من يعرب و له دعوة في جوف الليل

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
الاخوة الافاضل ارجو من له علم ان يعرب لي الابيات التالية مع الجمل (ان امكن ) و هي من ديوان الفرزدق و له دعوة في جوف الليل انشاء الله تعالى :

تَقاصَرَتِ الجِبَالُ لَهُ وَطَمّتْ	بِهِ حَوْمَاتُ آخَرُ قَدْ أنَابَا
بِأيّةِ زَنْمَتَيْكَ تَنَالُ قَوْمي	إذا بَحْرِي رَأيْتَ لَهُ عُبَابَا
تَرَى أمْوَاجَهُ كَجِبَالِ لُبْنى	وطَوْدِ الخَيْفِ إذْ مَلأ الجَنَابَا
إذا جَاشَتْ دُرَاهُ بِجُنْحِ لَيْلٍ	حَسِبْتَ عَلَيْهِ حَرّاتٍ وَلابَا
مُحِيطاً بالجِبَالِ لَهُ ظِلالٌ	مَعَ الجَرْبَاءِ قَدْ بَلغَ الطِّبَابَا

الاخوة الافاضل ما اشكل علي هو الشطر الثاني من البيت الاول
ارجو افادتي ولكم جزيل الشكر

أخي الكريم..
الحق أني اجتهدت للظفر بهذه الدعوة الثمينة، ولأن الإعراب يتوقف على فهم المعنى فقد رجعت إلى شرح ديوان الفرزدق لحاوي، فلم أجد ما يفيد. وكل ما أستطيع تقديمه إليك هو فهمي البسيط للمعنى العام للبيت، إذ يشبه الفرزدق فيه نفسه بالبحر الهائج الذي تتقاصر الجبال دون أمواجه العاتية. والإشكال كما يبدو في الضبط بالشكل، وما ضبطته أنت هو ضبط الديوان. وربما التشكيل الصحيح الذي يستقيم له المعنى:

تقاصرت الجبال له وطُمَّت ........... به حوماتُ آخرَ قد أنابا

والمعنى على هذا أن البحر تقاصرت دون موجه الجبال، وغُمرت به أمواج بحرٍ آخرَ قد أناب وخضع لهذا البحر. وقد يصح أن يبقى (طَمَّت) على حاله مبنيًّا للمعلوم، مع اعتبار منع (حومات) من الصرف للضرورة. وبهذين التأويلين نتخلص من إشكالية وصف الجمع (حومات) بالمفرد (آخر).
هذا اجتهاد شخصي لا يعتمد عليه، ولا يستحق دعوة في جوف الليل، لكنني طامع في كرمك، فلا تحرمني منها وإن تقاصرت دونها خطاي :)
وفقك الله..

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيخ المحققين

أخي الكريم..
الحق أني اجتهدت للظفر بهذه الدعوة الثمينة، ولأن الإعراب يتوقف على فهم المعنى فقد رجعت إلى شرح ديوان الفرزدق لحاوي، فلم أجد ما يفيد. وكل ما أستطيع تقديمه إليك هو فهمي البسيط للمعنى العام للبيت، إذ يشبه الفرزدق فيه نفسه بالبحر الهائج الذي تتقاصر الجبال دون أمواجه العاتية. والإشكال كما يبدو في الضبط بالشكل، وما ضبطته أنت هو ضبط الديوان. وربما التشكيل الصحيح الذي يستقيم له المعنى:

تقاصرت الجبال له وطُمَّت ........... به حوماتُ آخرَ قد أنابا

وفقك الله..

---

الاخ شيخ المحققين جزاك الله عني الف الف خير
وقد ظفرت بها انشاء الله يكفيني مرورك الكريم العطر ..
وشرحك للبيت هو الصحيح والله اعلم
لكن لو قلنا بأن حوماتُ هو مبتدأ مؤخر وقد تعلق به الجار والمجرور (به)
و اخرُ : مبتدأ وجملته (قد انابا مع الفاعل المستتر)
لان الاعراب بدون تأويل افضل وخصوصا ان الشاعر قد رفع المفردتين وقد كُتبتا هكذا في اكثر من موضع من الكتب
على كل حال اكرر شكري وامتناني لمرورك العطر ودمت في رعاية الله وحفظه

ألا يصح إعراب كلمة"حوماتُ" فاعلاً للفعل "طمت".

و"آخر" صفة للفاعل

يقول إيليا الحاوي في شرحه لهذا البيت :"يقول إنه يلتهم الجبال ويدعها تقصر كما أنه يطم على ذرى الجبال الأخرى"
من خلال المعنى وعلى افتراض أن آخر منصوبة وليست مرفوعة
أرى أن حومات فاعل "طم "وهو مضاف "آخرَ" مضاف إليه مجرور وعلامة جره الفتحة النائبة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للصفة ووزن أفعل الذي مؤنثه فعلى.
والله أعلم.


المعجم:
طم (البحر):عظم وعلا وغمروارتفع (الغني)
الحومات:الحَوْم� �ُ من البَحْرِ والماءِ والرملِ وغيرِها : معظمه . ( الوسيط)

[quote=أمة الستير;587434]يقول إيليا الحاوي في شرحه لهذا البيت :"يقول إنه يلتهم الجبال ويدعها تقصر كما أنه يطم على ذرى الجبال الأخرى"
من خلال المعنى وعلى افتراض أن آخر منصوبة وليست مرفوعة
الاخت امة الستير شكرا لمرورك الكريم
لكن كما ذكرت لكم بأنّ المفردتين قد ذكرتا مرفوعتين في ديوان الفرزدق وشروحه ايضا
ودمتم بخير

بعد سؤال بعض المتخصصين ،أحالوني على كتاب:" منتهى الطلب من أشعار العرب." المجلد الخامس ص:230 حيث وردت كلمة "آخر" مفتوحة, وعلى هذا يكون إعرابي السابق صحيحا .
وإليكم رابط الكتاب:
http://archive.org/stream/MNTHA/MNTH...ge/n0/mode/1up

أهلا أحبتي ذكرتني هذه المناقشة بطرفة ذكرها الشيخ محمد عوامة في كتابه"أثر الحديث الشريف في اختلاف االسادة الفقهاء"
عن الشيخ عبدالعزيز عيون السود أنه ذات مرة أذن مؤذن في المسجد فقال الله أكبر بفتح الاسم الكريم والصواب رفعه في الأعراب فسكت الشيخ وقام أحد الفضلاء بالنكير على المؤذن فأراد الشيخ أن يعلم هذا الفاضل فقال له :ماذا أنكرت عليه؟ قال الفاضل : نصبه اسم الله وحقه الرفع. قال الشيخ: ومالذي جعلك تتأكد أن حقه الرفع؟ قال الفاضل: هكذا ورد في صحيح مسلم مرفوعا! قال الشيخ : هل رويته عن شيوخك الى الإمام مسلم أنه قال بالرفع أم أنه تشكيل المطبعة!!
فسكت الفاضل وسكت الشيخ!! والمقصود من هذا أيها الأخوة أن ديوان الفرزدق لم ينقله أحد منا رواية عنه فلعل التشكيل الحاصل من تصرف المحقق لما رآه يناسب الأعراب أو خطأ مطبعي وما أكثره فيكون لرأي الأخت "أمة الستير"
حظه من الصحة والصواب أدام الله الجميع.

السياق لا يستقيم على أن (حومات) فاعل (طمت) و(آخر) مضاف إليه. فما هذا الآخر المنيب المضاف إلى حومات؟!
والله أعلم.