المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القارئ المليجي
هذه قصيدة قوية تستحقّ الدراسة.
وأسأل الله - عز وجل - أن يحفظ سورية وأهلها، وأن يكشف عنهم هذه الغمَّة ويرفع البلاء.
آمين.
مع الأبيات:
شعرتُ أنَّ الأبياتَ إلى البيت (16) قد اكتملتْ بها قصيدةٌ رائعة، وسكنتْ بها نفس الشاعر، لكنْ بدا له بعدُ أن يَزيد في القصيدة الأبيات من (17) إلى ما شاء الله، إلى أن قال:
في كل شبرٍ ترى الأبطال زاحفةً * هذي المَكارمُ لا قعبان من لبَنِ
فجاء هذا البيت رائعًا مُجملاً لما فصَّله من جهاد السوريين في كل بلدة، وزاد حسنَه هذا الاقتباس في الشطر الثاني.
ثم لمَّا ذكر أبطال سوريَّة في كلِّ مكان، أراد أن يخصَّ القِرد بشيءٍ يتوعَّدُه به فقال:
(29) يا أيها القرد مهلاً إننا بشر * لله نسجد لا للرجْسِ والوثَن
كلامك صحيح أنا كتبت إلى البيت رقم (17)، ثم طلب مني بعضهم أن أذكر شيئا ميسرا يمكن لهم أن يهتفوا به في أراجيزهم وأناشيدهم فأكملت لهم الجزء الثاني.
لكن نفَس الشاعر لم يطُل عند هذه القضية، فلم يُتبِعِ البيتَ بشيءٍ معه، بل انتقل نقلةً قلقةً يشكو الجرح النازف، ويشكو الخاذلين.
(30) الجُرْحُ ينزفُ والأعرابُ لاهيةٌ * أبواقُها شُغِلَت في الرقصِ والدَّدَنِ
فأنا أعتب على الشاعر هذه النقلة.
عتبك محمود وسأنظر فيه.
- - -
(17) يا أهل حمص حياة العار كالعدمِ ..... ينبغي أن ينتهي الشطر بساكنٍ لا بمتحرك.
وكذلك: (20) أنتم ليوث الشر في صورة البشر
أظن أن إشباع الحركات مسوغ في هذه الحالة.
(18) يا أهل درعا هنيئا حزتمُ سبْقًا .... الأبيات من بحر "البسيط" وإسكان باء "سبقًا" هنا قبيح.
هي سبَقا وهنا خطأ في الرقم.
(21) ما زلتِ يا حلبُ الشهباء شامخةً * للمجدِ عاشقةً للعهدِ لم تخن .... إن أردت الخطاب، فالصواب: لم تخوني.
لها نظائر عند المتقدمين، والحذف هنا أظن أنه سائغ مثل قول الشاعر:
وإنْ تكُ لمْ تخُنْ فلأيِّ شيءٍ ... تغيَّرَ ما عهِدْنا مِنْ إخائكْ
وقول غيره:
حلفتَ بأيمانٍ غلاظٍ، فخنتنا ... ولو كنتَ تخشى الله، بالغيبِ، لم تخنْ
وقول آخر:
غالَطْتَني وَزَعَمتَ أنّــكَ لم تخُنْ وَزَعمتَ أنّي....
فالحذف ممكن والله أعلم، وجزاك الله خيرا ولا عدمنا نصحك ونقدك، والسلام عليكم
وأتمنى لك التوفيق والسداد.