6038 - (ما يمنع أحدكم إذا عسر عليه أمر معيشته، أن يقول إذا
خرج من بيته: بسم الله على نفسي ومالي وديني، اللهم! رَضِّني
بقضائِك، وبارك لي فيما قُدِرَ لي، حتى لا أحب تعجيل ما أخَّرْتَ ولا
تأخير ما عجَّلْتَ) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
ضعيف جداً.
أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (324) ، وابن عدي
في "الكامل " (5/1883) عن يحيى بن سعيد عن عيسى بن ميمون عن سالم
عن ابن عمرو رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ... فذكره، وقال ابن عدي -
وقد ذكره في ترجمة عيسى بن ميمون -:
"ولعيسى بن ميمون غيرُ ما ذكرت من الحديث، وعامة ما يرويه لا يتابعه
عليه أحد". ذكره في ترجمة عيسى بن ميمون الجرشي المديني أبي يحيى، وهذا من
أوهامه رحمه الله، فإن الجرشي هو المعروف بابن دايَةَ المكي، روى عن عبد الله بن
أبي نجيح وقيس بن سعد ومجاهد، وعنه السفيانان وغيرهما، وهو ثقة. وهو غير
عيسى بن ميمون هذا الراوي عن سالم، وعنه يحيى بن سعيد - وهو العطار
الحمصي -، وهو ممن اتفقوا على تضعيفه، إلا رواية عن ابن معين؛ فإنه قال:
" ليس به بأس ".
وقد فرَّقوا بينهما؛ فقال ابن أبي حاتم عن أبيه في الأول:
" ثقة ". وفي الآخر:
"متروك الحديث ". وقال البخاري:
" منكر الحديث ". وهو مولى القاسم بن محمد. وسكت عن الأول. وقال
الدارقطني في " العلل " (2/238) :
"وهو متروك. حدث عن سالم ونافع ".
وإن مما يؤيد وهم ابن عدي أنه لم يذكر في ترجمة (جَرَشِيِّهِ) (!) أحداً من
شيوخه والرواة عنه ممن ذكرتهم آنفاً، وإنما ذكر فيها شيوخه والرواة عنه ممن ذكروهم
في "تهذيب المزي " وغيره.
ويحيى بن سعيد العطار الحمصي، ضعفه الجمهور، بل قال ابن حبان في
"الضعفاء" (3/123) :
"كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات، والمعضلات عن الثقات؛ لا يجوز
الاحتجاج به، ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار لأهل الصناعة".
قلت: وكما اختلط عيسى بن ميمون راوي هذا الحديث على ابن عدي بغيره؛ كذلك اختلط على ابن الجوزي وغيره بغيره، وبيان ذلك في الحديث الآتي
بعد هذا.
ثم رأيت ابن حبان قد صرح بالتفريق بينهما في ترجمة ابن داية الجرشي من
" الثقات "؛ فقال (8/ 489) :
" ... مستقيم الحديث، وليس هذا بعيسى بن ميمون صاحب القاسم بن
محمد، ذاك واهٍ؛ أدخلناه في (الضعفاء) ".