الحق في الحياة
حق الحياة هو أحد حقوق الإنسان الأساسية؛ بل هو الحق الأكثر أهمية على الإطلاق؛ لأنه رأس مال الإنسان الحقيقي، والهبة العظيمة التي منحها الله له، وبهذا يجب تسخير كل الجهات والوسائل المتاحة وذلك للتحذير من خطورة الإساءة أو المساس بهذا الحق وحمايته، فالحق في الحياة يبقى الركيزة الأساسية لمجتمع يطمح إلى الحفاظ على القيم والمبادئ الإنسانية التي لطالما نادت بها جميع التشريعات السماوية والوضعية، وإذا كانت الشريعة الإسلامية سباقة إلى إقرار هذا الحق فإن القوانين الوضعية هي بدورها أكدت على هذا الحق. حق الحياة لدى الإنسان حق أساسي في الحياة، وعلى وجه الخصوص في أنه للإنسان حق أن لا يقتل على يد إنسان آخر.
إن مبدأ حق الحياة هو من أكثر المبادئ المثيرة للجدل، وحق الإنسان في الحياة هو أخطر الحقوق وأجلها وأقدسها في جميع الشرائع والحضارات والأعراف والقوانين والدساتير، تكريم الله للإنسان وتفضيله على كثير من مخلوقاته، وفر للإنسان جميع مستلزمات حياته، أما الأساس الفكري فيرتكز على أن حق الإنسان في الحياة هو حق طبيعي يقره العقل السليم ولا يحتاج إلى إرادة المشرعين، ومضمونه أن لجميع الناس -بحكم آدميتهم- حقوقا يستمدونها من طبيعتهم الإنسانية ولا تمنحها الدولة أو المجتمع، وإنما تقتصر مهمتها على الاعتراف بها؛ إذ لا يمكن إلغاؤها أو التنازل عنها تحت أي ظرف أو ضرورة، بالرغم من أن حق الحياة مكفولاً شرعًا وقانونًا.
الله سبحانه وتعالى هو من يهب الحياة وهو بيده أن يبقى الإنسان متمتعًا بهذه الحياة؛ لذا فحياة الإنسان بدأت بقرار إلهي وتستمر كذلك بقرار إلهي، فلا يجوز في التشريعات والأديان أن يزهق الإنسان روحه بأي سبب أو حجة. وحق الحياة هو الحق الأول للإنسان وبه تبدأ سائر الحقوق، وعند وجوده تطبق بقية الحدود، وعند انتهائه تنعدم الحقوق. ويعد هذا الحق مكفولاً بالشريعة لكل إنسان، ويجب على سائر الأفراد أولا والمجتمع ثانيا والدولة ثالثا حماية هذا الحق من كل اعتداء مع وجوب تأمين الوسائل اللازمة لتأمينه. وهذا الحق ليس مجرد فكرة، بل لهذا الحق آثار رتبتها الشريعة لإسلامية.
إن نصوص القرآن والأحاديث النبوية جميعها تضمنت الحماية لحياة الإنسان وحقوقه والحفاظ على كرامته وقيمه وإنسانيته.
والأولاد نعمة من الله أنعم بها على عباده، وكلف الخلق بشكرها ورعايتها وحفظها. ويجب وقايتهم بتعليمهم ما ينفعهم وتحذيرهم مما يضرهم وتأديبهم الأدب الحسن وفق تعاليم الإسلام أمراً ونهياً وفعلاً وتركاً.
والتربية مهمة جسيمة وغاية عظيمة، فالتربية القويمة الإسلامية الصحيحة تثمر لنا جيلاً يرفع راية هذا الدين ويسهم في نصرة الإسلام والمسلمين، وبهذا نكون قد طبقنا معنى (الحق في الحياة)، فالحياة بدون تربية صحيحة ليست بحياة، إنه موت بطيء في وسط الرذيلة.
سعيدة حاج أحمد