ضبط : سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي
إخْوانِي فِي اللهِ ،
السَّلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُهُ ، وبعدُ :
ففي صَفْحةِ : ( أخْطَاء عرُوضية ) التي فتَحَها أخُونا في اللهِ وليدٌ العدني اشتدَ الجدَلُ ، واحتدمَ النقاشُ في مسألةٍ صغيرةٍ لا ينبني عليها عمَلٌ ، فنبَّهنا أخونا في اللهِ وأستاذُنا أبو مَالكٍ العوَضي إلى أنَّهُ ينبغي علينا ألَّا نقِفَ طويلًا عندَ هذه المَسائِلِ ، وإلى ضرورةِ أنْ نصْرِفَ جُهودَنا إلى مَا هُو أَهَمُّ ، وأشارَ علينا أَنْ نراجِعَ منظومةَ : ( سلَّم الوصُول إلى علْمِ الأصول ) للشيخِ العلَّامةِ حَافظِ بنِ أحمدَ الحكمي ـ رحمَه اللهُ ـ ؛ إذ كثرتْ فيها التَّصْحِيفاتُ ، وَوَقعَ ضَابِطُوها في أخْطَاءٍ عدِيدة ٍ ،
ونزولًا عنْدَ رَغبةِ أخِينا وأستاذِنا ، وعَمَلًا بمشورتِه عقدْتُ العَزْمَ عَلى أنْ أقومَ بضبطِ هذه المنظومةِ ضبْطًا تامًّا ؛ لمَا لهَذِه المنظُومةِ مِنْ قيمةٍ علميَّةٍ في بابِها ، ولما لها عندي مِنْ منزلةٍ ،
واللهَ أدعُو أنْ يوفِّقَنا إلى إِخْرَاجِ نُسْخةٍ صَحِيحةٍ منْ هذِه المنظومةِ تليقُ بمكانَتِها ، وهذا ـ ولا شَكَّ ـ لا يكُونُ إلا بتوفيقٍ مِنَ اللهِ أوَّلًا ، ثمَّ بمشاركاتِكم ، وإِبْدَاءِ ملاحظاتِكم التي ستكُونُ ـ بمشيئةِ اللهِ ـ النبراسَ الذي يُضيءُ طريقَ الضَّبطِ ،
واعْلمُوا أنني سَأَضَعُ في كُلِّ مُشاركةٍ جُزْءًا ، ثمَّ أتبعُهُ ببعضِ التعليقاتِ التي أبيِّنُ فيها علَّةَ اختيارِي وترْجِيحِي ،
هذا ، واللهُ الموفِّقُ ، والسَّلام .
رد: ضبط : سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي
منظومةُ
(سُلَّم الْوُصُولِ إِلَى عِلْمِ الْأُصُولِ فِي تَوْحِيدِ اللَّهِ وَاتِّبَاعِ الرَّسُولِ)
لِلْعَلاَّمَةِ الشَّيْخِ: حَافِظِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَكَمِي ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى ـ
1 ـ أَبْدَأُ بِاسْمِ اللَّهِ مُسْتَعِينَا ... رَاضٍ بِهِ مُدَبِّرًا مُعِينَا
2 ـ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَمَا هَدَانَا ... إِلَى سَبِيلِ الْحَقِّ وَاجْتَبَانَا
3 ـ أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَأَشْكُرُهْ ... وَمِنْ مَسَاوِي عَمَلِي أَسْتَغْفِرُهْ
4 ـ وَأَسْتَعِينُهُ عَلَى نَيْلِ الرِّضَا ... وَأَسْتَمِدُّ لُطْفَهُ فِيمَا قَضَى
5 ـ وَبَعْدُ: إِنِّي بِالْيَقِينِ أَشْهَدْ ... شَهَادَةَ الْإِخْلَاصِ أَنْ لَا يُعْبَدْ
6 ـ بِالْحَقِّ مَأْلُوهٌ سِوَى الرَّحْمَنِ ... مَنْ جَلَّ عَنْ عَيْبٍ وَعَنْ نُقْصَانِ
7 ـ وَأَنَّ خَيْرَ خَلْقِهِ مُحَمَّدَا ... مَنْ جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى
8 ـ رَسُولُهُ إِلَى جَمِيعِ الْخَلْقِ ... بِالنُّورِ وَالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ
9 ـ صَلَّى عَلَيهِ رَبُّنَا وَمَجَّدَا ... وَالْآلِ وَالصَّحْبِ دَوَامًا سَرْمَدَا
10 ـ وَبَعْدُ هَذَا النَّظْمُ فِي الْأُصُولِ ... لِمَنْ أَرَادَ مَنْهَجَ الرَّسُولِ
11 ـ سَأَلَنِي إِيَّاهُ مَنْ لَا بُدَّ لِي ... مِنِ امْتِثَالِ سُؤْلِهِ الْمُمْتَثَلِ
12 ـ فَقُلْتُ مَعْ عَجْزِي وَمَعْ إِشْفَاقِي ... مُعْتَمِدًا عَلَى الْقَدِيرِ الْبَاقِي
مُقَدِّمَةٌ
تُعَرِّفُ الْعَبْدَ بِمَا خُلِقَ لَهُ ، وَبِأَوَّلِ مَا فَرَضَ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ ،
وَبِمَا أَخَذَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِهِ الْمِيثَاقَ فِي ظَهْرِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، وَبِمَا هُو صَائِرٌ إِلَيْهِ .
13 ـ اعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا ... لَمْ يَتْرُكِ الْخَلْقَ سُدًى وَهَمَلَا
14 ـ بَلْ خَلَقَ الْخَلْقَ لِيَعْبُدُوهُ ... وَبِالْإِلَهِيّ َةِ يُفْرِدُوهُ
15 ـ أَخْرَجَ فِيمَا قَدْ مَضَى مِنْ ظَهْرِ ... آدَمَ ذُرِّيَّتَهُ كَالذَّرِّ
16 ـ وَأَخَذَ الْعَهْدَ عَلَيْهِمْ أَنَّهُ ... لَا رَبَّ مَعْبُودٌ بِحَقٍّ غَيْرَهُ
17 ـ وَبَعْدَ هَذَا رُسْلَهُ قَدْ أَرْسَلَا ... لَهُمْ وَبِالْحَقِّ الْكِتَابَ أَنْزَلَا
18 ـ لِكَيْ بِذَا العَهْدِ يُذَكِّرُوهُمْ ... وَيُنْذِرُوهُمْ وَيُبَشِّرُوهُم ْ
19 ـ كَيْ لَا يَكُونَ حُجَّةٌ لِلنَّاسِ بَلْ ... لِلَّهِ أَعْلَى حُجَّةٍ عَزَّ وَجَلّْ
20 ـ فَمَنْ يُصَدِّقْهُمْ بِلَا شِقَاقِ ... فَقَدْ وَفَى بِذَلِكَ الْمِيثَاقِ
21 ـ وَذَاكَ نَاجٍ مِنْ عَذَابِ النَّارِ ... وَذلِكَ الْوَارِثُ عُقْبَى الدَّارِ
22 ـ وَمَنْ بِهِمْ وَبِالْكِتَابِ كَذَّبَا ... وَلَازَمَ الْإِعْرَاضَ عَنْهُ وَالْإِبَا
23 ـ فَذَاكَ نَاقِضٌ كِلَا الْعَهْدَيْنِ ... مُسْتَوْجِبٌ لِلْخِزْيِ فِي الدَّارَيْنِ
يُتْبَعُ إِنْ شَاءَ اللهُ
رد: ضبط : سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي
تنبيهاتٌ :
أ ـ اخترْتُ أنْ يكونَ الرَّويُّ في البيتِ :
5 ـ وَبَعْدُ: إِنِّي بِالْيَقِينِ أَشْهَدْ ... شَهَادَةَ الْإِخْلَاصِ أَنْ لَا يُعْبَدْ
مُقيَّدًا ، والْوزنُ بذلكَ مُستقيمٌ ، ولا عيبَ هُنا في القافيةِ ، أما إذا رفعْنا الفعْلَ : ( أَشْهَدُ )، وَنصَبْنا الفعلَ : ( يعبدَ ) بأنْ فسوفَ يختلفُ المجرَى ، أعني : حرَكةَ الرويِّ المطلقِ ، وهُو عَيبٌ من عيوبِ القافيةِ ، ويُسمَّى هنا إصْرافًا ، هذا ويجوزُ أنْ نُهْمِلَ ( أنْ ) على لغةِ بعْضِ العربِ فيرتفع الفعْلُ :( يُعْبَدُ ) ، وبالتَّالي نتخلَّصُ منَ الإصرافِ على هذه اللغةِ التي أشارَ إليها ابنُ مالكٍ بقولِه :
وبعضُهم أهملَ أنْ حملًا علَى ***** ما أختِها حيْثُ اسْتحقَّتْ عمَلَا
وما قدَّمْتُ أولى .
ب ـ في قولِهِ :
18 ـ لِكَيْ بِذَا العَهْدِ يُذَكِّرُوهُمْ ... وَيُنْذِرُوهُمْ وَيُبَشِّرُوهُم ْ
يجوز إطلاقُ الرَّويِّ بضمِّ مِيمِ الجمعِ وإشْباعِها ، فيكونُ البيْتُ :
18 ـ لِكَيْ بِذَا العَهْدِ يُذَكِّرُوهُمُ ... وَيُنْذِرُوهُمْ وَيُبَشِّرُوهُم ُ
وهذا حسنٌ في الإنشَادِ ، لكِنْ ما اخْترْتُ أوْلى ؛ لأنَّه الأصْلُ ، وَلا ضَرُورةَ ؛ إِذِ الْوزْنُ مستقيمٌ معَ التَّقْيِيدِ .
هذا ، والله الموفق ، والسَّلام
رد: ضبط : سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود محمد محمود مرسي
هذا ويجوزُ أنْ نُهْمِلَ ( أنْ ) على لغةِ بعضِ العربِ فيرتفع الفعلُ :( يُعْبَدُ ) ، وبالتَّالي نتخلصُ منَ الإصرافِ على هذه اللغةِ التي أشارَ إليها ابنُ مالكٍ بقولِه :
وبعضُهم أهملَ أنْ حملًا علَى ***** ما أختِها حيْثُ اسْتحقَّتْ عمَلَا
وما قدَّمْتُ أولى .
شيخنا الجليل
صاحب المنظومة نفسه نص في شرحه على أن (أن) هنا مخففة من الثقيلة، وعليه فالفعل بعدها مرفوع بغير إشكال.
رد: ضبط : سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي
جزاكم الله خيرًا، ونفعنا بعلومكم.
رد: ضبط : سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي
أخي في الله وأستاذنا أبا مالك العوضي ،
السَّلام عليكمْ ورحمةُ اللهِ وبرَكاتُه ، وبعْدُ :
فإذا كانَ الشيخُ الحكميُّ قد قالَ ذلكَ فالقولُ قولُهُ ، لَاسيَّما أنَّ : ( أنْ ) وقعَتْ بعدَ يقِينٍ ، لَكِنْ ـ يا أخِي ـ لِساني لا يُطاوِعُني ، ولا أدري لم ، ثمَّ إنَّ التقييدَ لا شيءَ فيه ،
هَذا ، وجزَاك اللهُ خَيْرًا على التنبيهِ ، وأرجو أنْ تظلَّ معي حتَّى نفرغَ مِنْ هذا العملِ ، والسَّلام .
