تخريج حديث أم سلمة اللهم إني أسألك علما نافعا ...

رواه موسى بن أبي عائشة عن مولى لأم سلمة عن أم سلمة : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا صلى الصبح حين يسلم : اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا.
ورواه عن موسى جماعة
1/ شعبة بن الحجاج
أخرجه أبو داود في المسند (1710)
وأخرجه أحمد في المسند (26602) ثنا روح
وأخرجه أحمد في المسند (26701) ثنا محمد بن جعفر
وأخرجه إسحاق بن راهويه في المسند (1909) نا النضر بن شميل
وأخرجه عبد بن حميد في المسند (1535) ثنا عبد الملك بن عمرو
وأخرجه أحمد بن منيع في مسنده مصباح الزاجة (1/ 114) عن حجاج بن محمد
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (29875) وعنه ابن ماجه في السنن (925) ثنا شبابة
وأخرجه أبو يعلى في المسند (6950) وعنه ابن السني في عمل اليوم والليلة (54) ثنا مجاهد ثني بهز
وأخرجه أبو يعلى في المسند (6997) وعنه ابن السني (110) ثنا أبو خيثمة ثنا يحيى بن سعيد
وأخرجه الطبراني في الكبير[1] (686) ثنا علي بن عبد العزيز ثنا مسلم بن إبراهيم
وأخرجه محمد بن العباس في الأول من حديثه (76) نا إبراهيم بن عبد الرحيم ثنا الحارث بن خليفة
وأخرجه البيهقي في الدعوات (119) نا أبو طاهر نا أبو حامد ثنا إبراهيم ثنا يحيى بن أبي بكير
وأخرجه البيهقي في الشعب (1645) نا أبو عبد الله وأبو سعيد قالا ثنا أبو العباس ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا وهب بن جرير ثلاثة عشرتهم قالوا ثنا شعبة عن موسى بن أبي عائشة به
ومن طريق محمد بن جعفر أخرجه أبو يعلى في المسند (6930) ومن طريق أبي داود والطبراني أخرجه الحافظ في نتائج الأفكار (2/ 329) ومن طريق أبي يعلى الأول أخرجه الحافظ أيضا في نتائج الأفكار (2/ 411) والسياق لغندر وروح وشبابة

تنبيهان :
1/ رواية الطيالسي ومسلم بن إبراهيم ويحيى بن بكير ووهب بن جرير ويحيى بن سعيد والنضر مثل رواية غندر وروح وشبابة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول هذا الدعاء بعد صلاةإذا أصبح الصبح وقال بهز وأبو عامر والحارث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان قاله وليس ذلك مقيدا بصلاة الصبح

أقول : لعل هؤلاء قصروا به ورواية الجماعة عن شعبة أصح فإنهم أكثر وأثبت

2/ قال محمد بن بشار في روايته عن غندر " موسى بن أبي عائشة عن مولاة لأم سلمة " لا مولى كما في رواية أحمد عنه وقد أشار المزي إلى نحو هذا الخلاف في تحفة الأشراف (13/46) فقال : مولى لأم سلمة - ويقال مولاة لأم سلمة - عن أم سلمة حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر ( كل ) صلاة الفجر إذا صلى : " اللهم إني أسألك علما نافعا " ...

أقول : لم يتبين لي أهذا وهم أم تصحيف فإن الحافظ ذكر رواية أبي يعلى هذه في نتائج الأفكار ولم يشر إلى هذا الاختلاف وعلى كل الصحيح المحفوظ قول أحمد عن غندر الذي تابع غندرا عليه كل من رواه عن شعبة وهم اثنا عشر ثم إن شعبة قد توبع على ذلك كما سيأتي إن شاء الله تعالى

فهؤلاء ثلاثة عشر أبو داود وروح بن عبادة وغندر والنضر بن شميل وأبو عامر وحجاج بن محمد وشبابة وبهز بن أسد ويحيى بن سعيد ومسلم بن إبراهيم ويحيى بن أبي بكير ووهب بن جرير والحارث بن خليفة رووه عن شعبة عن موسى بن أبي عائشة عن مولى لأم سلمة عن أم سلمة به
[1] وفي الدعاء (671)

