ما هو الضبط الصحيح لـ ( عراق ) في نسب صاحب تنزيه الشريعة المرفوعة وما هي ترجمته ؟
عرض للطباعة
ما هو الضبط الصحيح لـ ( عراق ) في نسب صاحب تنزيه الشريعة المرفوعة وما هي ترجمته ؟
خيراً إن شاء الله
ترجم له العيدروس في النور السافر - عَرَضا - أثناء ترجمته لوالده
وأنا أنطقها دون تحقيق ابن عَرَّاق .. وضبطي ليس بحجة : )
من قال هذا؟اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أشرف بن محمد
( ابتسامة )
أنااقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك العوضي
(ابتسامة)
ابن عرّاق بتشديد الراء كما سمعتها من مشايخي في الجامعة الإسلامية بارك الله فيهم وفيها أثناء ذكرهم لاسمه رحمه الله
أنشد ابن معصوم في سلافة الأدب لجمال الدين العصامي يمدح عبدالنافع بن عراق وهو أخو الشيخ علي صاحب تنزيه الشريعة المرفوعة:
ظرف الحجاز بمقدم ابن عراق من بعد ما قاسى نوى العشاق فاليوم نيروز الحجـاز وعـيده إذ صام فيه وعيد ابن عـراق
فهذا مؤنس بتخفيف الراء.
وترجم الزركلي في الأعلام لوالدهما وذكر في الحاشية أنه ورد في تاريخ الأدب العربي لبروكلمن "بتشديد الراء خطأ".
ملاحظة:
لست على يقين من نسبة بعضهم إلى بعض وإنما استنبطتها من عمود نسبهم. أرجو تقويم الزلل.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله اليوسف
شكراً لك أخي الحبيب ، ، ، ،
الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله في تحقيقه "مصنوعَ " الملا علي القاري رحمه الله يُشَدِّدُ راء ابن عراق ، وهو (الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله) من أهل الضبط .
لكن دليلك أقنعني جدّاً ، فما رأي أهل الحديث ؟؟
وفي ترجمة عبد النافع من النور السافر والكواكب السائرة هذه الأبيات:
يا قائلين وقولي حين أذكرهم/////////كم هكذا أغتدى في غربة وفراق
لو سار ركب بعشاق الهوى رملاً ///////// نحو الحجاز لما ذاق النوى ابن عراق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سمعت من مشايخنا أن لا شدة في ذلك وانما هي وهم للنساخ .
هذا سماع قديم ،لم أروي الظمأ فيه..
لا تعتمدوا قد يكون فيه خلل مني
ظهر أن الصواب ضبطه هكذا ابن عِـرَاق.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=2150761
الجَمْع بعد الفِرَاق
في
إحكام ضبط المحدِّث ابن عِرَاق
بقلم
إياد خالد الطبّاع
الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على سيِّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم، أمّا بعد؛ فقد مضى بي زمن من الدهر وأنا أقرأُ للأستاذ العلامة عبد الفتاح أبي غُدّة ضابطًا (ابن عراق) مؤلٍّف كتاب (تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة)، بفتح العين المهملة وتشديد الراء المفتوحة هكذا (ابن عَرَّاق).
وكنتُ كلَّما مرّ اسمه في كتب العلامة أبي غُدّة رحمه الله أقف متحيِّراً عند ضبطه الاسم؛ ذلك أنّ العلامة خير الدين الزِّرِكلي ضبطه (ابن عِرَاق) بكسر العين وفتح الرّاء المهملتين، بل ذهب الزِّرِكليُّ رحمه الله إلى تخطئة كارل بروكلمن في (تاريخه) عندما ضبطها بالراء المشددة.
وإزاء هذا الإصرار من الزِّرِكلي على التخطئة، وإصرار أبي غُدّة على فتح العين والراء وتشديدها حين وروده في مؤلَّفاته وتحقيقاته وتعليقاته أقف حيران في صواب الضبط، حتّى منَّ الله عليَّ بالبحث في ترجمة ابن عراق ومراجعة المعجمات ولاسيما (تاج العروس من جواهر القاموس) الذي عُني بضبط أسماء الأعلام أيّما اعتناء، إذ إنّ المعتنين بالحديث النبويّ وطلبته يتناقلون في كتبهم ومجالسهم ضبط أبي غُدّة عليه رحمات الله ، لما عُرِف عنه تأنّقه في التحقيق والضبط، وأنّ ذلك قد صدر عنه في حال تحقيق، والله أعلم، لذا أجدُ نفسي أمام هذا الإشكال تِبيان مايلي:
أوّلاً : في ترجمة ابن عراق:
هو محمد بن علي بن عبد الرحمن بن عراق، شمس الدين، أبو علي الكناني الدمشقيّ: قال الزِّرِكلي في ترجمته في الأعلام: 6/290: «باحث، لُقِّب بشيخ الإسلام. وُلد في دمشق، ونشأ وجيهًا شجاعًا، انفرد بالفروسية. واشتغل بالصيد والشطرنج والنرد والتنعم، ثم انقطع إلى العلم، وسكن بيروت. وتصوَّف، وحجَّ فجاور بالحرمين، واشتهر وانتفع الناس بعلمه. وتوفِّي بمكة فخرج أميرها (أبونمى) في جنازته. من مصنفاته (هداية الثقلين في فضل الحرمين) و (السفينة العراقية) و (المنح العامية والنفحات المكية) و (شرح العباب) في فقه الشافعية، لم يتم، و (مواهب الرحمن) و (جوهرة الخواص) رسالة في علم المواعظ، و (كشف الحجاب برؤية الجناب)».قال الزِّرِكلي: «وهو فيه ـ أي تاريخ بروكلمن ـ بتشديد الراء، خطأ».
ثانياً: في معنى عِرَاق:
ذكر في تاج العروس (مادة: عرق): معاني لها:
• (عِراقٌ): كلُّ مَا اتّصَل بالبَحْرِ من مَرْعىً .
• يُقال: لأمْره (عِراقٌ): إِذا اسْتَوى.
• وَقيل: العَرْق، الفِدْرَةُ من اللّحْم. جمْع العَرْق: (عِراقٌ) ككِتابٍ، حَكَاهُ ابْن الأعرابيّ، ويُجْمَع العَرْق أَيْضًا على (عُراق) [بضم العين]، مثل غُراب.
• والعُرُق، بضمّتَين: جمْع (عِرَاقٍ) بالكَسْرِ لشاطِئِ البحْر على طولِه، نقلَه اللّيثُ، وَهُوَ ككِتاب وكُتُبٍ، قَالَ: وَبِه سُمّي العِراقُ عِراقاً.
ثالثاً: معنى عَرَّاق:
لم تذكر المعجمات عَرَّاقاً؛ جمعاً أو إفرادًا أو أعلامًا. وهو وِزانُ (فَعَّال) اشتقاق من (عرق).
رابعاً: ضبط اسم (ابن عِرَاق):
تظاهرت الأدلّة على أنّ الصحيح من ضبط اسم (ابن عِرَاق) هو كسر العين وفتح الراء:
1- نلاحظ أنّ من مؤلّفاته (السفينة العِرَاقية)، وهي تقرأ هكذا منسوبةً لنفسه، (ابن عِرَاق)، ولا وجه لنسبتها إلى (عرَّاق) بفتح العين والراء المهملة.
2- لم يقل أحدٌ في ترجمته أو من سبقه من آبائه بأنّ ضبط اسمه (عَرَّاق) بفتح العين وتشديد الراء المفتوحة، فانتفى بذلك دليل محتمل في ضبطه بذلك.
3- قال نجم الدين الغزِّيُّ في «الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة» (المتوفى: 1061هـ) 1/61: «وفي شرح تائية سيدي عبد القادر بن حبيب للشيخ رضوان - رضي الله تعالى عنهما - أن سيدي محمد بن عراق ذهب إليه حافياً إلى الصفد، فقال الشيخ عبد القادر يمدحه:
مَنْ كان مثلي خلف صَبٍّ عاشقٍ ... أضدادَ وصلٍ لا يخافُ أنالها
يا ابنَ العِرَاق تَهَنَّ يا ولدي وطِبْ ... ماكلُّ مَنْ طَلَبَ السعادةَ نالهَا».
ومن وزن البيت (البحر الكامل) وضبطه يدلّنا على أنّ اسمه (ابن العِرَاق) بكسر العين وفتح الراء ليس غير. وهو دليلٌ قطعيٌّ على أنّ نسبته إلى (ابن عِرَاق)، وليس (ابن عَرَّاق)، وهنا إشارة لطيفة في البيتين: ففي الأول:(أنالها)، وفي الثاني: (نالها)؛ وتُسمَّى عند البلاغيين (جِناسَ القوافي).
4- والعراق قد تُنكَّر؛ ففي لسان العرب: قول الشاعر:
أَزْمانُ سَلْمَى لا يَرى مِثْلَها الـ ـرّاؤُونَ في شَأْمٍ ولا في عِراق
إِنما نَكَّره لأَنه جعل كلَّ جزء منه شَأْماً كما احتاج إِلى تنكير العراق فجعل كلَّ جزء منه عِرَاقاً؛ (لسان العرب) 4/ 2177 -2178 (مادة شأم).
وأمام هذه البيِّنات الواضحات نرى أنّ ما وقع من قبل بعض الأفاضل ضبط (ابن عِراق) بفتح العين والراء المهملتين وبتشديد الأخيرة وَهَمُ؛ وهو داخلٌ في سهو المحقِّقين؛ رفع الله مقدار أهل العلم، وغفر لنا ولهم؛ إنّه أكرم مسؤول.
دمشق 25 جمادى الأولى، 1436
وكتب
إياد خالد الطبّاع