فصاحة فتاة.. وإعجاز آية..
روي أن الأصمعي اجتاز بعض أحياء العرب فرأى فتاة صغيرة، العرب كانوا في منتهى الفصاحة، فرأيت صبية معها قربة ماء - قربة مليئة بالماء - وانفتح فم القربة وبدأ الماء ينصب منها فقالت تناديني: يا عمي أدرك فاها.. غلبني فوها.. لا طاقة لي بفيها، تعرفون.. فوه من الأسماء الخمسة يرفع بالضم.. بالواو وينصب بالألف ويجر بالياء، ففي جملة واحدة استعملتها كلها.
فقال الأصمعي: متعجبا.. ما أفصحكِ؟
فقالت: يا عم وهل ترك القرآن فصاحة وفيه آية فيها خبران وأمران ونهيان وبشارتان؟
آية واحدة فيها كل هذا، قال: وما هي؟
قالت: قوله تعالى: ﴿وَأَوْحَيْن ا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ﴾ هذا الخبر الأول أوحينا ﴿أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ﴾ هذا الأمر الأول ﴿فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ..﴾ هذا الخبر الثاني ﴿فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ﴾ هذا الأمر الثاني ﴿وَلَا تَخَافِي..﴾ هذا النهي الأول ﴿وَلَا تَحْزَنِي﴾ هذا النهي الثاني ﴿إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ﴾ هذه البشارة الأولى ﴿وَجَاعِلُوه مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ هذه البشارة الثانية.
فقال الأصمعي: رجعت بفائدة، وكأن هذه الآية ما مرت عليّ من قبل، شيء عجيب.
رد: فصاحة فتاة.. وإعجاز آية..
الأسماء الخمسة ترفع وعلامة رفعها الواو ، وتنصب وعلامة نصبها الألف ، وتجر وعلامة جرها الياء .
فقال الأصمعي: متعجبا.. ما أفصحكِ؟
ما أفصحك !
رد: فصاحة فتاة.. وإعجاز آية..
ماأحوجنا لهذه الفصاحة في هذه الأيام التي غلبت فيها لغتنا الجميلة مع العامية السائدة .
رد: فصاحة فتاة.. وإعجاز آية..
كم هي لغتنا جميلة ,ورائعة, وخصبة , معين لا ينضب , منهل عذب