قصيدة (جراح فلسطين) من مجلة رابطة الأدب الإسلامي
جراح فلسطين
أأهـمـسُ في أذنيكَ ,أم أنتَ تعـلمُ
بأن لـهـيباً في الحشا يتـضـرّمُ ؟
وأن عيونَ الـشعر تـهمـي كئـيبةً
وأن القوافـي مـيمُهـا تتألّـمُ ؟
وأنـيَ دبّـجتُ الـمـآسي قصيدةً
مُطَلسَمَةً, والبؤسُ فيهـا يُترجـمُ ؟
وحاولـتُ أن أخفي عن الجفن عَبرتي
وحزناً دفيناً في فؤاديَ يَـجْـثُـمُ
ولكنّ دمعَ القلب يجـري بـمقلتـي
وأظهرُ ما أُخفي, فكيف سـأكتمُ ؟
أرى الـمسجد الأقصى يئِنُّ لما به
وقـام خـطيباً في الورى يتكـلّمُ:
لماذا أرى رأس الـعـروبة مُـطرِقاً
وعينيَ تـرنو للهـوان, فـتسـأَمُ ؟
فعذراً رسـولَ الله! مسراك دنّسـوا
وشِرْذِمَةُ الأوغادِ في القـدس خيّموا
وعذراً نبـيَّ الله عـيسى بنَ مـريمٍ
ففي مـهدك اليومَ اليهودُ تحكّمـوا
وعفواً صلاحَ الدين مني, فبـعضُنا
غدا اليـومَ عـن حِطّينِنا يستفهمُ ؟
فيا عُرْبُ: هل أنتم خلائفُ خالدٍ؟
ويا قومُ: هل أحـفادُ حيدرَ أنـتمُ؟
ولكننـي يـوما سـأرنو لـخيلنا
تـحاكي الثريا في سـماها تُحَوِّمُ
فبالصدر منا ألـفُ بركـانِ عـزةٍ
نفـجّـرها بـرقـاً, ورعداً يُزمزِمُ
وبالعزم والإيـمان تشرق شـمسُنا
ويبزُغ فجرُ النصر, والليلُ يُـحـرِمُ
سنبنـي جـبالَ المجد, والنّجمُ أُسُّها
وما يُبْتنى فـوق السُّـهـا لا يُهدَّمُ
أرى جبروتَ الـمعـتدين سينحني
ويشربُ كأس الذل, والـذل علقمُ
أمام صغـيرٍ, كـفُّه تُرهـب العدا
فبُوركت ذي الكفُّ, وحييتَ مِعْصمُ
صغيرٌ, وأحـجـارٌ أمـام جيوشهم
وأحجـارُه دوَّت, وليس لـهـا فمُ
حلالٌ لهُ رفعُ الـجـبين مدى المدى
ولكنْ على الأعداء هذا مُـحَــرَّمُ
وما تلك أحـلامٌ تجولُ بـخـاطري
وليس خـيـالاً , أو أنـا أتـوهّمُ
أتدري بأن النصـرَ آتٍ وقـدسُنا
ستـصـدَحُ أطـيارٌ بـهـا وتُنَغِّمُ ؟
وأنـي بـها صـبٌّ مشوقٌ ومُغرمٌ
وعند منامي, فـي سنا القـدسِ أحلُمُ
أعانق طيـفَ القدسِ فـي كل ليلة
كما عـانـق البيتَ الحرامَ الـمُتـيَّمُ
وأدعو إلـهي أن أمـوتَ بـأرضها
شهيداً, ومنـهـا فـي الجـنان أُنعَّمُ
الشيخ الشاعر مصطفى قاسم عباس من موقع رابطة الأدب الإسلامي
http://www.adabislami.org/magazine/2011/03/201/21
رد: قصيدة (جراح فلسطين) من مجلة رابطة الأدب الإسلامي
كثرت جراح الأمة ... يا الله
جزاكم الله خيرا .
رد: قصيدة (جراح فلسطين) من مجلة رابطة الأدب الإسلامي
رد: قصيدة (جراح فلسطين) من مجلة رابطة الأدب الإسلامي