فَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا !!!
{وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
قال ابنُ قُتيبة في عيون الأخبار : حدّثني أبو حاتم عن الأصمعي عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن بكر الْمُزَنِي قال : جاءَ رجُلٌ فشتم الأحنفَ بنَ قيس فسكت عنه ، وأعادَ فسكت ، فقال الرّجل : والهفاه ما يمنعه من أن يرُدّ عليّ إلاّ هوانِي عليه .
قلتُ : قال ابنُ الجوزي رحمه الله في كتابه " صيد الخاطر " كلاما طيّبا في هذا الباب لعله من الخير ذكره هنا ، قال : ((من البلَه أن تبادرَ عدوا أو حسودا بالمخاصمة. وإنما ينبغي إن عرفت حالَه أن تظهر له ما يوجب السلامة بينكما. إن اعتذر قلبتَ ، وإن أخذ في الخصومة صفحتَ ، وأريته أن الأمر قريب . ثم تُبطن الحذرَ منه ، فلا تثق به في حال ، وتتجافاه باطنا مع إظهار المخالطة في الظاهر. فإذا أردت أن تؤذيه فأول ما تؤذيه به إصلاحك لنفسك واجتهادك في علاج ما يعرفك به . من أعظم العقوبة له العفو عنه لله . وإن بالغ في السب فبالغ في الصفح تنب عنك العوام في شتمه ، ويحمدك العلماء على حلمك. وما تؤذيه به من ذلك وتورثه بعد الكمد ظاهرا وغيره في الباطن أضعاف وخيرا مما تؤذيه به من كلمة إذا قلتها له سمعت أضعافها. ثم بالخصومة تُعلمه أنك عدوه فيأخذ الحذر ويبسط اللسان، وبالصفح يجهل مما في باطنك ، فيمكنك حينئذ أن تشتفي منه. أما أن تلقاه بما يؤذي دينك هو الذي قد إشتفى منك . وما ظفر قط من ظفر به الإثم بل الصفح الجميل. وإنما يقع هذا ممن يرى أن تسليطه عليه إما عقوبة لذنب أو لرفع درجة بالإبتلاء فهو لا يرى الخصم وإنما يرى القدرة .)) اهـ
وشَتم رجلٌ عمرَ بنَ ذرّ العابدَ الزّاهد فقالَ لهُ عمرُ : يا هذا، لا تُغرِق في شَتمِنا ودعْ للصّلحِ موضِعا ، فإنّي أَمَتُّ مُشاتمةَ الرّجال صغيراً ولن أحييها كبيراً ، وإنّي لا أكافِئُ من عصى الله فِيّ بأكثرَ من أن أطيعَ اللهَ فيه .
قلتُ : وقد أحسن الشّاعر كلّ الإحسان حين قال :
إنّ الكريمَ إذا تمكّن مـن أذى ... أنستهُ قُدرتـه الحقـوقَ فأقلعا
وترى اللّئيمَ إذا تمكّن من أذىً ... يطغى ولا يُبقي لصُلحٍ موضعا
وقال ابنُ قُتيبة : حدّثني أبو حاتم عن الأصمعي ، قال : أسمَعَ رجُلٌ الشّعبيَ كلاماً ، فقال له الشّعبي : إن كنتَ صادِقاً فغفرَ الله لي وإن كنتَ كاذبا فغفر الله لك . ومرّ بقومٍ ينتقِصُونه فقال :
هنيئا مريئاً غيرَ داء مخامر ... لِعزّةَ من أعراضنا ما استحلّتِ
فكرة ربيع الأديب
رد: فَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا !!!
جزاك الله خيرا أخي ربيع على هذه الفوائد القيمة
ألا استعملت هذا الخلق العظيم معي
رد: فَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا !!!
لا تتركا مكانا للشيطان .. أنتما إخوة في الله ، والاختلاف لا يفسد للود قضية ، وجميل أن يكون بأدب طبعا ... بارك الله فيكما ونفع بكما .
رد: فَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا !!!
غفر الله لكم وأصلح حالكم
جزاكم الله خيرا على الموضوع
رد: فَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا !!!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد البر طارق
جزاك الله خيرا أخي ربيع على هذه الفوائد القيمة
ألا استعملت هذا الخلق العظيم معي
لقد ساءني أخي كثيرا تعريضُك بالمجاهدين وتشبيهُك لهم بكلاب أهل النار ((الخوارج)) الضّالين لا رفع الله لهم راية ولا حقق لهم غاية / المهم : عفا الله عنا وعنك وعن جميع المسلمين والمسلمات .
رد: فَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا !!!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمة الوهاب شميسة
لا تتركا مكانا للشيطان .. أنتما إخوة في الله ، والاختلاف لا يفسد للود قضية ، وجميل أن يكون بأدب طبعا ... بارك الله فيكما ونفع بكما .
بارك الله فيك / وفقنا الله وإياكم ...
رد: فَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا !!!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إبتسام عبدالعزيز
غفر الله لكم وأصلح حالكم
جزاكم الله خيرا على الموضوع
بارك الله في مسعاكم ...
رد: فَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا !!!
إنه عتاب الأحبة في الله
إذا ذهب العتاب فليس ودٌّ == ويبقى الود مابقي العتاب
********
أعاتب إخواني وأبقي عليهم == ولست لهم بعد العتاب بقاطع
رد: فَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا !!!
الموضوع حق
ولكن المشكلة أن البعض إذا عاملتهم بما قيل في الموضوع ظنوا أنك من
قبيلة لايغدرون بذمة ولايظلمون الناس حبة خردل
ويزداد حلمه ويزداد اللئيم من وصف حسان فما رأيكم
ألا تكون الشدة أحيانا مطلوبة حتى لايتمادى من تطبع بالقبائح
رد: فَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا !!!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو ريان الشيخي
الموضوع حق
ولكن المشكلة أن البعض إذا عاملتهم بما قيل في الموضوع ظنوا أنك من
قبيلة لايغدرون بذمة ولايظلمون الناس حبة خردل
ويزداد حلمه ويزداد اللئيم من وصف حسان فما رأيكم
ألا تكون الشدة أحيانا مطلوبة حتى لايتمادى من تطبع بالقبائح
قرأتُ في بعض كتبِ الأدب : قيل : بينما أميرُ المؤمنين عمرُ بن الخطاب -رضي الله عنه- جالس ، إذ جاء أعرابيّ فلطمه، فقام إليه واقدُ بنُ عمرو فجلد به الأرض ، فقال عمرُ: ليس بعزيزٍ من ليس في قومه سفيه !
رد: فَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا !!!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيع الأديب
قرأتُ في بعض كتبِ الأدب : قيل : بينما أميرُ المؤمنين عمرُ بن الخطاب -رضي الله عنه- جالس ، إذ جاء أعرابيّ فلطمه، فقام إليه واقدُ بنُ عمرو فجلد به الأرض ، فقال عمرُ: ليس بعزيزٍ من ليس في قومه سفيه !
وأزيدُكَ هذا القولَ النّفيسَ :
قال صالِحُ بنُ جناح اللّخمِي الشّاعر أحد الحكماء : اعلم أنّ من النّاس من يجهَل إذا حلمتَ عنه ، ويحلم إذا جهلتَ عليه ، ويُحسِنُ إذا أسأتَ به ، ويسيءُ إذا أحسنتَ إليه ، ويُنصِفُكَ إذا ظلمته ، ويظلمُك إذا أنصفته ، فمن كان هذا خُلُقه ، فلابد من خَلق ينصِفكَ من خُلِقهِ ، ثمّ قِحَةٌ تنصفُ من قِحَتِه ، وجهالة تقدع من جهالته ، وإلاّ أذلّكَ ، لأنّ بعضَ الحلمِ إذعانُ .وقد ذلّ من ليسَ له سفيهٌ يعضّده ، وضلّ من ليس له حكيم يرشده .
رد: فَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا !!!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيع الأديب
وأزيدُكَ هذا القولَ النّفيسَ :
قال صالِحُ بنُ جناح اللّخمِي الشّاعر أحد الحكماء : اعلم أنّ من النّاس من يجهَل إذا حلمتَ عنه ، ويحلم إذا جهلتَ عليه ، ويُحسِنُ إذا أسأتَ به ، ويسيءُ إذا أحسنتَ إليه ، ويُنصِفُكَ إذا ظلمته ، ويظلمُك إذا أنصفته ، فمن كان هذا خُلُقه ، فلابد من خَلق ينصِفكَ من خُلِقهِ ، ثمّ قِحَةٌ تنصفُ من قِحَتِه ، وجهالة تقدع من جهالته ، وإلاّ أذلّكَ ، لأنّ بعضَ الحلمِ إذعانُ .وقد ذلّ من ليسَ له سفيهٌ يعضّده ، وضلّ من ليس له حكيم يرشده .
قرأته وتأملته
فألجمني
إذ أنه يروي بالإسناد المتصل عن نفسي
فآثرت الصمت
هذا ماقصدته تماما
بورك فيك أخي
رد: فَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا !!!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو ريان الشيخي
قرأته وتأملته
فألجمني
إذ أنه يروي بالإسناد المتصل عن نفسي
فآثرت الصمت
هذا ماقصدته تماما
بورك فيك أخي
لله درّك ما ألطفك !!