الرد على من استدل بجملة( تكبيرا واحدا) الواردة في الاثر على سنية التكبير الجماعي (الم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ،أما بعد
فقد قرات مقالا للاخ ابو عيسى الزياني ذهب فيه الى مشروعية التكبير الجماعي مستدلا بهذا بما اخرجه البيهقي في السنن(3/312): عن ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن عمررضي الله عنه كان يكبر في قبته بمنى فيسمعه اهل المسجد فيكبرون فيسمعه اهل السوق فيكبرون حتى ترتج منى تكبيرا واحدا".
فقال معلقا على هذا الأثر (( وهي صريحة في توحد التكبير))،
فاقول: ان كان هذا معنى الاثر فنرجو من هذا الاخ يفسر لنا الاثار الاتية:
الاول :اخرجه عبد الرزاق في مصنفه 5684عن أبي بكر بن محمد بن ابي سبرة عن ربيعة وأبي الزناد وعبد الله بن محمد وغيرهم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يكبر يوم الفطر والأضحى والاستسقاء تكبيرا واحدا سبعا في الاولى وخمسا في الاخرى
الثاني: اخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/262) عن أبي إسحاق أن عليا صلى على عمار بن ياسر وهاشم بن عتبة، رضي الله عنهما، فجعل عمار مما يليه وهاشما أمام ذلك، وكبر عليهما تكبيرا واحدا خمسا أو ستا أو سبعا، والشك في ذلك من أشعث.
فان عجز عن تفسير هذه الاثار فاقول ان معنى تكبيرا واحدا أي لا مد فيه
يقول العلامة الشنقيطي في شرح زاد المستنقع :((وقد حصلت مذاكرة بين بعض مشايخنا رحمة الله عليهم في مسألة عندما يجلس الإمام في التشهد الأول ويقول: الله أكبر، فيشعر الناس أنها للجلوس، فكان بعض المشايخ رحمة الله عليهم يقول: عليه أن يقول: الله أكبر، تكبيرا واحدا لا مد فيه حتى يعودهم على حفظ الصلاة)).
فالصحابة لم يكونوا ينغمون التكبير ويمدونه يبتدوؤن فيه جميعا وينتهون جميعا كما يحصل الان في كثير من المساجد .
قال العلامة ابن الحاج _رحمه الله_ (المتوفى سنة 737 هـ ) :
السنة أن يكبر الإمام في أيام التشريق دبر كل صلاة تكبيراً يسمع نفسه ومن يليه , ويكبر الحاضرون بتكبيره , كل واحد يكبر لنفسه ولا يمشي على صوت غيره على ما وصف من أنه يسمع نفسه ومن يليه فهذه هي السنة . أما ما يفعله بعض الناس اليوم من أنه إذا سلم الإمام من صلاته كبر المؤذنون على صوت واحد , والناس يستمعون إليهم ولا يكبرون في الغالب , و إن كبر أحد منهم فهو يمشي على أصواتهم فذلك كله من البدع إذ أنه لم ينقل أن النبي صلى الله عليه وسلم فعله ولا أحد من الخلفاء الراشدين بعده .(المدخل ( 2 / 440 ) .
فتوى اللجنة الدائمة رقم ( 20189 )
س : مازال العلماء عندنا يدعون سنية التكبير الجماعي بقولهم : إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يكبر في خيمته في منى ، ويكبر الناس بتكبيره ، هل صحيح أو كذب أو سنة أو بدعة ؟
ج : التكبير الجماعي بدعة ؛ لأنه لا دليل عليه ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " ، وما فعله عمر رضي الله عنه ليس فيه دليل على التكبير الجماعي ، وإنما فيه أن عمر رضي الله عنه يكبر وحده فإذا سمعه الناس كبروا ، كل يكبر وحده ، وليس فيه أنهم يكبرون تكبيرا جماعيا .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
وكتبه اخوكم عمر ابراهيم الموصلي
وتقبل الله منا ومنكم
رد: الرد على من استدل بجملة( تكبيرا واحدا) الواردة في الاثر على سنية التكبير الجماعي
الكلام العربي يحمل في أكثر أحواله على أكثر من معنى
والذي يحدد أحد هذه المعاني هو السياق والقرائن
فالسياق والقرائن في الآثار التي ذكرت تدل على أن معنى تكبيرا واحدا فيها هو التماثل
فتكبير النبي صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء مثل تكبيره في الأضحى وتكبيره في الأضحى مثل الفطر
وهذا في الصلاة لا خارج الصلاة سبعا في الأولى وخمسا في الثانية إن صح هذا الأثر المرسل
وتكبير علي رضي الله عنه على عمار وهشام واحدا لا خلاف بينه أي جمع بينهما في التكبير
وتكبير عمر في منى وتكبير الناس بتكبيره هو تكبير واحد في اللفظ وفي الصوت للسياق والقرائن كارتجاج منى وغيره
وأيضا باقي الآثار في التكبير يوم العيد خارج الصلاة تفسر بعضها بعضا
فكل من النصوص التي ذكرت تفهم ضمن سياقها وإن كانت مشتركة في الأصول اللغوي وهو نفي الخلاف بين التكبير المذكور
ننن وليس هذا هو الدليل الوحيد في المسألة
والله أعلم وبارك الله فيكم
رد: الرد على من استدل بجملة( تكبيرا واحدا) الواردة في الاثر على سنية التكبير الجماعي (الم
تنبيه:
مما استدل به من أجاز التكبير الجماعي في الأعياد ما ورد في خبر عبيد بن عمير في بعض نسخ البيهقي: "وكان عمر رضي الله عنه يكبر في قبته بمنى، فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل السوق حتى ترج منى تكبيرا واحدا"
والشاهد قوله "واحدا"
وهذة الزيادة جاءت في نسخة دار الكتب العلمية لكتاب السنن الكبرى، ولم تأت هذه الزيادة في نسخة مركز هجر بتحقيق التركي وهي أجود النسخ، ولم تأت كذلك في طبعة المعارف، والذي يظهر والله أعلم ان هذه الزيادة عير ثابتة في أصل كتاب السنن للبيهقي وإنما هي خطأ من النساخ فيما يبدو ويؤيد ذلك:
أولاً: ما ذكرته آنفا من عدم وجود هذه الزيادة في أجود الطبعات المحققة لكتاب البيهقي وهي طبعة التركي، وقد أشار في الحاشية أن هذه الزيادة وجدت في نسخة المكتبة الزاهدية في باكستان وقد ذكر في المقدمة أن هذه النسخة كثيرة الأخطاء النسخية وكثيرة السقط.
ثانياً: أن ابن حجر رحمه الله في كتابه تغليق التعليق (2/ 379) وصل هذا الخبر الذي أخرجه البخاري معلقا من طريق البيهقي نفسه، وساق إسناده، ولم يذكر هذه الزيادة، مما يدل أنها ليست عنده في نسخة البيهقي.
ثالثا: وذكر ابن رجب كذلك في فتح الباري (2/ 28) الخبر من نفس طريق البيهقي بدون هذه الزيادة.
رابعاً: أن هذا الخبر نفسه قد أخرجه البخاري معلقا دون لفظة (واحدا)
وكذلك أخرجه الفاكهي وابن المنذر دون لفظة (واحدا)
وذكر ابن حجر والعيني أن سعيد بن منصور أخرج الخبر في سننه موصولا ولفظه كذلك كلفظ البخاري.
وهذا كله يبين عدم صحة الاستدلال بهذه الزيادة، والله أعلم.
د. هيثم بن قاسم الحمري