خروج نار من أرض الحجاز:ومن علامات السَّاعَة: وجود حوادث طبيعية أخبر عنها خير البرية صلى الله عليه وسلم، وأنها ستكون بعده، ومن ذلك: البركان الشديد الذي وقع قرب المدينة المنورة.
فقد أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تقوم السَّاعَة حتى تخرج نارٌ من أرض الحجاز، تضىء لها أعناق الإبل ببصرى".وأخرج ابن عدي في "الكامل" عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تقوم السَّاعَة حتى يسيل وادٍ من أودية الحجاز بالنار، تضيء له أعناق الإبل ببُصرى"وأخرج الطبراني عن حذيفة بن أُسَيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا تقوم السَّاعَة حتى تخرج نار من رومان من ركوبة تضيء منها أعناق الإبل ببُصرى"وقد نصّ العلماء والمؤرخون على: أن هذه العلامة ظهرت وخرجت هذه النار (سنة 654هـ الموافق 29/5/1256م) من جانب المدينة المنورة الشرقي على بعد مرحلة منها، كما ذكر المؤرخون وأفاضوا في وصفها، وقد تقدمها زلازل مهولة، كان ابتداؤها يوم الأحد مستهل جُمادى الآخرة وكانت خفيفة إلى ليلة الثلاثاء، وفي يوم الأربعاء ظهرت ظهوراً شديداً، فلما كان يوم الجمعة نصف النهار، ثار في الجو دخان متراكم، ثم شاعت النار، وعلا ضوؤها حتى غشي الأبصار، وكانت ترى في صورة سيل عظيم من النار إلى جهة الوادي، له دوي كدوي الرعد، وأهل المدينة يشاهدونها من دورهم.
قال ابن كثير:"أخبرني القاضي صدر الدين الحنفي، قال: أخبرني والدي صفي الدين مدرس مدرسة بصرى، أنه أخبره غير واحد من الأعراب صبيحة الليلة التي ظهرت فيها النار، أنهم رأوا صفحات أعناق إبلهم في ضوء تلك النار.اهـ.
وقال ابن كثير أيضاً متحدثاً عنها:"كان ظهور النار من أرض الحجاز، والتى أضاءت لها أعناق الإبل ببصرى، كما نطق الحديث، وقيل: إن النار بقيت ثلاثة أشهر، وكانت نساء المدينة يغزلن على ضوئها.اهـ.
واستمرت هذه النار تسيل سيلاً ذريعاً في الوادي، إلى أن انطفأت في السابع والعشرين من شهر رجب، وقد تركت الأرض من الحجر الأسود قدر ارتفاع رمح.(انظر البداية والنهاية:13/191)، (شرح مسلم للنووي:18/28)، (النهاية في الفتن والملاحم:1/11).
ونقل القرطبي صلى الله عليه وسلم كما في كتابة "التذكرة"( ص527) عن أبي شامة واصفًا الواقعة:"لما كنت ليلة الأربعاء 3 جُمادى الآخرة سنة 654 ه، ظهر بالمدينة المنورة دوي عظيم، ثم زلزلة رجفت منها الأرض والحيطان والسقوف والأخشاب والأبواب، ساعة بعد ساعة إلى يوم الجمعة من الشهر المذكور.
ثم ظهرت نار عظيمة في الحرة - موضع في المدينة - قريبة من بنى قريظة، فبصرناها من دُورِنَا من داخل المدينة، وكأنها عندنا نار عظيمة سالت أودية بالنار إلى وادي شظا مسيل الماء، وهي ترمي بشررٍ كالقصر. اهـوقال الإمام النووي صلى الله عليه وسلم كما في "شرح صحيح مسلم" (18/28):"وقد خرجت في زماننا نار بالمدينة سنة أربع وخمسين وستمائة، وكانت نار عظيمة من جنب المدينة الشرقي وراء الحرة، تواتر العلم بخروجها.
منقول