من شاعر مصر إلى أبناء مصر (شعر)
حافظ إبراهيم
قدْ غَفَونا وانْتَبَهنا
فَإِذا نَحنُ غَرقى وإذا المَوتُ أَمَمْ[1]
ثُمَّ كانَت فَترَةٌ مَقدورَةٌ
غَرَّ فينا الدَهرَ ضَعفٌ فَهَجَمْ
فَتَماسَكْنا فَكانَتْ قُوَّةٌ
زَلزَلَتْ رُكنَ اللَيالي فَانهَدَمْ[2]
كانَ في الأَنفُسِ جُرْحٌ مِن هَوَىً
نَظَرَ اللهُ إِليهِ فالتَأَمْ
فَنَشَدنا العَيشَ حُرًّا طَلَقًا
تَحتَ ظِلِّ اللَهِ لا ظِلِّ الأُمَم
وَحَقيقٌ أَنْ يُوَفَّى حَقَّهُ
مَنْ بِحَبلِ اللهِ وَالصَبرِ اعْتَصَمْ
آفَةُ المَرءِ إِذا المرءُ وَنَى
آفَةُ الشَّعْبِ إِذا الشَّعبُ انقَسَمْ
لَيسَ مِنًّا مَن يَني أَو يَنثَني
أو يَعُقُّ النِّيلَ في رَعْيِ الذِّمَمْ
نَشءَ مِصرٍ نَبِّئوا مِصرًا بِكَمْ
تَشتَرونَ المقْصِدَ الأَسْمَى بِكَمْ
بِنِضالٍ يُصقَلُ العَزمُ بِهِ
وَسُهادٍ في العُلا حُلوِ الأَلَمْ