تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: مكانة الإمام البغوي من الاجتهاد .

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي مكانة الإمام البغوي من الاجتهاد .

    مكانة الإمام البغوي من الاجتهاد .

    هشام السيد عطية



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، التعريف بالإمام البغوي - رحمه الله تعالى - سأبدأ بالتعريف القصير بالإمام ، ثم أتبعه ببيان مكانته من الاجتهاد فأقول :
    أولا : التعريف بالإمام :
    اسمه وكنيته :
    هو أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي الشافعي([1]).
    لقبه : لقد برع الإمام البغوي في علوم كثيرة وتفوق فيها؛ فقد كان فقيها مفسرا محدثا ؛ ولذلك فقد لقب بألقاب كثيرة تدل على نبوغه العلمي منها : شيخ الإسلام([2])، ومحيي السنة([3]) ، وركن الدين([4])، وظهير الدين([5]) . نسبته : الذين ترجموا للإمام البغوي – رحمه الله – ذكروا له نسبتين :
    النسبة الأولي : البغوي : نسبة إلى موطن ولادته بلدة " بَغ"، ويطلق عليها أيضا (بَغْشُور)([6]) .
    النسبة الثانية : الفَرَّاء : نسبة إلى عمل والده ؛ حيث كان يشتغل بالفراء يخيطه ويبيعه ، فيترجم للبغوي تارة بالفَرَّاء ، وتارة بابن الفَرَّاء([7]) .
    مولده : ويشتمل على ذكر المكان ، والزمان : أما مكان الميلاد : فقد ولد الإمام البغوي في بلدة صغيرة تقع بين مرو([8]) وهراة([9]) ، من إقليم خراسان([10]) ، يقال لها "بغ" أو "بغشور" ([11]).
    وأما عن سنة الميلاد : فأكثر من ترجم للإمام البغوي – رحمه الله - لم يذكر سنة ميلاده ، وقد ذكرها اثنان وهما : ياقوت الحموي ، والزركلي ، واختلفا فيها : فقد ذكر ياقوت : أن البغوي ولد في جمادي الأولي سنة (433هـ)([12]) ، وذكر الزركلي : أنه ولد سنة (436هـ /1044م)([13]) .
    ولعل الراحج هو قول ياقوت ؛ لأن أكثر من ترجم للإمام البغوي قديما ذكروا أن عمره عند وفاته – سنة 516هـ - تجاوز الثمانين([14]) ، ولا يكون هذا إلا إذا مولده سنة 433هـ ، والله أعلم بالصواب .
    نشأته العلمية :
    لم تذكر كتب التراجم عن أسرة الإمام البغوي سوي والده الذي كان يصنع الفراء([15]) ويبيعها([16])،وأخيه أبي علي الحسن بن مسعود بن الفراء الذي رباه البغوي وعلمه([17])، وزوجته ([18]) ، وعلى هذا لم تتضح معالم حياة الإمام المبكرة ، ولكن قد اهتم الشيخ بالعلم وتحصيله والرحلة فيه إلى البلاد ، فقد رحل إلى مرو الروذ([19]) وتفقه على علمائها ومنهم القاضي حسين ، وكان ذلك قبل سنة 460هـ ، وبلغ في الفقه مبلغا استحق به أن يكون من أخص تلامذة القاضي حسين([20]) ، وسمع الحديث من علماء كثيرين ، وكان سماعه بعد سنة460 هـ([21]) ، وبرع فيه حتى استحق لقب محيي السنة ، وروي عنه خلق كثير([22]) ، ولم يقدر الله للإمام دخول بغداد ، ولو دخلها لاتسعت ترجمته([23]) ، وكانت للإمام مصنفات كثيرة بورك له فيها ، ورُزِق فيها القبول ؛ لحسن قصده وصدق نيته ، وكان قانعا باليسير ، مقتصدا في لباسه ([24]) ، رحمه الله تعالى ونفعنا بعلمه.
    وفاته : اتفق كل من ترجم للإمام البغوي على أنه توفي بمدينة مرو الروذ([25]) ، ودفن مع شيخه القاضي حسين([26]) . واختلفوا في سنة وفاته : فأكثرهم على أنه توفي في شوال516هـ([27])، وقيل : توفي سنة 510 هـ([28]).
    ولعل الراحج هو أنه توفي عام 516 هـ ؛ لأنه قول جمهور من ترجم له ، والله أعلم .
    ومن مصنفاته : التهذيب في الفقه الشافعي ، ومعالم التنزيل في التفسير ، شرح السنة في الحديث ، وغيرها الكثير .

