حُكمُ الْمَبِيتِ بِمِنًى لَيْلَةَ التَّاسِعِ


يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف

قَالَ الْمُصَنِّفُ -رَحِمَهُ اللهُ-: [وَيَبِيتُ بِمِنًى].
ثَانِيًا: الْمَبِيتُ بِمِنًى لَيْلَةَ التَّاسِعِ. وَهَذَا ذَكَرَهُ بِقَوْلِهِ: (وَيَبِيتُ بِمِنًى).
أَيْ: لَيْلَةَ التَّاسِعِ، وَهَذَا عَلَى وَجْهِ الاِسْتِحْبَابِ ؛ لِحَدِيثِ جَابِرٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، وَفِيهِ: «فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ تَوَجَّهُوا إِلَى مِنًى، فَأَهَلُّوا بِالْحَجِّ، وَرَكِبَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَصَلَّى بِهَا الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ وَالْفَجْرَ... »[1].
وَالْمَبِيتُ بِمِنًى لَيْلَةَ التَّاسِعِ: سُنَّةٌ وَلَيْسَ بِوَاجِبٍ، وَهَذَا بِاتِّفَاقِ الْمَذَاهِبِ الْأَرْبَعَةِ[2]، وَنَقَلَ الْإِجْمَاعَ عَلَى ذَلِكَ النَّوَوِيُّ[3]؛ وَلِحَدِيثِ عُرْوَةَ بْنِ الْمُضَرِّسِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، وَفيهِ: «مَنْ صَلَّى مَعَنَا صَلَاتَنَا هَذِهِ هَا هُنَا، ثُمَّ أَقَامَ مَعَنَا وَقَدْ وَقَفَ قَبْلَ ذَلِكَ بِعَرَفَةَ لَيْلًا أَوْ نَهَارًا، فَقَدْ تَمَّ حَجُّهُ»[4].





[1] تقدم تخريجه.
[2] ينظر: البحر الرائق (2/ 361)، والكافي، لابن عبد البر (1/ 371)، والمجموع، للنووي (8/ 84)، والإنصاف، للمرداوي (9/ 295).
[3] ينظر: المجموع، للنووي (8/ 84).
[4] أخرجه أحمد (16208)، وأبو داود (1950)، والترمذي (891) وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه النسائي (3039)، وابن ماجه (3016)، وصححه ابن خزيمة (3851).