تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: خيارهم الذين تحبونهم ويحبونكم وتدعون لهم ويدعون لكم وشرار آمرائكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعونهم ويلعنونكم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,577

    افتراضي خيارهم الذين تحبونهم ويحبونكم وتدعون لهم ويدعون لكم وشرار آمرائكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعونهم ويلعنونكم

    شرح حديث عوف بن مالك: "خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم"
    سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
    شرح حديث عوف بن مالك:

    "خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم"

    عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((خيارُ أئمتكم الذين تحبُّونهم ويحبونكم، وتصلُّون عليهم ويصلُّون عليكم، وشرارُ أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم))، قال: قلنا: أي رسول الله، أفلا ننابذهم؟ قال: ((لا، ما أقاموا فيكم الصلاة، لا، ما أقاموا فيكم الصلاة))؛ رواه مسلم.

    قوله: ((تصلُّون عليهم)): تدعون لهم.

    ♦ وعن عياض بن حمارٍ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((أهل الجنة ثلاثةٌ: ذو سلطان مقسط موفَّق، ورجلٌ رحيمٌ رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم، وعفيفٌ متعفِّف ذو عيال))؛ رواه مسلم.

    قَالَ سَماحةُ العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
    قال النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين في باب فضل الإمام العادل: عن عوف بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خيارُ أئمتكم الذين تحبُّونهم ويحبونكم، وتصلُّون عليهم ويصلُّون عليكم، وشرارُ أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم)).

    الأئمة: يعني ولاة الأمور، سواء كان الإمام الكبير في البلد وهو السلطان الأعلى، أو كان من دونه.

    هؤلاء الأئمة الذين هم ولاة أمورنا، ينقسمون إلى قسمين: قسم نحبُّهم ويحبوننا، فتجدنا ناصحين لهم وهم ناصحون لنا؛ ولذلك نحبُّهم؛ لأنهم يقومون بما أوجب الله عليهم من النصيحة لمن ولاهم الله عليه، ومعلوم أن من قام بواجب النصيحة فإن الله تعالى يحبه، ثم يحبه أهلُ الأرض.

    فهؤلاء الأئمة الذين قاموا بما يجب عليهم محبوبون لدى رعيتهم.

    وقوله: ((ويصلُّون عليكم، وتصلُّون عليهم)) الصلاة هنا بمعنى الدعاء، يعني تَدْعون لهم ويدعون لكم، تدعون لهم بأن الله يهديهم ويصلح بطانتهم، ويوفِّقهم للعدل، إلى غير ذلك من الدعاء الذي يُدعى به للسلطان، وهم يدعون لكم: اللهم أصلِح رعيتنا، اللهم اجعلهم قائمين بأمرك، وما أشبه ذلك.

    أما شرار الأئمة: فهم ((الذين تبغضونهم ويبغضونكم)) تكرهونهم؛ لأنهم لم يقوموا بما يجب عليهم من النصيحة للرعية، وإعطاء الحقوق إلى أهلها، وإذا فعلوا ذلك فإن الناس يبغضونهم، فتحصل البغضاء من هؤلاء وهؤلاء؛ تحصل البغضاء من الرعية للرعاة؛ لأنهم لم يقوموا بواجبهم، ثم تحصل البغضاء من الرعاة للرعية؛ لأن الرعية إذا أبغضت الوالي، تمَّردت عليه وكرهته، ولم تطع أوامره، ولم تتجنب ما نهى عنه، وحينئذٍ ((تلعنونهم ويلعنونكم)) والعياذ بالله؛ يعني يسبُّونكم وتسبُّونهم، أو يدعون عليكم باللعنة وتدعون عليهم باللعنة.

    إذًا الأئمة ينقسمون إلى قسمين: قسم وفِّقوا وقاموا بما يجب عليهم، فأحَبَّهم الناس وأحَبوا الناس، وصار كل واحد منهم يدعو للآخر. وقسم آخر بالعكس شرار الأئمة، يبغضون الناسَ والناسُ يبغضونهم، ويسبُّون الناس والناس يسبُّونهم.

    أما حديث عياض بن حمار رضي الله عنه، فهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط موفَّق))، وهذا هو الشاهد؛ يعني صاحب سلطان، والسلطان يعم السلطة العليا وما دونها.

    ((مقسط)) أي: عادل بين من ولاه الله عليه.

    ((موفَّق)) أي: مهتدٍ لما فيه التوفيق والصلاح، وقد هُدِي إلى ما فيه الخير، فهذا من أصحاب الجنة.

    وقد سبق أن الإمام العادل ممن يظلُّهم الله في ظله يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه، وهذا هو الشاهد من هذا الحديث ((ذو سلطان مقسط موفَّق، ورجلٌ رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم))، رجل رحيم يرحم عباد الله، يرحم الفقراء، يرحم العجزة، يرحم الصغار، يرحم كلَّ من يستحق الرحمة.

    ((رقيق القلب)) ليس قلبه قاسيًا ((لكل ذي قربى ومسلم))، وأما للكفار فإنه غليظ عليهم.

    هذا أيضًا من أهل الجنة، أن يكون هذا الإنسان رقيقَ القلب يعني فيه لين، وفيه شفقة على كل ذي قربى ومسلم.

    والثالث ((رجل عفيف متعفف ذو عيال)) يعني أنه فقير ولكنه متعفف، لا يَسأل الناس شيئًا، يحسبه الجاهل غنيًّا من التعفف.

    ((ذو عيال)) يعني أنه مع فقره عنده عائلة، فتجده صابرًا محتسبًا يكد على نفسه، ربما يأخذ الحبل يحتطب ويأكل منه، أو يأخذ المخلب يحتش فيأكل منه، المهم أنه عفيف متعفف ذو عيال، ولكنه صابر على البلاء، صابر على عياله، فهذا من أهل الجنة.

    نسأل الله أن يجعل لنا ولكم من هؤلاء نصيبًا، والله الموفق.

    المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 646- 649)



  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,577

    افتراضي رد: خيارهم الذين تحبونهم ويحبونكم وتدعون لهم ويدعون لكم وشرار آمرائكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعونهم ويلعنونكم


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,577

    افتراضي رد: خيارهم الذين تحبونهم ويحبونكم وتدعون لهم ويدعون لكم وشرار آمرائكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعونهم ويلعنونكم

    23981 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رُزَيْقٌ، مَوْلَى بَنِي فَزَارَةَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ قَرَظَةَ، وَكَانَ ابْنَ عَمِّ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ، يَقولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ مَنْ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُم ْ، وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُ مْ، وَتَلْعَنُونَهُ مْ وَيَلْعَنُونَكُ مْ " قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ؟ قَالَ: " لَا مَا أَقَامُوا لَكُمُ الصَّلَاةَ، أَلَا وَمَنْ وُلِّيَ عَلَيْهِ أَمِيرٌ وَالٍ، فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ، فَلْيُنْكِرْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ، وَلَا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ " (1)
    (1)قال محققوا المسند إسناده جيد، رجاله رجال الصحيح، ومسلم بن قَرَظَةَ -وإن خرَّج له مسلم- لم يرو عنه غير ثلاثة، ولم يوثقه غير ابن حبان، وقال فيه البزار: مشهور، فهو صدوق. عبد الله: هو ابن المبارك، ورُزَيق -ويقال: بتقديم الزاي- مولى بني فَزَارة: هو ابن حيّان الدمشقي.
    وهو في "مسند" ابن المبارك (243) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (117) .
    وأخرجه الدارمي (2797) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" تعليقاً 7/271، ومسلم (1855) (66) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1071) و (1072) ، والبزار في "مسنده" (2752) ، وأبو عوانة (7182) و (7183) و (7184) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (117) ، وفي "الشاميين" (586) و (587) ، والآجري في "الشريعة" ص41، والبيهقي 8/158، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 6/ لوحة 252 من طرق عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، بهذا الإسناد.
    وأخرجه أبو عوانة (7183) ، وابن عساكر 6/ لوحة 252 من طريق بشر بن بكر البجلي، وأبو عوانة (7185) من طريق الأوزاعي، كلاهما عن ابن جابر -هكذا دون تقييد- به.
    وأخرجه مسلم (1855) (65) ، وأبو عوانة (7186) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (116) ، وفي "الشاميين" (637) ، والمزي في ترجمة رزيق مولى بني فَزَارة من "تهذيب الكمال" 9/182-183 من طريق الأوزاعي، عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن رزيق، به.
    وسيأتي الحديثُ من طريق ربيعة بن يزيد، عن مسلم بن قَرَظة برقم (23999) .
    وفي الباب عن عقبة بن عامر عند الطبراني في "الكبير" 17/ (808) لكن فيه بكر بن يونس بن بُكير، وهو ضعيف.
    وعن أنس بن مالك عند أبي نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/216.
    وللنهي عن قتال الأئمة ما أقاموا الصلاة، انظر حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11224) ، وحديث أم سلمة الآتي (26606) ، وهو في "صحيح مسلم" (1854) .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,577

    افتراضي رد: خيارهم الذين تحبونهم ويحبونكم وتدعون لهم ويدعون لكم وشرار آمرائكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعونهم ويلعنونكم

    23999 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ: أَنْبَأَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ قَرَظَةَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خِيَارُكُمْ وَخِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُم ْ، وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ، وَشِرَارُكُمْ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُ مْ، وَتَلْعَنُونَهُ مْ وَيَلْعَنُونَكُ مْ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نُقَاتِلُهُمْ؟ قَالَ: " لَا، مَا صَلَّوْا لَكُمُ الْخَمْسَ، أَلَا وَمَنْ عَلَيْهِ وَالٍ، فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعَاصِي اللهِ، فَلْيَكْرَهْ مَا أَتَى، وَلَا تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَتِهِ " (1)

    (1) قال محققوا المسند حديث جيد، وهذا إسناد ضعيف لضعف فَرَج بن فَضَالة -وهو التَّنوُخي الشامي- لكنه متابع كما سلف في الرواية (23981) ، وكما سيأتي. يزيد: هو ابن هارون.
    وأخرجه أبو عوانة (7188) من طريق سعيد بن سليمان، عن فرج بن فضالة، بهذا الإسناد.
    وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/270-271، وأبو عوانة (7187) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (115) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 16/لوحة 482 من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث، وابن حبان (4589) من طريق عبد الله بن وهب، والخطيب في "تاريخ بغداد" 7/318 من طريق الليث بن سعد، ثلاثتهم عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، به. ورواية بعضهم مختصرة.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •