المشهد الأول:
في يوم من الأيام سافر رجل في رحلة مع زوجته وأولاده ، وفي الطريق قابل شخصا واقفا فسـأله: من أنت؟
قال : أنا المال، فسأل الرجل زوجته وأولاده : هل ندعه يركب معنا؟ فقالوا جميعا: نعم، بالطبع فبالمال يمكننا أن نفعل أي شيء نريده .
فركب المال معهم
وسارت السيارة حتى قابل شخصا آخر فسأله الأب: من أنت؟ فقال : أنا السلطة والمنصب. فسأل الأب زوجته وأولاده: هل ندعه يركب معنا؟ فأجابوا جميعا بصوت واحد: نعم بالطبع فبالسلطة والمنصب نستطيع أن نفعل أي شيء وأن نمتلك أي شيء نريده. فركب معهم السلطة والمنصب.
المشهد الثاني:
سارت السيارة تكمل رحلتها وهكذا قابل الكثير من الأشخاص بكل شهوات وملذات ومتع الدنيا.... حتى قابلوا شخصا فسأله الأب: من أنت؟ قال : أنا الدين. فقال الأب والزوجة والأولاد في صوت واحد: ليس هذا وقته نحن نريد الدنيا ومتاعها، والدين سيحرمنا منها وسيقيدنا ، وسنتعب في الالتزام بتعاليمه، ... حلال ، حرام ، صلاة ، حجاب ، صيام.... وسيشق ذلك علينا ولكن من الممكن أن نرجع إليك بعد أن نستمتع بالدنيا وما فيها. فتركوه وسارت السيارة تكمل رحلتها.
المشهد الثالث:
فجأة وجدوا على الطريق نقطة تفتيش وكلمة : قف . ووجدوا رجلا يشير للأب أن ينزل ويترك السيارة فقال الرجل للأب: انتهت الرحلة بالنسبة لك ، وعليك أن تنزل وتذهب معي. فاندهش الأب في ذهول ولم ينطق ، فقال له الرجل: أنا أفتش عن الدين ، هل معك الدين؟
المشهد الأخير:
فلما سأل الرجل عن الدين ، قال الأب: لا لقد تركته على بعد مسافة قليلة فدعني أرجع وآتي به . فقال له الرجل: إنك لن تستطيع فعل هذا فالرحلة انتهت والرجوع مستحيل. فقال الأب: ولكن معي في السيارة المال، السلطة ، المنصب ، الزوجة ، الأولاد... فقال له الرجل: إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وستترك كل هذا ، وما كان لينفعك إلا الدين الذي تركته في الطريق. فسأله الأب: من أنت؟ فقال الرجل : أنا الموت، الذي كنت غافلا عنه ولم تحسب حسابه...
ونظر الأب للسيارة فوجد زوجته تقودها بدلا منه...
وبدأت السيارة تتحرك لتكمل رحلتها
وفيها الأولاد.. والمال.. والسلطة....
..........................