قيل إن طائرا أبصر بعض القردة ، في ليلة باردة ، غاب قمرها ، يلتمسون نارا من يراعة ( و هي ذبابة مضيئة ) فراح يصرخ بهم :- لا تطلبوا المستحيل ، و لا تسألوا فاقد الشيء أن يعطيه .... و هم لا يصغون إليه . و مر به ناسك فقال له :لا تبح صوتك في نصح من لا ينتصح ، بل من يكرهون ناصحهم و يتبعون مضليهم .قال الطائر : بل أمرنا بإرشاد من ضل و لو كره .
قال الناسك : أخشى أن يصيبك منهم شر !
رد الطائر : ضلالتهم و جهلهم هي الشر الأكبر ....
فذهب الناسك في طريقه و ضاق الطائر ذرعا بجهلهم فنزل إليهم ينبه إلى خطأ ما يرجون و عبث ما يستوقدون .. فأمسك كبيرهم به و دق رأسه .. و استمر القردة ينفخون ّ!