تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: تدبر آية من القرآن

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2024
    المشاركات
    818

    افتراضي تدبر آية من القرآن

    {هَلْ أَتَىٰ عَلَى ٱلْإِنسَٰنِ حِينٌ مِّنَ ٱلدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْـًٔا مَّذْكُورًا} [الإنسان: ١]
    هنا اختلف المفسرون
    فقسم قال أن المقصود هو آدم  لم يكن شيئاً مذكوراً عندما خلقه الله تعالى من الطين إلى قبل نفخ الروح فيه كان شيئاً ولم يكن مذكورا، وقسم آخر يقول هو الإنسان بدليل قوله تعالى (لقد خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج) يشمل ذرية آدم  وليس آدم لأن آدم من تراب فكل واحد من البشر كان شيئاً في الرحم لكنه لم يكن مذكورا.
    لكن الذي يترجح والله أعلم أن الإنسان في الآية يشمل آدم  ويشمل ذريته أي جنس الإنسان عموماً. ويأتي سؤال هنا في الحقيقة ما المقصود بـ (لم يكن شيئاً مذكورا)؟
    هل المقصود أنه لم يكن شيئاً أصلاً كقوله تعالى في سورة مريم(ولقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا) في خطابه لزكريا  أو قوله تعالى (أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا) أو المقصود أنه خلقه أي كان شيئاً لكنه لم يكن مذكورا؟ فما دلالة كلمة (مذكورا) هنا؟ وهل هي منفية أو مثبتة؟
    مثل هذا التعبير في اللغة يحتمل معنيين وهذا من باب التوسع في المعنى، فهو يحتمل نفي القيد أصلاً (لم يكن شيئاً) لا مذكوراً ولا غيره كما في قوله تعالى (لا يسألون إلحافا( (يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف) بمعنى أنهم لا يسألون لا ملحفين ولا غير ملحفين فيتعففون ولا يسألون الناس. وكذلك يحتمل نفي القيد فقط بمعنى كان شيئاً لكنه لم يكن مذكورا كما في قوله تعالى (وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين) لم ينفي خلق السموات والأرض لكنه نفى اللعب. وعليه فإن قوله تعالى (لم يكن شيئاً مذكورا) تحتمل أنه أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً أصلاً مذكوراً أو غير مذكور وتحتمل أن يكون شيئاً لكنه غير مذكور.

    فاضل السمرائى

    {هَلْ أَتَىٰ عَلَى ٱلْإِنسَٰنِ حِينٌ مِّنَ ٱلدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْـًٔا مَّذْكُورًا} [الإنسان: ١]مهما علا نسبك .. فأصلك من ماء مهين ، من طين ، لم يكن شيئا مذكورا .. تأمل ضعفك يرحمك الله !!..

    الإنسان مخلوق مغرور في نفسه وفي قيمته ، حتى لينسى أن هذا الكون كان وعاش قبل أن يولد بدهور وأزمان طوال ... واعلم أن الذي أوجدك من العدم ياعزيزي قادر على أن يعيد سيرتك الأولى بعد أن تصبح عدم !!..

    عجبا لأمر الإنسان .. الذي خرج من نطفة ثم هو يتكبر ويستعلي ويطغى ويتجبر ويعرض عن عبادة ربه !!.... ألا يتفكر في نفسه ؟؟؟!!!...


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2024
    المشاركات
    818

    افتراضي رد: تدبر آية من القرآن

    {ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَوَاصَوْاْ بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْاْ بِالْمَرْحَمَةِ } [البلد: ١٧]
    هؤلاء الذين أدوا ما في استطاعتهم لتخطي عقبات وشدائد الآخرة وذلك بفعل الطاعات والتي منها فك الرقاب وإطعام الطعام والعطف على المحتاجين , مع تغلغل الإيمان في قلوبهم والمداومة على العمل الصالح بجوارحهم وأدوا ما في استطاعتهم من الوصية بالصبر على الطاعة والصبر عن المعصية والصبر على أقدار الله تعالى, كما أدوا الوصية بالتراحم بين المؤمنين وتعاطي العذر والصفح والرأفة, أولئك أصحاب اليمين.

    قال السعدي في تفسيره: {
    ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا} أي: آمنوا بقلوبهم بما يجب الإيمان به، وعملوا الصالحات بجوارحهم. من كل قول وفعل واجب أو مستحب. {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } على طاعة الله وعن معصيته، وعلى أقدار المؤلمة بأن يحث بعضهم بعضًا على الانقياد لذلك، والإتيان به كاملًا منشرحًا به الصدر، مطمئنة به النفس. {وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ } للخلق، من إعطاء محتاجهم، وتعليم جاهلهم، والقيام بما يحتاجون إليه من جميع الوجوه، ومساعدتهم على المصالح الدينية والدنيوية، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه.
    أولئك الذين قاموا بهذه الأوصاف، الذين وفقهم الله لاقتحام هذه العقبة{أُولَئِك أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ } لأنهم أدوا ما أمر الله به من حقوقه وحقوق عباده، وتركوا ما نهوا عنه، وهذا عنوان السعادة وعلامتها.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2024
    المشاركات
    818

    افتراضي رد: تدبر آية من القرآن




    {ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَوَاصَوْاْ بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْاْ بِالْمَرْحَمَةِ } [البلد: ١٧]

    التقوا بجراحاتهم وآلامهم ، فأوصى بعضهم بعضاً بالصبر والرحمة حتى لمن أذاهم !! ... لله درّهم

    يأمرنا الله كثيراً أن نستعين بالصبر ، لكن مالذي يعيننا عليه ؟ لابد من التواصي {وتواصوا بالصبر} والدعاء {ربنا أفرغ علينا صبراً} و باليقين {لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون} وأخيراً بالإستعانة {استعينوا بالله واصبروا}
    جاءت الرحمة بعد الصبر في الآية ، ليبين أن الصبر يصنع الرحمة ،فالصابرون ليسوا قساة

    كثيرٌ من النفوس على حافة السقوط وإن بدا أنهم متماسكون لكنهم يحتاجون إلى يد تسندهم أو كلمات تشجعهم ، أو طبطبة تخفف عنهم .. الصبر يا أعزاء دواء ناجح لكنه يحتاج إلى صيدلي ماهر يعرف كيف يملأ القلوب بهذا الدواء فيسعدها ..
    خلقك الله في الدنيا في كبد ...اقتحم العقبة بالإحسان والمعروف ، وكن مؤمناً متحلياً بالصبر والرحمة مع من تعيش.. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •