروها أحد من أهل العلم ولا هي شيء من دواوين الحديث؛بل اتفق العارفون بالحديث على أنها موضوعة ولا تنقل هذه الزيادة عن إمام مشهور في الأمة بالإمامة وإنما مخرجها ممن يعرف بنوع من التجهم وتعطيل بعض الصفات ولفظ الحديث المعروف عند علماء الحديث الذي أخرجه أصحاب الصحيح: {كان الله ولا شيء معه وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء} وهذا إنما ينفي وجود المخلوقات من السموات والأرض وما فيهما من الملائكة والإنس والجن؛ لا ينفي وجود العرش. ولهذا ذهب كثير من السلف والخلف: إلى أن العرش متقدم على القلم واللوح. مستدلين بهذا الحديث وحملوا قوله: {أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب فقال: وما أكتب؟ قال اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة} على هذا الخلق المذكور في قوله: {وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء} . وهذا نظير حديث أبي رزين العقيلي المشهور في كتب المسانيد والسنن أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: {يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه؟ فقال: كان في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء ثم خلق عرشه على الماء} فالخلق المذكور في هذا الحديث لم يدخل فيه العماء وذكر بعضهم أن هذا هو السحاب المذكور في قوله: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام} وفي ذلك آثار معروفة.
    والدليل على أن هذا الكلام - وهو قولهم وهو الآن على ما عليه كان - كلام باطل مخالف للكتاب والسنة والإجماع والاعتبار وجوه: -
    (أحدها) أن الله قد أخبر بأنه مع عباده في غير موضع من الكتاب عموما وخصوصا مثل قوله: {هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش} إلى قوله: {وهو معكم أين ما كنتم} وقوله: {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم} إلى قوله: {أين ما كانوا} وقوله: {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون} وقال: {والله مع الصابرين} في موضعين وقوله: {إنني معكما أسمع وأرى} {لا تحزن إن الله معنا} {وقال الله إني معكم} {إن معي ربي سيهدين} . وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سافر يقول: {اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم اصحبنا في سفرنا واخلفنا في أهلنا} فلو كان الخلق عموما وخصوصا ليسوا غيره ولا هم معه بل ما معه شيء آخر: امتنع أن يكون هو مع نفسه وذاته فإن المعية توجب شيئين: كون أحدهما مع الآخر فلما أخبر الله أنه مع هؤلاء علم بطلان قولهم: {هو الآن على ما عليه كان} لا شيء معه؛ بل هو عين المخلوقات وأيضا فإن المعية لا تكون إلا من الطرفين فإن معناها المقارنة والمصاحبة فإذا كان أحد الشيئين مع الآخر: امتنع ألا يكون الآخر معه فمن الممتنع أن يكون الله مع خلقه ولا يكون لهم وجود معه ولا حقيقة أصلا بل هم هو.
    (الوجه الثاني) أن الله قال في كتابه: {ولا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا} وقال تعالى: {فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين} وقال: {ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه} . فنهاه أن يجعل أو يدعو معه إلها آخر ولم ينهه أن يثبت معه مخلوقا أو يقول: إن معه عبدا مملوكا أو مربوبا فقيرا أو معه شيئا موجودا خلقه كما قال: {لا إله إلا هو} ولم يقل لا موجود إلا هو أو لا هو إلا هو أو لا شيء معه إلا هو: بمعنى أنه نفس الموجودات وعينها. وهذا كما قال: {وإلهكم إله واحد} فأثبت وحدانيته في الألوهية ولم يقل إن الموجودات واحد فهذا التوحيد الذي في كتاب الله: هو توحيد الألوهية وهو أن لا تجعل معه ولا تدعو معه إلها غيره فأين هذا من أن يجعل نفس الوجود هو إياه؟ .
    وأيضا: فنهيه أن يجعل معه أو يدعو معه إلها آخر دليل على أن ذلك ممكن كما فعله المشركون الذين دعوا مع الله آلهة أخرى فلو كانت تلك الآلهة هي إياه - ولا شيء معه أصلا - امتنع أن يدعى معه آلهة أخرى. فهذه النصوص: تدل على أن معه أشياء ليست بآلهة ولا يجوز أن تجعل آلهة ولا تدعى آلهة وأيضا فعند الملحدين يجوز أن يعبد كل شيء؛ ويدعى كل شيء؛ إذ لا يتصور أن يعبد غيره فإنه هو الأشياء.
    فيجوز للإنسان حينئذ: أن يدعو كل شيء من الآلهة المعبودة من دون الله؛ وهو عند الملاحدة ما دعا معه إلها آخر فجعل نفس ما حرمه الله وجعله شركا: جعله توحيدا والشرك عنده لا يتصور بحال.
    (الوجه الثالث) أن الله لما كان ولا شيء معه: لم يكن معه سماء ولا أرض ولا شمس ولا قمر ولا جن ولا إنس ولا دواب ولا شجر ولا جنة ولا نار ولا جبال ولا بحار. فإن كان الآن على ما عليه كان: فيجب أن لا يكون معه شيء من هذه الأعيان وهذا مكابرة للعيان وكفر بالقرآن والإيمان.
    (الوجه الرابع) أن الله كان ولا شيء معه ثم كتب في الذكر كل شيء كما جاء في الحديث الصحيح فإن كان لا شيء معه فيما بعد: فما الفرق بين حال الكتابة وقبلها وهو عين الكتابة واللوح عند الفراعنة الملاحدة.
    ) اهـ
    منقول

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    15,272

    افتراضي رد: كان اللهُ ولامكان وهو الآن على ما عليهِ كان


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •