1429 - " بر الوالدين يزيد في العمر، والكذب ينقص من الرزق، والدعاء يرد البلاء،
ولله في خلقه قضاآن، فقضاء نافذ، وقضاء ينتظر، وللأنبياء على العلماء فضل درجتين، وللعلماء على الشهداء فضل درجة ".
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع.
رواه أبو الشيخ في " التاريخ " ( ص 323 ) عن السري بن مسكين عن الوقاصي عن أبي
سهيل بن مالك عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا.
وبهذا الإسناد أخرجه في " الفوائد " أيضا ( 81/2 ) دون قوله : " وفي خلقه ".
قلت : وهذا إسناد موضوع ؛ الوقاصي هذا بفتح الواووتشديد القاف هو عثمان بن
عبد الرحمن أبو عمرو كان ممن يروي عن الثقات الأشياء الموضوعات لا يجوز
الاحتجاج به. كذا في " الأنساب " للسمعاني وهذا التجريح هو نص ابن حبان في "
الضعفاء " ( 2/98 ).
وروى ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 12/239/1 ) عن صالح بن محمد الحافظ أنه
قال فيه :
" كان يضع الحديث، وعلي بن عروة أكذب منه ".
قلت : والسري بن مسكين، قال الحافظ :
" مقبول ". يعني عند المتابعة كما هو اصطلاحه في المقدمة، وقد تابعه خالد بن
إسماعيل المخزومي عن عثمان بن عبد الرحمن لكنه قال : عن أبي سهيل وهو نافع بن
مالك عن أبيه عن أبي هريرة به.
أخرجه ابن عدي ( 120/1 ) في ترجمة المخزومي في جملة أحاديث له وقال :
" وعامة حديثه موضوعات ".
قلت : لكن متابعة السري له، تبرئ عهدة المخزومي من الحديث، وتعصب الجناية
في شيخه الوقاصي.
ويبدو لي أن المناوي لم يقف على علته، فإنه قال تعليقا على قول السيوطي في "
الجامع " : " رواه أبو الشيخ في " التوبيخ " وابن عدي عن أبي هريرة " :
" ضعفه المنذري " !
ولم يزد على هذا ! والمنذري ذكره في " الترغيب " ( 4/29 ) من رواية الأصبهاني
إلى قوله : " يرد القضاء " دون ما بعده، وأشار لضعفه. ومما حققناه يتبين لك
أنه موضوع،فكان على المنذري أن يبينه، وعلى السيوطي أن يحذفه من كتابه،
وفاء منه بوعده!
وتابعه أيضا يحيى بن المغيرة عن أبي عن عثمان بن عبد الرحمن عن سهيل عن أبيه
عن أبي هريرة به.
أخرجه الأصبهاني في " ترغيبه " (ق 47/1) والديلمي في " مسنده " (2/1/4) .
ويحيى هذا صدوق، لكن أبو هـ وهو المغيرة بن إسماعيل بن أيوب المخزومي مجهول
كما قال الذهبي.
وبالجملة فمدار هذه الروايات كلها على عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي وهو وضاع
كما عرفت، وقد تقدمت له أحاديث عديدة تدل على حاله، أقربها الحديث (877) .