حكم إسبال الثياب للرجال

الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله




قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما أسْفَلَ من الكعبين من الإزار فهو في النار))؛ رواه البخاري.

وقال - عليه الصلاة والسلام -: ((لا ينظر الله إلى مَن جرَّ إزارَه بطرًا))، وفي رواية: ((لا ينظر الله يومَ القيامة إلى مَن جرَّ ثوبه خيلاء))؛ رواه مالك والبخاري ومسلم.

وقال - عليه الصلاة والسلام -: ((ثلاثةٌ لا يكلِّمهم الله يومَ القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يُزكِّيهم ولهم عذاب أليم: المسبل، والمنَّان، والمُنفِّق سلعتَه بالحَلِف الكاذب))؛ رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.

والمسبل: هو الذي يسبل ثوبه، أو إزاره أو سراويله، فيطيلها حتى تكون أسفلَ من الكعبين، والمنان: هو الذي يَمُنُّ بما أعطَى، والمُنفِّق سلعته بالحَلِف الكاذب: البائع الذي يروِّج بضاعته بالحلف الكاذب، فيحلف أنَّه اشترى السلعة بكذا، أو أنها سِيمتْ بكذا، أو أنه باع بكذا وهو كاذب، من أجْل ترويج سلعته.

وفي الحديث أيضًا: ((بينما رجلٌ يمشي في حُلَّة تعجبه نفسُه، مرجِّلا رأسه، يختال في مشيته، إذْ خَسَف الله به الأرْض، فهو يتجلجل فيها إلى يومِ القيامة)؛ متفق عليه، وقال صلى الله عليه وسلم: (الإسبال في الإزار والقميص والعمامة، مَن جرَّ شيئًا منها خيلاء لم ينظرِ الله إليه يوم القيامة))؛ رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح.

وقال صلى الله عليه وسلم: ((إزْرة المؤمن إلى نِصْف ساقيه، ولا حَرجَ فيما بينه وبين الكعبَين، وما كان أسفلَ من الكعبين فهو في النار))؛ رواه أبو داود بإسناد صحيح.

وهذه الأحاديث عامة في الثياب والسراويل، وغيرها من اللِّباس، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنَّ الله لا يقبل صلاة رجل مُسْبِل))؛ رواه أبو داود بإسناد صحيح.

ولِمَا تقدَّم من الأحاديث النبوية الشريفة، فإنَّ إسبال الثياب أسفلَ من الكعبين يُعتبر حرامًا، وكبيرةً من الكبائر الذنوب، متوعَّد عليه بالنار، وتقصير الثياب فوقَ الكعبين أنظفُ لها، وأنقى لها من الأوساخ، وأتْقى لله تعالى؛ لذا يجب عليك يا أخي المسلم أن تقصِّر ملابسك فوق الكعبين؛ طاعةً لله تعالى ورسوله، وخوفًا من عقاب الله، ورجاءً لثوابه، ولتكونَ قدوة حسنة للآخرين، فتُبْ إلى الله - تعالى - توبةً نصوحًا بلزوم طاعة الله تعالى، والندم على ما حَصَل منك من تقصير في طاعة الله، والعَزْم على عدم العودة إلى معصية الله في المستقبل، فإنَّ الله يتوب على مَن تاب، ويغفر لِمَن استغفر، وهو التواب الرحيم.

اللهمَّ تُبْ علينا، إنك أنت التواب الرحيم، اللهمَّ وفِّقْنا وسائرَ إخواننا المسلمين لِمَا تحب وترضى، إنَّك على كلِّ شيء قدير، وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.