منشؤُ الثقالةِ الغباوة، وينبغي للمؤمن أن يكون كيّسًا فطنًا، فيُعرب لهُ اللحظُ عن اللفظ، والكناية عن الإيضاح.
وألخّصُ الكتاب إلى أبواب :
(1) تعريفُ الثقيل، والمستثقِل، وأسماؤُهُ.
قال رجلٌ لبعضِ الحكماءِ " إني لا أعرفُ الشرَّ " فقال له " ذاك أجدرُ أن تقعَ فيه ".
تعريف الثقيل = هو من يكون ثقيلًا على القلوب، من حيثُ طبعه، وكلامه، أو عمله ومنظرُه، والمستثقل: من يكون ثقيلًا عند بعضِ النّاس دون الآخرين، لمزاحمة، أو حسد.
وهو ثقيلٌ على النفسِ في المعنى، كثقل الصخرِ على الأجسامِ من حيثُ الحسُّ, ويسمّى " الحامض " و " الباسل" و " البارد ".
ويرى ابنُ حبان البٌستي المحدث = أن سبب الثقيل
(1) تعديه أوامر الله، وانتهاكه حرماته
(2) تقلُّدُه بالصفات الكريهة للناس.
(2) صفاتُ الثقيلِ، والمستثقَِل.
من صفاته :
(1)الفضُول، وقلَّةُ الحياءة = وهي أبرزُ صفاتِه الكريمة،
والميمُ هاء!.
(2)السؤالُ عما لا يعنيه، أين تذهب؟، فيجيب: لقضاء الحاجة، فيسأله عنِ الحاجةِ، فيحرجه، ويحوجهُ إلى الكذب! أو يسأل عن شؤونِه الخاصة!.
(3)التأخرُ عن المواعيد، وقيل (
ثلاثةٌ تهلك –وربما قتلت-: الانتظار عند الطعام، والرسول البطيء، والمصباح الذي لا يضيء).
(4) ك
ثرةُ الضحكِ أمامَ من ينقبضُوا عنه، ويظنّون أنّه يضحكُ عليهم.
(5) الضحك من غفلة العقلاء، كأن يضحكَ لضراطته، أو لعثرته على وجهه، قا
ل معاذُ بن جبل = ثلاثةٌ من فعلهنّ فقد تعرّض للمقت = ضحكٌ من غير عجب، نومٌ من غير سهر، أكلٌ من غير جوع، و
قال الشافعي = الكيسُ العاقلُ هو الفطنُ المتغافل.
(6)إذا دُعي إلى إكرامٍ أتى برجلٍ معه، فيُحرج المُضيفُ، خاصةً إن كان المدعو من أكارمه، وتقع بينهما مشكلة بالثقيل،
وقد قال بكر بن المزني ( أحوجُ الناسِ إلى لطمة، من دُعي لوليمةٍ، فأتى برجل آخر معه ).
(7) إذا دخل دارَ قومٍ جلسَ في مكانِ ما ينظر به وسطَ الدار،
قال بكرٌ المزني = أحوجُ النَّاسِ إلى لطمتين، رجلٌ قال له صاحبُ الدّار اجلس هاهنا... فقال: لا، بل هاهنا.
(8)الجلوس في الأماكن التي يتأذى الناسُ بالجلوس فيها، كالجلوس أمام حمام المرأة، فإذا خرجت عرف أصلها وفصلها!.
(9) إ
طالة الجلوس عند المريض، وقد يكرهه؛ لقضاء حاجته، أو لثقل الكلام عليه.
(10) كثرةُ الترداد على الأصدقاء، وأصحاب المعارف، خاصة إن كان وقت نوم، أو طعام، أو صلاة، أو شغل!.
(11)مواجهة النَّاسِ بالكلامِ المؤذي، فيكسر قلوبهم، ويجرح عواطفهم.
(12) مصافحة النَّاس، وبيده بلل ماء، أو عرق، أو العطاس دون وضعِ شيء على فمه، فيشمئز منهُ الحاضرون، أو يسعل أثناء الطعام، فلا يضع وجهه، أو يحوله من جهة لأخرى.
(13) الأكل من قدَّامِ النَّاس، وأخذُ اللحم، أو تكلّمٌ على الطعام عن صديد المريض، ودود الميت!
(14) إ
ذا استدعى قومًا للطعام، تأخر عليهم .
(15) الاستماع إلى حديث قوم، وهم له كارهون، أو العبث في أغراض الآخرين،
قال الجاحظ =أجمعَ النَّاسُ على أربعٍ، أنَّه ليس في الدّنيا أثقل من أعمى، ولا أبغض من أعور، ولا أخف روحًا من أحول، ولا أقود من أحدب = ويصفُ المصريّون الحجامَ بالبردوةِ، لكثرة كلامِه، وثرثرتِه.
(16) أ
نْ يتكلم َ باللغة ِ الأجنبية، أمام محضر من النَّاسِ، وهو عربيٌّ!.
(17)من يتكلم، وهو يضحك = كأنه رأى أعجوبة من العجائب.
(18)أن يُنهي المُضيف من الطعام قبل الضيوف.
(19)المزاحُ الثقيلُ، وقد أُسقِطت حملُ امرأةٍ؛ بسببه!
(20)من يمدح نفسَه كثيرًا، ويمدح أعمال أولاده، ومن يمدّ رجليه أمام الناس، ويصافح الناس برؤوس أصابعه، مخافة الجرب والطاعون.