تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات، إلا لم يضره شيء

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,526

    افتراضي بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات، إلا لم يضره شيء

    الشيخ محمد بن صالح العثيمين / رياض الصالحين
    شرح رياض الصالحين-76b
    شرح حديث عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات، إلا لم يضره شيء ). رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح. حفظ

    الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
    قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين فيما نقله في باب أذكار الصباح والمساء فيما نقله عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( ما من عبد يقول حين يمسي وحين يصبح بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع ثلاث مرات إلا وقاه الله تعالى شر ذلك اليوم ) وهذه الكلمات كلمات يسيرة لكن فائدتها عظيمة ( بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ) لأن الله سبحانه وتعالى بيده ملكوت السماوات والأرض واسمه مبارك إذا ذكر على الشيء، ولهذا يسن ذكر الله تعالى بالتسمية على الأكل إذا أردت أن تأكل تقول: بسم الله، إذا أردت أن تشرب تقول: بسم الله، إذا أردت أن تأتي أهلك تقول: بسم الله، فالتسمية مشروعة في أماكن كثيرة لكنها على القول الراجح عند الأكل والشرب واجبة، يجب على الإنسان إذا أراد أن يأكل أن يقول: بسم الله، وإذا أراد أن يشرب أن يقول: بسم الله، لأمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بذلك، ولأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذكر أن من لم يسم الله على أكله شاركه الشيطان في ذلك، فلا تنس أن تقول كل صباح وكل مساء: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات، وقوله: ( وهو السميع العليم ) السميع من أسماء الله والعليم من أسماء الله، فالسميع من أسماء الله تعالى ولها معنيان، الأول: السمع الذي هو إدراك كل صوت والله تعالى لا يخفى عليه شيء كل صوت فالله يسمعه مهما بعد ومهما ضعف لما أنزل الله تعالى: (( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير )) وهي امرأة جاءت تشتكي إلى الرسول عليه الصلاة والسلام تقول إن زوجها ظاهر منها يعني قال لها: " أنت عليّ كظهر أمي " وهذا القول يعد في الجاهلية طلاقًا بائنًا مثل الطلاق الثلاثة وهو كذب ومنكر كما قال تعالى: (( وإنهم ليقولون منكرًا من القول وزورًا )) فجاءت تشتكي إلى الرسول عليه الصلاة والسلام فأنزل الله هذه الآية: (( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله )) قالت عائشة رضي الله عنها: " الحمدلله الذي وسع سمعه الأصوات والله لقد جاءت المجادلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلمه وإني لفي الحجرة ويخفى علي بعض حديثها " والله تعالى فوق سبع سماوات يسمع كلامها، فالله تعالى يسمع كلامك وإن خفي (( أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون )) فإياك أن تسمع الله عز وجل ما لا يرضاه منك من القول واحرص على أن تسمع الله ما يرضاه منك، ومن معاني السمع السميع أنه سميع الدعاء أي مجيب الدعاء كما قال إبراهيم عليه الصلاة والسلام: (( إن ربي لسميع الدعاء )) أي مجيبه فهو جل وعلا يجيب الدعاء، يجيب دعاء المضطر وإن كان كافرًا، ولهذا يجيب الله تعالى دعاء المضطرين في البحر: (( إذا غشيهم موج كالظلل دعو الله مخلصين له الدين )) فينجيهم، ويجيب جل وعلا دعوة المظلوم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ) ويجيب سبحانه وتعالى من تعبد له وحمده وأثنى عليه كما يقول المصلي: " سمع الله لمن حمده " وأما العليم فهو من أسمائه أيضًا، وعلم الله تعالى علم واسع محيط بكل شيء، قال الله تعالى: (( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين )) يعلم ما في الأرحام وهو مفاتح الغيب خمس مذكورة في قوله تعالى: (( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدًا وما تدري نفس بأي أرض تموت )) فالله عز وجل عنده مفاتح الغيب ما تسقط من ورقة من شجرة إلا يعلمها إذا سقطت ورقة من شجرة في أبعد الفيافي ولو كانت الورقة الصغيرة فالله يعلمها، وإذا كان يعلم الساقط فهو جل وعلا يعلم الحادث الذي يخلقه فكل شيء فالله به عليم.



  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,526

    افتراضي رد: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات، إلا لم يضره شيء

    446 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ أَبِي قُرَّةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ
    عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ: بِسْمِ اللهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ " (1) .
    (1) قال محققو مسند أحمد : إسناده حسن، عبيد بن أبي قرة قال ابن معين: ما به بأس، وقال يعقوب بن شيبة: ثقة صدوق، وذكره ابن حبان في " الثقات "، وهو مترجم في " تعجيل المنفعة " و" تاريخ بغداد " 11 / 95 - 97، و" لسان الميزان " 4 / 122 - 123، وابن أبي الزناد - وهو عبد الرحمن - صدوق حسن الحديث، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح.
    وأخرجه الطيالسي (79) ، ومن طريقه البخاري في " الأدب المفرد " (660) ، وابن ماجه (3869) ، والترمذي (3388) ، والنسائي في " اليوم والليلة " (346) ، وأخرجه النسائي (347) من طريق يزيد بن فراس، وأخرجه الحاكم 1 / 514 من طريق عبد الله بن مسلمة (وقد تحرف في المطبوع منه إلى: عبد الله بن سلمة) ، ثلاثتهم (الطيالسي ويزي وعبد الله) عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب. وسيأتي برقم (474) و (528) .
    قال الدارقطني في " العلل " 3 / 9 عن هذا الطريق بعد أن ذكر الخلاف في طرق هذا الحديث كما سيأتي في رقم (528) : هذا متصل، وهو أحسنها إسناداً.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,526

    افتراضي رد: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات، إلا لم يضره شيء

    474 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ (1) ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ:
    سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ وَهُوَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ فِي أَوَّلِ يَوْمِهِ، أَوْ فِي أَوَّلِ لَيْلَتِهِ: بِسْمِ اللهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، أَوْ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ " (2) .

    __________
    (1) تصحف في (م) إلى: شريح.
    (2) قال محققو مسند أحمد:إسناده حسن من أجل ابن أبي الزناد واسمه عبد الرحمن. وقد تقدم برقم (446) .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,526

    افتراضي رد: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات، إلا لم يضره شيء

    • 528 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسَيَّبِيُّ ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ أَبِي مَوْدُودٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ
    عَنْ عُثْمَانَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ قَالَ: بِسْمِ اللهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ، لَمْ تَفْجَأْهُ فَاجِئَةُ بَلاءٍ حَتَّى اللَّيْلِ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُمْسِي، لَمْ تَفْجَأْهُ فَاجِئَةُ بَلاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ إِنْ شَاءَ اللهُ (3) .

    (3) قال محققو مسند أحمد:
    حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي مودود - واسمه عبد العزيز بن أبي سليمان المدني قاص أهل المدينة - فقد روى له أبو داود والترمذي والنسائي، ووثقه أحمد وابن معين وأبو داود وابن المديني وابن نمير، وذكره ابنُ حبان في " الثقات "، وأخطأ الحافظ في " التقريب " خطأ مبيناً فقال في حقه: مقبول، وهي لفظة يطلقها على الذي لا يقبل حديثه إلا في المتابعات والشواهد. محمد بن كعب: هو القُرظي.

    وأخرجه أبو داود (5089) ، والبزار (357) ، والنسائي في " اليوم والليلة " (15) ، والطحاوي في " مشكل الآثار " 4 / 171، وابن حبان (852) و (862) ، وابن السني في " اليوم والليلة " (44) ، والبغوي (1326) من طرق عن أبي ضمرة أنس بن عياض، بهذا الإسناد.
    وأخرجه ابن أبي شيبة 10 / 238 عن زيد بن الحباب، وأبو داود (5088) عن عبد الله بن مسلمة، كلاهما عن أبي مَودود، عمن سمع أبان، عن أبان، به.
    وأخرجه النسائيُّ في " اليوم والليلة " (16) عن محمد بن علي، عن عبد الله بن مسلمة القعنبي، وأبو نعيم في " الحلية " 9 / 42 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن أبي مودود، عن رجل، عمن سمع أبان بن عثمان، عن أبان، به.
    قال الدارقطني في " العلل " 3 / 8: وهذا القولُ - يعني الأخير - هو المضبوطُ عن أبي مودود، ومن قال فيه: عن محمد بن كعب القرظي فقد وهم. وانظر ما تقدم برقم (446) .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,526

    افتراضي رد: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات، إلا لم يضره شيء

    45 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا أنس بن عياض عن أبي مودود عن محمد بن كعب عن أبان بن عثمان عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - أن (1) النّبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قال: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السّماء وهو السّميع العليم؛ فإن قالها حين يمسي؛ لم تفجأه فاجئة بلاء حتى يصبح، وإن قالها حين يصبح؛ لم تفجأه فاجئة بلاء حتى يمسي".

    45 -قال محقق كتاب عُجالةُ الرّاغِب المُتَمَنِّي في تخريج كِتابِ «عَمَلِ اليَوم وَالليلة» لابن السُّنِّي إسناده ضعيف، (وهو حديث حسن)؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (15) - وعنه الطحاوي في "مشكل الآثار" (8/ 85/3075) - بسنده سواء.
    وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (3/ 132/ 852 - إحسان)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 939/ 317) من طريق قتيبة بن سعيد به.
    وأخرجه أبو داود (4/ 323 - 324/ 5089)، والدارقطني في "العلل" (3/ 8)، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (1/ 72) - ومن طريقه عبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (93)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (1/ 433/ 309)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 349) -، وابن حبان في "صحيحه" (3/ 144/ 862 - إحسان)، والبزار في "البحر الزخار" (2/ 19/ 357)، والمعمري في "عمل اليوم والليلة"؛ كما في "نتائج الأفكار" (2/ 349)، وابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 197)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (8/ 83/ 3073 و 3074)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 939 - 940/ 317)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 124/ 72)، والبغوي في "شرح السنة" (5/ 113/ 1326)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 349) بطرق عن أنس بن عياض به.قلت: إسناده رجاله ثقات؛ لكن خولف أنس بن عياض فيه؛ فرواه عبد الله بن مسلمة القعنبي عن أبي مودود عن رجل قال: حدثني من سمع أبان بن عثمان عن أبيه مرفوعًا: أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (16)، و "الكبرى"؛ كما في "نتائج الأفكار" (2/ 350)، وابن أبي حاتم في "علل الحديث" (2/ 205/ 2105) عن أبي زرعة ومحمد بن علي وعمرو بن منصور عن عبد الله بن مسلمة القعنبي به.
    وخالفهم أبو داود وزيد بن الحباب؛ فروياه عن أبي مودود عمن سمع أبان به: أخرجه أبو داود (5088)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (10/ 238/ 9324).
    وتابع عبد الله بن مسلمة عبدُ الرحمن بن مهدي وأبو عامر العقدي: أخرجه علي بن المديني في "العلل"؛ كما في "نتائج الأفكار" (2/ 350)، وابن أبي حاتم في "علل الحديث" (2070)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (9/ 42).
    قلت: وهذا هو الصواب، ولذلك قال الدارقطني في "العلل" (3/ 8): "وهذا القول هو المضبوط عن أبي مودود، ومن قال فيه: عن محمد بن كعب القرظي؛ فقد وهم؛ قاله أبو ضمرة أنس بن عياض".
    وقال الحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 350): "وهي علّة خفية راجت على البزار وابن حبان".
    وللحديث طريق آخر؛ فأخرجه الطيالسي في "مسنده" (79)، والترمذي (5/ 465/ 3388)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (291/ 346)، وابن ماجه (2/ 1273/ 3869)، والبخاري في "الأدب المفرد" (2/ 115/ 660)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (8/ 85/ 3076)، وأحمد (1/ 62 - 63 و 66)، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (4/ 328/ 1779)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (463 - منتقى) , والحاكم (1/ 514)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 18/ 2)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (1/ 434/ 310)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 347) بطرق عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن أبان بن عثمان عن أبيه به.
    قال الدارقطني في "العلل" (3/ 9): "وهذا متصل، وهو أحسنها إسنادًا".
    وقال الحافظ: "هذا حديث حسن صحيح".
    قلت: وهو كما قالا، أما ما أخرجه ابن أبي حاتم في "المراسيل" (ص 23) عن أحمد بن حنبل من أن أبان بن عثمان لم يسمع من أبيه شيئًا، فمردود بما يأتي:
    1 - في هذا الحديث تصريح بسماعه.
    2 - أخرج البخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 451)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/ 643) من طريقين عن ابن وهب عن مالك حدثني عبد الله بن أبي بكر: أن أبا بكر -هو ابن محمد بن عمرو بن حزم- كان يتعلم من أبان بن عثمان.
    فقال مالك: "وكان أبان علم أشياء من القضاء من أبيه عثمان".
    قلت: وهذا إسناده صحيح كالشمس، وفيه إثبات سماع أبان من أبيه عثمان بن عفان - رضي الله عنه -.
    3 - قال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (1/ 97): "حديثه في صحيح مسلم مصرح بالسماع من أبيه".
    قلت: يشير إلى ما أخرجه مسلم (2/ 1030 /1409): حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك عن نافع عن نبيه بن وهب أن عمر بن عبيد الله أراد أن يزوج طلحة بن عمر بنت شيبة بن جبيرة فأرسل إلى أبان بن عثمان يحضر ذلك وهو أمير الحج، فقال أبان: سمعت عثمان بن عفان يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا ينكح المحرم ولا ينكح ولا يخطب".
    قلت: ثبت سماعه من أبيه في الحديث المذكور من طرق شتى، وبذلك؛ فقد صح سماع أبان من أبيه عثمان، ولله الحمد من قبل ومن بعد.
    وأما ما أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (17 و 18) بأنه موقوف على أبان؛ فلا تعارض بين وقفه ورفعه، فكأن أبان كان ينشط فيرفعه تارة، ولا يرفعه أخرى.
    لطيفة وعبرة: جاء في نهاية هذا الحديث ما يأتي: "وكان أبان قد أصابه فالج؛ فجعل الرجل الذي سمع منه الحديث ينظر إليه، فقال له: ما لك تنظر إلي؟! فوالله ما كذبت على عثمان، ولا كذب عثمان على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولكن اليوم الذي أصابني فيه ما أصابني غضبت؛ فنسيت أن أقولها".
    قلت: وفي ذلك عبر، منها:
    1 - الغضب آفة تحول بين المرء وعقله.
    2 - إذا أراد الله إنفاذ قدرة صرف العبد عما يحول بينه وبين ذلك.
    3 - الدعاء يرد القضاء.
    4 - شدة حرص رواة الحديث في التحمل والأداء.
    5 - قوة يقين السلف الصالح على الله، وتصديقهم الجازم بما أخبر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
    46 - إسناده صحيح؛ أخرجه أبو داود (4/ 316 - 317/ 5067)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (380/ 567)، و "السنن الكبرى" (4/ 403/ 7699)، والبخاري في "الأدب المفرد" (2/ 612/ 1203)، و "خلق أفعال العباد" (140 و 141 و 586 و 587)، وأبو يعلى في "المسند" (1/ 78/ 77) - ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (1/ 113 - 114/ 31) -, وأحمد بن منيع في "مسنده" - ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (1/ 113/30) - وعنه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 343) -، والحاكم (1/ 513)، وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (1/ 383 - 384/ 379 - رواية الحسن بن علي الجوهري)، والشجري في "الأمالي" (1/ 236) بطرق عن هشيم به.
    قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.
    __________
    (1) في "ل": "عن".

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,526

    افتراضي رد: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات، إلا لم يضره شيء

    910 - قال أبو داود رحمه الله (ج 13 ص 413): حدثنا عبد الله بن مسلمة، حدثنا أبو مودود، عمن سمع أبان بن عثمان، يقول: سمعت عثمان يعني ابن عفان، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، يقول: «من قال: باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات لم تصبه فجأة بلاء حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسي»، قال: فأصاب أبان بن عثمان الفالج، فجعل الرجل الذي سمع منه الحديث ينظر إليه فقال له: ما لك تنظر إلي؟ ! فولله ما كذبت على عثمان، ولا كذب عثمان على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولكن اليوم الذي أصابني فيه ما أصابني غضبت فنسيت أن أقولها.
    حدثنا نصر بن عاصم الأنطاكي، أخبرنا أنس بن عياض، قال: حدثني أبو مودود، عن محمد بن كعب، عن أبان بن عثمان، عن عثمان، عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نحوه، لم يذكر قصة الفالج.
    [ص: 11] الحديث أخرجه الترمذي (ج 9 ص 331) وقال: حديث حسن غريب صحيح.
    وأخرجه ابن ماجه (ج 2 ص 1273)، أخرجاه من طريق ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن أبان به.
    وكذا أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (ص 230).
    فالحديث بمجموع طرقه حسنٌ.

    الكتاب: الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين
    المؤلف: أبو عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,526

    افتراضي رد: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات، إلا لم يضره شيء

    وحسن إسناده العلامة ابن باز في تحفة الأخيار ص39.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,526

    افتراضي رد: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات، إلا لم يضره شيء

    شرح حديث (من قال باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء ....)
    قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا أبو مودود عمن سمع أبان بن عثمان يقول: سمعت عثمان يعني ابن عفان يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (من قال باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شىء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات، لم تصبه فجأة بلاء حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسي). قال: فأصاب أبان بن عثمان الفالج، فجعل الرجل الذي سمع منه الحديث ينظر إليه، فقال له: ما لك تنظر إلي؟ فوالله ما كذبت على عثمان ولا كذب عثمان على النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن اليوم الذي أصابني فيه ما أصابني غضبت فنسيت أن أقولها ]. أورد أبو داود حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: (من قال: باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم تصبه فجأة بلاء). يعني: أنه لا يصيبه شر يفاجئه ويهجم عليه؛ لأنه حصل منه هذا الدعاء الذي تكون به السلامة العافية. ثم إن أبان بن عثمان الذي حدث بهذا الحديث حصل له فالج فجعل الرجل الذي سمع منه الحديث ينظر إليه، ففهم منه أنه حدث بهذا الحديث ومع ذلك حصل له الفالج، فقال: ما كذبت على عثمان ولا كذب عثمان على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنني في اليوم الذي حصلت لي هذه المصيبة غضبت فنسيت أن أقول تلك الكلمات. والفالج لهو استرخاء في أحد شقي البدن بسبب خلط بلغمي تنسد منه مسالك الروح.
    تراجم رجال إسناد حديث (من قال باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء ...)
    قوله: [ حدثنا عبد الله بن مسلمة ]. هو عبد الله بن مسلمة القعنبي ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجة . [ حدثنا أبو مودود ]. هو عبد العزيز بن أبي سليمان وهو مقبول، أخرج له أبو داود والترمذي والنسائي. [ عمن سمع أبان بن عثمان ]. يقال: هو محمد بن كعب القرظي كما قال الحافظ . وسيأتي في الإسناد الثاني. وأبان بن عثمان ثقة، أخرج له البخاري في الأدب المفرد، ومسلم وأصحاب السنن . [ سمعت عثمان يعني: ابن عفان ]. عثمان بن عفان رضي الله عنه أمير المؤمنين وثالث الخلفاء الراشدين الهادين المهديين، صاحب المناقب الجمة والفضائل الكثيرة، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
    إسناد آخر لحديث (من قال باسم الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء ...)
    قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا نصر بن عاصم الأنطاكي حدثنا أنس بن عياض حدثني أبو مودود عن محمد بن كعب عن أبان بن عثمان عن عثمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. لم يذكر قصة الفالج ]. ثم ذكر إسناداً آخر للحديث السابق. قوله: [ حدثنا نصر بن عاصم الأنطاكي ]. نصر بن عاصم الأنطاكي لين الحديث، أخرج له أبو داود . [ حدثنا أنس بن عياض ]. أنس بن عياض ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة . [ حدثني أبو مودود عن محمد بن كعب ]. هو محمد بن كعب القرظي ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة . [ عن أبان بن عثمان عن عثمان ]. مر ذكرهما. هناك إسناد آخر غير هذا الإسناد بهذا المعنى، ذكره الألباني . وفيه أبو داود الطيالسي .
    الكتاب : شرح سنن أبي داود
    المؤلف : عبد المحسن العباد

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •