حفظ القرآن حصن لأبنائنا


روى البخاري من حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جمعت المحكم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له: وما المحكم؟ قال المفصل. والمفصل يبدأ من سورة (ق) حتى نهاية المصحف.
إن السلف الصالح كانوا يحرصون على أن يحفظ أبناؤهم القرآن الكريم منذ الصغر حتى ينشؤوا على مائدة الرحمن.
ويعد حفظ القرآن الكريم كاملًا أولى الخطوات الأساسية لطالب العلم، ومن المعتاد عند قراءة تراجم سير أهل العلم أن تقرأ أنهم أتموا حفظ القرآن قبل تمام سن العاشرة من عمرهم.
ولذا يجب علينا أن نهتم بتحفيظ أبنائنا القرآن الكريم على أيدي أهل القرآن الذين يعرفون أحكام التجويد، وليعلم المسلم العاقل أن أفضل ما ينفقه من مال على ولده هو ما يدفعه لمن يُحفِّظ ولده القرآن، يقول الله تعالى في محكم التنزيل: {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ} (البقرة: 272).
وهل هناك أفضل من مال ينفق على تحفيظ الأولاد كلام الله تعالى؟ فحفظ القرآن سبب في حفظ الأبناء من مكائد الشيطان وقرناء السوء. إن الكثير من الآباء يهتمون بتعليم أبنائهم العلوم الدنيوية لكي يحصلوا على أعلى الشهادات، في حين يهملونهم في تحفيظهم للقرآن الكريم، فينشأ الأبناء ويتخرجون في الجامعات ويحصلون على أرفع الشهادات العلمية وعلى الرغم من ذلك فإن الكثير منهم لا يحسن أن يقرأ القرآن الكريم دون أخطاء كثيرة، فنزعت البركة منهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وليتذكر العبد المسلم كم تكون سعادته وهو يرى حسنات كأمثال الجبال - إن شاء الله - في ميزانه يوم القيامة؛ وذلك بسبب حفظ ولده القرآن الكريم، ولنتذكر جميعًا ما رواه الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من دل على خير فله مثل أجر فاعله».
وهل هناك خير أفضل من أن تربي ولدك على حفظ القرآن الكريم؟
الشيخ صلاح نجيب الدق