وما يُشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون
مباحث في القراءات وفي اللغة
قال تعالى في سورة الأنعام:
((وما يُشعِرُكم أنَّها إذا جاءتْ لا يُؤمنون)).
= أوَّلا بالنسبة لهمزة "أنَّها" المفتوحة، قرأ بِكسرِها: ابنُ كثير وأبو عمرو بِلا خلافٍ، وأبو بكرٍ عن عاصمٍ بِخلاف.
قال الشاطبي:
.... .... ..... وَاكسِرَ انَّها * * * حِمى صَوبِهِ بِالخُلف دَرَّ وأوْبلا
= ويَحسن بِمن كسر الهمزة أن يقف على "يُشعركم".
وقد روَوا عن ابْنِ كَثِيرٍ نَصًّا أَنَّهُ كان يَقُولُ: إِذا وَقَفْتُ فِي القُرْآنِ على قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ)، وعلَى قَوْلِهِ: (وَمَا يُشْعِرُكُمْ)، وَعَلَى (إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ) لَمْ أُبَالِ بَعْدَهَا وَقَفْتُ أَمْ لَمْ أَقِفْ.
= ويحسُن بمن فتح الهمزة أن يصِل.
= وممَّا ورد في فتْح الهمْزة من التفسير والتوجيه أنَّ "أنَّها" بمعنى لعلَّها.
قال ابن يعيش: وقد تستعمل "أنَّ" المفتوحة بمعنى "لعلَّ"؛ يقال: إيت السوق أنك تشتري لنا كذا، أي: لعلك، وقيل: وفي قوله تعالى: ((وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون)) على "لعلها"، ويؤيد ذلك قراءة أُبيٍّ: "لعلها".
= قوله تعالى: ((لا يؤمنون)).
قرأ بالخطاب "لا تؤمنون" ابن عامر وحمزة، والباقون بالغيب.
قال الشاطبي:
وخاطَبَ عما يعملون كما فشا
(يُتبع)
رد: وما يُشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون
هذه أول آية ناقشها وأزال إشكالها شيخ الاسلام ابن تيمة رحمه الله في تفسير آيات أشكلت على كثير من العلماء فمن أراد الفائدة فليرجع إلى هذا الكتاب. وشكرا
رد: وما يُشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون
رد: وما يُشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون
وأما إمالة "جاءت"..
فيميلها حمزة وابن ذكوان.
والفعل "جاء" من أفعالٍ عشَرة ثلاثيَّة يُميل حمزةُ الألفَ التي هي عينٌ فيها.
ويوافقُه غيره في بعضها.
قال الإمام الشاطبي:
وكيفَ الثُّلاثي غيرَ زاغَتْ بِماضيٍ * * * أمِلْ خابَ خافُوا طابَ ضاقَتْ فَتُجْمِلا
وحاقَ وزاغُوا جاءَ شاءَ وزادَ فُز * * * وجاءَ ابنُ ذكوانٍ وفي شاءَ مَيَّلا
فزادَهُم الأُولى وفي الغَيْرِ خُلْفُه * * * وقُل صُحبةٌ بَل رانَ واصْحَبْ مُعَدَّلا
فالأفعال العشرة
خاب - خاف - طاب - ضاق - حاق - زاغ - جاء - شاء - زاد - ران.
فيميل حمزة هذه الأفعال كلَّها كيف جاءت من الثلاثي - ماضيًا - مادام الألف موجودًا، باستثناء كلمة "زاغت".
ويوافقه ابن ذكوان في "جاء" و "شاء" و "فزادهم الله مرضًا".
واختلف عن ابن ذكوان في "زاد" في باقي القرآن.
ووافق حمزةَ الكسائي وشعبة في "ران".
والله أعلم.
رد: وما يُشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون
السلام عليكم
شكرا لك على الافادة لكن ابن تيمية رحمه الله تعالى قد سبقه الى هذا القول كثير من الائمة وانما هو زاد عليه اشياء و دائما الاول له فضل السبق و رحم الله الجميع
والسلام عليكم