نصائح من الإمام النووي – رحمه الله - لطلاب العلم
هذه بعض النصائح التي عثرت عليها أثناء قراءتي لشرح الإمام النووي على صحيح مسلم وهي خاصة بطلاب العلم في الحث على القراءة والجد والتحصيل ، وأما نصائحه العظمى لطلاب العلم فهي لاشك في مقدمة شرحه الكبير على المهذب – و لا أظن طالب علم لم يقرأها - .
قال – رحمه الله – (( والعلة عبارة عن معنى في الحديث خفي ، يقتضى ضعف الحديث ، مع أن ظاهرة السلامة منها ، وتكون العلة تارة في المتن ، وتارة في الإسناد ، وليس المراد من هذا العلم مجرد السماع ، ولا الإسماع ، ولا الكتابة ، بل الاعتناء بتحقيقه ، والبحث عن خفي معاني المتون والأسانيد ، والفكر في ذلك ، ودوام الاعتناء به ، ومراجعة أهل المعرفة به ، ومطالعة كتب أهل التحقيق فيه ، وتقييد ما حصل من نفائسه وغيرها ، فيحفظها الطالب بقلبه ، ويقيدها بالكتابة ، ثم يديم مطالعة ما كتبه ، ويتحرى التحقيق فيما يكتبه ويتثبت فيه ، فانه فيما بعد ذلك يصير معتمداً عليه ، ويذاكر بمحفوظاته من ذلك من يشتغل بهذا الفن سواء كان مثله في المرتبة أو فوقه أو تحته ، فإن بالمذاكرة يثبت المحفوظ ويتحرر ،ويتأكد ويتقرر ، ويزداد بحسب كثرة المذاكرة ، ومذاكرة حاذق في الفن ساعة أنفع من المطالعة والحفظ ساعات ، بل أياماً ، وليكن في مذاكراته متحرياً الإنصاف ، قاصداً الاستفادة أو الإفادة ، غير مترفع على صاحبه بقلبه ولا بكلامه ولا بغير ذلك من حاله ، مخاطباً له بالعبارة الجميلة اللينة فبهذا ينمو علمه وتزكو محفوظاته والله أعلم .(1/42-43) .
وقال – رحمه الله – بعد أن تكلم على رجال إسناد الحديث وشيئاً من سيرتهم :
((ولا ينبغي لمطالعه أن ينكر هذه الأحرف في أحوال هؤلاء الذين تستنزل الرحمة بذكرهم مستطيلا لها ، فذلك من علامة عدم فلاحه إن دام عليه والله يوفقنا لطاعته بفضله ومنته)).(1/64) .
وقال – قدس الله روحه – ((ولا ينبغي للناظر في هذا الشرح أن يسأم من شيء من ذلك يجده مبسوطاً واضحاً ، فإني إنما أقصد بذلك إن شاء الله الكريم الإيضاح والتيسير ، والنصيحة لمطالعه وإعانته وإغنائه من مراجعة غيره في بيانه ، وهذا مقصود الشروح ، فمن استطال شيئاً من هذا وشبهه فهو بعيد من الإتقان مباعد للفلاح في هذا الشأن ، فليُعَزِ نفسه لسوء حاله ، وليرجع عما ارتكبه من قبيح فعاله ، ولا ينبغي لطالب التحقيق والتنقيح والإتقان والتدقيق أن يلتفت إلى كراهة أو سآمة ذوي البطالة وأصحاب الغباوة والمهانة والملالة بل يفرح بما يجده من العلم مبسوطاً ، وما يصادفه من القواعد والمشكلات واضحاً مضبوطاً ، ويحمد الله الكريم على تيسيره ، ويدعو لجامعه الساعي في تنقيحه وإيضاحه وتقريره ، وفقنا الله الكريم لمعالي الأمور ، وجنبنا بفضله جميع أنواع الشرور ، وجمع بيننا وبين أحبابنا في دار الحبور والسرور ، والله أعلم .(1/116).
وقال - عفا الله عنه - ((وقد استحب العلماء لطالب العلم أن يُحَسِّن حاله في حال مجالسة شيخه فيكون متطهراً متنظفاً بإزالة الشعور المأمور بإزالتها ، وقص الأظفار ، وإزالة الروائح الكريهة ، والملابس المكروهة وغير ذلك ، فإن ذلك من إجلال العلم والعلماء والله أعلم )) (2/214).
رد: نصائح من الإمام النووي – رحمه الله - لطلاب العلم
رد: نصائح من الإمام النووي – رحمه الله - لطلاب العلم
رد: نصائح من الإمام النووي – رحمه الله - لطلاب العلم
جزاك الله خير
ورحم الله الإمام النووى
رد: نصائح من الإمام النووي – رحمه الله - لطلاب العلم
جزاك الله خيرا
درر من الامام النووي رحمه الله
ولدي غيرها كنت قيدتها أثناء قراءتي لشرحه على ( صحيح مسلم ).