4503- مثل أهل بيتي ؛ مثل سفينة نوح ؛ من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق.
قال الألباني : 10/ 5 : ضعيف
روي من حديث عبدالله بن عباس ، وعبدالله بن الزبير ، وأبي ذر ، وأبي سعيد الخدري ، وأنس بن مالك.
1- أما حديث ابن عباس : فيرويه الحسن بن أبي جعفر عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عنه.
أخرجه البزار (2615 ، كشف الأستار) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 160/ 1) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 306) . وقال : غريب من حديث سعيد ، لم نكتبه إلا من هذا الوجه" . وقال البزار : لا نعلم رواه إلا الحسن ، وليس بالقوي ، وكان من العباد" . وقال الهيثمي في "المجمع" (9/ 168) : رواه البزار ، والطبراني ، وفيه الحسن بن أبي جعفر ؛ وهو متروك.
قلت : وهو ممن قال البخاري فيه : منكر الحديث.
ذكره في "الميزان" وساق له من مناكيره هذا الحديث.
وشيخه أبو الصهباء ، وهو الكوفي ، لم يوثقه غير ابن حبان.
2- أم حديث ابن الزبير : فيرويه ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عامر بن عبدالله بن الزبير عن أبيه.
أخرجه البزار (2612.وعبدالله بن لهيعة ضعيف ؛ لسوء حفظه.
3- وأما حديث أبي ذر : فله عنه طريقان : الأولى : عن الحسن بن أبي جعفر عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عنه.
أخرجه الفسوي في "معرفة التاريخ" (1/ 538) ، والطبراني في "الكبير" (3/ 37/ 2636) ، وكذا البزار (3/ 222/ 2614) . وقال : تفرد به ابن أبي جعفر.
قلت : وهو متروك ؛ كما تقدم.
وعلي بن زيد ، وهو ابن جدعان ، ضعيف.
والأخرى : عن عبدالله بن داهر الرازي : حدثنا عبدالله بن عبدالقدوس عن الأعمش عن أبي إسحاق عن حنش بن المعتمر أنه سمع أبا ذر الغفاري به.
أخرجه الطبراني في "المعجم الصغير" (ص 78) . وقال : لم يروه عن الأعمش إلا عبدالله بن عبدالقدوس.
قلت : هو ، مع رفضه ، ضعفه الجمهور ؛ قال الذهبي في "الميزان" : قال ابن عدي : عامة ما يرويه في فضائل أهل البيت . قال يحيى : ليس بشيء ، رافضي خبيث . وقال النسائي وغيره : ليس بثقة . وقال الدارقطني : ضعيف.
قلت : والراوي عنه ، عبدالله بن داهر الرازي ، شر منه ؛ قال ابن عدي : عامة ما يرويه في فضائل علي ، وهو متهم في ذلك" . قال الذهبي عقبه : قلت : قد أغنى الله عليًا عن أن تقرر مناقبه بالأكاذيب والأباطيل.
والحديث ؛ قال الهيثمي : رواه البزار ، والطبراني في "الثلاثة" ، وفي إسناد البزار : الحسن بن أبي جعفر الجفري ، وفي إسناد الطبراني : عبدالله بن داهر ، وهما متروكان" !
قلت : لكنهما قد توبعا ؛ فقد رواه المفضل بن صالح عن أبي إسحاق به.
أخرجه الحاكم (2/ 343 و3/ 150) . وقال : صحيح على شرط مسلم" !
ورده الذهبي بقوله : قلت : مفضل خرج له الترمذي فقط ، ضعفوه" . وقال في الموضع الآخر : مفضل واه.
قلت : يعني : ضعيف جدًّا ؛ فقد قال فيه البخاري : منكر الحديث" . وقال ابن عدي : أنكر ما رأيت له : حديث الحسن بن علي.
قلت : سقط نصه من "الميزان" . ولفظه في "منتخب كامل ابن عدي" (396/ 1-2) : عن الحسن بن علي قال : أتاني جابر بن عبدالله وأنا في الكتاب ، فقال : اكشف لي عن بطنك ، فكشفت له عن بطني ، فألصق بطنه ببطني ، ثم قال : أمرني رسول الله صلي الله عليه وسلم أن أقرئك منه السلام.
قلت : وهذا عندي موضوع ظاهر الوضع ، وهو الذي قال ابن عدي : إنه أنكر ما رأى له . فتعقبه الذهبي بقوله : وحديث سفينة نوح أنكر وأنكر" !
قلت : فمتابعته مما لا يستشهد بها. على أن فوقه أبا إسحاق ، وهو السبيعي ، ؛ وهو مدلس مختلط.
وحنش بن المعتمر ؛ فيه ضعف ، بل قال فيه ابن حبان : لا يشبه حديثه حديث الثقات.
ورواه الفسوي من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق عن رجل حدثه حنش به. ثم رأيت للحديث طريقًا ثالثًا : يرويه عبدالكريم بن هلال القرشي قال : أخبرني أسلم المكي : حدثنا أبو الطفيل : أنه رأى أبا ذر قائمًا على هذا الباب وهو ينادي : ألا من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا جندب ، ألا وأنا أبو ذر ، سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول ... فذكره.
4- وأما حديث أبي سعيد الخدري : فيرويه عبدالعزيز بن محمد بن ربيعة الكلابي : حدثنا عبدالرحمن بن أبي حماد المقرىء عن أبي سلمة الصائغ عن عطية عنه.
أخرجه الطبراني في "الصغير" (ص 170) . وقال : لم يروه عن أبي سلمة إلا ابن أبي حماد ، تفرد به عبدالعزيز بن محمد بن ربيعة.
قلت : ولم أجد من ترجمه.
وكذا اللذان فوقه.
وعطية ، وهو العوفي ، ضعيف . وقال الهيثمي : رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط" ، وفيه جماعة لم أعرفهم.
5- وأما حديث أنس : فيرويه أبان بن أبي عياش عنه.
أخرجه الخطيب (12/ 91.قلت : وأبان هذا متروك متهم بالكذب.
وبهذا التخريج والتحقيق ؛ يتبين للناقد البصير أن أكثر طرق الحديث شديدة الضعف ، لا يتقوى الحديث بمجموعها .
ويبدو أن الشيخ صالح المقبلي لم يكن تفرغ لتتبعها وإمعان النظر فيها ؛ وإلا لم يقل في كتابه "العلم الشامخ" (ص 520) : أخرجه الحاكم في "المستدرك" عن أبي ذر . وكذلك الخطيب وابن جرير والطبراني عن ابن عباس وأبي ذر أيضًا ، والبزار من حديث ابن الزبير . وحكم الذهبي بأنه "منكر" غير مقبول ؛ لأن هذا المحمل من مدارك الأهواء" !!
فأقول : نعم ! وللتعليل نفسه ؛ لا يمكن القول بصحته لمجموع طرقه ؛ لأن الشرط في ذلك أن لا يكون الضعف شديدًا ، كما هو مقرر في علم الحديث ، وليس الأمر كذلك كما سبق بيانه . وظني أن الشيخ ، رحمه الله ، لو تتبع الطرق كما فعلنا ؛ لم يخالف الذهبي في إنكاره للحديث . والله أعلم.
ومما يؤيد قول المقبلي ، أن المحمل من مدارك الأهواء ، : أن هذا الحديث عزاه الشيخ عبدالحسين الموسوي الشيعي في كتابه "المراجعات" (ص 23 ، طبع دار الصادق) للحاكم من حديث أبي ذر المتقدم (3) ، موهمًا القراء أن صحيح بقوله : أخرجه الحاكم بالإسناد إلى أبي ذر (ص 151) من الجزء الثالث من صحيحة (!) المستدرك" !
وهو- كعادته ، لا يتكلم على أسانيد أحاديثه التي تدعم مذهبه ، بل إنه يسوقها كلها المسلمات المصححات من الأحاديث ؛ إن لم يشعر القارىء بصحتها كما فعل هنا بقوله : صحيحة المستدرك" ! فضلًا عن أنه لا يحكي عن أئمة الحديث ما في أسانيدها من طعن ، ومتونها من نكارة.
وقد خطر في البال أن أتتبع أحاديثه التي من هذا النوع وأجمعها في كتاب ؛ نصحًا للمسلمين ، وتحذيرًا لهم من عمل المدلسين المغرضين ، وعسى أن يكون ذلك قريبًا. ثم رأيت الخميني قد زاد على عبدالحسين في الافتراء ؛ فزعم (ص 171) من كتابه "كشف الأسرار" أن الحديث من الأحاديث المسلمة المتواترة !!
ويعني بقوله : المسلمة" ؛ أي : عند أهل السنة ! ثم كذب مرة أخرى كعادته ، فقال : وقد ورد في ذلك أحد عشر حديثًا عن طريق أهل السنة" ! ثم لم يسق إلا حديث ابن عباس الذي فيه المتروك ؛ كما تقدم !