التنبيه على رواية الإمام البخاري لحديث أبي موسى مثل البيت الذي يذكر الله فيه

[عدلان الجزائري]

رواه بريد بن عبد الله بن أبي بردة عن جده أبي بردة عن أبي موسى الشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت.
ورواه عن بريد فيما وقفت عليه اثنان
1/ حماد بن أسامة ورواه عنه جماعة
1/ عبد الله بن براد
أخرجه مسلم في الصحيح (1773)
وأخرجه الإسماعيلي في المستخرج كما في الفتح (11/ 210) عن الحسن بن سفيان قالا ثنا عبد الله بن براد الأشعري ثنا أبو أسامة عن بريد به
ومن طريق الحسن بن سفيان خرجه أبو نعيم في المستخرج (1771)

2/ أحمد بن عبد الحميد الحارثي
أخرجه أبو عوانة في المستخرج (3910)
وأخرجه محمد بن إبراهيم الجرجاني في الأمالي (97) ثنا محمد بن يعقوب الأصم قالا ثنا أحمد بن عبد الحميد الكوفي ثنا أبو أسامة عن بريد به
ومن طريق الأصم أخرجه البيهقي في الدعوات الكبير (8) وفي الشعب (532) ومن طريق الجرجاني أخرجه قوام السنة في الترغيب والترهيب (1356)

3/ عبد الله بن سعيد الأشج
أخرجه الروياني في المسند (473) ثنا أبو سعيد ثنا أبو أسامة عن بريد به

4/ يحيى بن سعيد الأموي
أخرجه الدارقطني في أربعون حديثا من مسند بريد (52) ثنا القاضي الحسين بن إسماعيل ثنا سعيد بن يحيى الأموي ثنا أبي ثنا أبو بردة به
ومن طريق المحاملي أخرجه الحافظ في نتائج الأفكار (1/ 65) ومن طريق الدارقطني أخرجه ابن البخاري في مشيخته (3/ 1924)

5/ يوسف بن موسى
أخرجه الإسماعيلي في المستخرج كما في الفتح (11/ 210) عن القاسم بن زكريا
وأخرجه الدارقطني في أربعون حديثا من مسند بريد (53) ثنا أحمدبن علي بن العلاء قالا ثنا يوسف بن موسى ثنا أبو أسامة عن بريد به
ومن طريق الدارقطني أخرجه ابن البخاري في مشيخته (3/ 1924)

6/ عبد الله بن محمد
أخرجه محمد بن إبراهيم الجرجاني في الأمالي (97) نا أبو طاهر محمد بن الحسن النيسابوري ثنا أبو البختري عبد الله بن محمد بن شاكر ثنا أبو أسامة حماد بن أسامة ثنا بريد بن عبد الله بن أبي بردة به

7/ أحمد بن أبي السفر
أخرجه الدارقطني في أربعون حديثا من مسند بريد (53) ثنا أحمدبن علي بن العلاء ثنا أبو عبيدة ابن أبي السفر ثنا أبو أسامة عن بريد به
ومن طريق الدارقطني أخرجه ابن البخاري في مشيخته (3/ 1924)

8/ إبراهيم بن سعيد 9/ وموسى بن عبد الرحمن 10/ والقاسم بن دينار
أخرجه الإسماعيلي في المستخرج كما في الفتح (11/ 210) عن القاسم بن زكريا عن إبراهيم بن سعيد الجوهري وموسى بن عبد الرحمن المسروقي والقاسم بن دينار عن أبي أسامة عن بريد به

11/ محمد بن سعيد
أخرجه الدارقطني في أربعون حديثا من مسند بريد (55) ثنا الحسين بن إسماعيل ثنا إبراهيم بن هانىء ثنا ابن الأصبهاني ثنا أبو أسامة عن بريد به

12/ محمد بن العلاء
أخرجه البخاري في الصحيح (6407) ومسلم في الصحيح (1773)
وأخرجه أبو يعلى في المسند (7306) وعنه ابن حبان في الصحيح (854) والإسماعيلي في المستخرج كما في الفتح (11/ 210) وأبو الشيخ في الأمثال (324) وعنه أبو نعيم في المستخرج (1771)
وأخرجه الدارقطني في أربعون حديثا من مسند بريد (54) ثنا الحسن بن الخضر ثنا إسحاق بن إبراهيم أربعتهم قالوا ثنا محمد بن العلاء ثنا أبو أسامة عن بريد به
ومن طريق البخاري أخرجه البغوي في شرح السنة (1243) ومن طريق أبي يعلى أخرجه أبو نعيم في المستخرج (1771) والحافظ في نتائج الأفكار (1/ 64) وابن البخاري في مشيخته (3/ 1923)

[عدلان الجزائري]

تنبيه مهم : لفظ الإمام البخاري عن أبي كريب « مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت »

أقول : قد خالف الإمام البخاري في لفظ الحديث ثلاثة من الحفاظ مسلما وأبا يعلى وأبا يعقوب المنجنيقي وكلهم قال " مثل البيت الذي يذكر الله فيه " وقد وافق أبا كريب على لفظ الجماعة عنه أحد عشر من أصحاب أبي أسامة ولفظهم أشبه بالصواب ولعل البخاري أو أبا كريب رواه بالمعنى وإلى الأول جنح الحافظ قال في الفتح (11/ 210) بعد ذكر أكثر رواية بعض من تقدم : فتوارد هؤلاء على هذا اللفظ يدل على أنه هو الذي حدث به بريد بن عبد الله شيخ أبي أسامة وانفراد البخاري باللفظ المذكور دون بقية أصحاب أبي كريب وأصحاب أبي أسامة يشعر بأنه رواه من حفظه أو تجوز في روايته بالمعنى الذي وقع له وهو أن الذي يوصف بالحياة والموت حقيقة هو الساكن لا السكن وأن إطلاق الحي والميت في وصف البيت إنما يراد به ساكن البيت فشبه الذاكر بالحي الذي ظاهره متزين بنور الحياة وباطنه بنور المعرفة

وقال الحافظ في النتائج (1/ 66) : واتفق من ذكر على أن التمثيل وقع بالبيت إلا البخاري وحده فإن لفظه ((مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه)) وكأنه لهذا اقتصر المصنف [يعني النووي] على عزو الحديث للبخاري والذي أظنه أنه حديث واحد وأن البخاري كتبه من حفظه أقام الحال مقام المحل والعلم عند الله.

أقول : لا يرتاب من تتبع طرق هذا الحديث أنه حديث واحد فإن مخرجه أبو أسامة رواه عنه جماعة من أصحابه منهم أبو العلاء شيخ البخاري ومسلم في هذا الحديث

يتبع إن شاء الله تعالى

[أبو زُرعة الرازي]

الشيخ المُسدد عدلان الجزائري - سددك الله - على هذه الفوائد الطيبة ، من المتابعين عن كثب .

[عدلان الجزائري]

سددكم الله أخي أبا زرعة

فهؤلاء اثنا عشر عبد الله بن براد وأحمد بن عبد الحميد وأبو سعيد الشج ويحيى بن سعيد ويوسف بن موسى وعبد الله بن محمد وابن أبي السفر وإبراهيم بن سعيد وموسى بن عبد الرحمن والقاسم بن دينار ومحمد بن سعيد ومحمد بن العلاء رووه عن أبي أسامة حماد بن أسامة عن بريد بن عبد الله بن بردة عن أبي بردة به

2/ يحيى بن بريد بن عبد الله بن أبي بردة
أخرجه ابن أبي خيثمة في التاريخ (2/ 963)
أخرجه ابن عدي في الكامل (9/ 74) ثنا ابن زاطيا[1]
وأخرجه الدارقطني في أربعون حديثا من مسند بريد (56) ثنا الحسين ثنا الصاغاني ثلاثهم قالوا ثنا عبيد الله بن عمر ثنا يحيى بن أبي بردة بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى ثني أبي عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : مثل البيت الذي يذكر فيه الله ومثل البيت الذي لا يذكر فيه مثل الحي والميت

قال ابن عدي : وهذا قد رواه أبو أسامة عن يحيى بن بريد بن أبي بردة عن أبي موسى ورواه عن أبي أسامة إبراهيم بن سعيد الجوهري وأخبرناه إبراهيم بن محمد بن الهيثم قال حدثنا القواريري

أقول : قوله " رواه أبو أسامة عن يحيى بن بريد بن أبي بردة عن أبي موسى ورواه عن أبي أسامة إبراهيم بن سعيد الجوهري " كذا ورد في المطبوع ولم أتبينه فإن أبا أسامة رواه عن أبي يحيى بريد بن أبي بردة متابعا ليحي وقد تقدمت رواية إبراهيم بن سعيد الجوهري عن أبي أسامة على الصواب وأحسب أن في الكلام تصحيفا أراد ابن عدي أن يبين أن يحيى لم يتفرد به بل تابعه أبو أسامة وصواب العبارة " وقد رواه أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة بن أبي موسى ورواه عن أبي أسامة إبراهيم بن سعيد الجوهري وشاهد ذلك أن ابن عدي ذكر بالسند المتقدم عن يحيى حديثا آخر ثم قال : وهذا قد رواه أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة والله أعلم

وقوله " رواه أبو أسامة عن يحيى بن بريد بن أبي بردة عن أبي موسى " أراه تصحيفا آخر فيحيى يرويه عن أبيه بريد عن أبيه عن أبي بردة عن أبي موسى والأشبه أن صيغة الأداء الأخيرة مصحفة عن " بن " وصواب العبارة " رواه أبو أسامة عن يحيى بن بريد بن أبي بردة بن أبي موسى " والله أعلم

---

[1]هو علي بن إسحاق أبو الحسن المخرمي شيخ ابن عدي وقد وقع إسناده في المطبوع " حدثنا ابن خيطة القواريري " وهذا مصحف عن " حدثنا ابن زطيا عن القواريري " وهذا إسناد تقدم لابن عدي

[عدلان الجزائري]

الخلاصة أن اثنين أبا أسامة ويحيى بن بريد روياهعن بريد بن عبد الله بن أبي بردة عن أبي بردة عن أبي موسى الشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم


وهذا إسناد صحيح صححه البخاري ومسلم وابن حبان وقال البغوي هذا حديث متفق على صحته

[احمد ابو انس]

ذِكْرُ تَمْثِيلِ الْمُصْطَفَى الْمَوْضِعَ الَّذِي يُذْكَرُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا فِيهِ، وَالْمَوْضِعَ الَّذِي لَا يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ
854 - أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ، وَالْبَيْتِ الَّذِي لَا يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ» (1) . [1: 2]
__________


(1) إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (6407) في الدعوات باب فضل ذكر الله عز وجل، ومسلم (779) في صلاة المسافرين: باب استحباب صلاة النافلة في بيته، وجوازها في المسجد، عن محمد بن العلاء أبي كريب، بهذا الإسناد، ولفظ البخاري. " مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت".
قال الحافظ في " الفتح " 11/210. وقد أخرجه مسلم عن أبي كريب -وهو محمد بن العلاء- شيخ البخاري، فيه بسنده المذكور بلفظ "مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت" وكذا أخرجه الإسماعيلى وابن حبان في صحيحه جميعاً عن أبي يعلى عن أبي كريب، وكذا أخرجه أبو عوانة
عن أحمد بن عبد الحميد والإسماعيلي أيضاً عن الحسن بن سفيان، عن عبد الله بن براد، وعن القاسم بن زكريا، عن يوسف بن موسي، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وموسي بن عند الرحمن المسروقي، والقاسم بن دينار، كلهم عن أبي أسامة، فتوارد هؤلاء على هذا اللفظ يدل على أنه هو الذي حدث به بريد بن عبد الله شيخ أبي أسامة، وانفراد البخاري باللفظ المذكور دون بقية أصحاب أبي كريب، وأبي أسامة يشير بأنه رواه من حفظه أو تجوز في روايته بالمعنى الذي وقع له، وهو أن الذي يوصف بالحياة وبالموت هو الساكن لا السكن، وأن إطلاق الحي والميت في وصف البيت إنما يراد به ساكن البيت، فشبه الذاكر بالحي الذي ظاهره متزين بنور الحياة وباطنه بنور المعرفة، وغير الذاكر بالبيت الذي ظاهره عاطل وباطنه باطل وقيل موقع التشبية بالحي والميت لما في الحي من النفع لمن يُواليه، والضر لمن يعاديه، وليس ذلك في الميتِ، والمراد لذكر الله هو الإتيان بالألفاظ التي ورد الترغيب في قولها، والإكثار منها مثل سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وحسبي الله ونعم الوكيل والاستغفار ونحو ذلك، والدعاء بخيري الدنيا والآخرة.
قال الحافظ: ويطلق ذكر الله أيضاً ويراد به المواظبة على العمل بما أوجبه أو ندب إليه، كتلاوة القرآن، وقراءة الحديث، ومدارسه العلم والتنفل بالصلاة.
ثم الذكر يقع تارة باللسان، ويؤجر عليه الناطق، ولا يشترط استحضاره لمعناه، ولكن يشترط أن لا يقصد به غير معناه وإن إنضاف إلى النطق الذكر بالقلب، فهو أكمل، إن انضاف إلى ذلك استحضار معنى الذكر وما اشتمل عليه من تعظيم الله تعالى، ونفي النقائص عنه ازداد كمالاً، فإن وقع ذلك في عمل صالح مهما فرض من صلاة أو جهاد أو غيرهما ازداد كمالاً، فإن صحيح التوجه، وأخلص لله تعالي في ذلك، فهو أبلغ الكمال.
وقال الفخر الرازي المراد بذكر اللسان الألفاظ الدالة على التسبيح والتحميد والتمجيد، والذكر بالقلب التفكر في أدلة الذات والصفات، وفي أدلة التكاليف من الأمر والنهي حتى يطلع أحكامها، وفي أسرار مخلوقات الله والذكر بالجوارح هو أن تصير مستغرقة في الطاعات ومن ثم سمى الله الصلاة ذكراً، فقال (فاسعوا إلي ذكر الله)

الكتاب: الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان
حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه: شعيب الأرنؤوط