2/ مسعر بن كدام
أخرجه الطبراني في الكبير (688) ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبو معمر ثنا أبو أسامة ثنا مسعر عن موسى بن أبي عائشة عن مولى لأم سلمة عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه

3/ الوضاح بن عبد الله
أخرجه مسدد في مسنده مصباح الزجاجة (1/ 114)
وأخرجه الطبراني في الدعاء (672) ثنا أبو مسلم الكشي ثنا أبو عمر الضرير
وأخرجه الطبراني في الدعاء[1] أيضا (672) ثنا محمد بن علي الصائغ وبكر بن سهل قالا ثنا سعيد بن منصور ثلاثتهم قالوا ثنا أبو عوانة عن موسى بن أبي عائشة عن مولى لأم سلمة عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دبر صلاة الغداة اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا
ومن طريق مسدد أخرجه الطبراني في الدعاء (672) وابن عبد البر في جامع بيان العلم (1/ 626) ومن طريق الطبراني أخرجه الحافظ في نتائج الأفكار (2/ 331)

4/ عمر بن سعيد الثوري
أخرجه الحميدي في المسند (301) ثنا سفيان ثنا عمر بن سعيد الثوري عن موسى بن أبي عائشة عن مولى لأم سلمة عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول بعد الصبح اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا مقبولا
ومن طريق الحميدي أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم (1/ 626)

عمر بن سعيد هو ابن مسروق الثوري الكوفي أخو سفيان قال أبو حاتم لا بأس به ووثقه النسائي والدارقطني

قال الحافظ في نتائج الأفكار (2/ 331) : وقد أخرجه الدارقطني في الأفراد من رواية عمر بن سعيد وهو أخو سفيان الثوري عن موسى بن أبي عائشة فقال : عن بعض أهل أم سلمة فكأنه أطلق الأهل على المولى.

أقول : لم أقف عليه من هذا الوجه مسندا

5/ رقبة بن مصقلة
أخرجه أبو يعلى الفراء في ستة مجالس (78) نا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة ثنا محمد بن إبراهيم بن نيروز ثنا محمد بن يحيى بن كثير ثنا محمد بن موسى بن أعين الحراني ثنا إبراهيم يعني ابن يزيد بن مردانبه عن رقبة عن موسى بن أبي عائشة عن مولى لأم سلمة عن أم سلمة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الغداة يقول اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا واسعا وعملا متقبلا.

أقول : وعلقه عن عمر بن سعيد ورقبة بن مصقلة الدارقطني في العلل (15/ 220)

[1] وهو في الكبير (687) عن بكر بن سهل وحده

6/ سفيان الثوري
ورواه عن موسى سفيان واختلف عنه فرواه وكيع عن سفيان عن موسى بن أبي عائشة عن مولى لأم سلمة عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر الفجر اللهم إني أسألك علما نافعا وعملا متقبلا ورزقا طيبا
أخرجه أحمد في المسند (26521) (26700)
وأخرجه النسائي في الكبرى (9850) نا محمود بن غيلان قالا ثنا وكيع ثنا سفيان عن موسى به

وتابع وكيعا جماعة
1/ عبد الرحمن بن مهدي
أخرجه أحمد في المسند (26700) ثنا عبد الرحمن عن سفيان عن موسى بن أبي عائشة عمن سمع أم سلمة تحدث به

2/ الفضل بن دكين
أخرجه الطبراني في الدعاء (669) ثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن موسى بن أبي عائشة عن مولى لأم سلمة عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو في صلاة الصبح اللهم إني أسألك ...
ومن طريق الطبراني أخرجه الحافظ في نتائج الأفكار (2/ 330)

3/ عبد الرزاق بن همام
أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3191) عن الثوري عن موسى بن أبي عائشة عن رجل سمع أم سلمة تقول : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دبر صلاة اللهم إني أسألك ...
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبراني في الكبير (685) ومن طريق الطبراني أخرجه الحافظ في نتائج الأفكار (2/ 330)

أقول : قال الطبراني في روايته " عن مولى لأم سلمة " وقال في دبر الصلاة "

4/ إسماعيل بن عمرو البجلي ورواه عنه جماعة
1/ محمد بن نصير
أخرجه ابن الشجري في الأمالي (339) أنا أبو طاهر محمد بن أحمد نا أبو محمد بن حيان[1]
وأخرجه ابن الشجري في الأمالي (1169) نا أبو بكر بن بطة ثنا أبو الحسين عبد العزيز بن محمد قالا ثنا أبو عبد الله محمد[2] بن نصير المدني نا إسماعيل بن عمرو يعني البجلي ثنا سفيان الثوري عن موسى بن أبي عائشة عن[3] مولى لأم سلمة به

2/ محمد بن علي بن مخلد
أخرجه الخطيب في السابق واللاحق (ص 138) نا أبو بكر القارئ أنا عبد الله بن إبراهيم الأصبهاني
وأخرجه ابن الشجري في الأمالي (339) أنا أبو طاهر محمد بن أحمد نا أبو محمد بن حيان قالا ثنا أبو جعفر محمد بن علي بن مخلد الفرقدي ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي ثنا سفيان بن سعيد الثوري به

3/ محمود بن أحمد بن الفرج
ورواه عن إسماعيل محمود بن أحمد واختلف عنه فرواه الطبراني في الكبير (689) ثنا محمود بن أحمد بن الفرج ثنا إسماعيل بن عمرو ثنا سفيان عن منصور عن موسى بن أبي عائشة عن سفينة مولى لأم سلمة عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه

ورواه أبو محمد بن حيان عن محمود بن أحمد عن إسماعيل بن عمرو ثنا سفيان الثوري عن موسى بن أبي عائشة عن مولى لأم سلمة عن أم سلمة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
أخرجه ابن الشجري في الأمالي (339) أنا أبو طاهر محمد بن أحمد نا أبو محمد بن حيان ثنا محمود بن أحمد[4] بن الفرج نا إسماعيل بن عمرو يعني البجلي ثنا سفيان الثوري عن موسى به

محمود بن أحمد ترجم له أبو محمد في الطبقات وقال شيخ ثقة مأمون فاضل

أقول : أصح قولي محمود ما تابعه عليه محمد بن نصير والفرقدي وهو قول الجماعة عن سفيان ولعل هذا الاضطراب من إسماعيل نفسه فإنه ضعيف صاحب غرائب وله مناكير عن سفيان وغيره وهذه الرواية من مناكيره وقد اعتمد عليها الطبراني في تعيين مولى أم سلمة إذ جعل حديثه هذا في ترجمة سفينة مولى أم سلمة وقد علمت ما فيها والتوفيق بيد الله وحده

فهؤلاء ثلاثة محمد بن نصير والفرقدي ومحمود بن أحمد في الصحيح عنه رووه عن إسماعيل البجلي عن سفيان عن موسى به

الخلاصة أن أربعة وكيعا وأبا نعيم وعبد الرزاق وإسماعيل رووه عن الثوري عن موسى بن أبي عائشة عن مولى لأم سلمة عن أم سلمة به
وقال ابن مهدي عمن سمع أم سلمة وقال عبد الرزاق مرة عن رجل سمع أم سلمة

أقول : رواية ابن مهدي وعبد الرزاق راجعة إلى رواية وكيع وأبي نعيم وإسماعيل فقد اتفقوا جميعا على أن الراوي عن أم سلمة مبهم غير مسمى ولفظ ابن مهدي ووكيع هو المحفوظ لأنهما أثبت في سفيان من أبي نعيم وعبد الرزاق ولمتابعة شعبة ومسعر وأبي عوانة وعمر بن سعيد ورقبة بن مصقلة لسفيان على هذا الحرف والله أعلم