رد: ضبط : سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي
فَصْلٌ : في انقسام التَّوحِيدِ إِلَى نَوْعَيْنِ ،
وَبَيَانُ النَّوْعِ الْأَوَّلِ ، وَهُوَ تَوْحِيدُ الْمَعْرِفَةِ وَالْإِثْبَاتِ
24 ـ أَوَّلُ وَاجِبٍ عَلَى الْعَبِيدِ ... مَعْرِفَةُ الرَّحْمَنِ بِالتَّوْحِيدِ
25 ـ إِذْ هُوَ مِنْ كُلِّ الْأَوَامِرْ أَعْظَمُ ... وَهُوَ نَوْعَانِ أَيَا مَنْ يَفْهَمُ
26 ـ إِثْبَاتُ ذَاتِ الرَّبِّ جَلَّ وَعَلَا ... أَسْمَائِهِ الْحُسْنَى صِفَاتِهِ الْعُلَى
27 ـ وَأَنَّهُ الرَّبُّ الْجَلِيلُ الْأَكْبَرُ ... الْخَالِقُ الْبَارِئُ وَالْمُصَوِّرُ
28 ـ بَارِي الْبَرَايَا مُنْشِئُ الْخَلَائِقِ ... مُبْدِعُهُمْ بِلَا مِثَالٍ سَابِقِ
29 ـ الْأَوَّلُ الْمُبْدِي بِلَا ابْتِدَاءِ ... وَالْآخِرُ الْبَاقِي بِلَا انْتِهَاءِ
30 ـ الْأَحَدُ الْفَرْدُ الْقَدِيرُ الَأَزَلِي ... الصَّمَدُ الْبَرُّ الْمُهَيْمِنُ الْعَلِي
31 ـ عُلُوَّ قَهْرٍ وَعُلُوَّ الشَّانِ ... جَلَّ عَنِ الْأَضْدَادِ وَالْأَعْوَانِ
32 ـ كَذَا لَهُ الْعُلُوُّ وَالْفَوْقِيَّه ْ ... عَلَى عِبَادِهِ بِلَا كَيْفِيَّهْ
33 ـ وَمَعَ ذَا مُطَّلِعٌ إلَيْهِمْ ... بِعِلْمِهِ مُهَيْمِنٌ عَلَيْهِمْ
34 ـ وَذِكْرُهُ لِلْقُرْبِ وَالْمَعِيَّةِ ... لَمْ يَنْفِ لِلْعُلُوِّ وَالْفَوْقِيَّة ِ
35 ـ فَإِنَّهُ الْعَلِيُّ فِي دُنُوِّهِ ... وَهْوَ الْقَريِبُ جَلَّ فِي عُلُوِّهِ
36 ـ حَيٌّ وَقَيُّومٌ فَلَا يَنَامُ ... وَجَلَّ أَنْ يُشْبِهَهُ الْأَنَامُ
37 ـ لاَ تَبْلُغُ الْأَوْهَامُ كُنْهَ ذَاتِهِ ... وَلَا يُكَيِّفُ الْحِجَا صِفَاتِهِ
38 ـ بَاقٍ فَلَا يَفْنَي وَلَا يَبِيدُ ... وَلَا يَكُونُ غَيْرُ مَا يُرِيدُ
39 ـ مُنْفَرِدٌ بِالْخَلْقِ وَالْإِرَادَهْ ... وَحَاكِمٌ جَلَّ بِمَا أَرَادَهْ
40 ـ فَمَنْ يَشَأْ وَفَّقَهُ بِفَضْلِهِ ... وَمَنْ يَشَأْ أَضَلَّهُ بِعَدْلِهِ
41 ـ فَمِنْهُمُ الشَّقِيُّ وَالسَّعِيدُ ... وَذَا مُقَرَّبٌ وَذَا طَرِيدُ
42 ـ لِحِكْمَةٍ بَالِغَةٍ قَضَاهَا ... يَسْتَوْجِبُ الْحَمْدَ عَلَى اقْتِضَاهَا
43 ـ وَهْوَ الَّذِي يَرَى دَبِيبَ الذَّرِّ ... فِي الظُّلُمَاتِ فَوْقَ صُمِّ الصَّخْرِ
44 ـ وَسَامِعٌ لِلْجَهْرِ وَالْإِخْفَاتِ ... بِسَمْعِهِ الْوَاسِعِ لِلْأَصْوَاتِ
45 ـ وَعِلْمُهُ بِمَا بَدَا وَمَا خَفِي ... أَحَاطَ عِلْمًا بِالْجَليِّ وَالْخَفِي
46 ـ وَهْوَ الْغَنِي بِذَاتِهِ سُبْحَانَهُ ... جَلَّ ثَنَاؤُهُ تَعَالَى شَانُهُ
47 ـ وَكُلُّ شَيْءٍ رِزْقُهُ عَلَيْهِ ... وَكُلُّنَا مُفْتَقِرٌ إِلَيْهِ
رد: ضبط : سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي
تنبيهاتٌ
أ ـ سَكَّنْتُ رَاءَ كَلمَةِ : ( الأوَامرْ ) في قوْلِهِ :
25 ـ إِذْ هُوَ مِنْ كُلِّ الْأَوَامِرْ أَعْظَمُ ... وَهُوَ نَوْعَانِ أَيَا مَنْ يَفْهَمُ
للضَّرورةِ ، حيْثُ إنَّ إظهارَ عَلامةِ الجرِّ الَّتي هِي هُنا الكسرةُ يحيلُ مستفعلنْ إلى مُتفاعلنْ .
ب ـ ما قلتُه في قوْلِهِ :
18 ـ لِكَيْ بِذَا العَهْدِ يُذَكِّرُوهُمْ ... وَيُنْذِرُوهُمْ وَيُبَشِّرُوهُم ْ
يقالُ في قولِهِ :
33 ـ وَمَعَ ذَا مُطَّلِعٌ إلَيْهِمْ ... بِعِلْمِهِ مُهَيْمِنٌ عَلَيْهِمْ
أيْ يجُوزُ أنْ نقولَ :
33 ـ وَمَعَ ذَا مُطَّلِعٌ إلَيْهِمُ ... بِعِلْمِهِ مُهَيْمِنٌ عَلَيْهِمُ
ج ـ آثرْتُ السَّلامةَ على القطْعِ في قوْلِهِ :
34 ـ وَذِكْرُهُ لِلْقُرْبِ وَالْمَعِيَّةِ ... لَمْ يَنْفِ لِلْعُلُوِّ وَالْفَوْقِيَّة ِ
35 ـ فَإِنَّهُ الْعَلِيُّ فِي دُنُوِّهِ ... وَهْوَ الْقَريِبُ جَلَّ فِي عُلُوِّهِ
لأنَّهُا الأصْلُ ، ولا يترتَّبُ عليْها اخْتِلافُ المجرَى ، فكانَتِ الأفْضلَ ، أمَّا في قوْلِهِ :
32 ـ كَذَا لَهُ الْعُلُوُّ وَالْفَوْقِيَّه ْ ... عَلَى عِبَادِهِ بِلَا كَيْفِيَّهْ
فالْوَاجِبُ الْقَطْعُ بالتَّقْيِيدِ وإلا اخْتَلفَ المجْرى وَكانَ الإقواءُ
هَذا ، واللهُ الموفِّقُ ، والسَّلام .
رد: ضبط : سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود محمد محمود مرسي
تنبيهاتٌ
أ ـ سكَّنْتُ راءَ كلمةِ : ( الأوامرْ ) في قوله :
25 ـ إِذْ هُوَ مِنْ كُلِّ الْأَوَامِرْ أَعْظَمُ ... وَهُوَ نَوْعَانِ أَيَا مَنْ يَفْهَمُ
للضرورة ، حيثُ إن نصب الكلمة يحيل مستفعلن إلى متفاعلن .
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل
فما رأيكم في الوجه الذي اخترته هنا:
http://www.alukah.net/Sharia/0/30089/
[ إذْ هُوَ مِن كلِّ الأوامرَ ٱعْظمُ ............. وهُو نوعانِ أَيَا مَنْ يَفْهَمُ ]
بنقل حركة الهمزة.
رد: ضبط : سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود محمد محمود مرسي
لَاسيَّما أنَّ : ( أنْ ) وقعَتْ بعدَ يقِينٍ ، لَكِنْ ـ يا أخِي ـ لِساني لا يُطاوِعُني ، ولا أدري لم ، ثمَّ إنَّ التقييدَ لا شيءَ فيه.
أستاذنا، وفقكم الله.
أود السؤال مستفهما:
هل ( أنْ ) واقعة في ذلك البيت في حيز اليقين؟
لأني أراها في حيز الشهادة، والله أعلم.
رد: ضبط : سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك العوضي
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل
فما رأيكم في الوجه الذي اخترته هنا:
http://www.alukah.net/sharia/0/30089/
[ إذْ هُوَ مِن كلِّ الأوامرَ ٱعْظمُ ............. وهُو نوعانِ أَيَا مَنْ يَفْهَمُ ]
بنقل حركة الهمزة.
أستاذنا .. النقل إلى الساكن قبل الهمزة هو المشهور.
أما النقل إلى متحرك فثقيل جدًّا أو ضعيف جدًّا.
رد: ضبط : سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي
نعم يا شيخنا الفاضل، هذا من حيث الأصل
ولكني أراه أسهل على لساني وأذني من تسكين الراء.
والبيت فيه ضرورة على كل حال.
فما رأيكم؟
رد: ضبط : سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي
لستُ أهلا للحكم بأي الضرورتين أخفّ.
لكن جوابي جاء سريعًا لأني كنت أعددتُه وقت كلامكم مع أخينا "أبي بكر المحلي" عن: سبع أبحر، وسبعة ابحر.
فهل مُخالفة حكم العدد أخفّ من النقل هناك، والنقل هنا أخف من التسكين؟
رد: ضبط : سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي
أخي في الله وأستاذنا أبا مالك العوضي ،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
فالتسكينُ أولى عندي ؛ لوجودِ المرجِّحِ وهو ارتكاب الأخفِّ ؛ إذ إنَّ حذفَ الحركةِ أولى وأخفُّ من حذفِ الهمزةِ ونقلِ الحركةِ إلى متحركٍ لا ساكنٍ ، ثم إذا نقلْنا الحركةَ أنفتحُ الراء أم نكسرُها ؟ إنَّ الكلمة ـ يا أخي ـ مضافٌ إليه ، التسكينُ أولى ، ومعذرةً إنْ تقدمتُ بين يدي أستاذي وشيخي القارئ المليجي ، والسَّلام
رد: ضبط : سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القارئ المليجي
لستُ أهلا للحكم بأي الضرورتين أخفّ.
لكن جوابي جاء سريعًا لأني كنت أعددتُه وقت كلامكم مع أخينا "أبي بكر المحلي" عن: سبع أبحر، وسبعة ابحر.
فهل مُخالفة حكم العدد أخفّ من النقل هناك، والنقل هنا أخف من التسكين؟
بارك الله فيكم.
أنا قصدتُّ توجيه ما بين يدي في نسختي (سبعة أبحر)، ولعلّ النسخة التي صححها الأستاذ أبو مالك وردت هكذا (سبع أبحر) لا أنه حذف التأنيث اضطرارا.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود محمد محمود مرسي
إذ إنَّ حذفَ الحركةِ أولى وأخفُّ من حذفِ الهمزةِ ونقلِ الحركةِ إلى متحركٍ لا ساكنٍ
يعزينا عن حذف الهمزة حركتها االمنقولة إلى ما قبلها، فهي في تقدير الموجودة.
والله أعلم.
رد: ضبط : سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي
أخي في الله وأستاذنا القارئ المليجي ،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
فاعلمْ ـ يا أخي ـ أنَّ : ( أنْ ) وقعتْ في حَيزِ الشَّهادةِ ، وهِي أيِ الشهادةُ لا تكونُ إلا عنْ علْمٍ ويقِينٍ ؛ ولهذا قالَ الشيخُ ـ رحمهُ اللهُ ـ :
5 ـ وَبَعْدُ: إِنِّي بِالْيَقِينِ أَشْهَدْ ... شَهَادَةَ الْإِخْلَاصِ أَنْ لَا يُعْبَدْ
هذا ، واللهُ أعلمُ ، وأرجُو أَنْ تتابعَني ، والسَّلام .
رد: ضبط : سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم وزادكم علما
أرجو قبول تطفلي على مائدتكم العامرة :
اقتباس:
18 ـ لِكَيْ بِذَا العَهْدِ يُذَكِّرُوهُمْ ... وَيُنْذِرُوهُمْ وَيُبَشِّرُوهُم ْ
يجوز إطلاقُ الرَّويِّ بضمِّ مِيمِ الجمعِ وإشْباعِها ، فيكونُ البيْتُ :
18 ـ لِكَيْ بِذَا العَهْدِ يُذَكِّرُوهُمُ ... وَيُنْذِرُوهُمْ وَيُبَشِّرُوهُم ُ
وهذا حسنٌ في الإنشَادِ ، لكِنْ ما اخْترْتُ أوْلى ؛ لأنَّه الأصْلُ
الأصل في ميم ضمير الجمع أن توصل بواو (أي الضم) مثلما يوصل ضمير
المثنى بالألف(يبشروهما) ويجوز حذف هذه الواو والضمة استخفافا فتسكن الميم.
25 ـ إِذْ هُوَ مِنْ كُلِّ الْأَمُورِ أَعْظَمُ ... وَهُوَ نَوْعَانِ أَيَا مَنْ يَفْهَمُ
أليس ممكنا أن تكون "الأمور" بدل "الأوامر" ؟؟
ولا ضرورة على هذا .
رد: ضبط : سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البازي
25 ـ إِذْ هُوَ مِنْ كُلِّ الْأَمُورِ أَعْظَمُ ... وَهُوَ نَوْعَانِ أَيَا مَنْ يَفْهَمُ
أليس ممكنا أن تكون "الأمور" بدل "الأوامر" ؟
ولا ضرورة على هذا .
أراد الشيخ الناظم-رحمه الله-المشاكلة بين (الواجب) و(الأوامر) جمع أمر على المشهور عند الأصوليين من تفريقهم بين الأوامر والأمور، فيجعلون الأول جمع الأمر الذي هو ضد النهي، والثاني جمعا للأمر بمعنى الشأنِ والحال.
قال-رحمه الله-في شرحه:(إذ حرف تعليل لأولية وجوب معرفة العباد ربهم تبارك و تعالى بالتوحيد (هو من كل الأوامر) جمع أمر و هو خطاب الله عز و جل المتعلق بالمكلفين بصيغة تستدعي الفعل (أعظم) كما أن ضده من الشرك و التعطيل و التمثيل هو أعظم المناهي)اهـ
هذا، وقد قال بعض اللغويين إن (الأمر) الذي هو ضد النهي = يجمع على (أمور) لا غير، ولا يجوز غيره، ولذلك فإني أرى أنّ تعديل الأخ البازي-وفقه الله-أولى وأفضل، وينبغي أن نشبع الراء من (الأمور) للتصريع، فتصبح هكذا:
ري أعظمو = مستفعلن
من يفهمو = مستفعلن
والله أعلم.
رد: ضبط : سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي
إِذْ هُوَ مِنْ كُلِّ الْأَمُورِ أَعْظَمُ ... وَهُوَ نَوْعَانِ أَيَا مَنْ يَفْهَمُ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو بكر المحلي
وينبغي أن نشبع الراء من (الأمور) للتصريع، فتصبح هكذا:
ري أعظمو = مستفعلن
من يفهمو = مستفعلن
والله أعلم.
لماذا التصريع يا شيخنا أبا بكر - أعلى الله قدرك ومقامك ، آآمين - ، لا يحتاج الأمر إلى إشباع الراء في كلمة ( الأمور ) التي اقترحها أخونا الفاضل البازي - حفظه الله - ، فليس هذا من مواطن الإشباع المعروفة ، ولا بأس من دخول الخبن في عروضة وضرب الرجز ، سواء كان مصرعًا أم غير مصرع .
فلمَ نلزم أنفسنا ما لا يلزم ؟
أما قوله :
لِكَيْ بِذَا العَهْدِ يُذَكِّرُوهُمْ ... وَيُنْذِرُوهُمْ وَيُبَشِّرُوهُم ْ
الرأي عندي عدم ضم ميم الجمع في ( يذكروهم ) و ( يبشروهم ) [لئلا تحزن ( وينذروهم ):)]
صحيح أن الأصل ضم الميم (وقد يكون واجبًا) ، وهذا واضح في قراءة ابن كثير مثلًا ، لكن سكون الميم كثير أيضًا ، ولا أرى أن نجمع بين حالتين ، وخاصة في موضع واحد ، ولا توجد ضرورة لهذا ؛ إذ الوزن يستقيم بدون تحريك الميم ، والإنشاد يكون جميلًا بسكون الميم .
لا ينبغي أن نحكم في موضوع علمي باستعمال ذائقتنا الفنية ، فللناس في هذا مذاهب ، بعضهم يعجبه البيت ، وبعضهم لا يعجبه ويجد فيه ثقلًا .
المهم - يا إخوان - سلامة الوزن .
إذا سلم الوزن بأي طريقة كانت السلامة لا شكّ أن الإنشاد ( النبر ، النغم ) سيجبر ما نقص من الصورة الصحيحة التامة للتفعيلات التي تعرضت للزحاف وليس للعلة .
وإذا كنا سنشبع الميم في موضعين ونترك الثالث ، أو نشبع في غير مواضع الإشباع فأنا أقترح أن نشدد الواو في الضمير ( هو ) وهي لغة ذكرها الصبان في حاشيته ، وأظن أن محمد محيي الدين عبد الحميد رحمه الله ذكر لها شاهدًا في تحقيقه على أوضح المسالك ( أرجو التثبت من هذا بارك الله فيكم ) ، والبيت الذي قصدته قول الناظم :
إِذْ هُوَّ مِنْ كُلِّ الْأَمُورِ أَعْظَمُ ... وَهُوَّ نَوْعَانِ أَيَا مَنْ يَفْهَمُ
وهي لهجة نسمعها في كلام أهل مصر حرسها الله من كل سوء . آآآآمين
لكن لا ينبغي ذلك حتى لا نجمع أكثر من لهجة في منظومة واحدة ، ولا توجد ضرورة تدفعنا لمثل هذا .
وبارك الله فيكم
رد: ضبط : سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي
إخواني في الله ،
السَّلام عليكُمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه ، وبعدُ :
فالأصلُ أوِ المعيارُ في الضَّبطِ والتَّحقِيقِ هُو المحافظةُ على ألفاظِ الشَّيخِ الناظمِ وحُروفِهِ ، ولوْ جازَ لنا أنْ نغيَّر أَوْ أَنْ نبدِّلَ فيها لغيَّرْتُ كُلَّ موْضِعٍ لايَرُوقُ لِي ، وَلَكِنْ هَذَا لا يَجُوزُ ، ولَا أرْضَاهُ لنفْسي ولَا لِغيرِي ،
هَذا ، واللهُ الموفِّقُ ، والسلام .