5722 - ( من أكل ما يسقط من المائدة ، عاش في سعة ، و عوفي من الحمق في ولده ، و في جاره ، و جار جاره ، و دويرات جاره ) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
موضوع .
أخرجه ابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) ( 14 / 390 / 2 ) من طريق إٍسحاق بن نجيج عن عطاء بن ميسرة عن مكحول عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : و هذا موضوع ، آفته : إسحاق هذا ، قال ابن حبان ( 1 / 134 ) : ( دجال من الدجاجلة ، كان يضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه و سلم صراحاً ) .
قلت : و سبقت له أحاديث تدل على حاله .
و الحديث هكذا رأيته في التاريخ لابن عساكر و قد عزاه إليه في الجامع الكبير بلفظ : ( . . . في ولده وولد ولده ) .
فالله أعلم هل هو عنده بهذا اللفظ رواية أخرى ، أم هو من اختلاق نسخ التاريخ ؟ .
ثم رأيته قد أورده في ( الذيل ) ( 138 ) ، و زاد على ما في الجامع : ( و في جاره . . . ) إلخ الزيادة التي في أعلاه .
ثم قال السيوطي : ( و فيه إسحاق بن نجيح ، كذاب ) .
و لقد أحسن بالكشف عن آفته ، خلافاً لعادته، و بخاصة في كبيره هذا، فكم من حديث فيه مثل هذا الكذاب سكت عنه في صغيره فضلاً عن هذا !
و من ذلك : أنه ساق الحديث فيه بلفظ ابن عساكر عنده ، و قال : ( رواه الباوردي عن الحجاج بن علاط السلمي ) .
و سكت عنه ! و فيه مروان بن سالم - و هو الغفاري - ؛ قال الحافظ : ( متروك ، رماه الساجي و غيره بالوضع ) .
أخرجه الرافقي في جزئه ( ق31 / 2 - مجموع الظاهرية 107 ) من طريقه عن إسماعيل بن أمية عن بعض و لد الحجاج بن علاط عن الحجاج بن علاط به . وساقه بلفظ : ( . . نفى عنه الفقر ، و نفى عن ولده الحمق ) ، و قال : ( رواه الحسن بن معروف في فضائل بني هاشم ، و الخطيب و ابن النجار عن ابن عباس ) .
قلت : قال ابن معروف هذا في الفضائل ( 1 / 1662 / 1 ) : حدثنا إبراهيم حدثني أبي ، قال : حدثتني زينب بنت سليمان الهاشمية قالت : حدثني أبي عن جدي عن عبد الله بن عباس به .
و من هذا الوجه أخرجه الخطيب في التاريخ ( 4 / 91 ) ، و ابن النجار في الذيل ( 10 / 129 / 2 ) ، و ابن عساكر في التاريخ أيضاً ( 19 / 214 / 2 ) .
و من طريق الخطيب : رواه ابن الجوزي في العلل المتناهية ( 2 / 178 - 179 ) ، و قال : ( لا يصح ، قال الخطيب : عبدالصمد ح قد ضعفوه ) .
قلت : عبد الصمد هذا هو ابن موسى بن محمد الهاشمي ؛ ترجمه الخطيب ( 11 / 41 ) برواية ابنه إبراهيم فقط ، ـ و لم يذكر فيه جرحاً و لا تعديلاً ، و لا أدري أين ضعفه الخطيب ، و لم يذكره الذهبي في الميزان و لا الحافظ في اللسان ؛
و إنما ذكره العقيلي في الضعفاء لحديث آخر سبق برقم ( 2898 ) .
و زينب بنت سليمان ترجمها الخطيب ( 14 / 434 - 435 ) ، و قال : ( كانت من أفاضل النساء ) ، و مَنْ فوقها ؛ من رجال التهذيب .
و قد توبع عبد الصمد متابعة لا تسمن و لا تغني من جوع ، من محمد بن الوليد بن أبان قال : حدثتني زينب بنت سليمان به .
أخرجه القضاعي في مسند الشهاب ( رقم 533 ) .
و ابن أبان هذا ؛ هو القلانسي البغدادي ؛ قال ابن عدي في الكامل ( 6 / 2287 ) : ( يضع الحديث و يوصله ، و يسرق ، و يقلب الأسانيد و المتون ) .
وساق له أحاديث كثيرة صرح ابن عدي أنه سرق بعضها ، فالظاهر أن هذا الحديث سرقه من عبدالصمد ، و الله أعلم . .
و للحديث طريق آخر يرويه عمرو بن بحر الجاحظ : نا أبو يوسف القاضي قال : تغديت عند هارون الرشيد فسقطت من يدي لقمة فانتثر ما كان عليها من الطعام ، فقال : يا يعقوب ! خذ لقمتك ، فإن المهدي حدثني عن أبيه المنصور عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن عبيد الله عن أبيه ابن عباس مرفوعاً بلفظ : ( من أكل ما سقط من الخوان فرزق أولاداً كانوا صباحاً ) .
أخرجه الخطيب ( 12 / 213 - 214 ) ، و ابن عساكر ، ( 13 / 202 / 2 ) و كذا الشيرازي في الألقاب كما في الجامع الكبير .
قلت : و هذا إسناد تالف ؛ آفته : الجاحظ ، و هو الكاتب الشهير صاحب التصانيف ؛ لكنه غير موثوق به في الرواية ، قال ثعلب : ( ليس بثقة و لا مأمون ) ، و ضعفه غيره فانظر ( لسان الميزان ) .
لكنه لم يتفرد به فقد أورده السيوطي في ذيل الأحاديث الموضوعة ( 139 ) من رواية الديلمي بإسناده عن بشر بن الوليد : حدثنا يوسف بن أبي يوسف القاضي : حدثنا المأمون عن الرشيد عن المهدي به بلفظ : ( . . صباح الوجوه ، و نفي عنه الفقر ) ، و قال السيوطي : ( يوسف بن أبي يوسف قال في المغني : مجهول ) .
كذا قال ، و لم أره في المغني و لا في غيره من كتب الجرح المعروفة ، و إنما أورده الخطيب في التاريخ ( 14 / 296 - 297 ) ، و قال : ( كان قد نظر في الرأي ، و فقه و سمع الحديث من يونس بن أبي إسحاق السبيعي و السري بن يحيى و نحوهما ، و لي القضاء . . ) و لم يذكر فيه جرحاً و لا تعديلاً .
و هو ابن أبي يوسف القاضي يعقوب المذكور في إسناد ابن عساكر ، و هو الفقيه المشهور صاحب أبي حنيفة ، و هو مختلف فيه ، فوثقه بعضهم ، وضعفه آخرون كما تراه مشروحاً في اللسان و المغني .
قلت : ويحتمل عندي أن يكون أبو يوسف هذا هو في إسناد الديلمي أيضاً ؛ لأن الراوي عنه بشر بن الوليد تلميذه و يروي عنه ، و يظهر أن قوله فيه ( يوسف ابن أبي يوسف . . ) خطأ من بعض النساخ أو الرواة ، و أن الصواب : ( أبو يوسف القاضي ) و الله أعلم .
ومن فوقه و دون محمد بن علي غير معروف حالهم في الرواية .
هذا و قد روي حديث أبي هريرة بلفظ غريب ، و هو