1-المتدبر لمناسبة مجيء سورة الشرح بعد "الضحى"
ينكشف له كثير من المعاني المقررة في السورة ،
ومنها ما في قوله : (فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا)
فمجموع السورتين يعطيان مثالا حيا لتقرير هذه السنة ،
فسورة الضحى تمثل جوانب العسر التي عانها نبينا عليه السلام؛
ليعقبها جوانب اليسر في "الشرح"
حتى إذا انتهى المثل، يأتي التعقيب بأن مجيء اليسر بعد العسر سنة لا تتخلف.
[ د. فلوة الراشد ]
2-" جاء لفظ القرآن في بيان الرخصة بالأسهل فالأسهل :
{ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ } البقرة/196،
ولما أمر النبي صلى الله عليه وسلم كعب بن عجرة بذلك أرشده إلى الأفضل فالأفضل
فقال : ( انسك شاة أو أطعم ستة مساكين ، أو صم ثلاثة أيام ) متفق عليه ،
فكل شيء حسن في مقامه " .
[ ابن كثير ]
3-قال تعالى في سياق آيات الحج : { وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ } الحج/34 ،
" ثم ذكر للمخبتين أربع علامات :
وجل قلوبهم عند ذكره – والوجل خوف مقرون بهيبة ومحبة - .
وصبرهم على أقداره .
وإتيانهم بالصلاة قائمة الأركان ظاهراً وباطناً .
وإحسانهم إلى عباده بالإنفاق مما آتاهم . "
[ ابن القيم ]
4-فما أجمل أن ترى الحاج وقد جمل ظاهره وباطنه بهذه العلامات .
{ المال والبنون زينة الحياة الدنيا } الكهف/46
"وتقديم المال على البنين في الذكر؛ لأنه أسبق لأذهان الناس،
لأنه يرغَب فيه الصغير والكبير، والشاب والشيخ، ومن له من الأولاد ما قد كفاه".
[ابن عاشور]
5-" الحنف " ميل عن الضلال إلى الاستقامة ،
كقوله تعالى عن الخليل عليه السلام: { قانتا لله حنيفا } النحل/120،
أما " الجنف " فهو ميل عن الاستقامة إلى الضلال ،
كقوله تعالى في شأن الوصية: { فمن خاف من موص جنفا } البقرة/182.
[الراغب الأصفهاني]
6-- كلُّ ما ورد في القرآن " زعم " فالمراد به الكذب.
- وكلُّ " ظن " ورد في القرآن في الآخرة أو يوم القيامة فهو يقين.
- كلُّ ما ذكر في القرآن " رزق كريم " فالمقصود به الجنة ونعيمها.
[عن كتاب كليات الألفاظ في التفسير]
7-{ قل إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به } الرعد/36 ،
سئل سهل التستري: متى يصح للعبد مقام العبودية ؟
قال: إذا ترك تدبيره ورضي بتدبير الله فيه.
[منار السالكين]
8-{ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ } ق/33
" هو الرجل يذكر ذنوبه في الخلاء، فيستغفر الله منها"
[ الفضيل بن عياض ]
ومما يدخل في هذا المعنى أحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله :
" ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه " أي: من تذكره لعظمة الله ولقائه ،
ونحو ذلك من المعاني التي ترد على القلب - كما أشار إلى ذلك ابن كثير

9-{ فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً} الكهف/1
ذكر الجارحة التي هي الآذان – التي منها يكون السمع –
لأنه لا يستحكم نوم إلا مع تعطل السمع
، وفي الحديث ( ذلك رجل بال الشيطان في أذنه ) ،
أي استثقل نومه جداً حتى لا يقوم بالليل .
[ أبو حيان ]
10-{ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } البقرة/153
توجيه رباني وجدت بركته أخت لنا
فجعت بفقد والديها وأخيها وأختها في حادث قبل أيام ،
إذ لما اشتدت عليها المصيبة تذكرت هذه الآية ففزعت للصلاة ، موقنة بكلام ربها ،
فتقسم أنه نزل على قلبها سكينة عظيمة خففت عليها مصيبتها .
وذلك تأكيد عملي على أثر تدبر القرآن والعمل به في حياة العبد في ظروفه كلها .
11-{ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ } الأنعام/151
أي : لا تقتلوهم من فقركم الحاصل ،
بينما قال في سورة الإسراء :
{ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ } الإسراء/31 ،
أي : خشية حصول فقر في المستقبل ؛
ولذا قال بعدها :
{ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم }
فبدأ برزقهم للإهتمام بهم ،
أي : لا تخافوا من فقركم بسببهم ، فرزقهم على الله .
[ ابن كثير ]

12-عن الحسن البصري في قوله تعالى :
{ يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ........ الآية } الروم/7
قال : إنه ليبلغ من حذق أحدهم بأمر دنياه أنه يقلب الدرهم على ظفره ، فيخبرك بوزنه ،وما يحسن يصلي !!! .
[ الدر المنثور ]
13-{ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ } هود/81
والحكمة من نهيهم عن الالتفات ليجدوا في السير ،
فإن الملتفت للوراء لا يخلو من أدنى وقفة ،
أو لأجل أن لا يروا ما ينزل بقومهم من العذاب فترق قلوبهم لهم .
[ الألوسي ]
وفي ذلك إشارة للمؤمن أن لا يلتفت في عمله للوراء إلا على سبيل تقويم الأخطاء؛
لأن كثرة الالتفات تضيع الوقت، وربما أورثت وهناً .
14-" من تأمل ذل إخوة يوسف لما قالوا :
{ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا }
عرف شؤم الزلل " .
[ ابن الجوزي في صيد الخاطر ]

15-{ صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً } البقرة/138
فسمي الدين صبغة استعارة ومجازا ،
حيث تظهر أعماله وسمته على المتدين ،
كما يظهر أثر الصبغ في الثوب .
[ القرطبي ]
16-يدل قوله تعالى { وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً } آل عمران/120
على أن الاستثمار الأساسي في مواجهة عدوان الخارج يجب أن يكون بتحصين الداخل
من خلال الاستقامة على أمر الله ، ومن خلال النجاح في مواكبة معطيات العصر .
[ عبدالله المخلف ]
17-قال تعالى { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا
فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ } فاطر/32
قيل في سبب تقديم الظالم لنفسه على السابق بالخيرات - مع أن السابق أعلى مرتبة منه -لئلا ييأس الظالم من رحمة الله، وأخر السابق لئلا يعجب بعمله .
[ القرطبي ]