اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عصام البشير
بارك الله فيكم.
هل من دليل صريح واضح - أستاذنا عمر - على أن الخليل رحمه الله اخترع بعض الزحافات دون أن يكون لها شاهد من أشعار العرب، ثم احتاج إلى وضع بعض الأبيات للتمثيل لها؟
وهل يستطيع أحد من الناس اليوم - أو حتى قبله - أن يدعي أنه أحاط بأشعار العرب، واستقراها استقراء تاما، بحيث يمكنه أن ينفي وجود زحاف معين، أثبته إمام من أئمة اللغة، قوله حجة في اللغة والنحو والعروض؟
شيخي الفاضل..
ليس في قولي ما يدل على اختراع الخليل بعض الزحافات، ولكنني قلت: وضع أبياتاً مثَّل بها لهذه الزحافات، ليس لها في واقع الشعر رصيد حقيقي.
فمعلوم أنه عندما كان يضع أمثلة البحور، كان يبتدئ بالأبيات السالمة من الزحاف، ثم يمثّل لكل زحاف ببيت من الشعر يستغرق هذا الزحاف كل تفاعيله..
ونظراً إلى قبح بعض هذه الزحافات وندرة ورودها في الشعر أصلاً، فلقد كان عليه أن يصنع المثال الذي يستغرق فيه هذا الزحاف النادر كلّ تفاعيل البيت..
وقد أشرتُ في ملاحظتي السابقة إلى اعتراف علماء العروض بذلك..
فها هو المعري، وهو من هو في علم العروض يقول عن زحاف الجزل أو الخزل: "وقد وضع الخليلُ لذلك بيتاً مصنوعاً، لأنه جاء بالجزل في ستة مواضع، وهذا ما لا يُعرف، والبيت الذي وضعه:
منزِلةٌ صمَّ صداها وعفَتْ **أرسُمها، إنْ سُئلتْ لم تُجِبِ
وقال عن الوقص: "وقد وضع الخليلُ لذلك بيتاً مصنوعاً، وهو قوله:....إلخ".
وكيف لبيتٍ وُقِصت كل تفاعيله أن يُلافق بيتاً سلمت كل تفاعيله في قصيدة واحدة؟
هذا والله تعالى أعلم
بارك الله فيك وسدد خطانا وإياك في دروب العلم