تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: أُنْزل عليَّ آيات لم يُرَ مثلُهنَّ [قطّ] : "قُل أعوذُ بربّ الفلقِ" إلى آخر السورة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,489

    افتراضي أُنْزل عليَّ آيات لم يُرَ مثلُهنَّ [قطّ] : "قُل أعوذُ بربّ الفلقِ" إلى آخر السورة

    3499- (أُنْزل عليَّ آيات لم يُرَ مثلُهنَّ [قطّ] : "قُل أعوذُ بربّ الفلقِ"
    إلى آخر السورة ، و "قلْ أعوذُ بربّ الناس" إلى آخر السورة) .
    قلت : هو من حديث عقبة بن عامر، وله عنه طرق :
    الأولى : عن قيس عن عقبة بن عامر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :... فذكره .
    أخرجه مسلم (2/200) ، والد ارمي (2/ 462) ، والترمذي (2902 و 3367)
    - وصححه- ، والنسائي (1/ 151 و 2/313) - والسياق له- ، وأحمد (4/144 و150 و151و 152) .
    الثانية : عن أبي عمران عن عقبة بن عامر أنه قال:
    اتبعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو راكب ، فوضعت يدي على قدمه ، فقلت : أقرئني
    سورة هود ، أو سورة يوسف ، فقال :
    «لن تقرأ شيئاً أبلغ عند الله من "قل أعوذ برب الفلق" ، [فإن استطعت أن
    لا تفوتك ؛ فافعل]» .
    أخرجه النسائي أيضاً، وابن حبان (2/ 84/792) ، والحاكم (2/540) ، وأحمد (4/149 و 159)- والسياق له- .
    وقال الحاكم - والزيادة له - :
    «صحيح الإسناد» . ووافقه الذهبي .
    الثالثة : عن القاسم أبي عبد الرحمن عن عقبة بن عامر قال :
    بينا أنا أقود برسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نقب من تلك النقاب ؛ إذ قال لي :
    « يا عقبة ! ألا تركب؟! » . قال : فأجللت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أركب مركبه ، ثم
    قال :
    «يا عقيب ! ألا تركب؟! » . قال : فأشفقت أن تكون معصية ، قال : فنزل
    الرسول - صلى الله عليه وسلم - وركبت هُنيَّة ، ثم ركب ، ثم قال :
    «يا عقيب ! ألا أعلمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس؟!» . قال :
    قلت : بلى يا رسول الله ! قال :
    فأقرأني "قل أعوذ برب الفلق" و "قل أعوذ برب الناس" ، ثم أقيمت
    الصلاة ، فتقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقرأ بهما ، ثم مر بي ، قال :
    «كيف رأيت يا عقيب؟! اقرأ بهما كلما نِمْتَ ، وكلما قُمْتَ)).
    أخرجه أبو داود (1462) ، وأحمد (4/144) - والسياق له- .
    الرابعة : عن محمد بن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن
    عقبة نحوه.
    رواه أبو داود (1463) . وا بن إسحاق مدلس .
    الخامسة : عن جبير بن نفير عن عقبة بن عامر أنه قال :
    إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أهديت له بغلة شهباء فركبها، فأخذ عقبة يقودها له ؛ فقال
    رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعقبة :
    «اقرأ» . فقال : وما أقرأ يا رسول الله ؟! قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
    «اقرأ : "قل أعوذ برب الفلق"» ؛ فأعادها عليه حتى قرأها ، فعرف أني لم
    أفرح بها جدّاً ! فقال :
    «لعلك تهاونت بها! فما قمت تصلي بشيء مثلها» .
    رواه أحمد (4/ 149) .*

    الكتاب : السلسلة الصحيحة
    المؤلف : محمد ناصر الدين الألباني

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,489

    افتراضي رد: أُنْزل عليَّ آيات لم يُرَ مثلُهنَّ [قطّ] : "قُل أعوذُ بربّ الفلقِ" إلى آخر السورة

    - قالَ لي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أُنْزِلَ، أَوْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَاتٌ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ، المُعَوِّذَتَيْ نِ.

    الراوي : عقبة بن عامر | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 814 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]


     أَلَمْ تَرَ آيَاتٍ أُنْزِلَتِ اللَّيْلَةَ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ؟! {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}.
    الراوي : عقبة بن عامر | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
    الصفحة أو الرقم: 814 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]


    ما أَعظَم الدِّينَ الإسلاميَّ! وما أَعظَمَ ما فيه من البُشرياتِ الكثيرةِ الَّتي أعطاها اللهُ عزَّ وجلَّ لنبيِّه محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم وأمَّتِه؛ فإنَّه سُبحانه أَنزَل عليه الذِّكرَ مِن القُرآنِ، وجَعَل ثَوابَ قِراءتِه عَظيمًا، فجعَلَ بكلِّ حَرفٍ حَسنةً، والحَسناتُ تُضاعَفُ، وخَصَّ سُبحانه بعضَ السُّورِ والآياتِ بفَضلٍ زائدٍ لِمَن قرَأَها؛ حَضًّا على قِراءتها، وتَرغيبًا فيها.
    وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ عُقبةُ بنُ عامرٍ رَضِي اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قال له: «ألَمْ تَرَ آياتٍ أُنزِلتِ اللَّيلةَ لَم يُرَ مِثْلُهنَّ قَطُّ؟!» وهو اسْتفهامٌ تَعجُّبيٍّ، يَتعجَّبُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم مِن عِظَمِ فَضْلِ هذه الآياتِ الَّتي لم يَنزِلْ عليه سُوَرٌ بمِثْلِ ما فيها مِن المعاني والبَركاتِ، ثمَّ أَوضَح هذه الآياتِ وأنَّها سُورَتَا: «{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}»، وهما المُعوِّذتانِ؛ ففيهما ذِكْرُ التَّعوُّذُ والالتِجاءِ وطَلَبِ الحمايةِ مِن اللهِ ربِّ الخَلْقِ وربِّ النَّاسِ، وقد اسْتعاذَ بهما النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ورَقَى نَفْسَه.
    وسُورةُ الفلَقِ هي قولُ اللهِ تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}، والمعنى: قلْ -أيُّها الرَّسولُ-: أعتصِمُ برَبِّ الصُّبحِ، وتَبدَأُ السُّورةُ بوصْفِ المُستعاذِ به برَبِّ الفلَقِ؛ لأنَّ هذا الوقتَ وقْتُ فَيَضانِ الأنوارِ، ونُزولِ الخيْراتِ والبرَكاتِ، فأسْتَجِيرُ بهذا الرَّبِّ الَّذي هذا وصْفُه مِن شَرِّ ما يُؤذي مِن المخلوقاتِ، وخَصَّ المُستعاذَ منه بما خَلَق، فابتَدَأ بالعامِّ مِن قولِه: {مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ}، أي: مِن شرِّ خلْقِه، وشرِّ ما يَفعَلُه المُكلَّفون مِن المَعاصي، ومُضارَّةِ بعضِهم بعضًا، وما يَفعَلُه غيرُ المُكلَّفين مِن الحيوانِ، كالسِّباعِ والحشَراتِ؛ مِن الأكلِ، والنَّهشِ، واللَّدْغِ، والعَضِّ، وما وَضَعه اللهُ تعالَى في غيرِ الحيوانِ مِن أنواعِ الضَّررِ، كالإحراقِ في النَّارِ، والقتْلِ في السُّمِّ.
    ثمَّ ثَنَّى بالعطفِ عليه ما هو شَرُّه أخْفى مِن الزَّمانِ، ما هو نَقيضُ انفلاقِ الصُّبحِ مِن دُخولِ الظَّلامِ، بقولِه: {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ}؛ لأنَّ انبثاثَ الشَّرِّ فيه أكثرُ، والتَّحرُّزُ منه أصعَبُ.
    وخَصَّ ما يُمكِنُ في الزَّمانِ بما غائلتُه خَفيَّةٌ مِن النَّفاثاتِ والحاسدِ، وقيَّد الحاسدَ بـ{إِذَا حَسَدَ}؛ لأنَّ الحاسدَ إذا أظهَرَ حسَدَه، كان شرُّه أتَمَّ، وضرُّه أكمَلَ. وقدْ جمَعَ اللهُ الشُّرورَ في هذه السُّورةِ وخَتَمها بالحسَدِ؛ ليُعلَمَ أنَّه أخسُّ الطَّبائعِ.
    وسُورةُ النَّاسِ هي قولُ اللهِ تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} [الناس: 1 - 6]، والمعنى: قُل أيُّها الرَّسولُ: أعتصِمُ برَبِّ النَّاسِ، وأستجيرُ به، مَلِكِ النَّاسِ، يَتصرَّفُ فيهم بما يَشاءُ، لا مَلِكَ لهم غيرُه، لا مَعبودَ لهم بحقٍّ غيرُه، فأسْتَعيذُ به مِن شَرِّ الشَّيطانِ الَّذي يُلْقي وَسوستَه إلى الإنسانِ إذا غفَلَ عن ذِكرِ اللهِ، ويَتأخَّرُ عنه إذا ذَكَره، ويُلْقي بوَسوستِه إلى قُلوبِ النَّاسِ، وهذا المُوسوِسُ يكونُ مِن الإنسِ كما يكونُ مِن الجنِّ.
    وفي الحديثِ: بَيانُ عَظيمِ شَأنِ المُعوِّذتينِ.
    وفيه: بَيانُ أنَّه لا يُوجَدُ في القرآنِ مِثلُ المُعوِّذتين، مِن حيثُ المعاني، والبركةُ، والتَّعوُذُ بهما.
    الدرر السنية

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,489

    افتراضي رد: أُنْزل عليَّ آيات لم يُرَ مثلُهنَّ [قطّ] : "قُل أعوذُ بربّ الفلقِ" إلى آخر السورة

    الشيخ محمد بن صالح العثيمين / رياض الصالحين
    شرح رياض الصالحين-63a
    شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في: قل هو الله أحد: ( إنها تعدل ثلث القرآن ). رواه مسلم. وعن أنس رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله إني أحب هذه السورة: قل هو الله أحد، قال: ( إن حبها أدخلك الجنة ). رواه الترمذي وقال: حديث حسن. وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ألم تر آيات أنزلت هذه الليلة لم ير مثلهن قط ؟ قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس ). رواه مسلم. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان وعين الإنسان، حتى نزلت المعوذتان، فلما نزلتا، أخذ بهما وترك ما سواهما. رواه الترمذي وقال: حديث حسن. حفظ

    الشيخ : فيجب أن نعلم الفرق بين المعادلة في الثواب والمعادلة في الإجزاء ، فهي تعدل ثلث القرآن في الثواب ، لكنها لا تعدل ثلث القرآن في الإجزاء ، ولهذا لو كررها الإنسان في صلاته ثلاث مرات لم تجزئه عن الفاتحة ، والله الموفق .
    القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
    نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب الحث على سور وآيات مخصوصة : " عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( في قل هو الله أحد : إنها تعدل ثلث القرآن ) رواه مسلم .
    وعن أنس رضي الله عنه : ( أن رجلاً قال : يا رسول الله إني أحب هذه السورة : قل هو الله أحد، قال : إنَّ حبها أدخلك الجنة ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن .
    وعن عُقبة بن عامر رضي الله عنه ، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ألم ترَ آيات أنزلت هذه الليلة لم يُر مثلهن قط ؟ قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس ) رواه مسلم .
    وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال : ( كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان وعين الإنسان ، حتى نزلت المعوذتان ، فلما نزلتا ، أخذ بهما وترك ما سواهما ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن .
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( مِن القرآن سورة ثلاثون آية ، شفعت لرجل حتى غُفر له وهي : تبارك الذي بيد الملك ) رواه أبو داود والترمذي وقال : حديث حسن .
    وفي رواية أبي داود : ( تشفع ) .
    وعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من قرأ بالآيتين مِن آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه ) متفق عليه "
    .
    الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
    ذكر المؤلف -رحمه الله تعالى- في باب الحث على سور وآيات معينة من القرآن : ما سبق في سورة الفاتحة ، وسورة الإخلاص ، وقد تقدم الكلام عليهما ، ومن ذلك المعوذتان : فإن المعوذتين وهما : (( قل أعوذ برب الفلق )) و (( قل أعوذ برب الناس )) ما تعوذ بهن متعوذ عن إيمان وصدق إلا أعاذه الله عز وجل .
    أما سورة الفلق فيقول الله عز وجل : (( قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق )) : يعني قل أيها الإنسان مستعيناً بربك (( أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق )) الفلق : فلق الصبح ، وفلق الحب والنوى ، قال الله تعالى : (( فالق الإصباح )) وقال : (( إن الله فالق الحب والنوى )) : فهو عز وجل رب الفلق ، لا يستطيع أحد أن يفلق شيئا من هذه التي ذكرها الله إلا الله عز وجل ، (( من شر ما خلق )) أي : كل ما خلق ، ومنهم أي : مما خلق نفسك ، كما جاء في الحديث الصحيح : ( نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ) ، والنفس أمارة بالسوء فتستعيذ بالله من شر ما خلق أي : من شر كل ما خلق من الإنس والجن والنفس وغير ذلك . (( ومن شر غاسق إذا وقب )) : الغاسق الليل ، لأن الليل تكثر فيه الهوام وتخرج فيه السباع ، وتكون فيه الشرور ، فتستعيذ بالله من شر الليل الغاسق ، إذا وقب يعني : إذا دخل .
    (( ومن شر النفاثات في العقد )) يعني : الساحرات اللاتي ينفثن في العقد يسحرن الناس ، ونص على النساء وإن كان السحر يكون في النساء وفي الرجال ، لأنه هو الغالب فيهن ، ويجوز أن يكون المراد النفاثات : يعني النفوس النفاثات فتشمل الرجال والنساء .
    (( ومن شر حاسد إذا حسد )) : هذه العين ، صاحب العين والعياذ بالله الشرير الذي لا يحب الخير للغير ، تجده إذا منَّ الله على أحد بشيء من مال أو جاه أو علم أو ولد أو زوجة أو غير ذلك يخرج من نفسه الخبيثة كما يخرج السهم ، فيُصيب الرجل ، وهذا السهم ما يُدرى عنه خفي لكن تفز نفسه والعياذ بالله لأنها خبيثة ، لا تحب الخير للغير ، فيصاب الإنسان بالعين ، قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( لو سبق القضاء شيءٌ أو قال القدر لسبقته العين ) ، فالعين تُدرك وهي حق ، حتى قال بعض العلماء إنها هي المرادة بقوله تعالى : (( وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر )) .
    (( ومن شر حاسد )) ثم قال : (( إذا حسد )) : لأن الحاسد قد لا يحسد ، العائن مهو يصيب كل إنسان ، لكن إذا حسد والعياذ بالله تعدى شره غيره يعني : تعدى إلى غيره .
    ويجوز أن يكون المراد بالآية الحاسد العائن والحاسد غير العائن ، لأن بعض الناس حسود والعياذ بالله ، يحسد ما يحب الخير للغير ، والحسد هو كراهة ما أنعم الله به على غيرك ، أن تكره ما أنعم الله به على غيرك ، وإن كنت لا تتمنى زواله ، فإن تمنيت زواله صار أشد والعياذ بالله .
    والحاسدون -نسأل الله العافية- لا يحرقون إلا أنفسهم ، الحاسد يحترق كلما أنعم الله على عباده نعمة احترق قلبه ، ليش فلان يجيب كذا وليش فلان يصير كذا ؟ !
    فهذا الحاسد والعياذ بالله أحيانا إذا حسد بغى ، إذا صار بقلبه هذا الحسد هذا الجمرة والعياذ بالله بغى على الغير ، واعتدى عليهم ، مثلا افرض أن إنسان منّ الله عليه بمال ، منَّ الله عليه بمال وصار ينفقه في سبيل الله ، فيه رجل حسود والعياذ بالله قلبه محترق : أن الله أنعم على هذا الرجل بالمال وجعل ينفقه في سبيل الله فتجده مثلا يتحدث في المجالس كلما أثني على هذا الرجل قال : لا هذا مرائي ، هذا مرائي ما قصده وجه الله والدار الآخرة .
    إذا منَّ الله على إنسان بعلم أيضا وصار له قبول عند الناس صار والعياذ بالله يحسد ، يحب أن يخفي ما أنعم الله به على الإنسان وهلم جرّا .
    والحسد والعياذ بالله من كبائر الذنوب ، وقد ذم الله اليهود عليه فقال : (( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله )) : فالفضل لله مهو لك يؤتيه من يشاء ، تحسد الناس إذا أعطاهم الله من فضله ؟!
    أنت إذا فعلت ذلك جنيت على من أعطاه الله الفضل ، واعتديت على حق الله عز وجل ، كأنك تقول : ليش تعطي هذا الرجل هذه النعمة ؟ فتحسد .
    هذه سورة الفلق ، ويأتي إن شاء الله الكلام على سورة الناس ، والمهم أن الإنسان ينبغي له أن يتعوذ بهاتين السورتين .
    وذكر الترمذي -رحمه الله- ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من الجان ومن عين الإنسان ، حتى نزلت (( قل أعوذ برب الفلق )) و(( قل أعوذ برب الناس )) فصار يتعوذ بهما وترك ما سواهما ) ، والله الموفق .



  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,489

    افتراضي رد: أُنْزل عليَّ آيات لم يُرَ مثلُهنَّ [قطّ] : "قُل أعوذُ بربّ الفلقِ" إلى آخر السورة

    يرفع للفائدة .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •