تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: ظاهرة «الزواج المتأخر»!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي ظاهرة «الزواج المتأخر»!

    سلسلة محاضرات مؤتمر (سكن) الأسباب والآثار والعلاج (1-3) ظاهرة «الزواج المتأخر»!



    الزواج هو سنة الله تعالى في عباده وآية من آياته حيث وضع الله تعالى في الذكر والأنثى دوافع ونوازع فطرية تكفل للنوع الإنساني البقاء والاستمرار

    شرع الإسلام من الوسائل ما يحافظ على بناء الأسرة وتكوينها لأنها أول لبنة من لبنات المجتمع فإن صلحت صلح المجتمع وإن فسدت فسد المجتمع
    العلاقة بين الزوجين ليست علاقة نفعية تقوم على المصالح المادية البحتة وإنما هي علاقة شرعية راقية تحفظ الحقوق وتنشر السكن
    مقاصد ديننا الإسلامي الحنيف تقوم على أن الزواج بين الرجل والمرأة هو أساس الأسرة المقصودة شرعًا لذا فإنه يحث عليه وييسر أسبابه
    العادات والتقاليد لها دور كبير في تأخير الزواج بسبب القيود التي تفرضها على اختيار الشريك أو متطلبات الزواج
    أسباب تأخر الشباب وعزوفهم عن الزواج المبكر متنوعة ومعقدة ويمكن تقسيمها إلى عوامل اجتماعية واقتصادية وثقافية ونفسية
    ارتفاع تكاليف الزواج وغلاء المهور يجعل الزواج متعسرًا أو متعذرًا على كثير من الشباب فيتأخر الزواج لذلك وهذا خلاف ما شرعه الله من تخفيف المهور
    جاءت الشريعة الإسلامية لرفع الحرج عن الناس ودفع الضرر عنهم وتحقيق مصالح العباد، ولتحل لهم الطيبات، وتحرم عليهم الخبائث، ولتصلح شؤونهم في العاجل والآجل، كما امتازت الشريعة الإسلامية في بيان العلل، والأسباب، والحكم، والغايات الكامنة وراء كل حكم شرعي سواء في العبادات والمعاملات، أم السلوك الإنساني الفردي والجماعي، فالفعل إن خلا من مقصد وغاية يكون عبثًا، والله -عز وجل- منزه عن العبث قال -تعالى-: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ} (الأنبياء:١٦)، وقال -تعالى-: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} (المؤمنون:١١٥)، وعندما يتيقن الإنسان من صلاح شريعته وسلامتها، وجب عليه أن يجهد نفسه في تطبيقها والعمل بها.
    ومن هذه الأحكام الشرعية الزواج، الذي هو سنة الله -تعالى- في عباده، وآية من آياته؛ حيث وضع الله -تعالى- في الذكر والأنثى دوافع ونوازع فطرية، تكفل للنوع الإنساني البقاء والاستمرار، وعزز تلك الدوافع والنوازع بالضوابط والقواعد التي تكفل للنسل أحسن السبل، وأسلمها وأكرمها في الوجود والاستمرار؛ ولما للأسرة من أهمية في بناء المجتمع الإسلامي، فقد شرع الإسلام من الوسائل ما يحافظ على بنائها وتكوينها، ولا عجب في ذلك! فهي أول لبنة من لبنات المجتمع؛ فإن صلحت صلح المجتمع، وإن فسدت فسد المجتمع.
    أهمية الموضوع
    ظاهرة تأخر الزواج من المسائل المهمة، والتي لها آثارها على المجتمع بمختلف تكويناته؛ ولذا تكمن أهمية البحث في الوقوف على هذه الأسباب والمعطيات، وعلى الانعكاسات الاجتماعية والنفسية والدينية لهذه الظاهرة من أجل الوصول إلى أفضل الحلول من خلال الطرائق والتدابير الشرعية المناسبة التي تحقق معالجتها؛ حيث إن نسبة العُزّاب بين الذكور والإناث تتناقص مع تقدم العمر؛ إذ بلغت نسبة العزاب في دولة الكويت: في الفئة العمرية 20-24 سنة 73.69% للإناث و91.1% للذكور، وفي الفئة العمرية 25-29 سنة بلغت نسبة العزاب من الإناث 38.37%، والذكور 52.8%.، وما بين سن 30-34 للإناث 21.09% والذكور 24.40%.، وما بين 45-49 سنة تناقصت النسبة لتصل إلى 9.26% للإناث 5.59% للذكور، مما يشير إلى وجود تأخر واضح في سن الزواج لدى الشباب.
    أهمية الزواج ومفهوم الزواج المتأخر
    لا يخفى أن الأسرة أساس المجتمع، وعلى أساس قوة الأسرة وتماسكها، يقوم تماسك المجتمع وقوته؛ لذا فقد أولى الإسلام الأسرة رعاية عالية وعناية بالغة. وقد جعل القرآن الكريم الزواج بين الذكر والأنثى وتكوين الأسر سنة من سنن الله في الخلق، قال -تعالى-: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِل ِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ} (النحل: ٧٢)، بل جعل الله نظام الأسرة، بأن يكون لكل من الرجل والمرأة زوجٌ يأنس به، ويأنس إليه، ويشعر معه بالسكن النفسي والمودة والرحمة، آية من آيات الله، قال -سبحانه-: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الروم:٢١).
    علاقة شرعية راقية
    فالحياة الأسرية في الإسلام وعلاقة كل من الزوجين تجاه الآخر، ليست علاقة نفعية، أو علاقة معاوضة، أو مقايضة تقوم على المصالح المادية البحتة، أو علاقة تحكمها القوانين الصارمة، والمواد الجافة، والأنظمة الجامدة، وإنما هي علاقة شرعية راقية، تحفظ الحقوق، وتنشر السكن، وتجلب السعادة، وتحقق الطمأنينة، علاقة تعاونية يتكامل فيها الزوجان، ويتحمَّلان مسؤولية تكوين أسرة صالحة تسودها المحبة والمودَّة، ولا يظلم أحد طرفيها الآخر، بل يدفع كل واحد منهما عن شريكه الظلم والأذى، ويحنو عليه، ولا بديل لها أحيانا سوى السقوط في أوحال الشهوات الهابطة، والخروج عن الفطرة المستقيمة، والتمرد على قيم المجتمع الرشيد.
    مقاصد ديننا الإسلامي
    ولما كانت مقاصد ديننا الإسلامي الحنيف تقوم على أن الزواج بين الرجل والمرأة هو أساس الأسرة المقصودة شرعًا؛ لذا فإنه يحث عليه، وييسر أسبابه، ويزيل العوائق المختلفة من طريقه، بالتربية والتشريع معًا، ويرفض التقاليد الزائفة، التي تصعِّبه وتؤخِّره، من غلاء مهور، ومبالغة في الهدايا والولائم واحتفالات الأعراس، وإسراف في التأثيث واللباس والزينة، ومكاثرة يبغضها الله ورسوله في سائر النفقات، ويحث على اختيار الدين والخلق في اختيار كل من الزوجين: «فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ؛ تَرِبَتْ يَدَاكَ»، «*إِذا *أتاكُمْ *مَنْ *تَرْضَوْنَ *خُلُقَهُ *ودِينَهُ *فَزَوِّجُوهُ، *إِ*لَّا *تَفْعَلُوا *تَكُنْ *فِتْنَةٌ *فِي *الأرْضِ *وَفَسادٌ *عَريضٌ».
    الزواج من أعظم النعم
    وكما أن الزواج يُيَسِّر أسباب الحلال فإنه -أيضا- يسدُّ أبواب الحرام، من الخلاعة والتبرج، والكلمة الخاضعة والصورة الفاتنة، وإطلاق البصر والاختلاط بين الرجال والنساء، وغيرها من الطرق والأبواب المريبة، ولا سيما في أدوات الإعلام المعاصرة، التي تكاد تدخل كل بيت، وتصل إلى كل عين وأذن، والمقصود أن الزواج من أعظم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان؛ حيث جعله وسيلة للحفاظ على النوع الإنساني واستمراره، وهو من السنن المؤكدة التي حث عليها النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد يرتقي حكمه إلى الوجوب بحسب حال المرء، وهو أيضا عبادة يُثاب عليها المسلم إذا قصد بها نيل رضا الله وإقامة حدوده.
    مفهوم الزواج المتأخر
    الزواج المتأخر: هو زواج الرجل أو المرأة بعد مضي السن المناسب للزواج عادة، مع حاجته إليه وقدرته عليه.
    ضابط سن الزواج المتأخر
    هل هناك سن معينة إذا تجاوزها الرجل أو المرأة دون زواج يعد متأخرًا عن الزواج؟ لم يتطرق الفقهاء إلى تحديد سن معينة مَن وصل إليها عُدَّ متأخرا عن الزواج باستثناء فقهاء المالكية؛ حيث تعددت أقوالهم في تحديد من العنوسة: فمنهم من قال: ثلاثون سنة، ومنهم من قال خمس وثلاثون سنة، وقيل أربعون سنة، وهناك من قال بالخمس والأربعين سنة، والذي يظهر أن تحديد ذلك يرجع إلى عرف الناس؛ إذ إن اختلاف السن في الزواج أمر رباني قائم على تغير أحوال الناس وأعرافهم، وقد يكون مختلفا بين مكان وآخر، وزمان وآخر.
    أسباب الزواج المتأخر
    أسباب تأخر الشباب وعزوفهم عن الزواج المبكر متنوعة ومعقدة، ويمكن تقسيمها إلى عوامل اجتماعية واقتصادية وثقافية ونفسية، وإليك أبرز هذه الأسباب:
    أولا: العوامل الاجتماعية
    (1) تغير المفاهيم الاجتماعية بعض الشباب والفتيات يتبنون مفاهيم جديدة حول الزواج، ويرون أنه قد لا يكون أولوية أو ضرورة في حياتهم، أو أن الزواج سيقيد حريتهم، فالشاب يقول: لماذا أرتبط بامرأة تكون عليَّ حملًا أحمل مسؤوليتها، وأقوم عليها، وأقضي طلباتها؟ لماذا لا أعيش وحدي؛ أستمتع بوحدتي وحياتي البسيطة، قبل أن أدخل قفص (سجن) الزوجية، بعيدًا عن الحياة المعقدة والمسؤوليات والواجبات والمشكلات الزوجية ومشكلات النساء والتعامل معهن؟ والفتاة تقول: لماذا أرتبط برجل أكون خادمة عنده، يتحكم فيَّ كما يشاء، وأكون «أسيرة» في يده، يرضى الله عني برضاه ويسخط بسخطه، أجهز له بيته وطعامه وشرابه وألبي شهواته، وأتولى تربية أولاده، وفي النهاية له الأمر والنهي عليَّ؟! أعيش وحدي، هذا أفضل لدراساتي العليا، لنفسي، لتحقيق ذاتي، لعملي، لحياتي الخاصة الحرة!
    (2) ضغوط العادات والتقاليد
    العادات والتقاليد تؤدي دورًا كبيرًا في تأخير الزواج؛ بسبب القيود التي تفرضها على اختيار الشريك أو متطلبات الزواج، سواء كانت هذه التقاليد مرتبطة بالمسائل المالية، والاجتماعية، أم الثقافية، فإنها غالبًا ما تضع ضغوطًا إضافية على الشباب وتجعل الزواج قرارًا أكثر تعقيدًا وصعوبة، ومن ذلك إكراه الولي الشاب أو الفتاة على الزواج بأحد أقاربه، فيُكره الولد على الزواج بابنة عمه، أو البنت بابن عمها، دون النظر إلى الرغبة والتوافق النفسي، وهذا العمل محرم شرعًا وهو أقرب إلى عادات أهل الجاهلية، وله تأثير كبير في تأخر الزواج أو فشله، ويوقع الأولاد في حرج عظيم. وقريب من ذلك عدم السماح برؤية المخطوبة رؤية شرعية؛ مما يسبب انصراف كثير من الشباب عن فكرة الزواج؛ لعدم تمكنه من رؤية زوجة المستقبل وشريكة حياته، وكذلك عدم رؤية هذه البنت للمتقدم لها؛ لعدم معرفتها له. أيضًا من العادات التي أسهمت في تأخر الشباب في الزواج: اشتراط بعض الأسر الترتيب العمري في تزويج بناتهم؛ حيث إنهم يرفضون تزويج البنت الصغرى قبل أختها، التي تكبرها في العمر، وتبقى البنات الصغيرات حبيسات الأخت الكبرى؛ بسبب عدم التقدم للزواج منها.
    ثانيًا: العوامل الاقتصادية
    (1) ارتفاع تكاليف الزواج ارتفاع تكاليف الزواج وغلاء المهور يجعل الزواج متعسرًا أو متعذرًا على كثير من الشباب؛ فيتأخر الزواج لذلك، وهذا خلاف ما شرعه الله من تخفيف المهور، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أَعْظَمُ *النِّسَاءِ *بَرَكَةً *أَيْسَرُهُنَّ *مُؤْنَةً»، وتزوجت امرأة بنعلين؛ فأجاز النبي - صلى الله عليه وسلم - نكاحها، وقال لرجل «اذْهَبْ فَالْتَمِسْ ولو خَاتَمًا مِن حَدِيدٍ»، فالتمس فلم يجد شيئًا؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: مَاذَا معكَ مِنَ القُرْآنِ؟» فَقالَ: مَعِي سُورَةُ كَذَا وسُورَةُ كَذَا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أَمْلَكْنَاكَه َا بما معكَ مِنَ القُرْآنِ»، وجاء رجلٌ فقالَ: إنِّي تزوَّجتُ امرأةً منَ الأنصارِ، فقال: «علَى كَم تزوَّجتها؟»، قالَ علَى أربعِ أواقٍ، فقالَ النَّبيُّ: «علَى أربعِ أواقٍ؟ وكأنَّما تَنحِتونَ الفِضَّةَ مِن عُرضِ هذا الجَبَل! ما عِندَنا ما نُعطيكَ ولكِن عَسى أن نبعثَكَ في بَعثٍ تُصيبُ فيهِ»، وقالَ عمرُ بنُ الخطَّابِ: «لاَ تغالوا صداقَ النِّساءِ، فإنَّها لو كانت مَكرمةً في الدُّنيا، أو تقوًى عندَ اللهِ، كانَ أولاَكم وأحقَّكم بِها محمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم -، ما أصدقَ امرأةً من نسائِهِ، ولاَ أصدقتِ امرأةٌ من بناتِهِ أَكثرَ منَ اثنتي عشرةَ أوقيَّةً».
    المغالاة في المهور
    وكثير من الناس يغالي في المهور لمقاصد مذمومة، إما متاجرة وطلبًا للمال أو مفاخرة وطلبًا للرياء، أو مجاراة للأعراف واتباعًا لرأي النساء، وكل ذلك من المقاصد المذمومة؛ لذا ينبغي على الأولياء التيسير في ذلك وعدم إثقال كاهل الزوج وإشغال ذمته بالديون، واللائق بالوجهاء وأعيان الناس أن يكونوا قدوة في المجتمع وألا يشقوا على إخوانهم الذين لا يستطيعون مجاراتهم في غلاء المهور، ومن المؤسف أن بعض الأسر تكثر من الشروط مع علمها بضعف حال الزوج، والولي الحكيم هو الذي يحرص على نجاح الزواج ولا يلتفت إلى المال، بل ربما أعان الزوج على ظروف الحياة، أما إذا بذل الزوج المال الكثير وكان موسرًا و لم يشق عليه ذلك فلا بأس بذلك، والصحيح أنه لا حد لأقل الصداق أو أكثره في الشرع.
    (2) البطالة أو ضعف الدخل
    قلة فرص العمل وضعف الدخل أو عدمه يجعل الشباب يترددون في تحمل المسؤوليات المالية الكبيرة المترتبة على الزواج؛ لأنه حينئذٍ غير قادر على فتح بيت وتكوين أسرة؛ لذلك ينبغي للجهات المسؤولة وذوي الغنى واليسار أن يكون لهم حضور في هذا المجال، ولا شك أن الله تكفل بإعانة العبد الصادق على الزواج، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ثلاثةٌ حقٌّ على اللَّهِ عونُهُم: المُجاهدُ في سبيلِ اللَّهِ، والمُكاتِبُ الَّذي يريدُ الأداءَ، والنَّاكحُ الَّذي يريدُ العفافَ»، فمن خاف على نفسه العنت، فليستعفف بالله وليقدم على الزواج ولو كان قليل اليد، ولا بأس أن يقترض لأجل الزواج أو يأخذ من الزكاة على الصحيح من أقوال أهل العلم، قال عمر «*عَجِبْتُ *لِمَنِ *ابْتَغَى *الْغِنَى *بِغَيْرِ *النِّكَاحِ»، كما قال الله: {وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (النور: ٣٢)، ومن كان معدمًا فتعفف وصبر فحسن، قال -تعالى-: { وَلْيَسْتَعْفِف ِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ} (النور: ٣٣)، وعليه بالصوم والإكثار من الطاعات.

    اعداد: د. علي بن راشد الوسمي (موجه وإمام وخطيب في وزارة الأوقاف )





  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: ظاهرة «الزواج المتأخر»!

    سلسلة محاضرات مؤتمر: (سكن) الأسباب والآثار والعلاج (٢-٢) ظاهرة «الزواج المتأخر»!



    من العوامل التي تعيق الزواج وتؤخره الإعلام الفاسد المتأثر بنظريات الغرب ومبادئه الذي يبث لأبناء المسلمين أنماطًا اجتماعية بعيدة عن روح الإسلام وآدابه
    قد يؤدي التحصيل العلمي والشهادات العالية لدى النساء إلى تأخير الزواج بحيث يكون هناك تفاوت وعدم توافق في المستويات التعليمية بين الزوجين المحتملين
    الزواج في أي مرحلة من مراحل العمر يؤدي إلى الاستقرار والواقعية في التفكير والشعور التام بالمسؤولية
    الزواج المبكر له العديد من الفوائد والثمرات التي ترتبط بالجوانب الدينية والاجتماعية والنفسية والمادية ومنها الحصانة المبكرة وحماية العفة والابتعاد عن الحرام
    العوامل النفسية والشخصية لها دور كبير في تأخير الزواج عند كثير من الشباب وهذه العوامل قد تكون مرتبطة بشخصية الشاب أو الفتاة وقد تكون لها أسباب أخرى
    ما زال حديثنا مستمرا عن ظاهرة تأخر الزواج، وآثارها على المجتمع بمختلف تكويناته، للوقوف على أسباب هذه الظاهرة ومعطياتها، وعلى الانعكاسات الاجتماعية والنفسية والدينية لها؛ من أجل الوصول إلى أفضل الحلول من خلال التدابير الشرعية المناسبة التي تحقق معالجتها.
    وتحدثنا عن أهمية الزواج ومفهوم الزواج المتأخر، وذكرنا مقاصد ديننا الإسلامي في الزواج، وأن الزواج من أعظم النعم، ثم عرجنا على أسباب الزواج المتأخر، وذكرنا أن منها عوامل اجتماعية، وعوامل اقتصادية، واليوم نكمل الحديث عن هذه الأسباب.
    ثالثًا: العوامل الثقافية
    هناك العديد من العوامل الثقافية التي تسببت في عزوف الشباب عن الزواج، ومن تلك العوامل ما يلي:
    (أ) الإعلام الفاسد ووسائل التواصل الاجتماعي
    من أعظم العوامل التي تعيق الزواج وتؤخره عند كثير من الشباب والفتيات الإعلام الفاسد المتأثر بنظريات الغرب ومبادئه، الذي يبث لأبناء المسلمين أنماطًا اجتماعية بعيدة عن روح الإسلام وآدابه، من: أفلام ومسلسلات، ولقاءات تلفزيونية، أو عبر (السوشيال ميديا)، كالمقاطع أو (البودكاستات) التي يصنعها بعض من يحملون الفكر النسوي الفاسد؛ مما يجعل الشاب والفتاة يتأخرون كثيرًا في قرار الزواج المبكر في الوقت الذي ينساقون فيه وراء العلاقات غير الشرعية والأماني الكاذبة؛ حتى أدى ذلك إلى اعتقاد بعض الشباب والفتيات مفهومًا خطأً لا يمت للإسلام بصلة، وهو أن الزواج لا يكون ناجحًا إلا إذا سبقه حب بين الطرفين؛ مما يستدعى إقامة علاقة عاطفية لفترة طويلة، يتعرف خلالها كل واحد منهما على الآخر ويفهم شخصيته ويقع في شراك حبه، ولا شك أن هذه العادة محرمة في الشرع، بل إن غالب هذه العلاقات قد باءت بالفشل، ولا سيما بعد أن اطلع كل واحد منهما على عيوب الآخر، وقد يستغل ذلك ضعاف القلوب فيعبثون في أعراض بنات المسلمين ومشاعرهم تحت غطاء الخطوبة المزعومة، ثم ينسحب أحدهم بوقاحة وقد أثر على سمعة البنت ونفسيتها.
    (ب) التحصيل العلمي
    كثير من الشباب -ولا سيما في مجتمعاتنا التي تعطي أهمية كبيرة للتعليم- يفضلون تأجيل الزواج حتى الانتهاء من تحصيلهم العلمي، ويعدون إكمال التعليم أولوية لتحقيق النجاح، فيختارون الاستقرار المادي، ولاسيما في «الدراسات العليا مثل الماجستير والدكتوراه»، فيختارون مواصلة تعليمهم بعد الجامعة، فيؤدي ذلك إلى انشغالهم بالدراسة والبحث العلمي لسنوات؛ مما يؤدي إلى تأخير الزواج حتى إكمال هذه المراحل الأكاديمية، وفي بعض الحالات، قد يؤدي التحصيل العلمي والشهادات العالية لدى النساء إلى تأخير الزواج؛ بحيث يكون هناك تفاوت وعدم توافق في المستويات التعليمية بين الزوجين المحتملين؛ فتشعر المرأة بأنها لا تجد شريكًا يناسب مستواها التعليمي؛ مما يدفعها إلى تأخير الزواج.
    رابعًا: العوامل النفسية والشخصية
    العوامل النفسية والشخصية تؤدي دورًا كبيرًا في تأخير الزواج لدى كثير من الشباب، هذه العوامل قد تكون مرتبطة بشخصية الشاب أو الفتاة، وقد تكون لها أسباب أخرى، ومن هذه العوامل:
    (أ) الخوف من المسؤولية
    فيشعر الشاب بالخوف من عدم القدرة على التعامل مع هذه المسؤوليات أو الحفاظ على التزامات الأسرة على المدى الطويل، وأحيانًا الخوف من الفشل في العلاقة الزوجية أو الخوف من الطلاق، ولا سيما إذا كانت لديهم تجارب سلبية سابقة أو شهدوا فشل زواج أشخاص مقربين منهم، مثل الوالدين أو الأصدقاء.
    (ب) ضعف تقدير الذات
    فيقلق الشاب الراغب في الزواج من التعرض للرفض من قبل الفتاة أو أسرتها أو من عموم الأسر لضعف شخصيته وعدم ثقته بنفسه، هذا القلق يمكن أن يجعله يتردد كثيرًا في التفكير في الزواج فضلًا عن بناء أسرة متكاملة، ولاسيما الأشخاص الذين يعانون من الخجل المفرط أو الانطوائية، فهؤلاء قد يجدون صعوبة في بناء علاقات اجتماعية؛ مما يجعل العثور على شريك مناسب في سن مبكرة من الصعوبة بمكان.
    الآثار المترتبة على تأخر الشباب وعزوفه عن الزواج وعلاجها
    الانعكاسات والآثار التي تعود على الفرد والمجتمع من تأخير الزواج فضلًا عن العزوف عنه كثيرة متنوعة، وقد تسبب فسادًا اجتماعيًّا كبيرًا لعلنا نلخص أهم معالمه في هذه النقاط: (1) تأخير الزواج أو الإعراض عنه قد ينتج فوضى خلقية مدمرة؛ ذلك لأن الزواج تصريفٌ للغريزة في حدود ما شرع الله، والإعراض عنه قد ينتهي بصاحبه إلى الزنا والعياذ بالله، ولا شك أن الزنا من الموبقات التي تهلك الأمة وتقضي على مقوماتها الكريمة، وتضيع الأنساب وتزلزل القيم، وتهدد كيان الأسر، ولا يكفي في ذلك تجاهل الغريزة الفطرية وإهمالها؛ فإن لذلك آثارًا وخيمة، ولا سيما إن لم يكن في القلب وازع ديني وخوف من الله. (2) وإذا كان كذلك، فإن انتشار الفواحش والعلاقات غير الشرعية في المجتمع، تهدد بانتشار الأمراض الخطيرة في المجتمع، مثل: مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز والكلاميديا) والزهري والسيلان والتهاب الكبد الفيروسي والتهاب المهبل، وغير ذلك من الأمراض المتنوعة التي ستحمِّل المجتمع تبعات اقتصادية وصحية واجتماعية، وفي الوقت نفسه فإن انتشار العلاقات المحرمة سيدمر الأسرة، ذلك الحصن الأخير في هذه الأمة فيوجد أبناء من غير آباء، وآباء وأمهات غير متوازنين نفسيا وعاطفيا، فينشأ جيل كارهٌ لمجتمعه ولكل من حوله. (3) تأخير الزواج فضلًا عن الإعراض عنه مع مقاومة الشهوة والامتناع عن الانحراف قد يؤدي بصاحبه إلى استحكام عقد نفسية كثيرة متنوعة في الرجال والنساء، سواء انجرف في تيار الانحراف والرذيلة أم كان مقاومًا للشهوة الجامحة ممتنعًا عن الانغماس في الرذيلة، فإن هذا الرجل أو المرأة -في الغالب- يكون مشغول البال دائمًا، فاقد القدرة على التركيز في العمل والإنتاج فضلًا عن الإبداع والإتقان. وكثيرًا ما تتفاقم هذه العقد فتقود أصحابها إلى وساوس قهرية جنونية، أو تصنع منهم ناسًا مجرمين يعودون بالضرر على المجتمعات. (4) تأخير الزواج يضعف الأمة ويهددها بالتناقص، ويمكِّن لأعدائها؛ ذلك لأنه يقطع النسل، أو يقلله، ولا ريب أن النسل مقصد من مقاصد الزواج، الذي فيه حفظ العنصر الإنساني وتكاثره، وقد