{وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا }
إن من الأمور المتقررة لدى جميع المسلمين، أن هذه الحياة الدنيا دار ابتلاء وامتحان واختبار، خلق الله -عز وجلّ- العباد فيها ليبلوهم أيهم أحسن عملاً؛ فليست هي بدار الخلود والبقاء والاستقرار، وإنما هي دار رحيل وانتقال، يُمتحَن العباد فيها ويُختَبرُون، لِيَمِيزَ الله -تبارك وتعالى- الطَّيبَ من الخبيث، والحسَن من الرديء، والصالح من الفاسد، وتأمّلوا - في هذا قول الله -تبارك وتعالى-: (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً * وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً) [الكهف: 7-8].
وهذه الآيات هي من الآيات العشر التي افتُتحت بها سورة الكهف، وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث أبى الدرداء -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف، عُصم من الدَّجال"،
وثبت في المستدرك من حديث أبى سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة، أضاء له من النورِ ما بين الجمعتين"، فهذا -عبادَ الله- من فضائل هذه الآيات، من فضائلها ومناقبها الحميدَةِ، وآثارها المباركة على من يحفظُها ويقرؤها ويتأمّل في دلالاتها.
{وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا } (الكهف: ٨)
( وإنَّا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا )الذي يستطيع في لحظة يغيّر معالم الكون ،قادر على تفريج كـربتك بكلمة كن ثم يكون . ./ عايض المطيرى
كل الذي تراه فوق التراب ... تراب
كل ماحولك سيغدو في النهاية تراباً ، وأقل كلمة حق يمكنك قولها هي أعظم من كثبان التراب التي ستتحول إليها هذه الحياة .
الذي يستطيع في لحظة تغيير معالم الكون ، قادر على تفريج كربتك بكلمة كن .. فيكون . فلا تقلق
يتعب الإنسان كثيراً في التنظير لحضارة دنيوية بحته مع إنها إلى زوال ، لكنه يهمل تحصيل رصيد يرفع درجاته ويثقّل موازينه في الآخرة وهو الباقي له !!..
كل مافي هذه الحياة من زينة وبهجة وجمال سوف يزول ولن يبقى لنا إلا صالح الأعمال فلنجتهد ونلتمس نعيماً لايحول ولا يزول .