فضل صيام الاثنين والخميس

د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني

روى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «تُعْرَضُ الْأَعْمَالُ فِي كُلِّ يَوْمِ خَمِيسٍ وَاثْنَيْنِ، فَيَغْفِرُ اللهُ عز وجل فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، لِكُلِّ امْرِئٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا إِلَّا امْرَأً كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: ارْكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، ارْكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا»[1].

معاني المفردات:
شَحْنَاءُ: أي خصومة، أو عداوة.


ارْكُوا: أي أخِّروا.


روى الترمذي وحسنه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «تُعْرَضُ الأَعْمَالُ يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَالخَمِيسِ فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ»[2].

معاني المفردات:
تُعْرَضُ الأَعْمَالُ: أي تُعرض الملائكة أعمال العباد على رب العزة عز وجل.

يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَالخَمِيسِ: هذا لا ينافي عرض الأعمال في شعبان؛ لأن أعمال السنة تعرض وترفع في شعبان، وفي الاثنين والخميس أعمال ما بينهما، وهما من الأيام، أو أنها تعرض في اليومين، ولا ترفع إلا في شعبان[3].


فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ: أي طلبا لزيادة رفعة الدرجة.


روى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْاثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا»[4].

معاني المفردات:
تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ: معنى فتح أبواب الجنة كثرة الصفح والغفران، ورفع المنازل وإعطاء الثواب الجزيل، ويحتمل أن يكون على ظاهره وإن فتح أبوابها علامة لذلك.


أَنْظِرُوا: أي أخرواغفرانهم، وكرره؛ للتأكيد اهتماما بأمره.

ما يستفاد من الأحاديث:
1- العداوة، والخصام مانع من المغفرة.
2- التحذير من الخصام، والعداوة.
3- استحباب صوم الاثنين، والخميس.
4- الجنة لها أبواب، وتفتح يومي الاثنين، والخميس.

[1] صحيح: رواه مسلم (2565).

[2]صحيح: رواه الترمذي (747)، وقال: «حَسَنٌ غَرِيبٌ»، والنسائي (2358)، وأحمد (21753)، وصححه الألباني.

[3] انظر: التحبير لإيضاح معاني التيسير، للكحلاني (6 /256).

[4] صحيح: رواه مسلم (2565).