الحديث المذكور، أخرجه الإمام أحمد في مسنده (6905) عن نصر بن باب، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ، قَالَ: «كُنَّا نَعُدُّ الِاجْتِمَاعَ إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ وَصَنِيعَةَ الطَّعَامِ بَعْدَ دَفْنِهِ مِنَ النِّيَاحَةِ».
وهذا إسناد ساقط تالف؛ نصر بن باب (شيخ أحمد) متروك متهم؛ لا يحتج به باتفاق العلماء، خلافًا للإمام أحمد فكان يوثقه، وقد روي عن أحمد أنه تركه أيضًا، فلعله رجع عن توثيقه بعدما تبين له أمره، والحمد لله. قال محمود بن غيلان: "ضرب أحمد وابن معين وأبو خيثمة على حديثه وأسقطوه". ينظر ترجمة نصر في لسان الميزان (8109).
قلتُ: فسر أحمد سبب النكير عليه، قال عبد الله بن أحمد: سألت أبي، عن نصر بن باب. فقال: إنما أنكر الناس عليه حين حدَّث عن إبراهيم الصائغ، وما كان به بأس. قلت له: إن أبا خيثمة. قال: نصر بن باب كذابٌ. قال: ما أجترئ على هذا أن أقوله، أستغفر الله. «العلل» (5338) .
والله أعلم بما نقل الحافظ ابن حجر، فإنه ينقل عن محمود بن غيلان يقول في عدة رواة: ضرب عليه أحمد وابن معين وأبو خيثمة، وفيه نظر.
ولم أجد أحدا سبقه في نقل هذا في أحد من الرواة، وإن ثبت فالقول بالرجوع عنه فيه نظر أيضا.
فقد نقل الحافظ في التهذيب في ترجمة علي بن عاصم: وقال محمود بن غَيلان: أسقطه أحمد، وابن معين، وأبو خَيثمة، ثم قال لي عبد الله بن أحمد: إنَّ أباه أمره أن يَدُورَ على كلِّ مَن نهاه عن الكتابة عن عليّ بن عاصم فيأمره أن يُحَدِّثَ عنه. اهـ.
ويقوي الرجوع عن جرحه رواية أحمد عنهما في المسند، أي روايته عن نصر بن باب وعلي بن عاصم.