    [1])) وفيات الأعيان و أنباء أبناء الزمان ، لأبي العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان (ت: 681هـ) ،( 2 /136) ، طبعة : دار الثقافة - لبنان، تحقيق: إحسان عباس . سير أعلام النبلاء لأبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي(ت: 748 هـ) ، (19/439) ، الطبعة : التاسعة ، مؤسسة الرسالة - بيروت - 1413 هـ ، تحقيق : شعيب الأرناؤوط , محمد نعيم العرقسوسي ، تذكرة الحفاظ لأبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي (ت: 748 هـ ) ، (4/1257) ، الطبعة : الأولى ، دار الكتب العلمية - بيروت ، طبقات الشافعية ، لأبي بكر بن أحمد بن محمد بن عمر بن قاضي شهبة (ت: 851 هـ ) ، (1/281) ، الطبعة : الأولى ، دار عالم الكتب - بيروت - 1407 هـ ، تحقيق : د. الحافظ عبد العليم خان . طبقات الشافعية الكبرى ، لتاج الدين أبي نصر عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي ، (ت : 771هـ ) ،(7/75) ، الطبعة : الثانية ، دارهجر للطباعة والنشر والتوزيع - 1413هـ ، تحقيق : د. محمود محمد الطناحي د.عبد الفتاح محمد الحلو . طبقات الفقهاء الشافعيين للحافظ : ابن كثير الدمشقي (ت : 774هـ) ، (2/109) ،الطبعة : الأولي ، دار : الوفاء – مصر ، 1425هـ ،2004م . طبقات المفسرين ، للإمام : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت:911 هـ )، (1/49) ، الطبعة : الأولى ، مكتبة وهبة - القاهرة - 1396 هـ ، تحقيق : علي محمد عمر .
    ([2]) لقبه بهذا اللقب الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء (19/439) .
    ([3]) لقبه بهذا اللقب الأئمة الذهبي ، وتاج الدين السبكي ، وابن قاضي شهبة . ينظر : سير أعلام النبلاء(19/440) ، طبقات الشافعية الكبرى لتاج الدين السبكي (7/75) ، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (1/281) .
    ([4])لقبه بهذا اللقب الإمام الذهبي ، والإمام تاج الدين السبكي . ينظر : سير أعلام النبلاء(19/440) ، طبقات الشافعية الكبرى لتاج الدين السبكي (7/75) .
    [5])) لقبه بهذا اللقب ابن خلكان في وفيات الأعيان( 2 /136) .
    [6])) "بغ" أو "بغشور" هي : بلدة من بلاد خراسان بين مرو وهراة ، نسب إليها جماعة من العلماء منهم الإمام البغوي ، هكذا وصفها العلماء قديما ، وهي الآن : تقع في دولة تركمانستان - وهي دولة بجوار دولة أفغانستان - وليست في إيران كما ذكر بعض الباحثين بناء على أن خراسان في إيران ؛ لأن إقليم خراسان في الوقت الحاضر- الذي هو في إيران- يضم منطقة أصغر بكثير من تلك التي كان يضمها الإقليم المعروف باسم خراسان في العصور الإسلامية ؛ لأن خراسان قديما كانت تضم أربع أقاليم : نيسابور ، ومرو ، وهراة ، وبلخ ، وموقع مرو الآن – التي كانت تتبعها بغشور- في دولة تركمانستان ، وقد قال كي لسترنج بعد وصف بغشور قديما : " وأما أطلال مدينة بغشور فالظاهر أنها المعروفة الآن بقلعة مرو" . ينظر : الأنساب لأبي سعيد عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني ، (ت: 562هـ) ، (1/374) ، الطبعة : الأولى ، دار الفكر - بيروت - 1998م ، تحقيق : عبد الله عمر البارودي . معجم البلدان ، لأبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي ، (ت: 626 هـ) ،(1/468) ، طبعة : دار الفكر - بيروت . بلدان الخلافة الشرقية ، تأليف : كي لسترنج ، تعريب : بشير فرنسيس ، و كركيس عواد ، (صـ423 ، 424 ، 455) ، الطبعة : الثانية ، مؤسسة الرسالة ، بيروت – لبنان ، 1405هـ ، 1985م .
    [7])) الأنساب للسمعاني (4/351) ، وفيات الأعيان( 2 /137) ، سير أعلام النبلاء(19/441) ، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (1/281) .
    [8])) مرو : هي مَرْوَ الرُّوذ - بفتح الميم وسكون الراء المهملة وفتح الواو وتشديد الراء المهملة المضمومة وبعد الواو ذال معجمة – أو " مرو الصغري " وهي إحدى مدن خراسان وأشهرها ، وهي مبنية على نهر – والنهر بالفارسية يسمي الروذ - وإليه أضيفت ، تمييزا لها عن مرو العظمي التي تسمي " مرو الشاهجان" ، والنسبة إلى مرو الأولي تكون : مَرْوَرُوذي أو مَرُّوذي ، والنسبة إلى مرو الثانية تكون : مروزي ، وهي الآن في تركمانستان . ينظر : معجم البلدان (5/112) ، وفيات الأعيان (1/27 ، 69) ، بلدان الخلافة الشرقية لكي لسترنج صـ439 ،440 .
    [9])) هراة : هي مدينة عظيمة مشهورة من مدن خراسان القديمة ، وإليها نسب كثير من الأئمة والعلماء ، وهي الآن في دولة أفغانستان . ينظر : معجم البلدان (5/396) ، بلدان الخلافة الشرقية لكي لسترنج صـ449.
    [10])) خراسان : قديما غير هي حديثا ، فقديما كانت بلاد واسعة أول حدودها مما يلي العراق ، وأخر حدودها الهند ، وكانت تضم أربع أقاليم : نيسابور ، ومرو ، وهراة ، وبلخ ، أي أنها كان تشمل الآن دولة إيران ودولة أفغانستان ودولة تركمناستان ، وأما حديثا فهي جزء من دولة إيران . ينظر : معجم البلدان (2/350 -354) ، بلدان الخلافة الشرقية لكي لسترنج صـ423 ، أطلس تاريخ الإسلام للدكتور : حسين مؤنس ، صـ49 ، الطبعة : الأولي ، دار : الزهراء للإعلام العربي ، 1407هـ ، 1987م .
    [11])) معجم البلدان (1/467) ، طبقات الشافعية الكبري (7/77) ، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (1/281) .
    ([12]) معجم البلدان (1/467) .
    [13])) الأعلام لخير الدين الزركلي(2/259) ، الطبعة : السابعة ، دار : العلم للملايين ، بيروت – لبنان ، 1986هـ .
    [14])) كالإمام الذهبي والإمام تاج الدين السبكي والإمام ابن قاضي شهبة والإمام السيوطي . ينظر : سير أعلام النبلاء(19/441) ، طبقات الشافعية الكبري لابن السبكي (7/77) ، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (1/281) ، طبقات المفسرين للسيوطي (1/ 49) .
    [15])) الفراء : جمع فرو ، وهو جلد الحيوان وكان يدبغ ويخاط ويلبس اتقاء للبرد . ينظر : مختار الصحاح (1/210) ، تاج العروس (39/ 225) ، مادة : ( فرو ) .
    [16])) وفيات الأعيان( 2 /137) ، سير أعلام النبلاء(19/441) ، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (1/281) .
    [17])) وكان رحمه الله مصيبا في الفتوي ، ولد سنة 458هـ ، وتوفي سنة 529هـ بمرو الروذ . ينظر: طبقات الشافعية الكبري لابن السبكي (7/76)، طبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير (2/122) .
    [18])) وفيات الأعيان( 2 /137) .
    [19])) سبق التعريف بها في صــ10 .
    [20])) سير أعلام النبلاء(19/440) ، طبقات الشافعية الكبري لابن السبكي (7/75 ، 76) .
    [21])) سير أعلام النبلاء(19/440) ، تذكرة الحفاظ للذهبي (4/1258) .
    [22])) سير أعلام النبلاء(19/440) ، طبقات الشافعية الكبري لابن السبكي (7/76) .
    [23])) طبقات الشافعية الكبري لابن السبكي (7/76) .
    [24])) سير أعلام النبلاء(19/440) ، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (1/281) .
    ([25]) سبق التعريف بها في صــ10 .
    [26])) وفيات الأعيان( 2 /136) ، سير أعلام النبلاء(19/439) ، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (1/281) ، طبقات الشافعية الكبري لابن السبكي (7/77) ، طبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير (2/109).
    [27])) سير أعلام النبلاء(19/439) ، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (1/281) ، طبقات الشافعية الكبري لابن السبكي (7/77) ، طبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير (2/109) .
    [28])) وفيات الأعيان( 2 /136) ، طبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير (2/109) .


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: مكانة الإمام البغوي من الاجتهاد .

    مكانة الإمام البغوي من الاجتهاد .

    هشام السيد عطية

    ثانيا : مكانته من الاجتهاد :
    لقد بلغ الإمام البغوي في الفقه رتبة الاجتهاد([1]) ، ووصفه غير واحد بأنه مجتهد([2]) ، ولكن من أي أنواع المجتهدين([3]) ؟ فقد عده الإمام الدهلوي بأنه مجتهد منتسب بلغ رتبة الاجتهاد المطلق ، ولكن لم يُقّعد لنفسه قواعد مستقلة ، بل سلك طريق الإمام الشافعي([4]) ، وعده صاحب مراقاة المفاتيح مجتهد مذهب من أصحاب الوجوه ([5]) فيكون كشيخه القاضي حسين ، وعده باحث معاصر من مجتهدي الفتوى كالنووي والرافعي ([6]) .
    وللإمام البغوي في شرح السنة كلام يحدد مكانته من الاجتهاد حيث يقول : ( وإني في أكثر ما أوردته بل في عامته متبع ، إلا القليل الذي لاح لي بنوع من الدليل ، في تأويل كلام محتمل ، أو إيضاح مشكل ، أو ترجيح قول على آخر )([7]) .
    فواضح من كلام الإمام البغوي ما يأتي :
    1-أنه ليس من مرتبة المجتهدين المنتسبين ؛ لأنه صرح بأنه متبع في عامة ما أورد من المسائل للإمام الشافعي ، والمجتهد المنتسب لا يكون تابعا لإمامه لا في الحكم ولا في الدليل([8]) .
    2-كما أنه ليس في كلامه ما يدل على أنه من أصحاب الوجوه ، وبعد البحث في الجزء محل الدراسة وجدت له وجوها خَرَّجها لكنها قليلة بالنسبة لترجيحاته ، وأصحاب الوجوه من صفتهم كما قال تاج الدين السبكي : أن الواحد منهم لم يكن له شوق إلى الترجيح في الخلاف ، ولم يعتنوا ببيان الصحيح ، بل كانوا يشتغلون عن الترجيح بذكر المآخذ ، وفتح أبواب الاستنباط والمباحث من غير اعتناء بما هو الأرجح ، حتى وإن رجحوا في بعض المسائل ، فلم يكن الترجيح مقصودهم الأعظم ، ولا مرادهم الأهم ، فترجيحاتهم لا يكاد تبلغ العشر([9]) ، ومنهج الإمام في التهذيب على خلاف ذلك فهو كثير الترجيح ، قليل التخريج فلا يكون من أصحاب الوجوه .
    3-فيبقي أن يكون الإمام البغوي من مجتهدي الفتوى كالإمام النووي والرافعي ، وهذا هو الملائم لكلامه المذكور ؛ لأنه صرح أن من عمله ترجيح قول على قول لدليل ، وهذا هو مهمة مجتهدي الفتوى .
    ومخالفة الإمام البغوي مذهب الإمام الشافعي لدليل ظهر له لا يجعله مجتهدا مطلقا ؛ لأنه يجوز من مجتهد الفتوى مخالفة نص إمامه لدليل عنده ، ويفتي به ، فكم خالف الإمام النووي مذهب الشافعية ، ومع هذا فهو مجتهد فتوي([10]) .
    فإذا ثبت أن الإمام البغوي مجتهد فتوى ، فما الحكم لو ترجح عنده قول أو وجه مخالف للمذهب فهل يجوز للعامي([11]) تقليده([12]) فيه؟ نعم يجوز للعامي تقليد مجتهد الفتوى – كالبغوي – فيما ترجح عنده ، بشرط أن يُبَيِّن المجتهد للعامي قائله ، حتى يقلده تقليدا صحيحا([13]) .

    [1])) الاجتهاد لغة : بذل الوسع و المجهود . واصطلاحا : استفراغ الوسع في درك الأحكام الشرعية . ينظر : مختار الصحاح ، لمحمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي ، (1/48) ، مادة : (جهد) ، طبعة : مكتبة لبنان ناشرون - بيروت ، 1415 هـ- 1995م، تحقيق : محمود خاطر، الإبهاج في شرح المنهاج على منهاج الوصول إلى علم الأصول ، لتقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي (ت : 756 هـ ) ، (3/246) ، الطبعة : الأولى ، دار الكتب العلمية - بيروت – 1404هـ ، تحقيق : جماعة من العلماء .
    [2])) تذكرة الحفاظ للذهبي (4/1257) ، طبقات الحفاظ للسيوطي (1/457) .
    [3])) فالمجتهدون في المذهب الشافعي وغيره على أربعة مراتب : المرتبة الأولي : المجتهد المستقل وهو : الذي يفتي في جميع أبواب الشرع بما يؤديه إليه اجتهاده ، كالأئمة الأربعة وأضرابهم . المرتبة الثانية : المجتهد المنتسب وهو : من بلغ رتبة الاجتهاد المطلق ، ولكن لم يجعل لنفسه قواعد مستقلة ؛ بل سلك طريق إمامه في الاجتهاد والفتوى ، ودعا إلى مذهبه ، ووجده أولي من غيره ، كالإمام المزني من أصحاب الشافعي . المرتبة الثالثة : مجتهد المذهب : وهو مقلد لإمامه فيما ظهر فيه نص ، لكنه يعرف قواعد إمامه ، وما بني عليه مذهبه ، فإذا وقعت حادثة لم يعرف لإمامه نصا فيها اجتهد على مذهبه ، وخَرَّجها من أقواله . ومن وجدت فيه هذه الأوصاف كان من أصحاب الوجوه ، كالقاضي حسين من أصحاب الشافعي . المرتبة الرابعة : مجتهد الفتوى : وهو المتبحر في مذهب إمامه المتمكن من ترجيح قول على قول ، ووجه من وجوه الأصحاب على آخر ، كالإمام النووي والرافعي . ينظر : غاية الوصول شرح لب الأصول ، لأبي يحيى زكريا بن محمد بن زكريا الأنصاري ، (ت: 926هـ) ، ( 1/264) ، بدون طبعة ، بدون تاريخ ، الفوائد المكية فيما يحتاجه طلبة الشافعية ، للسيد علوي بن أحمد السقاف ، صــ39 ، الطبعة : الأخيرة ، مكتبة ومطبعة مصطفي البابي الحلبي وأولاده – مصر ، بدون تاريخ . أدب المفتي والمستفتي ، لأبي عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان الشهرزوري المعروف بابن الصلاح ، (ت : 643 هـ ) ، ( 94 - 99) ، الطبعة : الأولى ، مكتبة العلوم والحكم , عالم الكتب - بيروت ، 1407 هـ ، تحقيق : د. موفق عبد الله عبد القادر . شرح الكوكب المنير ، لمحمد بن أحمد بن عبد العزيز بن علي الفتوحي الحنبلي المعروف بابن النجار ،(4/467 -469) الطبعة : الثانية ، جامعة أم القرى - معهد البحوث العلمية - 1413 هـ ، تحقيق : د. محمد الزحيلي ، د. نزيه حماد ، عقد الجيد في أحكام الاجتهاد والتقليد ، لأحمد بن عبد الرحيم الدهلوي ،(ت: 1176 هـ ) ، صــ5 ، طبعة : المطبعة السلفية - القاهرة - 1385 هـ ، تحقيق : محب الدين الخطيب .
    [4])) عقد الجيد في أحكام الاجتهاد والتقليد للدهلوي صــ5 .
    [5])) مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ، لعلي بن سلطان محمد القاري ، ( ت: 1014هـ) ، (1/53) ، الطبعة : الأولى ، دار الكتب العلمية - لبنان/ بيروت - 1422هـ - 2001م ، تحقيق : جمال عيتاني .
    [6])) المعتمد عند الشافعية ، صـ90 ، رسالة ماجستير للطالب : محمد عمر أحمد الكاف ، إشراف : د/ يوسف المرعشلي ، محفوظة بكلية الشريعة – جامعة بيروت الإسلامية ، سنة الحصول : 1429 هـ /2008 م .
    [7])) شرح السنة للبغوي (1/2) .
    [8]))شرح الكوكب المنير (4/467) .
    [9]))يراجع مختصرا مخطوط ترشيح التوشيح وترجيح التوضيح ، للإمام : تاج الدين أبي نصر عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي (ت: 771هـ ) ، لوحتين (13 ،14) ، محفوظة بمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة ، برقم : (95) .
    [10]))الفوائد المكية للسقاف صــ50 ، 53 .
    [11])) العامي هو : من رضي من المعارف بالتقليدات . ينظر : معجم مقاليد العلوم لإبي الفضل عبد الرحمن جلال الدين السيوطي (ت :911 هـ ) ، صــ199 ، الطبعة :الأولي ، القاهرة – مصر ، 1424هـ - 2004م ، تحقيق : أ.د/ محمد إبراهيم عبادة .
    [12])) التقليد هو: قبول قول القائل بلا حجة. ينظر:الإبهاج شرح منهاج الوصول للسبكي ( 3 / 270).
    [13])) الفوائد المكية للسقاف صــ50 ، 53 .


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •