قصة مؤثرة.
(قصة مؤثرة)..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذا ثابت بن إبراهيم يمر على بستان من البساتين , وكان قد جاع حتى أعياه الجوع , فوجد تفاحة ساقطة منه فأكل منها النصف , ثم تذكر أنها لا تحل له إذ ليست من حقه ، فدخل البستان فوجد رجلاً جالساً
فقال : أكلت نصف تفاحة فسامحني فيما أكلت وخذ النصف الآخر
فقال الرجل : أما إني لا أملك العفو ولكن أذهب إلي سيدي فالبستان ملك له .
فقال : أين هو ؟ ، قال : بينك وبينه مسيرة يوم وليلة.
فقال : لأذهبن إليه مهما كان الطريق بعيداً لأن النبي ( قال:
" كل لحم نبت من سُحت فالنار أولى به " .
حتى وصل إلى صاحب البستان فلما دخل عليه وقصَّ عليه القصص قال صاحب البستان:
والله لا أسامحك إلا بشرط واحد فقال ثابت : خذ لنفسك ما رضيت من الشروط.
فقال : تتزوج ابنتي ولكن هي صماء عمياء بكماء مُقعدة.
فقال ثابت : قبلت خِطبتها وسأتاجر فيها مع ربي ثم أقوم بخدمتها وتم عقد الزواج , فدخل ثابت لا يعلم هل يُلقي السلام عليها أم يسكت لكنه آثر إلقاء السلام لترد عليه الملائكة , فلما ألقى السلام وجدها ترد السلام عليه بل وقفت وسلمت عليه بيدها.
فعلم أنها ليست كما قال الأب فسألها فقالت: إن أبي أخبرك بأني عمياء فأنا :
عمياء عن الحرام فلا تنظر عيني إلى ما حرم الله.
صماء من كل ما لا يرضي الله.
بكماء لأن لساني لا يتحرك إلا بذكر الله.
مُقعدة لأن قدمي لم تحملني إلي ما يُغضب الله.
ونظر ثابت إلى وجهها فكأنه القمر ليلة التمام ، ودخل بها وأنجب منها مولوداً ملأ طباق الأرض علماً
إنه الفقيه أبو حنيفة النعمان
فمن نسل الورِع جاء الفقيه , والله تعالى شكور. (من تختارين , ندا أبو أحمد , 1/5)
.