[1] قرن أبو الشيخ في روايته بين ابن نصير والفرقدي ومحمود فتنبه
[2] وقع في المطبوع " قال حدثنا محمد قال حدثنا محمد بن نصير " والأول مقحم فإن ابا الشيخ يروي عن محمد بن نصير بلا واسطة
[3] سقطت صيغة الأداة من الموضع الثاني من الأمالي
[4] في المطبوع " محمود بن أحمد بن أحمد بن الفرج "

ورواه أحمد بن إدريس المخرمي عن الأسود بن عامر شاذان ثنا سفيان الثوري عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن شداد بن الهاد عن أم سلمة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر لم يقم من مجلسه حتى يقول اللهم إني أسألك علما نافعا وعملا متقبلا ورزقا طيبا يكررها ثلاث مرات
أخرجه الدارقطني في العلل (15/ 220) ثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي ثنا أحمد بن إدريس المخرمي ثنا شاذان ثنا سفيان الثوري عن موسى به
ومن طريق الدارقطني أخرجه الخطيب في تاريخه (1266)

قال الدارقطني : لم يقل فيه عن عبد الله بن شداد غير المخرمي عن شاذان.
وقال الخطيب : غيره يرويه عن سفيان عن موسى عن مولى لأم سلمة عن أم سلمة.

شاذان هو الأسود بن عامر أبو عبد الرحمن الشامي وثقه أحمد وابن المديني
وأحمد بن إدريس هو ابن يوسف بن شداد أبو جعفر المخرمي ترجم له الخطيب في تاريخه ولم يحك شيئا يبين حاله ولا وقفت على كلام لغيره فيه وقد تفرد بتسمية مولى أم سلمة عبد الله بن شداد بن الهاد وأن هذا الدعاء يكرر ثلاث مرار

أقول : هاتان الزيادتان غير محفوظتين لتفرد المخرمي بهما عن شاذان وشاذان ثقة ولم يذكرهما أحد من أصحاب سفيان وهم جماعة وأثبت فيه من غيرهم ولا ذكرهما أحد ممن روى الحديث عن موسى وهم جماعة أيضا ولا أحسب هاتين الزيدتين تصحان عن شاذان فضلا أن تصحا عن سفيان والله أعلم

فالمحفوظ عن سفيان قول حفاظ أصحابه بذكر مولى أم سلمة وهو الوجه الذي صححه شيخ العلل الحافظ الدارقطني فقد سئل عن هذا الحديث فقال في العلل (15/ 220) : يرويه موسى بن أبي عائشة واختلف عنه فرواه شاذان عن الثوري عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن شداد عن أم سلمة قاله أحمد بن إدريس المخرمي عن شاذان.
وغيره يرويه عن الثوري عن موسى بن أبي عائشة عن مولى لأم سلمة عن أم سلمة رحمها الله كذلك قال عمرو بن سعيد بن مسروق ورقبة بن مصقلة عن موسى بن أبي عائشة وهو الصواب.

أقول : الغريب أنه لم يذكر رواية شعبة ومسعر وأبي عوانة وهي أشهر

وقد أشار إلى الخلاف في تسمية مولى أم سلمة هذا الحافظ ابن حجر في التهذيب (12/413) فقال : موسى بن أبي عائشة عن مولى لأم سلمة عنها في القول عقب صلاة الفجر رواه النسائي من طريق وكيع عن سفيان الثوري عنه وأخرجه ابن ماجة من حديث شعبة عن موسى
وهذا المولى اسمه عبد الله بن شداد سماه الدارقطني في الأفراد في روايته لهذا الحديث من طريق شاذان الأسود بن عامر عن سفيان فإن كان عبد الله بن شداد غير الليثي فلا إشكال وإن كان هو الليثي فيبعد أن يقال فيه مولى فلعل ذلك من الاختلاف في الإسناد فالموضع موضع احتمال ولهذا أفرده بترجمة في الأسماء

أقول : لا يثبت كما سلف تعين اسم المولى المبهم وما ذكره المخرمي عن شاذان غير محفوظ
وأما قول الحافظ " سماه الدارقطني في الأفراد في روايته لهذا الحديث من طريق شاذان " فالجواب عنه أن الدارقطني إنما سماه بحسب الرواية التي وقعت له ولا يلزم من سوق الرواية تصحيحها خاصة أنه ساقها في كتاب الأفراد وهو كتاب يغلب عليه ذكر أخطاء الرواة ويوكد ذلك أن الدارقطني نفسه خطأ هذه الرواية في العلل كما تقدم وقد قال الحافظ نفسه في النتائج (2/ 331) : " وأخرجه أيضا من رواية شاذان عن سفيان الثوري فقال عبد الله بن شداد بدل مولى أم سلمة وهي رواية شاذ " وقوله هذا أسد من قوله في التهذيب والله أعلم

ورواه عامر بن إبراهيم عن النعمان بن عبد السلام عن سفيان الثوري عن منصور عن الشعبي عن أم سلمة قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول بعد صلاة الفجر اللهم إني أسألك رزقا طيبا وعلما نافعا وعملا متقبلا
أخرجه الإسماعيلي في معجمه (2/ 624) ني الحسين بن محمد بن عفير الأنصاري ببغداد أبو عبد الله
وأخرجه الطبراني في الصغير (735) وعنه أبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 464) ثنا عامر بن إبراهيم قالا ثنا إبراهيم بن عامر الأصبهاني ثنا أبي عامر بن إبراهيم عن النعمان بن عبد السلام عن سفيان به
ومن طريق الحسين بن محمد أخرجه أبو علي الحداد في معجم مشايخه (13)

قال الطبراني : لم يروه عن سفيان إلا النعمان تفرد به عامر
وقال أبو علي الحداد : غريب من حديث الثوري عن أبي عتاب منصور بن المعتمر السلمي لا أعلم أحدا حدث به غير أبي المنذر النعمان بن عبد السلام النيسابوري نزيل أصبهان

عامر بن إبراهيم وثقه أبو داود الطيالسي
والنعمان قال ابن مهدي حدثنا النعمان أبو المنذر الرجل الصالح وقال ابن أبي حاتم عن أبيه محله الصدق قال فقلت له النعمان بن عبد السلام وحسين بن حفص وعصام بن يزيد المعروف بجبر أيهم أحب إليك في الثوري ؟ قال النعمان أحب إلي وقال أبو محمد بن حيان هو أرفع من روى عن الثوري من الأصبهانيين وقال الحاكم ثقة مأمون

أقول : فالرجل ثقة لكن لم يعده أحد من أصحاب سفيان وحفاظ حديثه وقد تفرد بهذه الرواية كما قال الطبراني وقد خالف جماعة هم أثبت الناس في سفيان وكيع وعبد الرحمن بن مهدي وأبو نعيم وعبد الرزاق وقد وقفت للنعمان على روايات أخرى في كتابي العلل لابن أبي حاتم والدارقطني خالف فيها أصحاب سفيان أيضا فعندي أن هذه الرواية خطأ غير محفوظة
وعلى فرض أنها محفوظة فإنها مرسلة فإن الشعبي لم يسمع من أم سلمة كما قال ابن المديني ولا تقوي هذه الرواية تلك فإن مخرج الحديث كوفي فيخشى أن يكون الشعبي أخذه عن مولى أم سلمة فالانقطاع في الطبقة نفسها هذا على تقدير صحة رواية الشعبي لكنها عندي خطأ والله تعالى أعلم

الخلاصة أن شعبة ومسعرا وأبا عوانة وعمر بن سعيد الثوري ورقبة بن مصقلة وسفيان الثوري في المحفوظ عنه رووه عن موسى بن أبي عائشة عن مولى لأم سلمة عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم

قال البوصيري في مصباح الزجاجة : هذا إسناد رجاله ثقات خلا مولى أم سلمة فإنه لم يسم ولم أر أحدا ممن صنف في المبهمات ذكره ولا أدري ما حاله

وقال الحافظ في نتائج الأفكار (2/ 314) بعد ما خرج الحديث من أكثر طرقه : ورجال هذه الأسانيد رجال الصحيح إلا المبهم فإنه لم يسم ولأم سلمة موال وثقوا

أقول : فهذا الإسناد ضعيف للإبهام الذي في مولى أم سلمة ولا يدرى من هو فيحكم عليه ولا يصح تسميته عبد الله بن شداد ولا سفينة كما سلف والله تعالى أعلم

وقد ذكر الحافظ لهذا الحديث شاهدا حسنه به أرجأ الكلام عليه بعد إن يسر الله والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

قال الحافظ في نتائج أفكار ( 2/ 315 ) : وقد وجدت شاهدا من أجله[1] قلت إنه حسن
وبه إلى الطبراني [ الدعاء (670) ] ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو كريب - هو محمد بن العلاء - ثنا أبو معاوية وابن نمير - هو عبد الله - قالا ثنا مالك بن مغول عن الحكم عن أبي عمر عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فذكر مثله.
ورجال هذا الإسناد أيضا رجال الصحيح إلا أبا عمر فإنه لا يعرف اسمه ولا حاله وقيل اسمه نشيط بفتح النون وكسر المعجمة ويقال له الصيني بصاد مهملة مكسورة ونون نسبة إلى الصين الإقليم المشهور وقد روى عنه جماعة فهو مستور وأخرج له النسائي حديثا غير هذا عن أبي الدرداء ومنهم من أدخل بينه وبين أبي الدرداء أم الدرداء والله أعلم.

أقول : هذا الشاهد الذي ساقه الحافظ يحتاج إلى تأمل قوي وترو فإن الحافظين أبا زرعة والدارقطني قد ذكرا أن أبا عمر الصيني لا يروى عنه غير حديث واحد ولا يعرف إلا بروايته هذا الحديث الواحد وهو حديث " ذهب أهل الدثور بالأجور ...
قال أبو زرعة الجرح والتعديل (4/407) : لا نعرفه إلا برواية حديث واحد عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم " سبقنا الأغنياء بالدنيا والآخرة يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم " الحديث ولا يسمى
وقال البرقاني العلل (6/214) : سئل الدارقطني عن اسم أبي عمر الصيني فقال لا يعرف ولا روي عنه غير هذا الحديث يعني حديثه عن أبي الدرداء قال يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجر ... الحديث

والغريب أن هذا الحديث الشاهد " الطبراني ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو كريب ثنا أبو معاوية وعبد الله بن نمير قالا ثنا مالك بن مغول عن الحكم عن أبي عمر عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مثله " قد ساقه الطبراني بألفاظه وحروفه لم يخرم منه شيئا إثر حديث أبي هريرة ذهب أهل الدثور والعجب هنا تطابق الإسنادين وعدم سوق لفظ الحديثين

أقول : هذا الشاهد مما أستخير الله فيه وأبو زرعة والدارقطني إمامان حافظان وقد جزما أن أبا عمر الصيني لا يروى عنه غير حديث واحد حديث " ذهب أهل الدثور بالأجر " وأرى أنه لا يعترض عليهما بإسناد وجد في بعض كتب الحديث فكلامهما يقوي في النفس أن هذا الشاهد الذي ذكر في كتاب الدعاء للطبراني وساقه الحافظ في نتائج الأفكار من طريقه لا حقيقة له في الواقع وإنما وقع خطأ وسهوا إثر حديث أم سلمة خاصة إذا علمنا أن الحديث الأول هو عينه بحروفه وألفاظه الحديث الثاني والأمر يحتاج إلى تحرير أكثر والله أعلم

وختاما أقول : حديث أم سلمة ضعيف لا شاهد له في الواقع يقويه والله أعلم

هذا ما بدا لي فإن أكن أصبت فمن الله وحده وله الفضل علي وإن تكن الأخرى فأستغفر الله الكريم وأنا راجع عن خطئي حيا وميتا
حرره الفقير إلى غنى سيده ورحمته أبو صهيب الجزائري

أرجو من إخواني الكرام المشاركة في هذا الأمر جزاهم الله سلفا خير الجزاء

[1] في المطبوع " فدل ( قلت ) " جمع المحقق بين اللفظين ولا يستقيم ذكر دل في العبارة إلا إذا حذف قوله " من أجله " والله أعلم