هل السنة مشمولة بحفظ الله كالقرآن الكريم أو لا ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ وآله وصحبه أجمعين، وبعد:
نعم السُّنَّة محفوظة بحفظ الله لكتابه، قال تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، في رسالة المفرَّغة عن (محاضرة له) بعنوان( منزلة السنة في التشريع الإسلامي) (ص 20) بعد أن ذكر الآية السابقة:" والذكر المنزل المحفوظ هو القرآن بالدرجة الأولى، وقد حفظه الله بما شاء، وكيف شاء، وتدخل السنة في عموم الذكر في الدرجة الثانية عند التحقيق وإنعام النظر.
و قد حفظها الله تعالى بأولئك الجهابذة العلماء..".
وعقد الإمام الألباني (رحمه الله) فصلاً بعنوان (السنة من الذكر وهي محفوظة إلى يوم القيامة) من كتابه (الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام) (ص 21).
و للحافظ أبي محمد ابن حزم (رحمه الله) كلاماً قوياً في فصل ماتعٍ مفيد عقده في كتابه الماتع (الإحكام في أصول الأحكام) (1 / 109-122) تكلَّم فيه عن المسألة بإسهاب وساق الأدلة والبراهين المفحمة المبيِّنة على أنَّ السنة من الذكر المحفوظ كالقرآن.
وينظر: (مختصر الصواعق) للإمام المحقق ابن القيم (ص 487-493)، وغيرها من كتب أهل العلم.
وصلى الله على نبينا محمدٍ وآله وصحبه وسلَّم.
عبد الله بن عبد الرحيم البخاري
رد: هل السنة مشمولة بحفظ الله كالقرآن الكريم أو لا ؟
أحسنت بارك الله فيك والموضوع له إلزاما ت كثيرة منها حجية خبر الآحاد وهل يفيد العلم أو الظن وكذلك التصحيح بمجموع الطرق وهل تعارض مبدأ حفظ السنة أم لا وتقسيم الحديث لصحيح وحسن وصحيح لغيره وكما ذكرت أخي فلأبي محمد الفارسي كلام قوي ومتين في هذه المسألة في كتابه االأصولي الإحكام رحمه الله وسائر أئمة المسلمين
رد: هل السنة مشمولة بحفظ الله كالقرآن الكريم أو لا ؟
أحسنتم بارك الله فيكم.
أمَّا دخول السنَّة في عموم قوله تعالى: (إنَّا نَحنُ نزَّلنا الذِّكرَ وإنَّا له لَحافظونَ) فيبقى قولاً مرجوحًا برغم نسبته إلى الإمام ابن حزم رحمه الله.
فالواقعُ في حفْظِ السُّنَّة وفي جهود العُلماء في تدوينِها لا يؤهِّل للقوْل بأنها محفوظة حِفظَ القرآن الكريم.
والصحابة الكرام - رضي الله عنهم - كانوا حريصين على ذلك الفصْل بين القرآن الكريم وغيرِه من الكلام، وكان ترْكُ تدوين السنَّة أو حتى ترْكُ تبليغها - على وجه التمام - مما لا يرون عليه إثمًا...
= = =
أمَّا أنها حُفِظتْ ودوِّنت وتُنوقلت، وقُيِّض لها من العلماء الربانيين من يحفظها، ويُنافح عنها ويبين صحيحها من ضعيفها، وأنَّ حِفظَها بهذه الكيفية هو من تيسير الله عزَّ وجلَّ ، وأنَّه من الخير الذي لا يكون إلاَّ بتوفيق الله؛ فالخير كله في يديْه والشَّر ليس إليْه ... فذلك كله صحيح لكنه باب آخر غير حفظ الذكر،، والله أعلم.