حث النبي - صلى الله عليه وسلم - على الإكثار من النسل، وذلك بالتزوج من الولود الودود؛ حيث قال: «*تَزَوَّجُوا *الْوَدُودَ *الْوَلُودَ، *فَإِنِّي *مُكَاثِرٌ *بِكُمُ *الْأَنْبِيَاءَ *يَوْمَ *الْقِيَامَةِ»، فاستمرارية النسل له آثاره الإيجابية على الأمة الإسلامية، ولا سيما إذا كانت الذرية طيبة. (5) تأخر سن الزواج والعزوف عنه يخلق أنواعًا أخرى من الزواج غير المعترف بها رسميا، مثل زواج المتعة أو الزواج من غير ولي، أو ما يسمى بزواج (فرند) أو المساكنة وغير ذلك من أنواع الزواج الذي لا يخلو من شبهة مكروهة أو محرمة، وهذه الأنواع تقوض الأسرة، وتؤدي إلى تفشي الفساد والإباحية في المجتمع، ولكن بغطاء شرعي كما يحاول بعضهم الترويج له باعتباره بديلًا عن الزواج الشرعي مكتمل الأركان والشروط. (6) تأخر سن الزواج والعزوف عنه يفقد المجتمع فيه الإحساس بالمشاعر والعواطف، حتى يصبح الفرد فيه كالآلة يعمل دون تفكير، فالرجل يفقد مشاعر الأبوة والأم تفقد مشاعر الأمومة، ويرون المستقبل بعيون سوداء قاتمة بعيدة عن الحب والعطف والحنان. (7) تأخير الزواج يجعل هناك فجوة بين الأجيال فيصبح المجتمع مكونًا من أطفال وكهول أو شباب دون أطفال أو شباب وشيوخ، مما يساعد على ضعف التواصل وقلة الخبرات. (8) تأخير الزواج يؤدي إلى عدم إشباع غريزة الأبوة لدى الشاب أو الأمومة لدى الفتيات، ولا شك أن لذلك من الانعكاسات النفسية التي تعود على الفرد والمجتمع بآثار سلبية كثيرة مثل الوقوع في الحالات من الكآبة، واليأس، والإحباط، وخيبة الأمل، وضعف العاطفة، والعدوانية وكراهية المجتمع. (9) العزلة والانطوائية التي تصيب الشاب أو الفتاة المتأخرة عن سن الزواج، وذلك بسبب الهروب من مواجهة الناس؛ خوفا من نظرات الشفقة، أو سماع عبارات تمني زواجه أو زواجها وغيرها من الضغوط النفسية الأخرى كالشعور بالوحدة، والاتسام بصفة التمرد والرفض، وعدم قبول آراء الآخرين.
    فوائد الزواج المبكر وثمراته
    الزواج المبكر له العديد من الفوائد والثمرات التي ترتبط بالجوانب الدينية والاجتماعية والنفسية والمادية. إليك بعض هذه الفوائد والثمرات: (1) الحصانة المبكرة وحماية العفة والابتعاد عن الحرام: الزواج يساعد على حفظ الفرج وغض البصر، كما ورد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ؛ فإنَّه له وِجَاءٌ»؛ فالزواج المبكر يساعد في الابتعاد عن الفتن والشهوات المحرمة ولاسيما مع كثرة الفتن والشهوات وقوة الشاب وفراغه، كما قال أبو العتاهية:
    إنّ الشبابَ والفراغَ والجِدَهْ
    مَفسدَةٌ للمرءِ أيُّ مَفسَدَهْ
    (2) الاستقرار النفسي والعاطفي: الشباب والفتيات اليوم يعانون من المغريات الكثيرة التي تبدو أمامهم في كل موطن، فهو حين يتأخر في الزواج يكون بين أمرين لا ثالث لهما، إما أن يقع في الحرام فيشعر بالألم والندم، وإما أن يحميه الله -تعالى- فينتصر على شهوته ونفسه الأمارة بالسوء، فيعيش في حيرة ومعاناة وخوف على نفسه؛ لذلك سلوك الطريق الثالث وهو الزواج يوفر للشاب أو الشابة الاستقرار النفسي والعاطفي، فهو علاقة تقوم على المودة والرحمة؛ مما يخفف من مشاعر الوحدة أو التشتت. (3) زيادة فرص الإنجاب: الزواج المبكر يمكن أن يزيد من فرص الإنجاب في سن الشباب؛ حيث تكون الصحة البدنية للزوجين في أوجها، ومن ثم يمكن أن يكون لديهم أطفال كثيرون وبصحة جيدة. (4) تحمل المسؤولية وبناء الأسرة: الزواج المبكر يشجع الشباب على تحمل المسؤولية، وتعلم كيفية إدارة شؤون الحياة الأسرية مبكرا؛ مما يسهم في بناء أسرة قوية ومتماسكة على أسس دينية وأخلاقية. (5) الامتثال للسنة النبوية: الإسلام يشجع الزواج، ويرى فيه وسيلة لتحقيق الاستقرار والطمأنينة في المجتمع؛ فقد ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله: «النِّكَاحُ من سُنَّتِي فمَنْ لمْ يَعْمَلْ بِسُنَّتِي فَليسَ مِنِّي، وتَزَوَّجُوا؛ فإني مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ، ومَنْ كان ذَا طَوْلٍ فَلْيَنْكِحْ، ومَنْ لمْ يَجِدْ فَعليهِ بِالصِّيامِ، فإنَّ الصَّوْمَ لهُ وِجَاءٌ». (6) التربية السليمة للأبناء والبنات: فهو حين يتزوج في وقت مبكر ستكون الفجوة بينه وبين أولاده -ولا سيما الكبار منهم- غير واسعة، وقتئذ سيبلغ ولده الأكبر سن التكليف والأب دون الأربعين، وهذا له أثره في سهولة تعامله معه، واستيعابه لمشكلاته، وقدرته على تربيته. (7) وجود من يقوم بأعباء المنزل للوالدين: فحين يتزوج الشاب والفتاة في سن مبكرة، فما إن يبلغا الأربعين إلا وقد وُجد من يقوم بأعباء المنزل من البنين والبنات، وهذا له أثره في تحقيق قدر من الفراغ يمكن أن يثمر فيه الأب وينتج نتاجًا يتناسب مع فترة الرشد والنضج التي يعيشها. (8) الزواج المبكر مدعاة لحصول الأبوين على الولد الصالح: فهو أدعى لحسن تربيته، وهو أدعى لكثرة الولد، والولد الصالح امتداد للمرء بعد موته، والنبي - صلى الله عليه وسلم - قد أخبر أنه «إذَا *مَاتَ *ابْنُ *آدَمَ *انْقَطَعَ *عَمَلُهُ *إلَّا *مِنْ *ثَلَاثٍ: *صَدَقَةٌ *جَارِيَةٌ *وَعِلْمٌ *يُنْتَفَعُ *بِهِ *وَوَلَدٌ *صَالِحٌ *يَدْعُو *لَهُ»، فإذا تزوج مبكرًا كان هذا أدعى إلى كثرة تحقيق الولد الصالح، ولا سيما أنه سيتيسر له أن يربيه ويرعاه؛ مما يحقق له بعد ذلك امتدادًا لعمله بعد وفاته، كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم -. (9) نجابة الولد: الزواج المبكر سبب في الأغلب للإنجاب المبكر، وهذا له أثره على نجابة الولد، وقد قيل: «إن أنجب الأولاد خَلقًا وخُلقًا من كان سن أمه بين العشرين والثلاثين»، وتوصلت بعض الدراسات الحديثة إلى أن الأمهات دون العشرين وفوق الخامسة والثلاثين يزيد احتمال إنجابهن للأطفال المتأخرين ذهنيا وحركيا عن الأمهات اللاتي تقع أعمارهن فيما بين العشرين والخامسة والثلاثين، كما أن نسبة الأطفال المشوهين والمعتوهين تزداد تبعًا لعمر الأب، ولا سيما بعد الخامسة والأربعين. (10) الزواج في أي مرحلة من مراحل العمر يؤدي إلى الاستقرار والواقعية في التفكير، والشعور التام بالمسؤولية، وأنتم تلاحظون في آبائنا -إلى أمد قريب قبل ثلاثين أو أربعين سنة- كان أغلب الناس يتزوجون في السابعة عشرة والثامنة عشرة، فتجده قبل أن يتزوج غير مستقر، فإذا تزوج صار يراقب تصرفاته ويبتعد عن الطيش والتهور؛ لأنه صار رجلًا، يعيش عيشة الرجال، ويشعر أنه قد اكتملت رجولته، وأنه لا يجوز له أن يمارس ما كان يمارسه حينما كان عازبًا، وهذا أمر معروف.

    اعداد: د. علي بن راشد الوسمي ( موجه وإمام وخطيب في وزارة الأوقاف )





الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •