سؤال عن صحة فتوى أبي هريرة
ما صحة هذه القصة بارك الله فيكم فأنا لم أقف على إسناد لها سوى هذا
في كتاب تنبيه الغافلين للسمرقندي :
حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْفَرَّاءُ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ , بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ , قَالَ: خَرَجْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ بَعْدَمَا صَلَّيْتُ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا أَنَا بَامْرَأَةٍ مُنْتَقِبَةٍ قَائِمَةٍ عَلَى الطَّرِيقِ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، إِنِّي قَدِ ارْتَكَبْتُ ذَنْبًا عَظِيمًا، فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقُلْتُ: وَمَا ذَنْبُكِ؟ قَالَتْ: إِنِّي زَنَيْتُ وَقَتَلْتُ وَلَدِي مِنَ الزِّنَى، فَقُلْتُ لَهَا: هَلَكْتِ وَأَهْلَكْتِ، وَاللَّهِ مَا لَكِ مِنْ تَوْبَةٍ.
قَالَ، فَشَهِقَتْ شَهْقَةً وَخَرَّتْ مَغْشِيًّا عَلَيْهَا وَمَضَيْتُ، وَقُلْتُ: فِي نَفْسِي أُفْتِي وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ امْرَأَةً اسْتَفْتَتْنِي الْبَارِحَةَ فِي كَذَا وَكَذَا، وَإِنِّي أَفْتَيْتُهَا بِكَذَا وَكَذَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أَنْتَ وَاللَّهِ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ هَلَكْتَ وَأَهْلَكْتَ.
إلى آخر الحديث الطويل
رد: سؤال عن صحة فتوى أبي هريرة
رد: سؤال عن صحة فتوى أبي هريرة
الحديث أخرجه ابن جرير في تفسيره والعقيلي في الضعفاء وأخرجه نصر بن محمد في تنبيه الغافلين .
قال ابن جرير :حَدَّثَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ عُمَيْرٍ ، قَالَ : ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، قَالَ : ثنا عِيسَى بْنُ شُعَيْبِ بْنِ ثَوْبَانَ ، مَوْلًى لِبَنِي الدِّيلِ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ عَنْ فُلَيْحٍ الشَّمَّاسِ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : " صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِصلى الله عليه وسلمالْعَتَمَة، ثُمَّ انْصَرَفْتُ، فَإِذَا امْرَأَةٌ عِنْدَ بَابِي، ثُمَّ سَلَّمْتُ، فَفَتَحْتُ وَدَخَلْتُ فَبَيْنَا أَنَا فِي مَسْجِدِي أُصَلِّي، إِذْ نَقَرَتِ الْبَابَ، فَأَذِنْتُ لَهَا، فَدَخَلَتْ، فَقَالَتْ : إِنِّي جِئْتُكَ أَسْأَلُكَ عَنْ عَمَلٍ عَمِلْتُ ؛ هَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَتْ : إِنِّي زَنَيْتُ وَوَلَدْتُ، فَقَتَلْتُهُ، فَقُلْتُ : لا، وَلا نُعْمَةَ الْعَيْنِ وَلا كَرَامَةَ.فَقَا َتْ وَهِيَ تَدْعُو بِالْحَسْرَةِ وتَقُولُ : يَا حَسْرَتَاهُ، أَخُلِقَ هَذَا الْحُسْنُ لِلنَّارِ؟ قَالَ : ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِصلى الله عليه وسلم الصُّبْحَ مِنْ تِلْكَ اللَّيْلَةِ، ثُمَّ جَلَسْنَا نَنْتَظِرُ الإِذْنَ عَلَيْهِ، فَأَذِنَ لَنَا، فَدَخَلْنَا ثُمَّ خَرَجَ مَنْ كَانَ مَعِي وَتَخَلَّفْتُ، فَقَالَ : " مَا لَكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَلَكَ حَاجَةٌ " .؟ فَقُلْتُ لَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّيْتُ مَعَكَ الْبَارِحَةَ ثُمَّ انْصَرَفْتُ، وَقَصَصْتُ عَلَيْهِ مَا قَالَتِ الْمَرْأَةُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : " مَا قُلْتَ لَهَا "؟ قَالَ : قُلْتُ لَهَا : لا وَاللَّهِ وَلا نُعْمَةَ الْعَيْنِ وَلا كَرَامَةَ.فَقَا َ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : بِئْسَ مَا قُلْتَ، أَمَا كُنْتَ تَقْرَأُ هَذِهِ الآيَةَ :( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ ......إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا ).فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَخَرَجْتُ فَلَمْ أَتْرُكْ بِالْمَدِينَةِ حِصْنًا وَلا دَارًا إِلا وَقَفْتُ عَلَيْها، فَقُلْتُ : إِنْ تَكُنْ فِيكُمُ الْمَرْأَةُ الَّتِي جَاءَتْ أَبَا هُرَيْرَةَ اللَّيْلَةَ، فَلْتَأْتِنِي وَلْتُبْشِرْ.فَ َمَّا صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْعِشَاءَ، فَإِذَا هِيَ عِنْدَ بَابِي، فَقُلْتُ : أَبْشِرِي، فَإِنِّي دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ فَذَكَرْتُ لَهُ مَا قُلْتِ لِي، وَمَا قُلْتُ لَكِ، فَقَالَ : " بِئْسَ مَا قُلْتَ لَهَا، أَمَا كُنْتَ تَقْرَأُ هَذِهِ الآيَةَ "؟ فَقَرَأْتُهَا عَلَيْهَا فَخَرَّتْ سَاجِدَةً، فَقَالَتِ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ مَخْرَجًا وَتَوْبَةً مِمَّا عَمِلْتُ، إِنَّ هَذِهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا حُرَّانِ لِوَجْهِ اللَّهِ، وَإِنِّي قَدْ تُبْتُ مِمَّا عَمِلْتُ " وقد تابع عَبْدَ الْكَرِيمِ بْنَ عُمَيْرٍ محمدُ بنُ إسماعيل الصائغ في الضعفاء للعقيلي
والحديث لا يصح لأن عِيسَى بْنَ شُعَيْبِ قال فيه ابن حجر : فيه لين . اهـ ولم يتابع عليه
وفليح لم يوثقه أحد غير أن ابن حبان ذكره في الثقات
رد: سؤال عن صحة فتوى أبي هريرة
ثم وجدت ما يلي :
أورده ابن الجوزي في الموضوعات وقال : قال العقيلى: عيسى ابن شعيب عن فليح لا يتابع على حديثه هذا، وعبيد بن أبى عبيد مجهول، وقال ابن حبان: عيسى متروك. اهـ
وقال الذهبي في تلخيصه : فيه عيسى بن شعيب واه عن فليح عن عبيد بن ابي عبيد عن أبي هريرة والحديث في كتاب العقلي عن محمد بن إسماعيل الصائغ عن إبراهيم بن المنذر عنه . اهـ
وفي تنزيه الشريعة المرفوعة لابن عراق : ولا يصح انفرد به عيسى بن شعيب بن ثوبان وهو ضعيف وفيه عبيد بن أبي عبيد مجهول . اهـ
قال محقق الكتاب : ليس في هذا ما يقتضي الحكم على الحديث بالوضع وعيسى قال فيه الحافظ ابن حجر في التقريب فيه لين واصطلاح الحافظ في التقريب أن يعبر بهذه العبارة فيمن ليس له من الحديث إلا القليل ولم يثبت فيه ما يترك حديثه من أجله ولم يتابع على حديثه وعبيد بن أبي عبيد ذكر الحافظ في لسان الميزان أنه روى عنه عاصم ابن عبيد الله والراوي عنه في هذا الخبر فليح فقد زالت جهالة عينه وبقيت جهالة حاله فيكون مستورا لكن الذهبي صرح في الميزان بأن الخبر موضوع والله تعالى أعلم . اهـ
رد: سؤال عن صحة فتوى أبي هريرة